الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت أتزعمين أن العلم يمنع المرأة عن إجراء ما تضمره وإن الحمق يمكنها منه. قالت لا والله بل ربما كان في الحمق لها اكثر. فإن الأحمق يلازم امرأته ويظل محملقاً فيها والعالم يحملق في كراريسه وكيفما كان فلم ار اسفه ممن يحرّج على امرأته ويلازمها. فإن الرجل كلما اعنت المرأة ونكنك عليها بالملازمة والكنكنة زادت هي في تماديها فلا يردها شيء عما أرادته سوى حشمتها وحيائها. وأكثر الرجال حمقاً وسخافة من إذا أوجس من زوجته الميل إلى شخص قال لها تزهيداً فيه. أن فلاناً متهتك مستهتر فاحش لا يبالي بما يقول ويفعل. فإذا حضر مجلس ذوي الأدب فأول ما يفوه به قوله قد راودت فلانة وخلبتها وفتنتها. وقد عشقتني وعشقتها. كأنه أي الزوج يحذرها من الاسترسال إلى هواه مخافة أن تنفضح بين الناس أو أن يقول لها أن فلاناً ورع تقيّ يتقي مغازلة النساء اتقاء الأفاعي كأنه يقول لها أنك إن تعرضت له فيالهوى جبهك وندهك وفضحك. فقد تقرر في عقول الرجال أن كل أمر من أمور الدنيا والآخرة يشين عرض المرأة ويهتك حجابها. مع أنه لا شيء يدغدغها مثل سماعها عن رجل أنه مسرف مشط في حال من الأحوال بحيث لا يلحقها منه أذى: فهي والحالة هذه تزيد حرصاً على فتنته لتصرفه عن تلك الحال إليها فيرجع إسرافه في محبتها. قال فقلت نعم أن كيد النساء كان عظيماً.
الطباق والتنظير
الإنسان كما قالت الفارياقية مجبول على السآمة والملل. ومتى ظفر بالغرض استحوذ عليه الغرض. وما دام الرجل المتزوج جلس بيته ويسمع من زوجته هات واشتر وجدّد واصلح ودَّ لو أنه يكون عزباً ولو راهباً في صومعة فإذا تغرَّب عنها ورأى الرجال يمشون مع النساء سواء كن حليلات أو خليلات أنف من الصومعة. وهاج به الشوق إلى أن يكون له امرأة يماشيها مثل أولئك وإن كان مشيهم وقتئذ للتحاكم والتخاصم لدى جناب القاضي. فينبغي للزوج الملازم لكنه والحالة هذه أن لا يزال متصوراً إنه غريب في أرض بعيدة عند أناس يخدعونه ويغبنونه ويهيجونه بمرافدهم أو إن زوجته قد سافرت عنه إلى أناس يعاقرونها المدام ويرقدونها على فرش من ريش النعام. ويغازلونها فتغزلهم. ويباعلونها فتبعلهم. فإذا فعل ذلك هانت عليه نغمات هات واشتر وهذا جدول عن الفارياق بيّن فيه الأحوال التي يقول فيه المتزوج: يا ليت ما عندي امرأة إذا تزبرقت وتزبرجت وتزلقت وتبرجت وتعطرت وتبغنجت وقالت له قم بنا إلى المثابة والمحافل والمحاشد والملاهي والمراقص.
إذا خرج معها وقد نفّجت صدرها وأحكمت مرفدها ثم طفقت تتبازى وتوكوك وتميس وتزوزك وتميل عنقها ورأسها.
إذا مشى معها فرأت نقطة ماء في الطريق فشمّرت عن ساقيها لتبدو حماتاهما.
إذا سار معها في يوم ذي ريح وعمدت إلى كشف الثوب عن صدرها وعجزها.
إذا جعلت دأبها أن توقع منديلها أو تربط شراك نعليها ثم تكبّ فتبدي عجيزتها.
إذا جعلت شيئاً في فمها تلوكه وهي ماشية توهم من يعجبها من الفتيان إنها تشير بقبلة أو غمزت أحداً ورمزت ولمزت.
إذا صادفت رجلاً من معارفها في الطريق فطفقت تعاتبه على طول غيابه عنها ثم أمسكت بيده وغمزتها غمزاً شديداً.
إذا لقيت امرأة في الطريق عليها ديباج نفيس فجعلت تسألها عن سعره وعمن يبيعه.
إذا صادف أحداً في الطريق فأشارت إليه أن اتبعنا فأخذ يمشي عن يمينها فحولت وجهها عن زوجها وجعلت جلّ الكلام مع الزبون.
إذا رجعا إلى البيت وصرّحت له أو عرضت بشراء الديباج ولم يكن عنده دراهم تكفي.
إذا قالت له وهما على المائدة لتغصصه ما أجمل فلاناً الذي ماشانا وما ألطفه وأبرّه وأطرّه وأحرّه وأدرّه.
إذا بات تلك الليلة وهو تعب موجع الرأس حتى إذا أغفى قليلاً أحسّ بحركة منها في جنبه فقضى دينه متكارها.
إذا سكن منزلاً وكان جاره الأدنى منه فتى جميلاً فجعل يتردد عليه بعلة الجاريَّة.
إذا مرض ولزم فراشه وهو يشكو ويئن فلزمت هي الشباك وهي تمكو وتحن.
إذا جاء وقت الصيف ففتر وفدر وجفر وحَصِر واسترخت عروقه فأثر أن يبيت وحده.
إذا عنّ له سفر لا بد منه ولم يمكن له مصاحبة زوجته.
إذا غاب رجل عن زوجته أو غابت هي عنه فجعلت تكتب له ما تغيره به وتكيده وتقهره.
إذا قرأ في الكتب أن النساء كلهن خائنات وإن عقولهن في فروجهن.
إذا ركبه الضفف فلم يقدر على كفاية عائلته ولم تكن امرأته جميلة لتنفعه.
إذا جاء من محترفه وقابلته امرأته بالصخب والمشارزة والنقار والضجيج والجؤار.
إذا غاب عن بيته ورجع فوجد فراشه مشوّشاً وشعر امرأته مشعّثاً بعد أن كانت أصلحتهما قبل خروجه.
إذا رآها تسارّ الخادم أو الخادمة وتأنس بهما وتتساهل معهما. وتحسن إليهما.
إذا رآها تتوقف في المشي كلّما مرّ بها جميل بدعوى ضيق نعليها أو غيره.
إذا اضطجعت حتى ينظرها من هو أعلى منها أو أسفل وأشوق ما تكون المرأة ما إذا اضطجعت على جنبها.
إذا كانت ذات هوى وضلع مع جيل بخصوصه ولا تزال تلهج بذكره.
إذا غاب عن بيته ثم رجع فلم يجد امرأته وإذا قرع الباب ولم تفتح له في الحال.
إذا سمعت آلات الطرب فغدت تترنج وتترقص وتقول آه أوه أيه.
إذا كانت تسهب مع الفتيان في الكلام وتضحك معهم حتى تقول طيخ طيخ وعيناها إذ ذاك مغازلتان ووجنتاها محمرّتان.
إذا كتبت على قميصها حروفاً أنكرها أو رأى في شفتيها أثر العض والكعام.
إذا سمعها تذكر أسماء رجال في المنام أو إذا تحالمت فذكرت ما كان يعجبه ويرضيه.
إذا رآها تكره ولده وتلهى عنه وعن أمور البيت بزينتها وتبرجها.
إذا قعدت بالشباك لتخيط شيئاً فجعلت تدرز درزة وتنظر منه نظرة حتى جاء عملها فاسداً فاضطرت إلى فتنة وإصلاحه.
إذا وضعت القدر على النار لتطبخ شيئاً ثم شرعت في الغناء حتى تهوست فنسيت القدر والطبيخ فتشيّط.
إذا تمنت أن تكون في المواضع التي يكثر فيها تردد الرجال كفندق وخان ونحوهما.
إذا كانت تصرّح أو تعرّض لزوجها بأنها تحب السمان الطوال من الرجال مثلاً وهو ليس منهم.
إذا كانت تعيب على زوجها أنه غير متصف بالمِلثية ولا بالقُمُدية.
نظرات وظفرات فجاء عملها محكماً من أول وهلة.
إذا وافى منزله وقت الغداء أو العشاء ساغباً لاغباً فلم يجد شيئاً يأكله لأن زوجته لهيت عن الغداء بتصليح ثيابها زيّها وعن العشاء بلبسها وجلوسها بالشباك لتنظر وينظرها المارون.
وما أشبه ذلك.
ويا ليت عندي امرأة إذا سار وحده إلى المثابة والمحافل والمحاشد والملاهي والمراقص ورأى النساء فيها متزبرقات متزبرجات الخ.
إذا سار وحده ورأى من قد نفجت صدرها وأحكمت مرفدها ثم غدت تتبازى وتوكوك الخ.
إذا مشى وحده فرأى من شمرت عن ساقها عند رؤيتها نقطة ماء في الطريق الخ.
إذا سار وحده في يوم ذي ريح وأبصر من عمدت إلى كشف الثوب عن صدرها.
إذا سار وحده فرأى من تكب لتربط شراك نعليها أو تلتقط منديلها فتبدي عجيزتها.
إذا أبصر من تلوك شيئاً وهي ماشية وحسب ذلك إشارة إليه بقبلة ثم غدت تغمز وترمز وتلمز وتابز وتنفز وتنقز.
إذا رأى امرأة تعاتب رجلاً على طول غيابه عنها ثم أخذت يده وغمزتها غمزاً شديداً حتى أحمر الغامز وأصفر المغموز أو بالعكس إذا لقي امرأتين تمس أحدهما الأخرى وتلك الملموسة تشير بيدها اللطيفة إلى مكان.
إذا وجد رجل بين امرأتين أو امرأة بين رجلين ففي الحالة الأولى طلباً للمرازمة وفي الثانية ثقة بالكفاية لأن طعام اثنين يشبع ثلاثة.
إذا رجع إلى البيت ورأى أن عنده مالاً وليس من تلبس الديباج وتجلس إلى جانبه.
إذا جلس للطعام وحده وجعل يفكر ويقول في نفسه ما أجمل فلانة التي رأيتها تمشي مع فلان وما ألطفها وأترّها وأطرّها وأدرّها.
إذا بات تلك الليلة وهو مستريح ناشط ثم أحسّ بحركة منه فمد يده فجأة على الحائط أو على مسمار أو وتد فدميت.
إذا سكن منزلاً وكانت جارته فتاة جميلة ولم يمكن له أن يمت إليها بوسيلة الجاريَّة.
إذا رأى جاره مريضاً في الفراش يشكو ويئن وزوجته بجنبه تحنّ وتهنّ.
إذا جاء وقت الشتاء واستد وامتد واختد ونبضت عروقه فآثر أن يبيت مع من تنفخ في وجهه.
إذا رأى جاره قد سافر وترك زوجته خبعة طلعة راغية ثاغية.
إذا غاب رجل عن زوجته أو غابت هي عنه فجعلت تكتب له ما تصبره به وتسليه وتمنيه.
إذا سمع عن امرأة أنها لم تخن زوجها وأنها ردت في حبه هدايا عشاق كثيرين.
إذا رأى امرأة جميلة تماشي ولدا لها صغيراً بزيعاً فيقع في الأرض فتنهضه بيدها فيبكي قليلاً حتى يحمر خداه.