الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه أبو داود (4292) ، وابن ماجه (4089) وغيرهم.
قلت: إسناده صحيح.
ففيه أنّ المسلمين يقاتلون مع النصارى عدوّاً مشتركاً، ثم تغدر النصارى، فيكون القتال بين المسلمين والنصارى، فهل وقع ذلك بعد حرب الكويت؟!
لقد مضى على تلك الحرب المشؤومة أحد عشر عاماً، وما رأينا شيئاً من ذلك (1) .
قال أبو عبيدة: الدسوقي واحد من عصابة تواطأت في شروحها على كون (فتنة السراء) غزو صدام للكويت! وإلى هنا تكون الفضيحة مستورة، وأما القول بانتصار صدام، وأنّ هذه الجولة هي الأولى من الحرب العالمية الثالثة، المسماة «هرمجدون» ، كما في كتاب «هرمجدون» -أيضاً- (ص 19) ؛ فهذا مما لا يقبله عاقل الآن.
*
مع الهواة والمقلّدين
وقبل أنْ أترك التمثيل للتأصيل، أُراني مضطراً إلى التنويه بمراهقة فريق من الخائضين في الفتن، أُجِلُّ تلك العصابة عن قبولهم في صفوفهم؛ لأنّ هؤلاء ما زالوا في فترة الطيش والتدريب (2) ، أما أولئك فمنهم (الدهاقنة) و (الأساتذة) ، وهم في تأصيلاتهم وأطروحاتهم عن الفتن (رأس الفتنة) و (حربتها) ، التي خدمت أعداء الله كثيراً، علموا أو لم يعلموا!
وعلى رأس هؤلاء: فهد سالم في كتابه (3)
«أسرار الساعة وهجوم
(1)«تحذير ذوي الفطن» (ص 94-95) .
(2)
أطلق عليهم محمد عيسى داود في مقالة له نشرت في جريدة «صوت آل البيت» شعبان/سنة 1421هـ/ (ص 5) : «الهواة والمقلّدين» !
(3)
معذرة لك أخي القارئ على سوق الكلام السابق الذي لا يستحق أنْ يكون على كاغد، ولا ندري لو لم نعمل على تدوين هذه السطور من أجل معالجة هذه الظاهرة التي =
الغرب» ؛ فهو يعلن بصراحة، وعلى رؤوس الأشهاد تحت عنوان:(السيناريو (1) المحتمل لتسلسل حوادث الفتن) ؛ فيقول (ص 141 وما بعد) :
«في عام 1998 يُشغل الناس باللعب واللهو في أولميباد باريس، ثم تفاجئهم علامات الساعة الكبرى، وهم في غفلتهم يلعبون
…
في 1/1/1999، وفي الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 15 رمضان 1419هـ، يتم ارتكاب العمل الكوني المفزع؛ وهو تفجير المسجد الأقصى، وفي نفس اليوم تصل طلائع القوات الغربية، وتنزل في الأردن، وتحاصر بيت المقدس» .
ويقول (ص 136) :
ويكتمل مسلسله بما صرّح به (ص 84) ؛ فقد زعم: أنّ المهدي يظهر في يوم الثلاثاء الموافق 25 محرم 1420هـ، ويحدد المدة بين ظهور المهدي
= استشرت في مصر خصوصاً، ماذا يمكن أن يقول التاريخ عن أهل هذه الحقبة؟!
ومعذرة مرّة أُخرى على التطويل في النقل، وبقيت معذرتان ألتمسهما من كرم القراء عليَّ:
الأولى: قولي -هنا- «كتابه» ! ولكن «من صَنَّفَ فقد استُهدف» ، و «من صَنَّفَ فقد وضع عقله على طبق» ؛ فانظر أُخيَّ -رعاك الله- إلى ما في هذا الكتاب؛ لترى الكذب والجهل الصراح، والاسم المذكور؛ بالمسلسل و (الفيلم) السينمائي أليق وأجدر!
والأخيرة: أتركها لفطنة القارئ ونباهته، والله الهادي.
(1)
نعم؛ يقرر ذلك -كما سيظهر لك في كلام له قريب -من الأحاديث-، ولكن بعبارات المُخْرِجين -بضم الميم، وسكون الخاء (وإيَّاك أن تفتحها) ، وكسر الراء الخفيفة (وإيَّاك أن تثقلها) -، والممثّلين!
ولعل السبب مكشوف، لا يعجز ذكي عن معرفته والوقوف عليه!
ونزول عيسى عليه السلام بأنها ثمانية أشهر.
وزعم (ص 146) ما يلي:
في 1 ربيع الثاني 1420هـ، الموافق 14/7/1999م ينطلق صارو خ نووي من الخليج إلى أوروبا مستهدفاً الفاتيكان حسب الخطة المرسومة.
وزعم في الصفحة نفسها:
في أغسطس 1999م، الموافق 19 ربيع الثاني 1420هـ، تبسط إيران سيطرتها على معظم دول الخليج، وبعد ذلك يتم إلقاء قنبلة نووية أمريكية تدمر إيران بعد أن دمرت الخليج.
وزعم فيها -أيضاً- ما يلي:
في جمادى ورجب وشعبان (أي: 1420هـ) الموافق من شهر سبتمبر 1999م حتى نوفمبر؛ تبدأ الملحمة الكبرى من مقر قيادة المسلمين في دمشق تحت قيادة المهدي عليه السلام.
في 15 شعبان 1420هـ، الموافق 23 نوفمبر 1999م يخرج المسيح الدجال (1) بفتنته الكبرى؛ حيث يدعي الألوهية، ويظهر المعجزات لفتنة الناس.
وزعم في الصفحة التي بعدها (ص 147) أنه:
في يوم الجمعة 1/1/2000م، الموافق 25 رمضان 1420هـ تشرق الأرض بنور النبي والرسول العظيم عيسى عليه السلام، ينزل في القدس، والمسلمون بقيادة المهدي، يحاصرهم الدجال هناك.
يدعي أنّ عيسى عليه السلام ينزل إلى الأرض سنة 2000م، ثم
(1) لمّح في (ص 39) من كتابه «الأسرار» أنّ الدجال يُعطى الرئاسة في إيران قبل ظهور المهدي، ويُصرّح بأنه (محمد خاتمي)، ويسمّيه:(آية الله جوربا تشوف) !
يقول:
«وهذه النتيجة تكاد تتفق تماماً مع ما يعلنه ويبشر به أهل الكتاب عن طريق الحساب الموجود في كتبهم، وهو ما يعتقده كثير من الرهبان والقادة الكبار في العالم الغربي، وقد توصلنا إلى ذلك -ولله الحمد- عن طريق الاعتماد على أحاديث رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم!!
وعندما يراه الدجال؛ يهرب من القدس متوجهاً إلى أكبر مطارات إسرائيل، وهو مطار اللد الدولي، ولكن عيسى يلحق به قبل أن يقلع بطائرته، ويقتله قرب باب اللد» .
ويدعي (ص 70) :
أنّ وفاة عيسى عليه السلام ستكون عام 2007م، وأنّ نهاية عمر الدنيا ستكون -بإذن الله- عند طلوع الشمس من مغربها في عام 2010م.
وأمّا جرأته على تعيين شخصيات هذه الأحداث؛ فأمر عجيب:
فهو يرى أنّ «الأبقع» هو ياسر عرفات، وأنّ الرجل «المشوه» هو الشيخ أحمد ياسين -حفظه الله-، وأنّ «الأصهب» حافظ الأسد، وأنّ «السفياني» هو ملك الأردن (الملك حسين) ، الذي سيبعث جيوشه إلى العراق والمدينة (1) ،
(1) ذكر فهد سالم في كتابه «أسرار الساعة» (ص 78) ما نصُّه: «أنّ السفياني زعيم عربي معاصر يصنعه الغرب -الآن-؛ ليكون ملكاً للعرب في آخر هذا القرن، كما فعلوا مع جده في بداية القرن» .
ثم صرَّح بما ورّى به -هنا- في (ص 113) ، وفي (ص 130)، وفي (ص 137) قال:«إنه ملك الأردن، وإنه (الملك حسين) » .
ثم يخترع (ص 137-138) تفاصيل عجيبة عن أنّ الملك حسيناً يَبُثُّ جيوشه -بعد موت صدام- إلى العراق، وإلى المدينة، ويتحوّل الشعب الأردني إلى عدوّ لدود، يطالب بمسح العراق من خارطة الوجود. انتهى. =
وأنّ «صدام حسين» سيقتل في الكوفة (1)، وأنّ «عمر البشير» حاكم السودان هو الحاكم العادل المقصود بحديث:«يكون بأفريقية أميراً اثنتي عشرة سنة، ثم تكون بعده فتنة، ثم يملك رجل أسمر يملؤها عدلاً، ثم يسير إلى المهدي، فيؤدي إليه الطاعة، ويقاتل عنه» رواه نعيم بن حمّاد في كتاب «الفتن» (2) .
ومن هذه المراهقة:
ما زعمه أبو محمد جمال بن محمد بن الشامي في كتابه «العالم ينتظر ثلاثاً» (ص 69-70) عن (الدجال) -وقال كلاماً هجراً-، ومما فيه مما يخالف العقل والمحسوس قوله:
«وجود صورة المسيح الدجال على ظهر فئة الواحد دولار» !!
وزعم مراهق آخر في (موقع القلعة العربي) بتاريخ 15/11/1421هـ، وسمى نفسه (نور الدين) ! أنها ستكون أحداث بين أمريكا والصين في وقت قريب، وتنتهي بظهور المهدي من (تايوان) ! هكذا
…
المهدي (تايواني) ، قاتل الله الدّجالين!
= قلتُ: من أراد أنْ يكذب، فلينظر في هذه النماذج، وليتعلّم؛ فكاتب هذه السطور أردني، ومن شعب الأردن، وهو ومَنْ حاوليه -كسائر المسلمين- يتأسفون ويتحرقون على ما جرى على أرض العراق، ولم يطالبوا -يوماً من الدهر- بالدعوى الكاذبة المذكورة.
و (الملك حسين) -رحمه الله تعالى- مات قبل صدام! وما بَثَّ جيشاً لمحاربة العراق، فضلاً عن المدينة النبوية، وهذا الكلام هراء، لا يخرج ألبتة من سليم عقل، صحيح رأي، ولكنها (المراهقة) الفكرية! وركوب الأمواج!! لسرقة أموال السذج من الناس بالترويج لهذه الآراء التي فيها اعتداء على الغيب، ولا تنسَ أخي القارئ الحبيب زعمه السابق أنه توَصَّل إلى ذلك (عن طريق الاعتماد على رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم) ؛ قاتل الله الأفّاكين!!!
(1)
انظر: «أسراره» (ص 131، 137، 140، 141) .
(2)
«المهدي وفقه أشراط الساعة» (ص 621-623) .