الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم إلى يوم الدين.
أما بعد، فنختم أعمال مشروع (آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال) بهذا الفهرس الشامل لعلوم ابن القيم، مستخرجًا من كل مؤلفاته التي عُرِفت وطبعت ضمن هذا المشروع.
والمقصود من هذا الفهرس هو تقريب علوم ابن القيم للدارسين وطلاب العلم والعلماء للنّهَل منها والانتفاع بها، بحيث يجمع كلامه في الباب الواحد وفي المسألة الواحدة في مكان واحد، وهذا لون حسن من ألوان التأليف، فيه من تقريب العلم، وجمع المتفرّق من كلام المؤلف، ما يوفر الوقت والجهد.
وهذا الفهرس خاص بالعلوم ولم ندخل فيه الفهارس اللفظية، كالآيات والأحاديث والأعلام التي ذُكِرت مجرّدة، بخلاف تلك التي تكلم عليها أو شرحها، وأدخلنا من الفهارس اللفظية أسماء الكتب فقط، لفائدتها التي لا تخفى على الدارس.
ولا يخفى على من تابع إصداراتنا لمؤلفات الإمام ابن القيم على مدى الأعوام الماضية أننا نُتْبع كل كتاب بفهارس متنوعة، وقد كانت طبيعة كل كتاب تفرض نوعًا من الفهارس العلمية قد لا يوجد في كتاب آخر من كتب المؤلف، كما كان لاختلاف اجتهاد المحققين دور في العناية ببعض الفهارس أكثر من غيرها، أو إغفال إفراد بعضها مع فائدتها.
ومادةُ هذا الفهرس الذي نقدم له اليوم مجموعةٌ من تلك الفهارس الملحقة بالكتب، ومن المتوقّع بعد ما شرحناه أن نجد اختلافًا في جوانب عديدة من متعلقات الفهارس المجموعة.
وتلافيًا لذلك فقد قمنا بإجراءات عديدة ليخرج هذا الفهرس جامعًا منقّحًا على طريقة واحدة من الصياغة والترتيب وجمع النظائر واستدراك الفوت.
وقد كان عملنا يتلخص في الخطوات الرئيسة الآتية:
1 -
حصر جميع الفهارس العلمية التي صنعت لجميع الكتب، وتقسيم الفهارس مبدئيا على الفنون.
2 -
عملنا فهارس للكتب التي لم تفهرس فهرسة علمية وهي قليلة (صيغ الحمد ــ رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ــ مقدمة النونية).
3 -
وكذلك نظرنا في فهارس الموضوعات للكتب التي لم تدخل موضوعاتها الرئيسة في الفهارس العلمية (كتهذيب السنن، وروضة المحبين، والسماع)، فاستخرجنا منها فوائد علمية وقسمناها على العلوم والفنون.
4 -
أتبعنا كل فائدة بذكر أسماء الكتب في جميع الفهارس المستهدفة، حتى يسهل معرفة مصدر الفائدة من كتب ابن القيم.
5 -
دمجنا الفهارس على الطريقة الآتية:
- تقسم الفهارس إلى مجموعات (فهرس الفقه، الحديث .. الخ) ثم يجعل لكل مجموعة كتاب أصلا يبنى عليه، وهو الكتاب الأكثر في مادة الفهرس وتنوعها.
- تدمج الفهارس تدريجيًّا إلى الكتاب الذي اختير أصلًا.
- وإذا كانت مادة الفهرس كبيرة كالفقه مثلا تقسم موضوعاته إلى وحدات أصغر، كالصلاة والطهارة الخ.
- تدمج الفهارس مع الاعتناء بثلاثة أمور:
الأول: تحرير صياغة الفائدة المفهرسة.
الثاني: توحيد الفوائد المتشابهة في صياغة واحدة، وتذكر بعدها الإحالات إلى جميع الكتب التي وردت فيها.
الثالث: ترتيب الفوائد داخل العلم نفسه بالاعتماد على الترتيبات المشهورة للعلوم، مع الاجتهاد فيما لم يكن واضحا أو مكتمل المعالم من الفوائد وما إليها.
6 -
مراجعة الدمج الأولي وإعادة ترتيب ما لم يستقر من الفوائد.
7 -
مراجعة الترتيب للمرة الثانية، وضم الفوائد التي لم تدخل سابقًا ضمن علومها وأبوابها.
8 -
مراجعة الترتيب للمرة الثالثة لإدخال ما استخرجناه مما كان ملحقًا بالفوائد المتفرقة غير مصنف، فقيدنا كل فائدة في بابها.
9 -
استحداث فهارس جديدة (كفهرس الآداب الشرعية) لم تكن مدرجة ضمن التصنيف في الفهارس الملحقة بالكتب، لاجتماع مادة يمكن أن يُفرَد لها فهرس خاص.
10 -
أضفنا عنوانات لفهارس علمية لم تكن موجودة سابقًا، اقتضاها العمل الجديد.
11 -
استغنينا عن بعض تقسيمات الفهارس القديمة.
12 -
وضعنا ترويسة لكل فهرس، مع تفاريع الفهرس الرئيسة.
13 -
اختصرنا أسماء الكتب اختصارًا غير مخلٍّ كـ «إغاثة اللهفان» ،
و «شفاء العليل» ، و «الصواعق»
…
ووضعناها بين قوسين صغيرين، وأتبعناها بالجزء والصفحة بلا أقواس، مع تحبير الفائدة أو المادة العلمية دون المصادر.
ولا يفوتنا أن ننوِّه بأن شيخنا العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى له كتاب عنوانه (التقريب لعلوم ابن القيم) طبع قديمًا قبل أكثر من ثلاثين سنة في مجلد واحد (بعد أن طبعه قبل ذلك في أربعة أجزاء صغيرة)، وكان هدف الشيخ تقريب فقه ابن القيم بالأصالة، أما ما يقع زائدًا عن فقهه فبحسب ما يقع له لا بحسب التتبُّع. ثم ختم مقدمة كتابه بقوله:«وأرجو أن يكون هذا التقريب فاتحة خير لمن شاء الله من صالح عباده بالتتبع التام لما يقع في مشمول هذه العلوم وغيرها من كتبه، ليكون النفع أكثر فائدة»
(1)
.
وقد شارك في المراحل الأولى من الإعداد والمراجعات الأخ سراج منير، ونسقها وأخرجها الأخ خالد جاب الله.
وأخيرًا نرجو بهذا العمل أن نكون قد خدمنا تراث ابن القيم، وقرّبنا فوائده لأهل العلم والمعرفة، ولبينا ما دعا إليه شيخنا على قدر الجهد والطاقة، ولا نزعم أننا قد استوفينا فقهه وعلومه ومتعلقاتها، فإن كتبه مشحونة بالفوائد، ومنازع الناس وأنظارهم ليست على درجة واحدة من الفقه ودقة الانتقاء وأغراض الاستشهاد. والحمد لله رب العالمين.
وكتب
علي بن محمد العمران
8/ ربيع الأول/ 1441
(1)
التقريب لعلوم ابن القيم ص 7 - 8 ط الأولى لدار العاصمة 1416.