الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أنكر على أبي هريرة مزاحه فقد أنكر أمراً من الدين مباحاً، وَخُلُقًا لدى الكرام محبوباً.
ثَامِنًا - التَّهَكُّمُ بِهِ:
ها هنا أمور:
أولاً - إن السائل لم يكن من الصحابة، ولا من التَّابِعِينَ الذين أخذوا الشريعة واَدابها عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان فتى من شباب قريش العابثين، ومثل هذا لا ينتظر منه أن يعلم قدر أبي هريرة أو يؤخذ عنه التقدير الصحيح لفضل أبي هريرة وعلمه.
ثانياً - أنه كان فتى عابثاً مترفاً يلبس حلة غالية يتبختر فيها فشاء له ترفه وعبثه أن يقول لأبي هريرة: هل تحفظ شيئاً في حلتي هذه؟ فذكر له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ
…
إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأَرْضَ»
…
الخ، وتقول بعض الروايات (2): إن الفتى العابث المغرور قال له: أهكذا
(1) ص: 161.
(2)
وهي رواية الدارمي في " سُننه ": 1/ 116 طبع دمشق.