الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحبار، قال: «سَتُعرَكُ العراق عَرْكَ الأديم (1) ، وتفتّ مصر فتّ البعر (2) .
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحدّ، بل يتعداه في آخر الزمان إلى كون (العراق) محلاًّ للحروب والمعارك (3) ، على وجه كثير وشهير، ويتداعى الناس إليها من أجل خيرات تظهر فيها، وتكون بينهم مَقاتِلُ وسفكُ دماءٍ، وزَهقُ أرواحٍ، وهذا ما سيظهر معنا في الفصل الآتي.
فصل
في حسر الفرات عن جبل من ذهب في الملاحم التي تكون
بين يدي ظهور المهدي وحصول مقتلة عظيمة آنذاك
أخرج البخاري في «صحيحه» في كتاب الفتن (باب خروج النار)(رقم 7119) ، ومسلم في «صحيحه» في كتاب الفتن (باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب)(رقم 2894) بعد (30) ، وأبو داود (4313) ، والترمذي (2569) ، وابن حبان (6693، 6694 - «الإحسان» ) -ومن طريقه ابن العديم في «بغية الطلب» (1/514) -، وأبو عوانة -كما في «إتحاف المهرة» (14/445 رقم 17976) -، والبزار في «مسنده» (ق160/أ-ب) ، والدارقطني في «العلل» (10/277) من طريق حفص بن عاصم (4) .
(1) الأديم، يقال: أديم الأرض: صعيدها، والمراد: استقرار الضرر فيها، وتمكّن الفتنة منها كل التمكن. انظر:«مجمع بحار الأنوار» (1/37) ، ومضى نحوٌ من كلام علي بسندٍ ضعيف.
(2)
كذا في مطبوع «مختصر ابن منظور» (1/246) -أيضاً-.
(3)
جلُّ هذه الحروب مذكورة في (أخبار السفياني) ، وسبق كلام مصعب بن عبد الله الزبيري في «نسب قريش» (ص 129) ، وكلام ابن حجر في «تبصير المنتبه» (2/735) أنها كذب كلها؛ ولذا أعرضتُ عنها.
(4)
يرويه عنه خبيب بن عبد الرحمن، واختلف عنه، فرواه أبو سعيد الأشج في «جزء من =
والبخاري (7119) ومسلم (2894) بعد (31) ، وأبو داود (4314) ، والترمذي (2570) ، وابن حبان (6695 - «الإحسان» ) -ومن طريقه ابن العديم في «بغية الطلب» (1/514) -، وأبو عوانة -كما في «إتحاف المهرة» (14/445 رقم 17976) ، والبزار في «مسنده» (ق201/ب) من طريق الأعرج (1) ؛ كلاهما عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يوشك الفراتُ أن يَحسِرَ عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً» لفظ حفص.
وقال الأعرج: «يحسر عن جبل» .
وهذا لفظ مجمل (2) ، جاء مفصّلاً في روايات أخرى.
= حديثه» (ص 61-62/رقم 11) -ومن طريقه المذكورون عدا مسلماً وأبا عوانة-، ومسلم، وأبو عوانة من طريق سهل بن عثمان؛ كلاهما عن عقبة بن خالد، عن عبيد الله بن عمر عن خبيب به مرفوعاً.
واختلف عن شعبة، فرفعه الحميدي عن شعبة، ووقفه غيره. والصحيح عن شعبة الموقوف، والصحيح عن عبيد الله المرفوع. قاله الدارقطني في «العلل» (10/276-277 رقم 2009) .
(1)
رووه جميعاً من طريق أبي سعيد الأشج -وهو في «جزء من حديثه» (ص 62/رقم 12) -: حدثنا عقبة، نا عبيد الله، حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، به.
وانفرد الحسين بن حميد عن أبي سعيد الأشج بزيادة: «من فضة» ، فرفعه بلفظ:«يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب ومن فضة» . أخرجه ابن العديم في «بغية الطلب» (1/514-515) ، ولم أظفر بمن تابعه عن أبي سعيد بهذه الزيادة، وهو متكلم فيه. انظر:«الميزان» (1/533) .
نعم؛ وردت عن غيره، ولكن من مخرج آخر، وفيه كلام، وسيأتي -إن شاء الله تعالى- بيان ما فيه، والله الموفق.
(2)
رواه سيف بن محمد ابن أخت سفيان -وهو متّهم، كما تقدم-، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، به. بزيادة:«فيقتتلون عليه من كل مئة تسعة وتسعون» ! أخرجه من طريقه أبو نعيم في «ذكر أخبار أصبهان» (2/266) .
أخرج عبد الرزاق في «المصنف» (20804) -وعنه أحمد (2/306)، ومن طريق عبد الرزاق: البغوي في «شرح السنة» (15/34 رقم 4240) -: أخبرنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل الناسُ، فيُقتل من كل مئة تسعون -أو قال: تسعة وتسعون-، كلهم يرى أنه ينجو» .
وأخرجه مسلم (2894) بعد (29) -ومن طريقه أبو عمرو الداني في «الفتن» (ص 227/رقم 497) - من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن سهيل، به. ولفظه:«لا تقوم الساعة حتى يحسر الفراتُ عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مئة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لَعَلِّي أكون أنا الذي أنجو» .
وكذلك جزم بالتسعة والتسعين من غير شك: يزيد بن زريع عن سهيل، مثل الذي قبله، وزاد (1) :«فقال أبي: إن رأيته فلا تقربنّه» . أخرجه مسلم (2894) بعد (29) .
وكذلك رواه زهير بن معاوية عن سهيل، عند أحمد (2/332) ، وابن حبان (6691) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (13/269 - ط. المصرية) .
وفي آخره: «يا بني! فإن أدركته -وعند الخطيب: فإن أدركت ذلك الزمان- فلا تكونَنّ ممن يُقاتل عليه» . وكذلك رواه علي بن عاصم عن سهيل، عند ابن العديم في «بغية الطلب» (1/512-513)، ولفظه: «لا تذهب الدنيا حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب
…
» ، وفيه:«قال لي أبي: «يا بني! إنْ أدركته فلا تقربنه» . قال علي بن عاصم: فحدّثتُ بهذا الحديث شعبةَ، فقال: إني قد سمعته من سهيل، ولكنْ لا أحفظ أنه قال:«يا بني إن أدركته فلا تقربنه» ، استيقنت أنه قال: يا بني إن أدركته فلا تقربنه» ؟ قلت: نعم. وقائل
(1) أي: سهيل. فالمقولة المذكورة من قول أبيه أبي صالح ذكوان، مدرجة في الحديث.