الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي التَّشَهُّدِ
524 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَبَابٌ (1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْرَانَ (2)، ثنا صَفْوَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: قَالَ: "دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصلاة واضعًا (3) يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى (4) فَخِذِهِ الْيُمْنَى يُشِيرُ بالسَّبَّابة، وَهُوَ يَقُولُ: يَا مُقلب الْقُلُوبِ ثَبِّت (5) [قَلْبِي] (6) على دينك".
(1) وقع في جميع نسخ المطالب: "شبابة" بإثبات التاء في آخره، والصواب حذفها، وهو لقب خليفة بن خياط شيخ أبي يعلى هنا.
(2)
في (عم): "جبران" بالجيم، والباء الموحدة، والراء المهملة.
وفي (مح) و (حس) و (ك) ما يشعر بكون الراء دالًا.
(3)
في (ك): "واضع".
(4)
في (سد): "في"بدلًا من "على".
(5)
في (حس): "ثلث" باللام بدلًا من الباء، والثاء المثلثة بدلًا من التاء المثناة.
(6)
ما بين المعكوفتين ساقط من (مح) تمَّ استدراكه من بقية النسخ، والسياق يقتضيه أيضًا.
524 -
تخريجه:
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة ترجمة شهاب: قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا شباب، ثنا محمد بن حمران، ثنا أبو معدان به بمثله، إلَّا أنه قال رافعًا السبابة بدلًا من يشير.
= ثم قال: رواه معلي بن أسد عن محمد بن حمران:
وأبو معدان اسمه عبد الله بن معدان، بصري نزل بني ناجية، سماه سعيد بن سفيان الجحدري، فيما حدثناه محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عقبة بن مكرم، ثنا سعيد بن سفيان الجحدري، ثنا عبد الله بن معدان شيخ كان ينزل بني ناجية حدثني عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فذكره مثله. اهـ.
قلت: ومن هذا الطريق الأخير:
أخرجه الترمذي في "جامعه"(5/ 273: 3587): قال:
حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري، حدثنا عبد الله بن معدان، أخبرني عاصم بن كليب الجرمي به بنحوه، ثم قال:
هذا حديث غريب من هذا الوجه. اهـ.
والحديث بهذا السند يحتاج إلى متابع لحال سعيد -وهو صدوق-، وابن معدان.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2252): قال:
حدثنا عبد الله بن عبد الحميد الواسطي، ثنا محمد بن معاوية الزيادي، ثنا معلي بن أسد، ثنا محمد بن حمران بن عبد العزيز، ثنا أبو معدان، عن عاصم بن كليب به بمثله دون قوله في الصلاة.
وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 6): في ترجمة شهاب: بنحوه.
ثم قال:
أخرجه الثلاثة إلَّا أن ابن منده ترجم عليه: شهاب بن كليب بن شهاب الجرمي.
وترجم عليه أبو نعيم، وأبو عمر: شهاب بن المجنون وهما واحد.
والحافظ ابن حجر في الإصابة (3/ 215): قال:
وروى الترمذي وأبو يعلى، والبغوي، ومطين، والباوردي، والطبري،=
= وآخرون، من طريق أبي معدان عن عاصم بن كليب فذكره به بمثله.
ثم قال: قال الترمذي والبغوي: غريب تفرد به محمد بن حمران عن ابن معدان.
الحكم عليه:
حديث الباب إِسناده ضعيف لحال ابن معدان، ومحمد بن حمران.
وبهذا السياق لم أقف على متابع له ولا شاهد.
أما الدعاء في حد ذاته فقد صح قوله عنه دون تقييده بهذه الهيئة وهذا الوقت.
فقد روى الترمذي في جامعه (5/ 238: 3522): قال:
حدثنا أبو موسى الأنصاري، حدثنا معاذ بن معاذ عن أبي بن كعب: صاحب الحرير، حدثني شهر بن حوشب، قال: قلت لأم سلمة: يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله-صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان كثر دعائه: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ). قالت: قلت: يا رسول الله: ما كثر دعاءك: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ؟)! قال: "يا أم سلمة: إنه ليس آدمي إلَّا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ"، فقال معاذ:(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا).
وقال: حديث حسن.
ومن طريقه أخرجه الإِمام أحمد في المسند. انظر: (6/ 302): قال:
ثنا هاشم، ثنا عبد الحميد قال: حدثني شهر بن حوشب به نحوه.
قلت: وهذا الإِسناد وإن كان فيه شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإِرسال والأوهام. التقريب (269: 283).
إلَّا أن حديثه هذا قد رواه كثير من الأئمة، وخرجوه في كتبهم بما يشهد له ويترقى به إلى الصحيح لغيره.
وانظر على سبيل المثال: الشريعة للآجري (ص 316 - 318): باب الإِيمان=
= بأن قلوب الخلائق بين أصبعين من أصابع الرب عز وجل بلا كيف: من حديث أم سلمة، وأنس، وعائشة، وجابر، وبشر بن الحارث رضي الله عنهم.
وطرق أنس عنده اثنان: أحدها: قوله:
أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا محمد بن زنبور المكي، قال: حدثنا فضيل بن عياض عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أن يَقُولُ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دينك
…
الحديث".
وصححه الشيخ الألباني في تعليقه على السنة لابن أبي عاصم (1/ 100 - 106: 223 - 238، 1/ 101: 225) من طرق عدة. صححها الشيخ الألباني وحسن أسانيد بعضها.
وفي جامع الأصول (4/ 342: 2365)، عزاه للترمذي باللفظ الذي تقدم.
ونقل المحقق تحسين الترمذي، وقال به، وقد مضى أنه لا يقف عند الحسن فقط بل هو صحيح.
وانظر: صحيح الجامع (2/ 1323: 7988).