الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7428 -
وَقَالَ الْمَاجِشُونُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ» . طرفه 2411
23 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ)
وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) وَقَالَ أَبُو جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لأَخِيهِ اعْلَمْ لِى عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِى يَزْعُمُ أَنَّهُ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ، يُقَالُ ذِى الْمَعَارِجِ الْمَلَائِكَةُ تَعْرُجُ إِلَى اللَّهِ.
ــ
المناقب وغيره الكلام عليه في أن هذه الصعقة شيء يحصل لأهل المحشر.
7428 -
(فأكون أول من بعث) أي من تلك الصعقة، وقد تحير أكثر الشارحين في هذا المقام حين تخيلوا أن قوله "فأكون أول من بعث" يريد البعث من القبر، وكل هذا من ذهولهم عن أن يوم القيامة ظرف ليصعقون، فلا بد من وقوع الصعقة فيه لكل أحد بعد البعث.
باب قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4] وقوله: {يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]
معنى عروج الملائكة إليه: عروجهم إلى منازلهم بعد نزولهم لإمضاء ما أمروا به. وأما معنى قوله: {يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، فأحسن ما قيل فيه قول الفراء: إن العمل الصالح إذا قارن الكلم الطيب رفعه، وهذه الأمور من الصعود وسائر الأشياء التي تشعر بالمكان فالمراد بها القبول والرضا، وهذا متعارف في لسان العرب كما يقال: رفع الأمر إلى السلطان. إذ ليس معناه: أن السلطان إذا كان في مكانٍ عالٍ.
(وقال أبو جَمرة) بالجيم نصر بن عمران، روى حديث أن أبا ذر (قال لأخيه: اعلم لي علم هذا الرجل) يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قد سلف الحديث في المناقب مطولًا، وموضع الدلالة هنا قوله:(يأتيه خبر السماء) فإن الآتي به الملك لا بد من عروجه لأنه مرسل في أمر من الله تعالى ({ذِي الْمَعَارِجِ} [المعارج: 3]، الملائكة تعرج إليه) هذا لازم المعنى فإن المعارج
7429 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِكُمْ فَيَقُولُ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِى فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ» . طرفه 555
ــ
جمع مَعرج بفتح الميم وهو الدرجة، والمِعراج -بكسر الميم- شبه سلم تعرج الملائكة تعرج إليه هذا لائم المعنى فإن فيه وأرواح المؤمنين إذا قبضت قالوا: عليه من الزينة والحسن ما إذا رأته نفس المؤمن تخرج إليه سريعًا. قال ابن الأثير وغيره: {ذِي الْمَعَارِجِ} : هو الله تعالى، والإضافة للتشريف مثل ناقة الله.
7429 -
وحديث أبي هريرة (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار) تقدم في أول كتاب الصلاة. وهذا على لغة: أكلوني البراغيث، أو الملائكة مبتدأ ويتعاقبون خبره (يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر) وذلك لأن وقت العصر وقت الاشتغال بالتفقه وفراغ البال بعد الأعمال للتمتع ووقت الفجر النوم، فإذا حافظ الإنسان على هاتين فعلى غيرهما أحفظ (ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون) هذا هو الجواب، فإن السؤال واقع عن التَرْك، وقولهم (وأتيناهم وهم يصلون) زيادةٌ مدحًا لهم.
فإن قلت: إذا كان الله أعلم بحالهم كما صرح به في الحديث فأي حكمة في السؤال؟ قلت: ليظهر شرف المؤمن عند سائر الكروبيين فإنهم الذين قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة: 30].
فإن قلت: لم خص السؤال بالذين باتوا؟ قلت: قيل: لأن الليل مظنة الراحة
والمعصية، فإذا لم يعصوا فيه واستغلوا بالعبادة ففي النهار من باب الأولى أو اكتفى بأحدهما عن الآخر. وأنت تعلم أن هذا لا مساس له بالمقام، فإن السؤال وقع عن كيفية الترك لا غير، فلا دخل لكون الليل مظنة المعاصي. والأظهر في الجواب أن ملائكة الليل يشهدون أربع صلوات: العصر والمغرب والعشاء والصبح، فهم أكثر علمًا وإطلاعًا.
7430 -
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَاّ الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ» . وَرَوَاهُ وَرْقَاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَاّ الطَّيِّبُ» . طرفه 1410
7431 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ «لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» . طرفه
6345
7432 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِى نُعْمٍ - أَوْ أَبِى نُعْمٍ شَكَّ قَبِيصَةُ - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ بُعِثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةٍ.
ــ
7430 -
وحديث أبي هريرة (من تصدق بعدل تمرة) تقدم في أبواب الزكاة. قال ابن الأثير: العدل بالكسر مثل الشيء من غير جنسه، وقوله (كما يربي أحدكم فلوه) بفتح الفاء وتشديد اللام. قال ابن الأثير: هو الصغير من ذات الحافر. قال: ويروى بالقاف. وموضع الدلالة قوله: (ولا يصعد إلى الله إلا الطيب). (قال خالد بن مخلد) بفتح الميم شيخ البخاري، والرواية عنه بقال لأنه يسمع الحديث مذاكرةً. وفي بعضها:"وقال عبد الله ورجاء" بفتح الواو والراء والمد.
7431 -
(عن أبي العالية) رفيع بن مهران. روى حديث ابن عباس (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند الكرب بهذه الكلمات لا إله إلا الله العظيم الحليم) وقد تقدم هذا الحديث في آخر الباب قبله، وموضع الدلالة أن هذه الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الكلم الطيب.
7432 -
(عن أبي نُعْيم) بضم النون وسكون العين اسمه عبد الرحمن. قال شيخ الإسلام: والذي وقع فيه الشك من قبيصة هل هو أبو نعيم أو ابن أبي نعيم كلاهما مصغر لم يتابع عليه (بُعِث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذُهَيْبَة) كذا هنا بعث على بناء المجهول، وفي رواية عبد الرزاق
وَحَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِى نُعْمٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ بَعَثَ عَلِىٌّ وَهْوَ بِالْيَمَنِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِىِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِى مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِىِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِىِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِى كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْلِ الطَّائِىِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِى نَبْهَانَ، فَتَغَضَّبَتْ قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ فَقَالُوا يُعْطِيهِ صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا قَالَ «إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ» . فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اتَّقِ اللَّهَ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «فَمَنْ يُطِيعُ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُهُ فَيَأْمَنِّى عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَلَا تَأْمَنُونِى» . فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ - قَتْلَهُ أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:
ــ
بعده: بعث علي، وقوله (ذهيبة) على صيغة المصغر والتأنيث، إما لأنه مؤنث سماعي، أو لأن الموصوف نحو قطعة (فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأقرع بن حابس ثم [أحد] بني مُجاشِع) بضم الميم وكسر الشين (عُيينة) بضم العين مصغر عين هو ابن حصين (ابن بدر الفزاري) بن مسلمة الفتح ومن المؤلفة أيضًا. تقدم ذكره وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحمق مطاع في قومه".
(عُلاثة) بضم العين وثاء مثلثة (وزيد الخيل الطائي) هذا أيضًا من المؤلفة، وكان من خيار المؤلفة، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير لكثرة خيره، ومات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات بالطريق، كذا قاله ابن عبد البر، وقيل: مات في خلافة عمر (فَتَغَيظّت قريش والأنصار) أي أظهرت التغيظ. وفي رواية أبي ذر بضاد معجمة آخره باء موحدة من الغضب.
(صناديد أهل نجد) جمع صنديد وهو العظيم (فأقبل رجل غائر العينين) هذا هو ذو الخويصرة. تقدم حديثه في المغازي. وموضع الدلالة مذكور هناك وهو قوله "أنا أمين من في السماء" هكذا قال شيخ الإسلام لا حاجة إليه، لأن قوله (يأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني) فإن كونه أمينًا لله في الأرض من لوازمه مجيء الملائكة وعروجهم (فسأل رجل من القوم قتله أُراه خالد بن الوليد) بضم الهمزة أي أظنه. في كتاب المحاربين أن الشاك