الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(مخيّلات) الضلال ممن هم منتسبون -زوراً- للإسلام، أو لغيره من الأديان، فالويل كل الويل -يومئذ- لمن لم يعتصم بالسنة والكتاب، والله الهادي والواقي.
فصل
جولة سريعة مع «هرمجدون» ، وما هو على شاكلته،
وما ذكروه عن (فتنة العراق)
لست بصدد التحليل التفصيلي لظاهرة تعلق الناس بـ «هرمجدون»
…
-وأمثاله وما هو على شاكلته-، ولا لتفنيد ما في هذا الكتاب من (أباطيل)، والذي يخصني منه -الآن- موضوع (العراق) ! ولست بمبالغ إنْ قلت: إنّ سبب انتشار هذا الكتاب ما جرى على أرض (العراق) من أحداث، وتسارع ذلك في وقت قصير!
ومن القواعد المقررة عند علماء الجرح والتعديل: (فضح الكذابين بالتاريخ) .
= المهدي المصنوع!! انظر: «هرمجدونه» (ص 78) . ويظهر هذا -أيضاً- جليّاً في كتابه «المسيخ الدجال يغزو العالم من جزيرة برمودة» (ص 141-142) ؛ فهو ينقل عن يهودي يعتمد على معلومات أكيدة من رجال (المسيخ) بالكنيست الإسرائيلي، ويستنبط من وثائق سرية لنبؤات حقيقية بالتوراة (المخبوءة) ، هذا نقله، ويقول على إثره:«وهو مطابق، أو قريب جدّاً لحساباتي، وحدسي، واستبصاري الذي استلهمت فيه إيماني بالله، واستقرأت ما بين السطور في أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم نبي البشرية الأمين، ولو كره ذلك الأغبياء والضالون» .
قلتُ: الشرّ هكذا يبدأ، وهذه شرارته، والمسلمون غافلون عما في هذه الدراسات من خطورة، ومن تخدم، وما هو مستند القائلين بها، إنها (إلهامات) الممخرقين والمشعوذين قديماً وحديثاً، ولكنها سنة الله الكونية ليتحقق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من خروج الدجال، وتصديق الناس به؛ فإنّ لذلك إرهاصات ولا بد، وقد رأيناها ولا قوة إلا بالله!
قال سفيان الثوري -رحمه الله تعالى-: لمّا استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ (1) .
وقال حفص بن غياث: إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين (2) .
وقال حسان بن زيد: لم نستعن على الكذّابين بمثل التاريخ (3) .
وإنْ كان مراد العلماء في هذه الآثار وغيرها حِسْبَة سِنّ الراوي والمروي عنه، وكشف الزيف من خلال ذلك، كما حصل لعفير الكلاعي وإسماعيل بن عياش لما أظهر -كل على حدة- كذب راوٍ كان يحدث عن خالد بن معدان، ادّعى سماعه منه بعد موته بسبع سنين (4) ! فإنهم ألحقوا بهذا الصنف -كما قال الخطيب-:«إذا أخبر الراوي عن نفسه بأمر مستحيل، سقطت روايته» (5) .
وإذا كان هذا فيما حصل ومضى؛ فمِن باب أولى أنْ يدخل تحته مَن تكهن بوقوع شيء على نَحْوٍ وحَالٍ وفي وقت معين، ثم لم يقع، أو وقع على حال آخر، أو على نقيض ما أخبر؛ فهذا هو الكذب المصحوب بـ (الكهانة) ،
(1) أخرجه ابن عدي في «الكامل» (1/97) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/54) -، والخطيب في «الكفاية» (ص 147) .
(2)
أخرجه الخطيب في «الكفاية» (ص 147) ، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/54) .
(3)
أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (7/357) ، والخطيب في «الجامع» (1/198 رقم 146) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/54-55) ، وابن الجوزي في «مقدمة الموضوعات» (1/39) .
وللسخاوي كلمة في (فوائد التاريخ) في كتابه «الإعلان بالتوبيخ» (ص 17 وما بعد) ؛ تكلم فيها عن هذه (الفائدة) .
(4)
انظرها مسندة في: «المجروحين» (1/71) ، و «المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل» (ص 147) ، وكذا عند الخطيب في «الجامع» (1/132) ، وفي «الكفاية» (ص 147) .
(5)
«الكفاية» (ص 147) .