الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الثالثة عشرة
هل يقال للنصراني مسيحي
؟
سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، يقول السائل: يرد على ألسنة بعض المسلمين كلمة مسيحية، حتى إنهم لا يميزون بين كلمتي (نصراني، ومسيحي)، حتى في الإعلام الآن يقولون عن النصارى: مسيحيين، فبدل أن يقولوا: هذا نصراني، يقولون: هذا مسيحي، فترجوا التوضيح لكلمة المسيحية، هذه وهل صحيح أنها تُطلق على ما ينتهجه النصارى اليوم؟
الجواب: الذي نرى أن نسمي النصارى بالنصارى كما سماهم الله عز وجل، وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين، كانوا يسمونهم اليهود والنصارى، لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين سموا أنفسهم بالمسيحيين، ليضيفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ولو باللفظ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منهم، وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} سيقول: {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ
اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} [المائدة: 116 - 117].
وإذا سُئل عن الرسالة فسيقول: يا رب إني قلت لهم: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]. فهو مقرر للرسالات قبله، وللرسالة بعده عليه الصلاة والسلام، فأمر أمته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولكن أمته كفرت ببشارته، وكفرت بما أتى به من التوحيد، فقالوا:{إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة: 73]. وقالوا: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: 30]. وقالوا: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 17]. نسأل الله العافية.
الحاصل: أني أقول إن المسيح عيسى بن مريم بريء منهم، ومما هم عليه من الدين اليوم، وعيسى بن مريم يلزمهم بمقتضى رسالته من الله أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ليكونوا عبادًا لله، قال الله تعالى:{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)} [آل عمران: 73]
(1)
.
والله ولي التوفيق، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* * *
(1)
لقاءات الباب المفتوح (43/ السؤال رقم 8).