الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منها ويبين معناها، ويذكر بعض من عُرِف بها. وهذا الثاني هو موضوعنا. قال ابن الأثير في خطبة "اللباب" في ذِكْر هذا الفن:"هو ممّا يحتاج طالب العلم إليه، ويضطر الراغب في الأدب والفضل إلى التعويل عليه، وكثيرًا ما رأيت نسبًا إلى قبيلة أو بطن أو جد أو بلد أو صناعة أو مذهب أو غير ذلك، وأكثرها مجهول عند العامّة غير معلوم عند الخاصة، فيقع في كثير منه التصحيف، ويكثر الغلط والتحريف".
*
التأليف فيه:
أول ما يمكن أن يُعدّ من كتبه في الجملة كتاب (مختلف [أسماء] القبائل ومؤتلفها) لمحمد بن حبيب البغدادي (-245)، وقد ذكرته في مقدمة "الإكمال"، وهذا أوّل فصل منه:"في الأزد حُدان [بضم الحاء] ابن شمس بن عَمرو بن غَنْم بن غالب (في النسخة: خالد) بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. وفي تميم حَدان [بفتح الحاء] بن قُريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم. وفي ربيعة جَدّان [بفتح الجيم ودال مشدّدة] بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وفي أسد بن خزيمة خدّان [بخاء معجمة من فوق ودال مشددة] بن عامر بن هر بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد. وفي هَمْدان ذو حَُدان [بفتح المهملة وضمها] بن شراحيل بن ربيعة بن جُشَم بن حاشد بن جُشم بن خيوان بن نوف بن أوْسَلة وهو هَمْدان".
نعم إنّ هذا ليس على الطريقة التي عرفنا بها الفن، لكنّه يفيد في تصحيح النِّسَب وإثباتها باستنباط قريب، فمن عرفنا أنّه خَداني عرفنا أنّه
ربعي وأسدي وغير ذلك، ومن عرفنا أنّه من أسد بن ربيعة ووجدنا في صفته "الجاني" عرفنا أنّ الصواب "الخُداني" وإذا وجدنا في وصف رجل محققًا "الجداني" بالجيم، أو "الخداني" بالمعجمة، أو "الحداني" بالمهملة، ووجدنا في وصفه أيضًا "الأسدي" فإننا نعلم في الأول أنّ "الأسَدي" بفتح السين وأنّها إلى أسد بن ربيعة، وفي الثاني بالفتح أيضًا وأنها إلى أسد بن خزيمة، وفي الثالث بسكون السين، وأنّها نسبة إلى الأسْد لغة في الأزْد، وقِسْ على هذا. وعلى كل حال، فإذا صحّ عدّه في كتب الفن فهو في ضرب خاص كما لا يخفى.
ثم تلاه الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري (332 - 409) ألّف فيه كتابه في "مشتبه النسبة"، وهو ضرب خاصّ من هذا الفنّ أيضًا، وتلاه جماعة كما بينته في مقدمة "الإكمال".
وألّف الحافظ محمد بن طاهر المقدسي (448 - 507) كتاب "الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة في النقط" وقد طُبع ولم أره، وهو في ضرب خاصّ أيضًا.
وثَمَّ ضرب خاصّ رابع يذكره أهل المصطلح وهو (المنسوبون على خلاف الظاهر) أي: مثل (التيمي) وليس من بني تَيْم، ولكنّه جاورهم، و (الحذّاء) ولم يكن من الحذَّائين، ولكن جالسهم، ونحو ذلك.
وأوّل
(1)
مؤلِّف في مطلق النسبة أعْلَمُه هو أبو محمد عبد الله بن
(1)
قيل: أول من ألّف في الأنساب عند العرب: هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المتوفى 124 هـ وأنه بدأ بكتاب في " نسب قومه" ولم يتمه، ثم ألّف أبو اليقظان سُحيم بن حفص الأخباري المتوفى سنة 190 كتبًا، منها كتاب "النسب الكبير" و"نسب خندف وأخبارها"، ثم مؤرّج بن عَمرو السدسي المتوفى سنة 195 هـ كان يؤلّف في الأنساب فيضع كتابًا عن " نسب قريش" وآخر عن "جماهير القبائل"، وكان في الكوفة هشام بن محمد الكلبي المتوفى سنة 204 هـ، ترك في الأنساب كتابًا ضخمًا اسمه "النسب الكبير" أو "جمهرة النسب". ثم تتابع التأليف في الأنساب بعد ابن الكلبي ــ انظر مقدمة "كتاب حذف من نسب قريش لمؤرج بن عمرو السدوسي" نشره الدكتور صلاح الدين المنجد وطبع في القاهرة سنة 1960 م. وقد طبع "كتاب نسب قريش" لأبي عبد الله المصعب بن عبد الله بن المصعب الزبيري المتوفى 236 في دار المعارف بمصر سنة 1953 م. [المؤلف].
علي بن عبد الله الرُّشاطي (466 - 542) ألّف كتابه "اقتباس الأنوار" توجد من مختصره لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الإشبيلي نسخة ناقصة في مكتبة الأزهر، واختصره أيضًا مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم البُلبيسي (728 - 802) وسمّى مختصره (القبس)، ثم جمع بين هذا المختصر وبين "لباب ابن الأثير"، وعندي نسخة مصوّرة من نسخة هذا الجامع، وهي بخط مؤلفه، وقد شرحتُ بعض حالها في مقدمة "الإكمال". وفي خطبته: "
…
وبعد فإنّي لمّا اختصرت كتاب أبي محمد الرُّشاطي وسميته "القبس"، واستعنتُ على ضبط بعض الأسماء وأكثر الأنساب بكتاب "اللباب" لأبي الحسن ابن الأثير الجزري رحمهما الله، وجدتهما قد اجتمعا على تراجم، وانفرد كل منهما بأخرى
(1)
، وإذا اجتمعا على ترجمة تارة يتفقان على من سمّي فيها وتارة يختلفان
…
وكلّ من الكتابين محتاج إليه ومُعوّل في هذا الفن عليه، فأحببت أن أجمع بينهما ليستغني الناظر في هذا الكتاب عن النظر في كتابين كبير حجمهما". هذا آخر الموجود من الخطبة وسقط باقيها من
(1)
الأصل: "بآخر".