الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجمل خطة تأليف الكتاب
الخطَّة التي انتهجتُها في تأليف هذا الكتاب هي أنِّي فصَّلت الكلام والاستدلال لإِثبات العقيدة السلفية في كلام الباري تعالى، وعقدتُ لذلك بابًا مستقلًا، وهو الباب الأول.
ثمَّ تناوَلتُ قضية اللَّفظ بالقرآن، فوضَّحْتُها بما يُزيلُ عنها الإِشكال إن شاء الله، مع الذبّ عن الإِمامين أحمدَ والبخاري، وتبرئتهما مما نُسِبَ إلَيهما من ذلك، وذلك في الباب الثاني.
وفي الباب الثالث تناولتُ اعتقاداتِ الفِرَقِ المبتدعةِ المنتسبةِ إلى أهل القِبْلَةِ، فذكرتُها إجْمالًا، ثمَّ عُنِيتُ بتفصيل الردِّ على الجهمية المعتزلة؛ لأنَّهم أصلُ البليّة في هذه القضيَّة، ثم أفردتُ فصلًا مطوّلًا لبَسط اعتقاد الأشعريَّهٌ والردّ عليهم، وذلك لتوضيح الصورة أمامَ مَن خَفِيَهم حالهم، فهم بين منُتسب إليهم، أو مُدافع عنهم، أو مُتواطىء معهم، أو مُعتذر عنهم.
وتخلَّلَتْ جميعَ ذلك مباحثُ عامَّةٌ لِرَفْع بعْضِ الإِشكالاتِ ودفْع بَعْض الإِيهاماتِ.
وشَرْطِي في كتابي أن لا أورد للاحتجاج والاستشهاد إلَّا ما ثبتَ إسنادُه إلى قائلهِ، ولسْتُ أقلّدُ في ذلكَ، وإنَّما أتابِعُ النُّصوصَ بنفسِي، وأحكمُ عليها باجتهادي.
وعُنِيتُ بأقوال السلف والأئمة في عامّة المسائل إن وقفتُ عليها بالإِسناد الثابت، وخاصّةً كلام إمام السنة أحمد بن حنبل؛ فإنَّه الإِمام القُدوة في ذلك، وسائر أهل السنة بعده يعتزُّونَ بالانتساب إلى طريقتهِ؛ لأنَّها طريقةُ السلف الكرام، بسَطها ونَصَرها، فرحمه الله ورضي عنه وسائر إخوانه من الأئمة.
ولقد انتفعتُ كثيرًا بكتب شيخ الإِسلام ابن تيمية وطريقته، بل إني ربَّما حَذوتُ حذوَه في كثير من المسائل، إلى جانب ما أورده عنه من النقل في ثنايا الكتاب، وحيث أطلقتُ (شيخ الإِسلام). فإنَّما أعنيهِ.
وقد سمَّيْتُه: "العقيدة السلفية في كلام ربّ البريّة، وكشف أباطيل المبتدعة الرَّدِيَّة".
وإني لأرجو الله تعالى أن يكونَ تذكرةً لأولي الألباب، يوقظهم من
غَفْلة، ويُنَبِّهُهم لخطورة شأن أهل البدع، ويُقبلوا على فَهْم اعتقاد سَلَفِهم
والدفاعِ عنه، فإنَّ الاشتغالَ بعلُومِ الاعتقاد أشرَفُ الأعْمال وأزكاها.
والله أسألُ أن يغفرَ لي زلَّتي، ويقبلَ مني ما خَطَّتْ يَدي، إنَّه نِعمَ مسؤول، وهو حَسْبي ونعم الوكيل.
الكويت
الثلاثاء 27 جمادى الأولى 1407 هـ
وكتب أبو محمد عبد الله بن يوسف الجديع