الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7559 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «قَالَ اللَّهُ عز وجل وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِى، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً» . طرفه 5953
57 - باب قِرَاءَةِ الْفَاجِرِ وَالْمُنَافِقِ، وَأَصْوَاتُهُمْ وَتِلَاوَتُهُمْ لَا تُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ
7560 -
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالَّذِى لَا يَقْرَأُ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ،
ــ
باب: قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم
جمع حنجرة على وزن علقمة. قال ابن الأثير: هو رأس الغلصم يرى خارج الحلق، والمراد بالفاجر هنا الكافر، وعطف المنافق عليه من عطف الخاص على العام.
فإن قلت: المنافق إذا قرأ القرآن له وجه فإنه يخفي الكفر، وأما الكافر صريحًا كيف يقرأ القرآن؟ قلت: المراد: الكافر الذي يكفر شرعًا. ولا يعترف بكفره كالخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة. وقد سلف من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم: "ولا يجاوز إيمانهم حناجرهم لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد وثمود".
7560 -
(هُدْبة) بضم الهاء وسكون الدال المهملة (همام) بفتح الهاء وتشديد الميم.
روى عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأُترجة) بضم الهمزة، وقد يزاد النون بعد الراء، وقد تحذف الهمزة وتثبت النون، ووجه الشبه أشار إليه بقوله:(طعمها طيب وريحها طيب) وذلك أنه ينتفع بنفسه، وينتفع السامعون بتلاوته، والحديث سلف في فضائل القرآن. وموضع الدلالة قراءة الفاجر فإنه دل على أن لا ثواب له في قراءته، وهو معنى قوله:(لا تجاوز حناجرهم). فإن قلت: ..... على
وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِى لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا». طرفه 5020
7561 -
حَدَّثَنَا عَلِىٌّ حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ ح وَحَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَتْ عَائِشَةُ - رضى الله عنها - سَأَلَ أُنَاسٌ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكُهَّانِ فَقَالَ «إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَىْءٍ» . فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّىْءِ يَكُونُ حَقًّا. قَالَ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّىُّ فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ» . طرفه 3210
ــ
الفاجر. قلت: المنافق أسوأ حالًا منه فيعلم حكمه من باب الأولى.
فإن قلت: قوله في (الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر، ولا ريح لها) مخالف لما تقدم: "طعمها مر وريحها مر"؟ قلت: المعنى: لا ريح لها نافعة، وقد وجدناه في طريق الحجاز لها رائحة كريهة توجب الغثيان.
7561 -
(معمر) بفتح الميمين بينهما عين ساكنة (عنبسة) بفتح العين بعدها نون ساكنة بعدها باء موحدة (سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فقال: إنهم ليسوا بشيء) أي فيما يدعون من العلم بالمغيبات، ولذلك قالوا في جوابه:(إنهم يتحدثون بالشيء يكون حقًّا) فكيف وجه ذلك؟ فأجاب بأن الذي يصيب فيه ما خطفه من الملائكة الجن الذي يصاحب الكاهن (فَيُقَرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة) كذا وقع هنا مكررًا، وقد سلف يَقرها بفتح الياء، والمعنى واحد وهو: ترديد الصوت ليفهم المخاطب. (يخطفها) من الخطف وهو أخذ الشيء بسرعة، وفي رواية "يحفظها" من الحفظ، وفي رواية المسلمي "الزجاجة" بالزاي بدل الدال ويؤيده ما جاء في الرواية الأخرى:"القارورة". (فيخلطون فيه كثر من مئة كذبة) ليس المراد الحصر في المئة، بل المراد منه الكثرة.
فإن قلت: أي مناسبة لحديث الكاهن بالترجمة وهي قراءة الفاجر والمنافق؟ قلت: كما أن الفاجر لم يتعظ بالقرآن وهو أبلغ، كذلك الكاهن بتلك الكلمة الحق لعدم الأصل وهو: الإيمان، فإن من يدعي الغيب كافرٌ أيضًا.
7562 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا مَهْدِىُّ بْنُ مَيْمُونٍ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ» . قِيلَ مَا سِيمَاهُمْ. قَالَ «سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ» . أَوْ قَالَ «التَّسْبِيدُ» . طرفه 3344
ــ
7562 -
(أبو النعمان) بضم النون: محمد بن الفضل (عن معبد بن سيرين) بفتح الميم وسكون العين أخو محمد بن سيرين، حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم) بفتح التاء جمع ترقوة: وهي ما بين ثغرة النحر والعنق أي: لا تصل إلى قلبهم فإنهم مؤمنون بلسانهم وليس في قلوبهم أثر منه (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) بفتح الراء وكسر الميم وتشديد الياء: الصيد المرمي (لا يعودون فيه) أي في الدين (حتى يعود السهم إلى فوقه) وهو محال عادة.
فإن قلت: هؤلاء الخوارج، وقد روي أن عليًّا أرسل ابن عباس فدعاهم إلى الحق فتاب على يده طائفة منهم. قلت: المراد بالحديث: الذين لم يرجعوا عن ذلك المعتقد، وهذا كالوعيد في حق الكفار، فإنه لكونهم ما داموا على الكفر.
(سيماهم التحليق، أو قال: التسبيد) بالسين المهملة وباء موحدة، قيل: هو التحليق، وقيل: أبلغ وهو استئصال الشعر. كذا عن الإمام أحمد.
قال بعض الشارحين: فإن قلت: يلزم من وجود العلامة وجود ذي العلامة، فيلزم أن يكون كل محلوق الرأس منهم. قلت: هذا كان في زمن الصحابة ولم يكونوا يحلقون، أو المراد: حلق اللحية والرأس، أو المراد الإفراط في القتل هذا كلامه، والكل خبط منه:
أما أولًا: فلأن العلامة هي الأمارة، ولا استلزام فيها. قال الإمام البزدوي: أما العلامة فهي ما يعرف الوجود من غير أن يتعلق به وجوب، ولا وجود كالميل في المنارة.
وأما ثانيًا فلأن الخوارج لم يكن وجودهم منحصرًا في زمن الصحابة، بل امتد زمانهم إلى خلفاء بني العباس.
وأما ثالثًا: فلأن قوله: كانوا يحلقون اللحية مع الرأس فلم يقل به أحد ولا كان حلق اللحية في العرب، وحمل التحليق على الإفراط في القتل فلا دلالة في اللفظ عليه، ولا ورود في حادثة استعماله فيه. والجواب عن الشبهة: أنه لم يقتصر في تعريفهم على التحليق وحده، بل وصفهم بأوصاف أخر تقدمت كلها في مواضع.