الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - بَابُ الْأَمْرِ بالتَّنَفُّلِ فِي الْبُيُوتِ
599 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ (1) بْنِ حَيَّانَ (2)، أنا (3) أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (4): "صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا، وَلَا تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا، فإِن صَلَاتَكُمْ وَسَلَامَكُمْ تبلغني (5) أينما كنتم".
(1) قوله: "محمد" سقط من (عم).
(2)
في (ك): "حبان".
(3)
في (عم): "أنبأنا"، وفي (ك):"ثنا".
(4)
في (ك): زيادة "ثم".
(5)
في (ك): "يبلغنى".
599 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (2/ ق / 307 / أ)، قال:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا أبو بكر الحنفي به مثله.
وأخرجه الخطيب في الموضح (2/ 52): قال:
أخبرني أبو الفرج الطناجيرى، حدثنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق=
= حدثنا محمد بن أحمد بن المؤمل الناقد، قال: حدثنا حاتم بن أبي حاتم الجوهري، حدثنا ابن أبي أويس، حدثنا جعفر بن إبراهيم الطالبي، قال: حدثني علي بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي بن حسين، قال: حدثني أبي، عن جدي علي رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تجعلوا قبرًا عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا على حيثما كنتم، فإِن صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيثما كنتم".
قال الشيخ الألباني في تحذير الساجد (ص95) وسنده مسلسل بأهل البيت رضي الله عنهم إلَّا أن أحدهم -وهو علي بن عمر-: مستور، كما قال الحافظ في التقريب. اهـ.
والقاضي إسماعيل المالكي، في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:(ص38: 30): قال:
حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، قال:
جئت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وحسن بن حسين يتعشى في بيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني، فجئته فقال: ادن فتعش، قال: قلت: لا أريده، قال: مالي رأيتك وقفت؟، قال: وقفت أسلم عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إذا دخلت المسجد فسلم عليه، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
"صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر، لعن الله يهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا علي فإِن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم".
فأخرجه القاضي بتمامه.
قال المحقق الشيخ الألباني: حديث صحيح. اهـ.
قلت: حكم عليه الشيخ بالصحة لشواهده ومتابعاته كما سيأتي: وبر قم (20): (ص33 - 34):
حدثنا جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عمن أخبره من أهل بلده، عن علي بن حسين بن علي: أن رجلًا كان يأتي كل غداة=
= فيزور قبر الرسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلي عليه، ويصنع من ذلك ما انتهره عليه علي بن الحسين فقال له علي بن الحسين: ما يحملك على هذا؟ قال علي بن الحسين: هل لك أن أحدثك حديثًا عن أبي؟ قال: نعم، فقال له علي بن حسين: أخبرني أبي عن جدي أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليّ وسلموا حيثما كنتم، فسيبلغني سلامكم وصلاتكم".
قال المحقق الشيخ الألباني: حديث صحيح بطرقه وشواهده. اهـ.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 577: 6726): قال:
عن الثوري عن ابن عجلان عن رجل يقال له سهيل عن الحسن بن الحسن بن علي قال: رأى قومًا عند القبر فنهاهم، وقال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي حيثما كنتم فإِن صلاتكم تبلغني".
وسهيل ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 249: 1071): فقال:
سهيل روى عن الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: روى عنه محمد بن عجلان، وسفيان الثوري. اهـ. مختصرًا.
ومحمد بن عجلان إذا توبع حديثه في أعلى درجات الحسن، وسفيان وإن كان هنا أخذ عنه بواسطة، إلَّا أن ظاهر كلام ابن أبي حاتم أنه روى عنه مباشرة.
وقد تقدم في الطريق الأول برقم (30) عند القاضي إسماعيل أنه روى عنه عبد العزيز بن محمد، وذكر الألباني في هامش تحذير الساجد (ص 96/ 2): أن له تلميذًا آخر هو: إسماعيل بن علية وعزاه لابن خزيمة في حديث "علي بن حجر" ثم قال: (وهذه فائدة عزيزة لا تجدها في كتب الرجال، فقد روى عنه ثلاثة من الثقات، فهو معروف غير مجهول والله أعلم). اهـ.
قلت: والرابع مضى أنه عبد العزيز بن محمد، لكن لم أر بيانًا لحاله -أعني سهيلًا- من القوة أو الضعف.
ومع هذا فالحديث بمتابعاته لا يقل عن الصحيح لغيره، والله أعلم.=
= وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 247): باب التطوع في البيوت: من حديث الحسن بن علي بن أبي طالب، مرفوعًا مثله، ثم قال:(رواه أبو يعلى، وفيه عبد الله بن نافع، وهو ضعيف). اهـ.
وأخرجه البزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 339: 707): باب النافلة في البيت.
قال: حدثنا حاتم بن الليث البغدادي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا عيسى ابن جعفر بن إبراهم الطالبي ثنا علي بن عمر بن علي عن علي بن الحسين حدثني أبي عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ وسلموا فإِن صلاتكم تبلغني".
قال البزار: لَا نَعْلَمْهُ عَنْ عَلِيٍّ إلَّا بِهَذَا الإِسناد، وقد روي به أحاديث مناكير وفيها أحاديث صالحة وهذا منكر، قد روي من غير وجه:"لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا". اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 146: 535): مثله إلَّا أنه قال (يبلغني) بالياء.
وذكره المجرد من حديث علي بن أبي طالب، لا من حديث الحسن كما هو في المسندة هنا، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه:
حديث الباب إِسناده ضعيف لحال شيخ أبي يعلى موسى بن محمد بن حيان، وضعف عبد الله بن نافع.
وإسناده إلى الحسن من الحال على ما ترى وهو مرفوع في جميع حالاته.
عن علي، وابنه الحسن، وحفيده.
وبمتابعاته التي تقدمت، وشواهده الآتية لا يقل عن الصحيح لغيره.
فيشهد للمعنى الذي أورده الحافظ من أجله في الباب وهو التنفل في البيوت:=
= ما أخرجه البخاري وغيره. انظر: صحيحه مع الفتح (1/ 528): من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا".
وانظر: صحيح مسلم مع شرح النووي (6/ 67)، وسنن أبي داود مع العون (3/ 363: 1030)، وجامع الترمذي مع التحفة (2/ 531: 540)، وسنن النسائي (3/ 197).
وأخرج مسلم من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه حديثًا: في أوله قصة، وفي آخره قال صلى الله عليه وسلم:
"ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإِن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".
انظر: الصحيح مع شرح النووي (6/ 69)، وسنن أبي داود مع العون (3/ 364: 1031)، والترمذي مع التحفة (2/ 530: 449)، وسنن النسائي (3/ 198).
ويشهد له كله ما أخرجه الإِمام أحمد. انظر مسنده (2/ 367).
من حديث أبي هريرة مرفوعًا، ولفظه:"لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وحيثما كنتم فصلوا عليّ، فإِن صلاتكم تبلغني".
600 -
حَدَّثَنَا (1) عُثْمَانُ: هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، هُوَ الْأَحْمَرُ، ثنا زِيَادٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، حَدَّثَنِي الثَّلَاثَةُ الرَّهْطُ الَّذِينَ سَأَلُوا عُمَرَ رضي الله عنه عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ (2)، فَقَالَ:(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْفَرِيضَةُ فِي الْمَسْجِدِ، (3) وَالتَّطَوُّعُ فِي الْبَيْتِ).
*قُلْتُ: أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ (4) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه.
(1) القائل حدثنا: هو أبو يعلى، كما في (ك).
(2)
في (ك): "في الصلاة".
(3)
في (ك): زيادة "ثم".
(4)
انظر سننه (1/ 437: 1375): باب ما جاء في التطوع في البيت. وقوله: "ماجه من" سقط من (عم).
600 -
تخريجه:
هو في المقصد العلي (1/ 311: 246): باب الصلاة في الجماعة: ورمز له بكاف (ك) وفسرها المحقق بأنها إشارة إلى أنه في مسند أبي يعلى الكبير.
وذكره بأتم من لفظه هنا، قال: مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ:
(حَدَّثَنِي الثَّلَاثَةُ الرَّهْطُ الَّذِينَ سألوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الصلاة في المسجد -يعني التطوع- فقال عمر رضي الله عنه: (سألتموني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "الفريضة في المسجد أو المساجد، والتطوع في البيت").
وفي المطبوع من المطالب (1/ 146: 536): في الباب نفسه.
بزيادة "ثم" قبل "الفريضة" وعزاه لأبي يعلى.
وبنحوه من وجه آخر:
أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 437: 1375)، قال:
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو الأحوص، عن طارق، عن عاصم بن عمرو، قال: خرج نفر من أهل العراق إلى عمر: فلما قدموا عليه، قال لهم: ممن أنتم؟ قالوا: من أهل العراق. قال: فبإذن جئتم؟ قالوا: نعم. قال: فسألوه عن صلاة=
= الرجل في بيته، فقال عمر: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: "أما صلاة الرجل في بيته فنور، فنوروا بيوتكم"، وأخرجه من وجه آخر نحوه.
وعاصم بن عمرو هو البجلي الكوفي، قدم الشام، صدوق رمي بالتشيع. اهـ.
التقريب (286: 3073).
والإمام أحمد في المسند (1/ 14): قال:
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سمعت عاصم بن عمرو البجلي، يحدث عن رجل من القوم الذين سألوا عمر بن الخطاب، فقالوا له: "إنما أتيناك نسألك عن ثلاث: عن صلاة الرجل في بيته تطوعًا وعن
…
إلى أن قال: أسُحَّار أنتم: لقد سألتموني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: صلاة الرجل في بيته تطوعًا نور فمن شاء نَوَّر بيته
…
" الحديث.
ولم أجد الحديث في مجمع الزوائد.
الحكم عليه:
الحديث إِسناده ضعيف لحال أبي خالد الأحمر، وزياد الجصاص.
ويشهد له ما تقدم في شواهد الحديث الأول في هذا الباب:
ومنها حديث ابن عمر عند البخاري. انظر: الصحيح مع الفتح (1/ 528)، مرفوعًا، ولفظه:"اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورًا".