الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(11)
مقدمة
"كشف المُخدَّرات والرياض المزهرات
شرح أخصر المختصرات"
لزين الدين البعلي الدمشقي
(ت 1192)
بسم الله الرحمن الرحيم
بيانٌ من ناسخ الكتاب ومصحّح أصله
أحسن الله إليه
كان قد عُهِد بواسطتي إلى بعض الفضلاء بنسخ كتاب "كشف المخدَّرات والرياض المزهرات شرح أخصر المختصرات" في الفقه على مذهب إمام السنة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، عن نسخة محفوظة بمكتبة الحرم المكي، فابتدأ ذلك الفاضل في النسخ قليلاً ثم أحجم وطالت المدةُ، وتبين إعراضه عن القيام بما التزمه، فرأيتُ أن أقوم بنسخ الكتاب.
ولما شرعت فيه وجدت النسخة مكتوبة بالقلم الفارسي الهندي المسمى "نسخ تعليق"، وكاتبها أعجمي غريب عن اللغة العربية، فاستقبلني فيها من الخلل والتصحيف والتحريف ما منعني الاقتصار على النسخ الصوري، وألزمني القيام بإصلاح ما يتضح حاله مع التنبيه على ما في الأصل.
هذا، وعنوان الكتاب في لوح الأصل هكذا: "كشف المخدَّرات ورياض (صوابه: الرياض ــ كما في الخطبة) المزهرات شرح أخصر المختصرات لمحمد بن بدر الدين بن عبد القادر بن بلبان
…
". والذي لمحمد بن بدر الدين هو المتن "أخصر المختصرات" كما في الخطبة وغيرها، فأما الشرح فلم يسم مؤلفه، وقد كتب بعض الأفاضل بالمرسمة: "الشرح المذكور للشيخ الإمام محمد الخلوتي تلميذ الشيخ منصور رحمه الله تعالى" كذا بلا ذكر مستند، والشيخ محمد الخلوتي معاصر لابن بلبان
مات بعده بخمس سنين فقط، ولم يذكر صاحب "المدخل" أن له شرحًا على أخصر المختصرات، وله ترجمة في "مختصر طبقات الحنابلة" لمحمد جميل الشطي ولم يذكر فيها ذلك، ويدفعه أن في هذا الشرح في فصل شروط الغسل ما لفظه: "قال الخلوتي في حاشيته على المنتهى
…
" والخلوتي صاحب الحاشية على المنتهى هو الشيخ محمد المذكور، ويمتنع أن يحكي الإنسان عن نفسه بمثل هذا اللفظ.
نعم هناك خلوتي آخر هو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد البعلي له شرح على أخصر المختصرات كما في "المدخل" وفي "مختصر طبقات الحنابلة" ص 133 ولفظ الأخير "اطلعت عندنا على شرح لصاحب الترجمة على كتاب أخصر المختصرات
…
" ولم يذكرا ــ ولا أحدهما ــ اسم الشرح
(1)
.
وقد طبع متن أخصر المختصرات بالمطبعة الماجدية بمكة سنة 1332 عن "نسخة بخط الفاضل المرحوم الشيخ خلف بن إبراهيم مفتي الحنابلة بمكة المشرفة سابقًا" هكذا على لوح المطبوع وعليه أيضًا "قد شرحه العلامة الشيخ عثمان بن جامع النجدي أصلاً قاضي البحرين بشرح جامع مبسوط في مجلد ضخم نحو خمسين كراسًا". ولم يذكر أيضًا اسم الشرح.
(1)
نعم لم يذكره الشيخ عبد القادر بدران في كتابه (المدخل) ص 228 ولكنه ذكره في المقدمة الثالثة ص 8 من (أخصر المختصرات) الذي طبع في دمشق بتعليقاته سنة 1339، وقد اعتمد في هذه التعليقات على (كشف المخدَّرات) وذكره باسمه وعزاه إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد البعلي ثم الدمشقي. ونحن قد سمينا (كشف المخدَّرات) ومؤلفه في طبعتنا لأخصر المختصرات سنة 1370 عند كتابتنا ترجمة الشمس البلباني رحمه الله (محب الدين الخطيب).
أما عملي في الإصلاح فكما يأتي:
1 -
الشرح ممزوج بالمتن، وهما في الأصل مكتوبان بنمط واحد إلا أنه اعتمد بتعيين كلمات المتن بوضع خط أحمر على العبارة أو الكلمة، ولكنه وقع الخلل في هذه الخطوط، فكثيرًا ما تُهمل وكثيرًا ما تُجعل على عبارات أو كلمات من الشرح، وأنا وضعت كلمات المتن وعباراته بين قوسين هكذا (
…
) والتزمت مقابلة المتن المطبوع حرفيًّا
(1)
، ونبهت على المواضع التي يكون فيها ما في الأصل محتملًا.
2 -
لكثرة ما في الأصل من اشتباه وتصحيف وتحريف التزمت مع مقابلة المتن المطبوع مراجعة الكتب الموجودة في المكتبة في الفقه الحنبلي، ولاسيما المنتهى بشرحه والإقناع بشرحه، فإنّ شارحنا لا يكاد يخرج عنهما ويساير هذا تارة وهذا أخرى، فحيث يقع الخلاف ويكون ما في الأصل محتملًا أبقيه وأنبه في الحاشية على ما خالفه، وحيث يتضح أن ما في الأصل غلط أنبه عليه في الحاشية وأثبت في الصلب ما هو الصواب وأبين مرجعه، فأكتب عليه بالمرسمة الحمراء "مط" أعني المتن المطبوع. أو "منتهى" أو "شرح المنتهى" أو "إقناع" أو "كشاف" أريد بهذا كشاف القناع شرح الإقناع إلى غير ذلك، إلا المواضع التي يكون خطأ ما في الأصل فيها بغاية الوضوح، ومعرفة الصواب بعينه واضحة، فإني أثبت الصواب، ولا ألتزم استيعابها بالتنبيه على ما وقع في الأصل لكثرة ذلك
(1)
أي المطبوع بالمطبعة الماجدية بمكة. [المؤلف].
وضآلة فائدة التنبيه. وقد نبهت على كثير منه كما ستراه
(1)
.
3 -
وقع في الأصل مواضع من سقط يختلّ به الكلام واستدركته من المتن المطبوع
(2)
أو غيره وجعلته بين حاجزين هكذا [
…
] وأبين مصدره.
ولا أقول: إني حققت الكتاب ولا صححته، وإنما قمت بما تيسر من الإصلاح في الجملة، إذ لم تَطِب نفسي بإهماله.
والله الموفق.
عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
(1)
وهذا الذي نبه عليه حضرة العالم الجليل الشيخ عبد الرحمن المعلمي، وقد ذكر أن التنبيه عليه ضئيل الفائدة، أعرضنا عنه عند الطبع، لأنه من سقطات قلم ناسخ الأصل وهو أعجمي كما علمت. وأبقينا ما في التنبيه عليه فائدة علمية. والحق أن الأستاذ المعلمي خدم الشرح بصبر وبصيرة لأن تصحيح كتب العلم والفقه من العبادة، تقبلها الله منه. (محب الدين).
(2)
ونحن عند الطبع قابلنا المتن على مخطوطة تفضَّل علينا بها حضرة العالم الجليل الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع، وعارضناها بطبعة المطبعة السلفية سنة 1370 وهي مطبوعة على طبعة الشيخ عبد القادر بدران التي نقلها عن خط المؤلف البلباني، وقد ورثها عن جده لأمه الشيخ أحمد بن مصطفى حسين رمضان النعساني المتوفى سنة 1281 كما ذكر ذلك في خطبة تعليقاته على أخصر المختصرات. (محب الدين).