الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الرابعة والعشرون
التحذير من القعود مع اليهود والنصارى وسماع كلامهم
سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، يقول السائل: بدأ بعض شبابنا الإسلامي في مراسلة النوادي والهيئات التبشيرية المسيحية التي بدورها ترسل لهم دروسًا حول الكتاب المقدس الإنجيل كما يزعمون، وأشرطة فيديو لمحاضرات تبشيرية، ومجلات خليعة التي انتشرت في بلادنا الإسلامية، ومن بينها الجزائر، ولقد أرفقت لكم نسخة طبق الأصل من رسالاتهم التي يرسلونها لنا، فهل يجوز شرعًا مراسلة مثل هذه الهيئات التبشيرية؟ وما حكم قارئ الإنجيل؟ وهل يجوز شرعًا المشاركة في المسابقات المغرية التي تنظمها هذه الهيئات؟
الجواب: الإنجيل الموجود اليوم ليس هو الإنجيل كما أنزله الله عز وجل؛ لأن فيه كثيراً من التحريف، والكذب، والزيادة، والنقص، وقول ما لا يليق على الله تعالى، وقد بين الله ذلك في كتابه فقال: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ
مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)} [آل عمران].وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)} [البقرة].
ولا ينبغي للمسلم أن ينظر في شيء من كتب اليهود والنصارى، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عمر لما رأى معه ورقة من التوراة، وقال صلى الله عليه وسلم: «أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية
…
، لو أن موسى كان حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني»
(1)
. وفي رواية عبدالله بن ثابت، فقال عمر: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا.
وبناءً على ذلك فلا تجوز مراسلة مراكز التبشير بالنصرانية، ولا حضور دروسها، ولا سماع أشرطتها، ولا المشاركة في المسابقات التي تنظمها وإن كانت مغرية؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، لكن يجوز النظر في كتب اليهود والنصارى لمن عنده المقدرة على الرد على ما فيها من الباطل؛ إقامةً للحجة، وإزالةً للشبهة.
(1)
مسند الإمام أحمد (23/ 349) برقم 15156 وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (6/ 34 - 36) برقم 1589.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(1)
عضو
…
عضو
…
عضو
…
الرئيس
بكر أبو زيد
…
عبدالعزيز آل الشيخ
…
صالح الفوزان
…
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
كما سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، يقول السائل: هل الاستماع إلى إذاعة النصارى حرام، مع أن المستمع يكون مؤمنًا بدين الإسلام، وبالله ورسوله، ولا يستطيع أحد مهما كانت براهينه أن يغير شيئًا من إيمانه، ولكن استماعه لهذه الإذاعة ما هو إلا من باب الفضول والمعرفة بمعتقداتهم ليس إلا؟
الجواب: لا يجوز الاستماع لإذاعة النصارى التي تدعو إلى اتباع دينهم خشية الفتنة، إلا لأهل العلم الذين يريدون أن يردوا على شبههم، ويبطلوا دعايتهم، ويحذروا المسلمين من شرهم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(2)
(1)
فتاوى اللجنة الدائمة (1/ المجموعة الثانية/443 - 444) برقم 17474.
(2)
فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 447) برقم 17976.
عضو
…
عضو
…
عضو
…
عضو
…
الرئيس
بكر أبو زيد
…
صالح الفوزان
…
عبدالله بن غديان
…
عبدالعزيز آل الشيخ
…
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* * *