المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فلما سمع الفارياق ذلك أضطرب باله وثار دمه غيظاً وحزناً. - الساق على الساق في ما هو الفارياق

[الشدياق]

فهرس الكتاب

- ‌تنبيه من المؤلف

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌الكتابُ الأوَّل

- ‌إثارة رياح

- ‌انتكاسة حاقية وعمامة واقية

- ‌نوادر مختلفة

- ‌شرور وطنبور

- ‌قسيس وكيس وتحليس وتلحيس

- ‌طعام واِلتهام

- ‌حمار نهاق وسفر وإخفاق

- ‌خان وإخوان وخِوان

- ‌محاورات خانية ومناقشات حانية

- ‌إغضاب شوافن وأنشاب براثن

- ‌الطويل والعريض

- ‌أكلة وأكال

- ‌مقامة

- ‌مقامة في الفصل الثالث عشر

- ‌سرّ الاعتراف

- ‌قصة القسيس

- ‌تمام قصة القسيس

- ‌الثلج

- ‌النحس

- ‌الحس والحركة

- ‌نوح الفارياق وشكواه

- ‌عرض كاتب الحروف

- ‌الفرق بين السوقيين والخرجين

- ‌الكتاب الثاني

- ‌دحرجة جلمود

- ‌سلام وكلام

- ‌انقلاع الفارياق من الإسكندرية

- ‌منصّة دونها غصّة

- ‌وصف مصر

- ‌في لا شيء

- ‌ في وصف مصر

- ‌في أشعار أنه انتهى من وصف مصر

- ‌فيما أشرت إليه

- ‌طبيب

- ‌إنجاز ما وعدنا به

- ‌أبيات سرية

- ‌مقامة مقعدة

- ‌تفسير ما غمض من ألفاظ هذه المقامة ومعانيها

- ‌في ذلك الموضع بعينه

- ‌القسم الأول في تهبئة الجواهر

- ‌القسم الثاني في عمل الحليّ

- ‌القسم الثالث في عمل الطيب واتخاذ المشموم

- ‌القسم الرابع في عمل الآنية والأدوات والمتاع والفرش

- ‌القسم الخامس في عمل الثياب

- ‌رثاء حمار

- ‌ألوان مختلفة من المرض

- ‌دائرة هذا الكون ومركز هذا الكتاب

- ‌معجزات وكرامات

- ‌الكتاب الثالث

- ‌إضرام أتون

- ‌العشق والزواج

- ‌القصيدتان الطيخيّتان

- ‌الثانية

- ‌الأغاني

- ‌‌‌‌‌غيره

- ‌‌‌غيره

- ‌غيره

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌غيره

- ‌‌‌‌‌‌‌غيره

- ‌‌‌‌‌غيره

- ‌‌‌غيره

- ‌غيره

- ‌العدوى

- ‌التورية

- ‌سفر وتصحيح غلظ أشتهر

- ‌وليمة وأبازير متنوعة

- ‌الحرتة

- ‌الأحلام

- ‌ الحلم الثاني

- ‌التعبير

- ‌الحلم الثالث

- ‌التعبير

- ‌إصلاح البخر

- ‌سفر ومحاورة

- ‌مقامة مقيمة

- ‌جوع دَيْقوع دهقوع

- ‌السفر من الدير

- ‌النشوة

- ‌الحض على التعري

- ‌بلوعة

- ‌عجائب شتى

- ‌سرقة مطرانية

- ‌الكتاب الرابع

- ‌إطلاق بحر

- ‌وداع

- ‌استرحامات شتى

- ‌شروط الرواية

- ‌فضل النساء

- ‌وصف لندن أولندرة عن الفارياق

- ‌محاورة

- ‌الطباق والتنظير

- ‌سفر معجل وهينوم عقمي رهبل

- ‌الهيئة والأشكال

- ‌سفر وتفسير

- ‌ترجمة ونصيحة

- ‌خواطر فلسفية

- ‌مقامة ممشية

- ‌رثاء ولد

- ‌الحِداد

- ‌جود الإنكليز

- ‌وصف باريس

- ‌شكاة وشكوى

- ‌سرقة مطرانية ووقائع مختلفة

- ‌نبذة مما نظمه الفارياق من القصائد والأبيات

- ‌في باريس على ما سبقت الإشارة إليه

- ‌القصيدة التي أمتدح بها الجناب المكرم الأمير عبد القادر

- ‌بن محيي الدين المشهور بالعلم والجهاد

- ‌القصيدة التي أمتدح بها الجناب المكرم النجيب الحسيب صبحي بيك

- ‌في إسلامبول

- ‌القصيدة القمارية

- ‌الغرفيات

- ‌الفراقيات

- ‌وقال

- ‌وقال في المعنى

- ‌وقال

- ‌ذنب للكتاب

- ‌تم الذنب

الفصل: فلما سمع الفارياق ذلك أضطرب باله وثار دمه غيظاً وحزناً.

فلما سمع الفارياق ذلك أضطرب باله وثار دمه غيظاً وحزناً. فأصابه في ذلك اليوم الداء الفاشي فخرج تحت أبطه سلعة كالأترجة وحمّ وأخذه صداع أليم. فأما الوكيل فلم يصبه شيء. وذلك من الأسرار التي يعجز عن إدراكها الحكماء. ثم أن الفارياق كان حال مرضه يفكر فيما جرى عليه وهو وحيد غريب لا مؤنس عنده يسليه. ولا طبيب يداويه. وكان يقول في نفسه إذا مت على هذه الحالة فمن عساه يتمتع بكتبي هذه التي سهرت الليالي على نسخها. نعم أن الموت على كل حال صعب مكروه غير أن موت الفتى مثلي غريباً أصعب وإني قد ابتليت والحمد لله في هذه المدينة بجميع أنواع الأدواء المصبوغة بلون الحمام. فإذا فسح الله الآن في أجلي فلا أفارق هذه الدنيا إلا قرير العين بنجل يرثني. وأن لم يكن عندي من حطام الدنيا غير الكتب. كيف لا وقد جاء عن أبي شلوم ولد سيدنا داود أنه نبي له جداراً ليذكر به بعد موته إذ لم يكن له خلف. فلا تزوجنّ فإن لم يأتني خلف فالطوب بمصر كثير. اللهم يسر. غوثك يا كريم. يا رحمان. يا رحيم. ثم لما كان يمعن النظر في حال الزواج ويتصور مشاقه وشدائده التي يرى أودّاءه ومعارفه يقاسونها ويئنون من باهظ حملها، يرجع عن عزمه ويسخر من استحالة عقله وضعف فهمه لضعف جسمه ثم يعتذر لنفسه بأن كل إنسان إذا عاش مدة حياته على رأي لم يوافق رأي الجماعة وكان يعتقد وهو حيّ صحيح الجسم معافى أنهم كلهم على ضلال وأنه هو وحده على هدى فإذا أدركه ضعف جسم لم يلبث أن يتغير عقله فيميل عن مذهبه الأول. كما جرى لبيون الفيلسوف ولكثير غيره من الحكماء والفلاسفة.

ثم أن الله تعالى تدارك الفارياق برحمته. ومنّ عليه بالشفاء من علته. فقام من فراشه كأنما قام من جدته وأقبل على الطنبور يعزف به ويغني فدعه الآن على الحالة ولا تنغص عليه عيشته. وشمر أذيالك معي لنطفر فوق هذا الأجيج المتأجج أمامنا فيما يلي هذا.

‌الكتاب الثالث

‌إضرام أتون

أو ما كفى بني آدم ما هم فيه من الشفاء والعناء. والجهد والبلاء. والمشقة والنصب واللاواء والتعب. والحرمان والنحس والقنوط والتعس. يجبل بهم في الفُرْث والوحم ويولدون في الأوجاع والألم. ويرضعون في الضرر. ويفطمون في الخطر. ويحبون فيعثرون. ويدرجون فيتدهورون. ويمشون فيكلّون. إذا جاءوا خاروا أو وهوا. وإذا أكلوا أتخموا ويحروا. وإذا ظمئوا ضووا. وإذا شربوا غلثوا وغنثوا وخثروا. وإذا أرقوا ذابوا قلقاً وكمداً. وإذا ناموا ذهب العمر منهم سدى. وإذا هرموا ملهم أهلهم وأخواتهم. وإذا احتضروا حسروهم تحسيراً ربما أحانهم. ثم هم بين ذلك في تحصيل أسباب المعاش ساعون. وفي التظاهر باللباس والزينة معنون. منهم متهافت على امرأة تكون له أهلاً. وذو الأهل همّه بزوجه. وتربية ولده طفلاً وكهلاً. فإذا مرضو مرض. وإذا حزنوا حزن وجرض. وويل له أن تكن زوجته بَزْراً أو كانت عاقراً وذماً. ورأى لغيره من المتزوجين بنين ذوي طلعة ناضرة وشمائل سارّة. فيقول في نفسه إنما لذة الدنيا البنون. وأني ميت بلا خلف وأيّ منون. وكم من سقوط ظفرٍ وهن الجسم كله. وكم لقلع ضرس ذهب الصبر أو جلّه. ما عدا الأدواء المتعضلة. والعلل المتأصلة. وتخالف الأزمان وحول الأحوال. وتعاقب الأحزان ودوْل الحال. على هذا الجسم الواني البال. ففي الشتاء يكون عرضة للريح والزكام والبلغم والرطوبات. والبوال والعفونات. وفي الصيف للصفراء أو الحمى والصداع. والترهل والاستنقاع.

وفي الربيع لهيجان الدم وتبيغه ونزغته. وفي الخريف لتحرك السوداء وأذى الهواء وندغته. ثم إن منهم من يولد ويعرض من العيوب والأمراض.

الجَنأ أشراف الكاهل على الصدر.

أو الفسأ خروج الصدر ونتوء الخثَلَة.

والفطأ دخول الطهر وخروج الصدر.

والحدب معروف.

والحسبة أن يبيض جلد الرجل من داء فتفسد شعرته فيصير أبيض وأحمر.

والحصبة بثر يخرج بالجسد.

والشبّ داء م.

والضُبُوب داء في الشفة.

والطنَب طول في الرجلين في استرخاء وطول في الظهر.

والعكَب غلظ في الشفة واللحمى.

والغَضْبَة بخصة تكون بالجفن الأعلى خلقة.

والغِضاب داء أو الجُدَري.

والغَلَب غلظ العنق.

والقَلَب انقلاب الشفة.

والقُلاب داء القلب.

والقُوَباء الذي يظهر في الجسد ويخرج عليه.

والكَنَب غلظ يعلو الرجل واليد.

ص: 136

والكَوَب دقة العنق وعظم الرأس.

والناقبة داء للإنسان من طول الضجعة: والجوَت عظم البطن في أعلاه أو استرخاء أسفله.

والخَوَ استرخاء البطن: والضَّمَج آفة تصيب الإنسان وهو أيضاً هيجان المابون.

والعِناج وجع الصلب.

والفحج تداني صدور القدمين في المشي وتباعد العقبين والفجج والفخج أقبح منه.

واللَّخُج أسواء الغمص.

والمَحَج استرخاء الشدقين.

والجَلحَ انحسار الشعر عن جانبي الرأس.

والصفح عرض فاحش في الجبهة.

والنَّطف علّة يُكوى منها الإنسان.

والفركحة تباعد ما بين الإليتين.

والفطَح عرض الرأس والأرنبة.

والفلح شق في الشفة السفلى.

والقادح أُكال في الأسنان.

والقلح صفرة في الأسنان.

والكسح الزمانة في اليدين والرجلين.

واللَّجح اللخص في العين.

والمرح شدة سيلان العين وفسادها: والمَسَح احتراق باطن الركبة لخشونة الثوب أو اصطكاك الربلتين ومثله المشح: والوذح احتراق في باطن الفخذين.

والبزخ خروج الصدر ودخول الظهر.

والزُلخَّة وجع يأخذ في الظهر.

والفتخ استرخاء المفاصل أو عرض الكف والقدم وطولهما.

والنفُاّخ نفخة الورم من داء يحدث.

والجَرَد عدم الشعر.

والدَّرد ذهاب الأسنان.

والردّة تقاعس في الذقن.

والسُوداء داء من شرب الماء.

والقَود طول العنق والظهر.

والكُباد وجع الكبد.

واللهْد داء في أرجل الناس وأفخاذهم.

والَادَر الآدر والمادور من ينتفق صفاقة فيقع قُصبُه في صَنْفه الخ. وفعله كفرح.

والبجَر خروج السرّة وعظم البطن.

والبَخَر النتن في الفم.

والباسور م ج بواسير.

والحَثر البثور وحثرت العين خرج في أجفانها حب احمر.

والحدرة قرحة تخرج ببياض الجفن.

والحُصْر والحَصَر الحصر احتباس ذي البطن وبالتحريك ضيق الصدر والبخل والعّي في المنطق.

والحَفَر سلاق في أصول الأسنان.

والحُمرة ورم من جنس الطواعين.

والمحُنجر داء في البطن.

والاُخضير داء في العين.

والذهر اسوداد الأسنان ومثله التذبير.

والزَّحير استطلاق البطن.

والزَّعر تفريق الشعر وقلته.

والزَّور عِوَج الزور والأزور من به ذلك والناظر بمؤخر عينيه.

والشَّتر انقلاب الجفن من أعلى وأسفل وانشقاقه أو استرخاء أسفله.

والصَّعَر صغر الرأس.

والصَّفر داء في البطن يصفّر الوجه.

والظَّفَر داء في العين.

والظَّهر داء الظهر.

والعَوَر معروف.

والتقطير عدم استمساك البول.

والقَصَر يبس في العنق.

والمَعَر قلة الشعر.

والناسور علة في المآ وعلة في حوالي المقعدة وعلة في اللثة.

والكُزاز داء من شدة البرد.

والسُّلاس ذهاب العقل.

والفقاس داء في المفاصل.

والفطس انفراش الأنف في الوجه.

والقعِس خروج الصدر ودخول الظهر ضد الحدب.

والقفس عظم الروثة.

والقَتْعسة شدة العنق في قصرها كالأحدب.

والكَسسَ قصر الأسنان أو صغرها أو لصوقها بسنوخها.

والنَّقْرس ورم ووجع في مفاصل الكعبين وأصابع الرجلين.

والهَوَس طرف من الجنون.

والحَمَش دقة الساقين.

والخفش صغر العينين وضعف البصر خلقة أو فساد في الجفون بلا وجع أو أن يبصر بالليل دون النهار.

والدَّوَش ظلمة البصر وضيق العين.

والرّمَش حمرة في الجفون مع ماء يسيل.

والطَّرش أهون الصمم.

والطشاش داء كالزكام.

والعُطاش داء لا يروي صاحبه.

والعَمَش ضعف البصر مع سيلان الدمع في أكثر الأوقات.

والمدش رخاوة عصب اليد وقلة لحمها ودقتها.

والنمَّش نقط بيض وسود أو بقع تقع في الجلد تخالف لونه.

والبخَصَ لحم ناتئ فوق العينين أو تحتها كهيئة النفخة والتبخص انقلاب الأجفان.

والبرص معروف.

والتعَّص وجع العصب من كثرة المشي.

والحاصَّة داء يتناثر منه الشعر.

والحوَصَ ضيق في مؤخر العينين أو في إحداهما.

والخَوَص غؤور العينين.

والخَيْص صغر إِحدى العينين.

والرَّمُص وسخ ابيض يجتمع في الموق.

والشَّوصْة وجع في البطن أو ريح تعتقب في الأضلاع أو ورم في حجابها والغمَص ما سال من الرمص.

والقَبَص وجع يصيب الكبد من التمر على الريق وضخم الهامة.

والقِرْماص قصر الخدين.

والقفص حموضة في المعدة من شرب الماء على التمر وحرارة في الحلق.

ص: 137

واللَّحَص تغضن كثير في أعلى الجفن.

واللَّخَص كون الجفن الأعلى لحيما.

واللَّصصَ تقارب المنكبين والأسنان.

والماصة داء يأخذ الصبي من شعرات على سناسن الفقار إلخ.

والمَعَص التواء في عصب الرجل.

والمغَصَ معروف.

والوقص قصر العنق.

والحَرَض فساد المعدة والبدن والمذهب والعقل.

والهَرض الحصف يخرج على البدن من الحرّ.

والخبُاط داء كالجنون.

والاذوطَّية الاذوط الناقص الذقن.

والاسطية الأسط الطويل الرجلين.

والسرطان ورم سوداوي يبتدئ مثل اللوزة واصغر فإذا كبر ظهر عليه عروق حمر وخضر شبيه بأرجل السرطان لا مطمع في برئه وإنما يعالج لئلا يزداد.

والضَّرط خفة اللحية ورقة الحاجب.

والضَّوط عوج في الفم.

والطرط خفة شعر العينين والحاجبين والأهداب.

والقطط قصر الشعر وجعودته.

والمَرَط خفة الشعر.

والمَعَط عدم الشعر.

والجَحْظ خروج المقلة أو عظمها.

والبَثَع ظهور الدم في الشفتين وانقلاب الشفة عند الضحك.

والجَلَع عدم انضمام الشفتين.

والخَلع التواء العرقوب.

والرَّسَع فساد في الأجفان.

والرَّمع اصفرار في وجه المرأة من داء يصيب بظرها.

والزَّلع شقاق في ظهر القدم كالسلع.

والزَّمع الزيادة في الأصابع.

والصُّداع وجع الرأس.

والصَلعَ انحسار شعر مقدم الرأس.

والتصوّع تشقق الشعر.

والقَرَع معروف.

والقفع ارتداد أصابع الرجل إلى القدم.

والقُلاع داء في الفم.

والقَمَع فساد في موق العين واحمرار أو بثرة تخرج في أصول الأشفار والكَتَع رجوع الأصابع إلى الكف.

والكَثَع احمرار الشفة وكثرة دمها حتى تكاد تنقلب.

والكَلعَ شقاق ووسخ في القدم.

والكَوَع إقبال الرثغين على المنكبين.

واللَّخَع استرخاء الجسم.

واللطَعَ بياض في باطن الشفة إلخ.

والوَكع إقبال الإبهام على السبابة من الرجل.

والهَنعَ انحناء في القامة.

والبَثَغ ظهور الدم في الجسد.

والذَلَغ انقلاب الشفة.

والفَدَغ التواء في القدم.

والفَوَغ ضخم في الفم.

والوبَغَ هبرية الرأس.

والجنف الجنف في الزور دخول أحد شقيه وانهضامه مع اعتدال الآخر.

والَحشَفة قرحة تخرج بحلق الإنسان.

والَحنفَ الاعوجاج في الرجل.

والَخنَف انهضام أحد جانبي الصدر أو الظهر.

والسأف تشقق وتشعث ما حول الأظفار.

والسَّعْفة قروح تخرج على رأس الصبي ووجهه.

والشأفة قرحة تخرج في اسفل القدم فتكوى فتذهب وإذا قطعت مات صاحبها.

والشَّنَف انقلاب الشفة العليا من أعلى.

والطَّرفة نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها.

والغَضَف استرخاء في الأذن.

والغَدَف كثرة شعر الحاجب.

والكُتاف وجع الكتف.

والكلف شيء يعلو الوجه كالسمسم-وحمرة الوجه كدرة تعلو الوجه.

والأرقان آفة تصيب الزرع والإنسان كاليرقان.

والبَخق اقبح العور.

والبهق بياض رقيق ظاهر البشرة إلخ.

والَحوْلق وجع في حلق الإنسان.

والحَماق الجري أو شبهه.

والُخناق داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرئة.

والرَّوَق أن تطول الثنايا العُلي السُفل.

والسُّلاق بثر يخرج على أصول اللسان أو تقشر في أصول الأسنان وغلظ في الجفان والشَّدَق سعة الشدق.

والشَّمق مرح الجنون.

والغَمَقة داء يأخذ في الصلب.

والفتَقَ علة في الصفاق.

والفَوقَ ميل الفم والفرج.

واللَسَق لسوق الرئة بالجنب عطشا.

والمَشَق أن تصيب إحدى الربلتين الأخرى.

والوَدَق نقط حمر تخرج في العين تشرق به أو لحمه تعظم فيها أو مرض فيها ترم منه الأذن.

والسَّكك عيب في الأذن.

والساهك حكّة العين.

والشاكّة ورم في الحلق.

والشوكة داء وحمرة تعلو البدن.

والفَرَك استرخاء اصل الأذن.

والفكك انفراج المركب استرخاء.

والألَل قصر الأسنان وأقبالها على غار الفم كالليل.

والبَدَل وجع في البأدلة. "اللحمة بين الإبط والثندوة" ووجع المفاصل واليدين.

والبُوال داء يكثر منه البول.

والثَّعَل تراكب الأسنان.

والثَّلَل تساقط الأسنان.

والحَذَل حمرة العين وانسلاق وسيلان دمع.

والحِقْل داء في البطن.

والخَلَل استرخاء ووجع في العصب.

والحَوّل معروف.

والخَبَل فساد الأعضاء والفالج.

ص: 138

والخَزلَ الكسرة في الظهر.

والخُمال داء في المفاصل.

والدَّحَل عظم البطن.

والدَخَل ما داخلك من فساد في عقل أو جسم.

والسَّبَل غشاوة العين من انتفاخ عروقها الظاهرة.

والسَّغَل السَغِل الصغير الجثة الدقيق القوائم أو المضطرب الأعضاء أو السيئ الخلق والغذاء أو المتخدد المهزول وقد سغل كفرح في الكل.

والسَّلال م كالسِلّ.

والسَّوْلة استرخاء البطن وغيره.

والصَّحَل البحح.

والضَّعَل دقة البدن من تقارب النسب.

والطَّحَل داء الطحال.

والطُلاطلة سقوط اللهاة حتى لا يسوغ له طعام ولا شراب.

والعَفَل شيء يخرج من قبل النساء كالإدرة.

والعَقَل اصطكاك الركبتين.

والعاقبيل ما يخرج على الشفة غبّ الحمى.

والغَمَل فساد الجرح من العصاب.

والقبل إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى.

والنَّملة بثرة تخرج من الجسد بالتهاب واحتراق ويرم مكانها يسيراً ويدبّ إلى مكان آخر.

والأطام حصرة البول والبعر من داء.

والجُحام داء في العين.

والجُذام معروف.

والخَشَم تغير رائحة الأنف من داء فيه.

والرَّحَم وجع الرحم.

والسَرَم وجع الدبر.

والضَّجم عوج في الفم والشدق والشفة والذقن والعنق.

والعسم يبس في مفصل الرسغ تعوّج منه اليد والقدم.

والغَمَم سيلان الشعر حتى تضيق الجبهة والقفا.

والفَقَم تقدم الثنايا العليا فلا تقع على السفلى.

والقعم ميل وارتفاع في الاليتين.

والكَزَم قصر في الأنف.

والكشَمَ نقصان في الخلق وفي الحسب.

والمُوم أشد الجدري.

والبَطن داء البطن.

والثَّفن داء في الثَّفِنة وهي من الإنسان الركبة ومجتمع الساق والفخذ.

والدَّنَن انحناء في الظهر ودنو وتطامن في الصدر والعنق.

والزَّمن العاهة ونحو الضَّمن.

والتسونّ استرخاء البطن.

والقَعَن قصر فاحش في الأنف.

والآهة والماهة الآهة الحصبة والماهة الجدري.

والجَلَه انحسار الشعر عن مقدم الرأس.

والشَّوه طول العنق وقصرها ضد.

والفوَه سعة الفم.

والقَرَه قره في الجسد كالقلح في الأسنان.

والقَمَه قلة شهوة الطعام كالقَهَم.

والمَرَه فساد العين لترك الكحل.

والبله قلة الفطنة.

والتَّلهَ الحَيرة والوله وهو ذهاب العقل حزناً.

والدَّلَه ذهاب الفؤاد من هّم ونحوه.

والبَزا انحناء في الظهر عند العجز أو أشراف وسط الظهر على الإست.

والجِحْو سعة الجلد واسترخاؤه.

والجِلا دون الصلع.

والجِوى داء في الصدر.

والحصاة اشتداد البول في المثانة حتى يصير كالحصاء.

والحَقْوة وجع البطن من أكل اللحم.

والخَذَى استرخاء الأذن وانكسارها.

والرثَيْة وجع المفاصل واليدين والرجلين أو ورم في القوائم أو منعك الالتفات من الالتفات من كبر أو وجع.

والشَّرَى بثور صغار حمر حكاكة.

والشَّغا اختلاف نبتة الأسنان بالطول والقصر والدخول والخروج.

والضوى دقة الجسم وقلة خلقة أو الهزال.

والطَّنى طنى لزق طحاله ورئته بالأضلاع من الجانب الأيسر.

والفَغا ميل في الفم.

والقعا هو ان تشرف الأرنبة ثم تقعي نحو القصبة.

والقطى داء في العجز.

واللقَوْة داء في الوجه.

واللَّوى وجع في المعدة واعوجاج في الظهر.

وغير ذلك من العيوب كأن يكون الإنسان قشعوماً او مقرقماً أو زَعبلا أو سقعطري أو نغاشيا أو إزْبا أو دميما. ومن الأدواء التي لم يُعرف لها بعدُ اسم. ومحال أن تحيط بها كلها حالة كونها غير مستقصاة هذه الثمانية والعشرون حرفا. واصعب ما فيها واضرّ الهُكاع والتشويل. وقد زاد معاصرونا على ذلك الداء الزَرْنبي مما خلت عنه لغتنا الشريفة.

وأعود فأقول ألم يكف بني آدم أن مدى عمرهم قصير. وهّمهم فيه طويل كثير. وأمرهم عسير. لكل منهم من العناء والجهد واللوعة ما يكفيه وآخرين معه. فطالب العلم يسهر الليالي في تبيين مشاكل وإِيضاح مسائل. وذو الصنعة يقضي نهاره كله مكباً على عمله ذا سخط حتى ينال كفافه فقط. وذو الإمارة مشغول البال بأحكامه وسياسته. والرئيس ذو هّم برئاسته. والملك موجس من وزرائه أن يتحالفوا عليه فيسقوه ما به هلاكه.

ص: 139

والوزراء خائفون منه أن ينتقم عليهم فتدور بهم أفلاكه. والتاجر يبكر إلى محترفه وهو مشفق من كساد بضاعته. والطبيب يخشى أن ترشد الناس فيستغنوا عن براعته، فتعفن عقاقيره، وتأجن مياه زجاجاته ويفسد ذروره، وسفوفه ولعوقه وجوره. والقاضي يستعيذ من قدوم من تفتنه من الغيد بجمالها. وتربكه في مسائل غير مذكورة في كتابه فيعلق بحبالها. ويتحير من أحوالها. والربّان يحذر من عصف الأرياح. والزاجل من شب نار الحرب التي وقودها الأرواح. فكلما رأى سلطانه متغيراً، وخاطره مكدراً، قال اللهم اكفني غير الدهر. واجعل هذا الكدر عارضا يزول قبل العصر. فإني أرى في وجه ملكي وأميري سيمياء القتال، والرسم بمنازلة الأبطال. وأنا ذو صاحبة وعيال، وأملاك وأموال. اللهم اكفف السنة الأجانب عن القدح فيه. والقِ في قلوبهم رعبه وامح من صدره ما يوغره ويزفيه. والحارث يوجل من كثرة الأمطار، وهبوب الإعصار. والمعلم من رغبة الناس عن العلم إلى الجهل. والمتعلم من عقبة الكتاب. وعاقبة الكتاب، الشافه لما عنده من ثمد الجلد، والحاضر له عن اللهو والدد. والمغنّي والعازف بآلات الطرب من وقوع الغلاء، أو استيلاء الحزن على قلوب الأغنياء. واللاعب من اهتداء الناس إلى الجد. والشاعر من إلفائه ممدوحه كالحجر الصلد، أو محبوبه ذا جفاء وصد. والمؤلف مثلي من مجانين "أي يشفق من مجانين لا انه هو منهم" يتصدون له فيحرقون كتابه، ويخرّقون إِهابه. والزوج من فرار زوجته وكساد ابنته. وهما من بخله وحرمانهما من ثروته. والقسيس من كتب الفلاسفة. والفلاسفة من وعيد القسيس وبوادره العاصفة، ورعوده القاصفة. وفي الجملة فكل ذي حرفة يخاف نفعها عن جانبه. وكل يدعو الله لصلاح حاله ولو بفساد حال صاحبه. إذ لا تكاد تتم مصلحة من هذه المصالح المذكورة إلاّ وينجزّ معها مفسدة بالضرورة. كما قال أبو الطيب المتنبي مصائب قوم عند قوم فوائد. ومع ذلك فكل يزعم أنه محق فيما سأله. جدير بنوال ما أمله. وان لغته في ذلك عند الحق سبحانه وتعالى، اصدق مقالا. نعم أعود فأقول، وإِن طال المقول: أو ما كفى الناس الخوف من الموت يفاجئهم وهم في دعة واطمئنان، أو يفجعهم بفقد ما لديهم عزيز من أهل وولد وأخوان، وخلان وحيوان؟ إذ بعض الناس يكلفون بالخيل والطير والسنانير والكلاب. كلفهم بالأهل والأصحاب. أو الرعب من أن يسقط أحدهم عن ظهر دابته فتندق عنقه. أو تسري النار في بيته فيحترق تالده وطريفه فيعدم رزقه. أو يقع في تيّار فيجفأ به إلى ما شاء الله. أو تخسف به الأرض. أو يخرّ عليه السقف من فوق. أو تبلغه الوكة من مسافة مائتي فرسخ فتقلقه وتورقه وربما أبكته دماً. أو يأتيه سارق فيسرق متاعه الذي هو قوام معيشته. أو يفقد ما في كيسه أو هميانه في الطريق. أو ينشب في عينيه عود فيعطلها. أو تتشنج به عضلة فيعد بعدها من سقط المتاع. أو يأكل شيئاً ضارّاً فيودي به أو شراباً مسموماً فيسقط أمعاؤه وأرابه. أو يرى جميلة فيؤرقه جمالها فيصبح وهو هائم متيّم يشكو للطبيب من سقامه، وللشاعر من غرامه. فلا هذا يطعمه ويمنيه. ولا ذاك ينفعه ويشفيه. أو قبيحة فتدهمه مرعبة ويلازمه القمة عن المأدبة أو تنبحه الكلاب وتخرق ثيابه فيبدو وذمه. أو يسيل دمه أو يكون جالسا يوما على التخت، فيسمع له صريف التحت فيسود وجهه بين إخوانه وعترته وأهل قريته وكورته وربما نبزوه بالخضفي أو الغضفي أو النضفي أو الخبقي أو الخفقي أو العفقي أو الغفقي أو الحصمي أو الخضمي أوالردّمي أو يقع عليه الكابوس ليلاً فيقف جريان دمه على قلبه فيهلك ليلته.

ص: 140

نعم ألم يكفيهم هذا كله حتى طفق بعضهم يجهَّز على بعض كتائب الحدس والتخمين ويجرّد عليه مقانب الخرص والتزكين. فاقبل منهم على قوم برماح الطعن مشرّعة. وبسيوف اللعن مبضّعة. وبنصال الجدال فائدة مارقة. وبنبال الجلاد صاردة خاسقة. فقال بعض إِلا أن درجات السماء مائة وخمس. فقال غيره إِلا إنها مائة وأربع. فقال آخر لقد كذبتما واستوجبتما قطع اللسان وسمل العينين وسلّ الأنثيين. وإنما هي مائة وست. ثم قام آخر وقال إلا أن دركات سقر ستمائة وست وستون. فقام غيره وقال إلا إنها ستمائة وخمسون. فقال آخر لقد كذبتما وألحدتما وضللتما واستوجبتما غلّ اليدين والرجلين ونتف الشعرين. إنما هي ستمائة وسبع وستون. ثم قام آخر وقال إلا أن قرن الشيطان ثلاثمائة وخمسة وخمسون ذراعاً. فقال آخر هذا إفك واضح، وبهتان فاضح. بل هو ثلاثمائة وستة وخمسون. فقال آخر وكسور. مقال آخر إلا إنه من حديد لكونه ثقيلاً على الناس يعنيّهم فأجابه غيره إلا إنه من ذهب لكونه يضلّهم ويغويهم فقال آخر بل هو من اليقطين لأنه ينمي ثم يذوي. ويكبر ثم يصغر. ويطول ثم يقصر. ثم قام آخر على رأس سلم عالٍ وقال بصوت جهير إلا أن يكون أيها الناس لجليدة ينبغي قطعها بحجر محدّد لا كبير ولا صغير. فقال آخر بل بسكّين ماض لا طويل ولا قصير. فقال آخر لقد سفهتما إنما هي عزيزة علينا، كريمة لدينا. لا يصح قطعها بحجر ولا سكين. ولا خدشها بشيء ولو من رقين. فإنما هي متصلة بالوريد ومنعقدة بالوتين. ومن قطعها فقد كفر. واستوجب نار سقر. فقال آخر بل قطعها واجب فإنها من الزوائد. فاعترضه القائل بعدم القطع أنا لا نرى شيئاً غيرها فما وجه تخصيصها بالقطع. قال بل الشوارب تحفى والأظفار تقلّم. فال ولكنها بعد ذلك تنبت وتلك لا. إنما دليلي القطعي على وجوب القطع عدم نفعها لصاحبها. قال لم يخلق الله شيئاً عبثاً من غير نفع. فال بل خلقك إياك لغير فائدة. قال لا بل أنت مخلوق عبثاً. ثم حشد كلّ من الفريقين بخيله ورجْله. وتلاقى كل من الجيشين بسلاحه ومحله. فمن بين قارع بحد الحسام، ورامِ بالسهام، وباطش بيده وقاذع بلسانه. وهائجٍ بقلمه. فالرؤوس متناثرة. والدماء جارية والأعضاء متطايرة. والعرض مهتو والحرمات مهتكة والمال مسلوب والديار مخربة. والحزازات في الصدور كامنة. والمشاحنة ظاهرة وباطنة. والخيل مسرجه. والكماة مدججة والطرق معطلة. والأرض ممحلة. والفرص للانتقام مرقوبة. والدعوات في الليالي مشوبة.

ص: 141

يا أيها الناس اعتبروا بمن فات كيف صار إلى الرفات. وإن منهم من كان يذكر اسمه في حياته بالبركات. فأصبح يذكر باللعنات. ومنهم من كان يحسب في قومه سراجاً وهاجاً. ومنهم من كان يأكل حتى ينتفخ بطنه وتجحظ عيناه، ويتلجلج لسانه وترتخي شفتاه. فصار الآن الدود يأكله. وبعض الحشرات يستوبله يا أيها الناس. وجمهوركم في سباق والباقي في نعاس. فرار من غرور النفس وحدار من قرور الرمس. وبدار إلى تقديم عمل يقربكم إلى الله. ويلأم بعضكم ببعض وأنتم في الحياة. أتموتون وفي قلوبكم الحقد على خصمكم. وفي أفواهكم اللعن على مخالفكم في زمعكم. ألم يقل لكم الحق كونوا يا عباد على الأرض إخواناً فإنكم من أب واحد وأمّ واحدة وأنكم جميعاً لميتون. سواء كنتم ذوي وجوه سمر أو حمر أو صفر أو سود أو بيض أنكم كلكم بشر إنكم كلكم فانون. إنكم ناظرون ولامسون وسامعون وشامون وطاعمون. ما بال الجُليديّ منكم يشنأ اللاجليدي. والحديدي منكم يمقت اليقطيني أفلا تتوادعون. ألم أظهر لكم في طلوع الشمس وغروبها. وفي بزوغ الكواكب ومغيبها. وفي سكون الريح وهبوبها. وفي خمود النار وشبوبها. وفي زخر المياه ونضوبها. وفي صروف الدهر وخطوبه. وهمومه وكروبه. وفي سواد الشعر ومشيبه. وفي هرم الجسم وشحوبه. وفي الأزمان إذا توالت. والأحوال إذا حالت. والدول إذا دالت. وفي الغياض إذا أبهجت. والرياض إذا دبجت. والأشجار إذا أورقت وجردت. والأطيار إذا زقزقت وغردت. وفي اللسان إذ نطق. والقلم إذا مشق. ليس لعمري بين الوحوش الضارية والطيور الكاسرة ما بينكم من العداوة والبغضاء. والضغن والشحناء. اذكروا يوم أن صعد خطيبكم المنبر. وعبس وبسر. وتوعد وتنكر. وخطأ وكفر. وحض على القتال وذمر. ثم دعا فأستغفر واستخار الله وأستبشر فأغرتم على جيرانكم وانتهكتم حرمات إخوانكم وفرقتم بين ورضيعها. والمرأة وضجيعها وبين الأب وولده وسبَدَه ولبده. اذكروا يوم أن حشد رئيسكم إليه أعوانه وهاج أهله وأخدانه على ان يخون سلطانه. وأي خيانة وما ذلك إلا لمخالفته له في الحزر والتقدير والتأويل والتعبير والتخريج والتفسير. اذكروا يوم أن أعلمتم أنفسكم بعلائم الجهاد الجهاد وقلتم هذه حرب الله هذا قتال لرضى رب العباد هذا يوم كسب الثواب والنجاة من العذاب فأفيضوا إلى العدو من البر والبحر واغتنموا عند الله أجر هذا البّر اذكروا يوم أن تنازعتم على لون طعام تأكلونه. وشكل شراب تشربونه ورحضة جسم تغسلونه ونوع فراش تتوسدونه ورقعة ثوب تلبسونه ووجه كلام تعفكونه ومتاع تستعملونه للخلاف في هذه الدنيا فطرتم أم بالخصام والمعادة أمرتم ما بال علماء الرياضة والهندسة والتنجيم لا يختلفون في أدلتهم وأن اختلفوا لم يشبّوا النار لتحقيق نحلتهم وأنتم تشبونها عند كل فرصة تسنح لكم ووهم يسبق إليه فكركم وكان الأولى أن تتواطئوا على رأي واحد كما تواطأ أولئك وإن تُسنوّا لعباد الله مصالحهم لا أن تدخلوهم في هذه الملاحك وتربكوهم في هذه المرابك وأن تهدوهم إلى أقوم المسالك لا أن تلبسوا عليهم في هذه الحوالك. دعوهم يشتغلوا بأسباب معيشتهم ولا تكلفوهم إدراك ما فوق طاقتكم وطاقتهم وأعملوا أنتم أيضاً بأيديكم ساعتين إذا علمتم بألسنتكم النضناضة ساعة وأجمعوا أمركم عند تفرق أهواكم على الألفة والطاعة أنسيتم ما جاء في الزبور الذي به تلهجون وتهذّون وتذبرون وهو قوله ما أحسن الأخوة أن تكن جميعاً في بيت واحد كالدهن النازل على اللحية لحية هارون إلا ولا تحرموا ما حلل الله لكم من الطيبات ولا تتلاوصوا إلى معرفة ما لغيركم من الهفوات ولا تبيعوا أملاك السماوات وأنتم على الأرض من ذوي البطالة والترّهات.

ص: 142