الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
الكذب والدجل، والوضع الجديد في الأحاديث الواردة في الفتن
ويبقى ما سبق -على سوئه وخطورته- أهون من ظاهرة وجدتها في بعض المؤلفات التي طبعت حديثاً في هذا الباب؛ وهي: الكذب والاختراع والتدجيل، إذ زعم واحد من أصحابها أنه رأى مخطوطات، ونقل منها، وسمَّى بعضها، وأماكنها، مما ليس له في الحقيقة وجود، وهو -واللهِ الذي لا إله إلا هو- يعلم أنه كاذب في ذلك.
فهل سمع أحد في الدنيا بهذه المخطوطات وأصحابها؟!:
* «أسمى المسالك لأيام المهدي الملك لكل الدنيا بأمر الله المالك» (1)
(1) انطلى أمر هذه المخطوطات على بعض المغفلين، فأحالوا إليها، وأخذوا الكلام السابق مأخذ التسليم، فها هو تلميذ المدعي السابق يقول في مقدمة كتابه «هرمجدون» (ص 11) :
«كما ينبغي التنبيه على أنّ ثمة مخطوطات نادرة (لم تطبع) تحوي أضعاف الأحاديث المعروفة، سواء في الكتب المشهورة والغير مشهورة، محفوظة في المكتبات العالمية كمخطوطات، منها ما هو موجود في المكتبة العراقية الكبرى ببغداد، ومنها في دار الكتابخانة بإسطنبول بتركيا، وكذلك مكتبة التراث في «طنجة» ، ومنها في مكتبة دار الكتب القديمة بالرباط، ومنها بمكتبة بحرة الشام؛ وهي دمشق، في الجامع الأموي، هذا غير كثير من المخطوطات الإسلامية النادرة الموجودة في الفاتيكان؛ مكتبة البابا» .
فلم يزد على كلام الأول إلاّ تعيين مكان (مكتبة بحرة الشام)، قال:«في الجامع الأموي» ، -والحمد للَّه- الجامع موجود، وأهله يعرفون ما فيه، وهم أدرى بمخطوطاته من هؤلاء الأفاكين! أمّا (مكتبة التراث) في (طنجة) ، و (المكتبة العراقية الكبرى) ببغداد، والكتابخانة بإسطنبول؛ فهذا من الضحك على العقول، إذ لم يُحدِّدوا أسماء المكتبات التي يعرفها المتخصصون، وإن ظنّ القراء -للوهلة الأولى- أنّ الأسماء المذكورة هي مسميات لمكتبات معينة، فهذا من غفلتهم، وعدم معرفتهم! والغالب على ظني أنّ صاحب «هرمجدون» يعلم ذلك جيداً، فلا سبيل له لتغطية سوأته إلاّ بالتعمية المتعمدة، اسمع إليه وهو يقول في «هرمجدونه» -أيضاً- (ص 110) :
«كما أنّ كثيراً من أحداث الفتن، وملاحم آخر الزمان وردت في أحاديث وآثار غير =
لكندة بن زيد بن بركة.
* «حرب آخر الزمان» لمحمد بن كريم الدين الأشهب.
* «القول الفصل في الحرب الأخيرة بين المسلمين واليهود» لخير الدين الكارم.
* «الحقيقة السجينة» لمهدي بن خياط.
* «نصيحة حكام آخر الزمان حماية من الديان» لخير الدين بن الريس.
* «آخر حرب في يهودا والسامرا والقدس» لحمدون الخيال.
هذه المخطوطات -وغيرها كثير- ذكرها محمد عيسى داود في كتابه «المهدي المنتظر على الأبواب» -على الترتيب- (ص 131، 118، 150-
= مشهورة، مثبتة في مخطوطات، وكتب ليست سهلة المنال، كما بينتُ سالفاً، فكذلك حال الآثار التي بها توجيهات نبويّة، ونصائح غالية تستبين بها سبيل النجاة، ولذلك خفيت على أكثر الناس قديماً وحديثاً، إلاّ من اختصه الله -تعالى- بعلمها، حتى يبثّها وينشرها إذا جاء وقتها، وحان أوانها» .
نعم؛ خفيت على أكثر الناس، ولكنها لم تخف عليه ولا على شيخه؛ لأنه مخترع لها! ولم يَسْلَم غير واحد من الانبهار بمخطوطات (ابن داود) ؛ مثل: مجدي الشوري في كتابه «الثمر الداني في ذكر المهدي والقحطاني» ، أو «الدر المكنون في بيان حقيقة هرمجدون» فدافع فيه (ص 91) عن مخطوطات «الأستاذ البحَّاثة! والسندباد المصري!! محمد عيسى داود» -كذا وصفه في مقدمة كتابه (ص 4)، قال:«لا نقول كما يقول بعض مَن ينتسب إلى العلم بتكذيب أو تزوير هذا الباحث لتلك المخطوطات؛ فهو عندنا أجل من ذلك وأعظم» كذا، والسلام، دون تفصيل أو بيان! والعجب أنه يصفه (ص 94) بـ:«أمانة في النقل قلَّ أن تجدها في مثل هذا الزمان» وي
…
وي
…
وي
…
! بلا حياء ولا خجل! ولكن حق له؛ فهو -كمَن هم على شاكلته- ضد عوامل وأسباب التعرية والفضيحة! مهما بلغت!
ورحم الله مجاهد بن موسى؛ فإنه سأل أبا داود النخعي -وكان كذّاباً-: يزيد بن أبي حبيب، أين لقيته؟ فقال: ما حدثتُ عنه حتى هيأت له الجواب، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد: دلَّني على مكان لا أقدر عليه. أسنده الخطيب في «الجامع» (1/134 رقم 150) .
151، 152، 138، 206- حاشية) .
وهذه العناوين مع مؤلفيها موضوعة مكذوبه، أسماؤها ركيكة، وهي من وضعِ مصريٍّ كذوب، والرجل مهووس في أخبار آخر الزمان، ويضع عناوين كثيرة على هذه الشاكلة، ويأبى الله إلاّ أن يفضحه، فقد حدد أماكن بعضها ليرفع عنه -عند السذج- الكذب، وأنى له ذلك، اسمع له وهو يذكر (ص 219) مخطوطاً للحداد بن داود بن عرفة بعنوان:«زاد الطالب إلى آخر المطالب» ، قال:«في مكتبة روما» ، وفي الصفحة نفسها:«سِلْم وحَرْب في آخر زمن الربّ» للحارث بن سلام بن معاذ بن مذحان المدني، قال:«في كتابخانة الترك بإسلامبول» ، وفي (ص 242) مخطوطاً بعنوان:«آخر الكرة الأرضية من جهة الشمال.. في آخر زمن الربّ» لابن حرشل اليهودي الرومي، قال:«مخطوط بالفاتيكان» ، و (ص 275) :«خبر البرية في آخر زمن البشرية» لخير الدين بن علم حنين المدني، قال:«بمكتبة دار الإفتاء الإسلامية في أنقرة» ؛ فالرجل مولع بالغرائب، يعشق الكذب والدجل، اسمع إليه (ص 153-154) وهو يذكر «مخطوطاً في غرفة البابا يوحنا السرية» ، ويذكر (ص 183) من مخطوط بالفارسية لكسرى الثالث، ويذكر (ص 185-186) من مخطوط بمكتبة كارل جوستاف ملك السويد، لابن العربي، ويذكر (ص 197) من المخطوطات التي باعها الإيطاليون لـ (ربولا) ، ويذكر (ص 160) مخطوطاً في القرن الرابع الميلادي!! لشاس بن كربل، ويذكر (ص 141) مخطوطاً -على حد تعبيره-:«نادر من المخطوطات الحبشية» ، ويذكر (ص 119) مخطوطاً بالمكتبة العراقية الكبرى للمناوي بن عرفة، ويذكر (ص 62) مخطوطاً بمكتبة أغادير العامّة بالمغرب لكاهن أرض الجزيرة، هكذا إبهامات، وعماء في عماء، وأماكن دون تفصيل، ومخطوطات دون وصف أو أرقام، دون أسماء نُسَّاخ، ولا إحالة على فهارس الدور سواء الخاصة منها، أو الجامعة، ولم يذكرها أحد قبله، ولن يذكرها أحد بعده أبداً!
وتنكشف فضيحته على وجه التمام والكمال: لمّا ذكر في كتابه «المهدي المنتظر على الأبواب» (ص 210) أن مخطوط «سِلْم وحَرْب في آخر زمن الربّ» لتابعي من التابعين اسمه الحارث بن سلام بن معاذ بن مذحان المدني، وذكر أنه في القرن الثالث الهجري! وهذا -واللهِ- من بنات أفكاره، وآخر الصحابة وفاة سنة (111هـ) ، فكيف يكون المذكور تابعيّاً، وهو في القرن الثالث هجري؟!
وذكر فيه (ص 119) مخطوطاً لتابعي آخر اسمه (الميناوي بن عرفة) المكنى بـ (ابن السر الأمين) ! وهذا لا وجود له ألبتة.
ويا ليت الأمر اقتصر على الإكثار (1)
من هذا الكذب، بل اخترع قصصاً
(1) الرجل مولع بذكر (المخطوطات) والنقل منها، وكلها غامضة، ولا يعرفها أحد إلاّ هو، ومؤلفوها لا ذكر لهم ألبتة في كتب التراجم، وهم -على زعمه- متقدّمون، ويذكر المخطوطات العربية وغيرها، وما قبل الميلاد فيها، ومن مخطوطات جميع الأديان، ومن النسخ الأصلية منها؛ فها هو يذكر (ص 114) نسخةً قديمةً للتوراة لبارش بن حامس، و (ص 121) ورقات من إنجيل عيسى المفقود بمكتبة السرداب السّرّي للملك كارل جوستاف، و (ص 122) :«سفر أشعياء الحقيقي» نسخة الفاتيكان، ولا يسمي اسماً معيناً من الدور الخطية، ويكتفي بذكر البلدة، حتى لا يفتضح أمره! وذكر (ابن داود) -هذا- (36) مخطوطاً في كتابه «المهدي المنتظر على الأبواب» ، ولم ينتبه لكذبه -بادئ بدء- أحد، فزاد العدد إلى (43) مخطوطاً في كتابه «المفاجأة» ، وذكر فيه (ص 57) المسوغ لذلك، قال:«ووالله كان والدي الشيخ عيسى داود محمد يكنز من المخطوطات، ومنها ما سرق بعد وفاته ما لا تتصورونه» .
قال أبو عبيدة: يا ابن داود! وواللهِ الذي لا إله إلا هو -إنْ صَدقتَ في هذه- فما من مخطوط سميته سابقاً رأته عينا والدك، فضلاً عن أن يمتلكه؛ لأنه لا وجود له إلاّ في أكاذيبك وترّهاتك، وأنت تعلم ذلك جيداً، وقد كذّبك في ذلك جمع من نبهاء طلبة العلم، ومنهم غير واحد من بلدك (مصر) -المحروسة- حفظها الله من كل ما يُكاد لها ولأهلها -انظرعلى سبيل المثال-:«تحذير ذوي الفطن من عبث الخائضين في أشراط الساعة والملاحم والفتن» لأخينا أحمد بن أبي العينين المنصوري (ص 146-175) ، «تنبيه الأنام على ما في كتاب «هرمجدون» من ضلالات وآثام» لأخينا الشيخ عادل العزازي (ص 28)، قال على إثر حديث نقله صاحب «هرمجدون» عن ابن داود -هذا- ما نصه: «إنني أُوقِن أنّ الكذّاب الذي وضع الحديث مصري =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= معاصر» ، والذي روج لـ (ابن داود) أكاذيبه صاحب كتاب «هرمجدون» ؛ فنقل عن بعض مخطوطات شيخه المدّعاة» .
وبيَّن أباطيل «هرمجدون» جمع؛ مثل: محمد بيومي في كتابه «نبوءات النبي صلى الله عليه وسلم في فتن آخر الزمان، والرد على كتاب «هرمجدون» » - طبعة دار الهدى، ومازن بن محمد السرساوي في «كشف المكنون في الرد على كتاب «هرمجدون» » طبعة المكتبة الإسلامية، ومحمد الأزهري في «القول الفصل في هرمجدون وأشراط الساعة» طبع دار البيان العربي، وغيرهم.
ولأبي محمد الحربي «السيف الأبتر على كتاب مهندس الأزهر» رَدَّ فيه على «كشف حقيقة كتاب «عُمْر أمة الإسلام» » ، وذكر أنّ صاحب «هرمجدون» مسبوق بفكرته.
وقال عداب الحمش في كتابه (القنبلة)«المهدي المنتظر» (ص 94) عن كتابه «عمر أمة الإسلام» : «إن كتابه هذا لا يستحق أن يناقش، وقد أظهر الزمان تخريف مهندسه» ، ووصف صاحبه -غفر الله له- في هامش الورقة التي قبلها بأنه (سلفي) ! ولا أدري من أين جاء بذلك!!
والعجيب أنّ صاحب «هرمجدون» (ص 14) يزعم «أنّ ما جاء به نوستراداموس»
…
-اليهودي الشهير مؤلف «رباعيات تنبؤية لأمور مستقبلية» -: «هو من تراثنا المنهوب، وميراثنا المسلوب؛ الذي سقط منا فالتقطوه، وجهلناه وعلموه» .
قلتُ: فعلى العقول السلام، ولا قوة إلا بالله!
ولأخينا الشيخ الفاضل محمد أحمد إسماعيل في كتابه الجيد «المهدي وفقه أشراط الساعة» (ص 635-639) كلمة فيها جزمه بكذب ما في «هرمجدون» ، و «المفاجأة» من ادعاء تحصيل (المخطوطات)، ومما قال:«أين صور هذه المخطوطات، وأرقامها، وتوثيقها؟!! خاصة وأنها تتحدث عن أمور غيبية خطيرة» .
قلتُ: ونحن بالانتظار، بأن يظهروا صوراً لما زعموه وادّعوه، ولن يفعلوا؛ فالكذب حبله قصير، وصرّح بكذبه -أيضاً- أخونا الكويتي مبارك البراك في كتابه «الضعيف والموضوع في أشراط الساعة وأخبار الفتن الملاحم» (ص 4) .
تنبيه مهم:
نشرت مجلة «أون لاين» في العدد (14) - نصف أكتوبر 2001م، مقالاً أنحت فيه باللائمة على وكالة «رويترز» للأنباء؛ لأنها التي نشرت شائعة تنبؤ «نوستراداموس» بأحداث 11 سبتمبر، ونسبت إلى «جون هوج» أحد المتخصصين في دراسة نبوءات «نوستراداموس» قوله:«يبدو أنّ صحافيي وكالة رويتر نسوا أبسط قواعد الصحافة المحترمة، ألا وهي التأكد من الحقائق قبل نشرها، الأمر الذي لم يفعله أحد» ، وقد دعا الوكالة الشهيرة إلى الاعتذار عن خطئها، =
لأُصول بعض هذه المخطوطات، أراني مضطراً لذكر واحدة منها (1) ؛ لتتيقن كذبه، قال في كتابه «المهدي المنتظر» (ص 58) على إثر حديث:
«هذا الحديث ورد فيما جاء عن المهدي في مخطوط اشتراه ملك السويد (كارل جوستاف) السادس عشر الحالي في مكتبةٍ بإنجلترا، خاصة بأحد المفكرين الإنجليز، وهو (G.H. ASRAEL) بعد وفاته، حيث بيعت مكتبته في مزاد!! وهذا المخطوط لعالم عربي قديم من القرن الرابع الهجري، واسمه (جاد المولى خير الدين الأمين) من أبناء المدينة المنورة
…
، وقد سرق مخطوطه أيام الحملة التركية على المدينة المنورة أيام الأشراف الحجازيين، وأخذه الأتراك إلى إسلامبول، وهناك سرق من مكان الأمين بمكتبة الباب العالي بواسطة يهود أعلنوا إسلامهم من قبل، ووصل إلى الكاتب الإنجليزي اليهودي الأصل، الذي حرّف من معلوماته الكثير، وحققه ونشر ترجمة له بالإنجليزية، كلها معلومات خاطئة ومزورة، وأراد الله أنْ تصل النسخة
= وتكذيب ذلك الخبر فوراً.
وذكرت المجلة أنّ طالباً يدعى «نيل مارشال» كان قد صمم موقعاً له على شبكة الإنترنت باسم: «التحليل النقدي لنوستراداموس» وقد نشر فيه عدداً من الرباعيات ونسبها إلى الفلكي الشهير، وحرص على أنْ يجعلها ذات لغة مراوغة ليسخر من فكرة التنبؤ بالمستقبل، ووصل إلى استنتاج أنّ نصوص «نوستراداموس» يمكنها أنْ تعني كل شيء، وقد لا تعني شيئاً على الإطلاق.
ويقول محرر موقع «الأساطير الحضارية» Urban Legends:
ثم تسخر مجلة Online من «نوستراداموس» وأشباهه وتتساءل: لماذا يستخدم المنجمون دوماً تلك اللغة المراوغة؟! إذا كانوا بحق قادرين على كسر حاجز الزمن والإبحار عبر المستقبل؛ فلماذا لا يقولون لنا ما سيحدث بوضوح وصراحة دون أنْ «يوجعوا دماغنا» ؟!
بواسطة كتاب «المهدي» للمقدمي (ص 634) .
(1)
دون تعليق عليها!
الأصلية إلى يد الملك السويدي (كارل جوستاف) ، وفيها أمور كثيرة تمسّ مستقبل العالم الإسلامي، والملك يحتفظ بها في مكتبة قصره باستوكهولم.
ولكن حدث أننا اطلعنا على بعض مما جاء في هذا المخطوط أثناء مكاتبات بين إدارة المخطوطات العالمية -وهي مختصة بمتابعة أنباء التراث العالمي كله، وهي تابعة لهيئة الأمم المتحدة- وبين إدارة المكتبة الملكية في استوكهولم، وقد سُرِّبت مكالمة من خلال ثرثرة بعض المسؤولين في القصر الملكي السويدى معلومات هامة، والتقط المعلومات رجال سخرهم الله لخدمة دينه» (1) . انتهى كلامه.
هكذا قصصه وأخباره؛ كلها عجائب، فيها صنع عقدة، ثم العمل على حلها، شأن القصّاصين والروائيين، بطريقة خيالية، ليس فيها ما يفيد الحقيقة، فجميع قصصه مدارها على «رجال سخرهم الله لخدمة دينه» ، ومن خلالهم اطلع هذا الأفاك الأثيم على الغيب بواسطة هذه المخطوطات التي حوت الأخبار والآثار التي تنبئ عما يجري قرب الساعة.
نعم؛ هو لم يقتصر على النقل واعتماد (المخطوطات) المدّعاة! ولكنه اعتمد شيئاً أخطر بكثير من هذا، صرّح به في كتابه «احذروا المسيخ الدجال يغزو العالم من مثلث برمودة» (ص 183)، قال: «قد يسأل قارئي الحبيب: وكيف اهتديت إلى كل هذه المعلومات بلا مصادر؟
وأقول: بل هناك مصادر، «فالقراءة الواعية» ، ثم «استقراء الأحداث» ، و «رفع درجات حدة الحدس والاستبصار» ، ثم «التدبر» ، و «التأمل» ، ثم يصف هذه «المصادر» بأنها:«جهاز استقبال» لخواطر يمكن أنْ يقف أمامها التحليل العلمي والفلسفة عاجزين.
(1) وغيرها من مثيلاتها (أربعة) أخرى. انظر تفنيدها جميعاً في: «تحذير ذوي الفطن
…
» (ص 161-175) .