الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - بَابُ التَّهَجُّد
577 -
[1] قَالَ إِسْحَاقُ (1): أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا تَهَجَّدَ سَجَدَ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ).
[2]
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا وَاصِلٌ بِسَنَدِهِ وَلَفْظِهِ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (2): يَسْتَاكُ مِنَ الليل مرتين أوثلاثًا، فإِذا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ: صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَلَا يَتَكَلَّمُ (3) بِشَيْءٍ، وَلَا يَأْمُرُ (4) بِشَيْءٍ، وَيُسَلِّمُ (5) من كل ركعتين".
*هذا إِسناد ضعيف.
(1) في (ك): "إسحاق" ساقطة، وأشار فيها إلى حديث أنس:"فإِن صليت الليل كله فأنت إذًا أنت".
(2)
قوله: "رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" غَيْرَ موجودة في (سد) ولا (عم) ولا (ك).
(3)
في (ك): "تتكلم".
(4)
في (ك): "تأمر".
(5)
في (ك): "تسلم".
577 -
تخريجه:
أخرجه الإِمام أحمد في المسند. انظر: (5/ 417): قال:=
= ثنا محمد بن عبيد به نحوه.
ومحمد بن نصر المروزي في قيام الليل. انظر: المختصر للمقريزي (ص95):
باب السواك عند الوضوء لقيام الليل: قال المروزي:
حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أيوب، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتسوك مرتين أو ثلاثًا.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 271 - 272): بنحوه بلفظ الإِمام أحمد، وعزاه له وللطبراني في الكبير ثم قال:(وفيه واصل بن السائب وهو ضعيف). اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 140: 509): بمثله وعزاه لعبد بن حميد. وذكره البوصيري في الإِتحاف. انظر: المجردة (2/ ق 16/ ب): قال:
(وعن أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا تهجد سجد بين كل ركعتين". رواه إسحاق بسند ضعيف لضعف أبي سورة). اهـ.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف، وفيه إضافة إلى ضعف أبي سورة، ضعف واصل.
وفي لفظ إسحاق هكذا جاء بلفظ السجود، في حين جاء في لفظ عبد بن حميد "سلم"، وهو الظاهر.
ومجرد التسوك قبل صلاة التهجد دون عدد يشهد له ما أخرجه البخاري. انظر:
صحيحه مع الفتح (3/ 19: 1136): من حديث حذيفة رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كان إذا قام للتهجد من الليل يَشُوصُ فاه بالسواك".
والتسليم بين كل ركعتين يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم للرجل عندما سأله: يا رسول الله: كيف صلاة الليل؟ قال: "مثنى مثنى، فإِذا خفت الصبح فأوتر بواحدة".
أخرجه البخاري من حديث ابن عمر. انظر: صحيحه مع الفتح (3/ 20: 1137).
578 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ زَائِدَةَ (1)، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ (عُمَيْرٍ)(2)، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ:"أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِأُصَلِّيَ بِصَلَاتِهِ، فَافْتَتَحَ الصَّلَاةَ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً: لَيْسَتْ بِالْخَفِيفَةِ، وَلَا بِالرَّفِيعَةِ: قِرَاءَةً حَسَنَةً يُرَتِّلُ (3) فِيهَا يُسْمِعُنَا، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ سُورَةٍ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "سَمِعَ الله لمن حمده: ذو الجَبَرُوت، والمَلَكُوت، والكبريا، وَالْعَظَمَةِ". قَالَ: ثُمَّ إِنَّ (4) قِيَامَهُ نَحْوًا مِنْ سُورَةٍ قَالَ: وَسَجَدَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطُّوَل، وَعَلَيْهِ سَوَادٌ مِنَ اللَّيْلِ، قال عبد الملك: وهو تطوع (5) الليل.
(1) في (عم): "ابن" بدلًا من "عن".
(2)
وقع في النسخ "عمرو"، وكذا في الإِتحاف، ووقع في نسخة موثقة مخطوطة من كتاب التهجد
لابن أبي الدنيا "عبد الملك بن عمير"، وكذا في مسند الإِمام أحمد، وفي فضائل القرآن للفريابي، وهو الصواب ومنها أثبته.
(3)
في (ك): "سهل فيها سها".
(4)
"إن" ساقطة من (ك).
(5)
في (ك):"بطوع".
578 -
تخريجه:
أخرجه من طريق أبي بكر:
الفريابي في فضائل القرآن. انظر: (ص232: 120): قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الملك ابن عمير، به نحوه وقال:(الخفيضة) بدل الخفيفة.
وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 401): قال:
ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابن أخي حذيفة، عن حذيفة به نحوه بلفظ مقارب.=
= وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (3/ ق 186/ ب): قال:
حدثنا محمد بن عثمان العجلي، ثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن عبد الملك ابن عمير، أخبرني ابن أخي حذيفة به نحوه بلفظ أقرب من سابقه.
وابن المبارك في الزهد. انظر: (33/ 101): باب ما جاء في فضل العبادة قال: (أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا حمزة -رجلًا من الأنصار-، قال ابن صاعد: يقال له: طلحة مولى قرظة بن كعب القرظي. وقال لنا ابن صاعد مرة أخرى -سلمة مولى قرظة: يحدث عن رجل من بني عبس- قال ابن صاعد: وهذا الذي لم يسم هو عندي صلة بن زفر العبسي، عن حذيفة ابن اليمان: "أنه صلى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من الليل: فلما دخل في الصلاة قال: الله أكبر ذو الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة، ثم قرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوعه نحوًا من قراءته، فكان يقول: سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه فكان قيامه نحوًا من ركوعه، فكان يقول: لربي الحمد، لربي الحمد، ثم سجد: فكان سجوده نحوًا من قيامه، فكان يقول: سبحان ربي الأعلى، ثم رفع رأسه فكان بين السجدتين نحوًا من السجود، فكان يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي،.
حتى قرأ البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، قال شعبة: لا أدري المائدة أو الأنعام). اهـ.
والمروزي في قيام الليل. انظر: مختصر المقريزى (ص99)، باب ما يفتتح به قيام الليل: قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال سمعت أبا حمزة، يحدث عن رجل من بني عبس، عن حذيفة:"أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فقام إلى جنبه: فسمعه حين افتتح الصلاة قال: الله أكبر ذو الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة".
وعنده في (ص113): باب الاختيار لطول القيام في صلاة الليل: قال:=
= حدثنا إبراهيم بن الحسن، ثنا أبو عوانة، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ المستورد، عن صلة، عن حذيفة قَالَ:"صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليلة: فاستفتح بالبقرة. قلت: يقرأ بالمائة ثم يركع، فلما جاوزها قلت: يقرؤها في ركعتين، فلما بلغ الناس: قلت يقرؤها في ركعة، فلما فرغ منها افتتح سورة آل عمران، فجعل لا يمر بتسبيح، ولا تكبير، ولا تهليل، ولا ذكر جنة ولا نار إلَّا وقف، وسأل أو تعوذ ثم ركع فجعل يقول: وهو راكع سبحان ربي العظيم قدر قيامه أو أطول ثم قال: سمع الله لمن حمده، فقام طويلًا، ثم سجد فجعل يقول وهو ساجد سبحان ربي الأعلى".
وأخرج نحو هذا في (ص 164) من حديث حذيفة.
وعنده في (ص 168)، باب ما يقال في ركوع صلاة الليل وسجودها وفيما بين ذلك: بابهام الصحابي: بلفظ قريب من لفظ أبي بكر بن أبي شيبة لكن فيه أن قوله: "سبحان ذي الجبروت
…
"، قاله في الركوع لا بعد الرفع منه، وهذا هو المعروف.
وابن أبي الدنيا في التهجد (3/ ق 185/ ب): قال:
وحدثنا علي بن الجعد (.....) شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت أبا حمزة الأنصاري، عن رجل من بني عبس، عن حذيفة به نحوه وعد خمسًا من الطول فقط في نهايته.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 275): نحوه مع اختصار فيه ثم قال: (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سنان بن هارون البرجمي: قال ابن معين سنان بن هارون أخر سيف، وسنان أحسنهما حالًا، وقال مرة: سنان أوثق من سيف، وضعفه غير ابن معين). اهـ.
والبوصيري في الإِتحاف (2/ ق 106/ ب): بمثله ثم قال: (رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وفي سنده راو لم يسم). اهـ.
قلت: هو ابن أخي حذيفة وقد عرف.=
= وهو في المطبوع من المطالب (1/ 140: 510): باب التهجد: بنحوه باختلاف يسير. وعزاه لأبي بكر بن أبي شيبة.
الحكم عليه:
حديث الباب إِسناده حسن.
وبمتابعاته التي تقدمت يرتقي إلى الصحيح لغيره.
579 -
[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَجَعْدَةُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ -لَهُ صُحْبَةٌ- (1)، فَقَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْلَاةً لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالُوا: إِنَّهَا قَامَتِ اللَّيْلَ، وَصَامَتِ النَّهَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَكِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي، وَأَصُومُ، وَأُفْطِرُ
…
الْحَدِيثَ".
[2]
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَعْدَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
(1) في (ك): "أصحبه".
579 -
تخريجه:
أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 88):
من طريق مسدد قال:
حدثنا إبراهيم بن أبي داود، ثنا مسدد، ثنا يحيى -يعني ابن سعيد- عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جعدة بن هبيرة قَالَ:"ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مولاة لبني عبد المطلب: تصلي ولا تنامِ، وتصوم ولا تفطر، فقال: "أنا أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، ولكل عمل شِرَّةٌ وفَتْرَة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن يكون إلى غير ذلك فقد ضل. اهـ.
هكذا ذكره بتمامه ثم قال:
حدثنا فهد بن سليمان، ثنا علي بن معبد، ثنا جرير بن عبد الحميد، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا ويحيى بن جعدة على رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث. اهـ.
وفي إِسناده يحيى بن جعدة وليس جعدة وسيأتي أنه عند البوصيري من هذا الطريق كذلك.=
= وأخرج بعضه مرفوعًا بتسمية الصحابي قال:
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن حصين، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد أفلح ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك". اهـ.
ومن حديث ابن عباس أيضًا قال الطحاوي (2/ 89):
حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، ثنا اسد. بن موسى، ثنا محمد بن حازم، عن مسلم بن كيسان الْأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما بنحو اللفظ السابق عن ابن عمرو، وزاد في آخره:
"إني لأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، فمن رغب عن سنتي فليس مني". اهـ. وبنحو لفظ مسدد قال:
حدثنا روح بن الفرج، ثنا يوسف بن عدي، ثنا عبيدة بن حميد النحوي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا ويجيى بن جعدة عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: قيل: يا رسول الله: "إن مولاة لبني عبد المطلب
…
" ثم ذكر مثله، وزاد "ومن يرغب عن سنتي فليس مني". اهـ.
وفي الرويات السابقة (شِرَّة): وهي النشاط والرغبة. اهـ. النهاية (2/ 458).
و"الفترة" هي حال السكون والتقليل من العبادات والمجاهدات. اهـ. النهاية (3/ 408).
وأخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (1/ 107: 11) ذكر إثبات الفلاح لمن كان شِرته إلى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم: قال:
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو خثيمة قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو به بمثل اللفظ (3) والذي تقدم عند الطحاوي من طريق إبراهيم بن مرزوق، أي=
= دون ذكر "المَوْلاة".
وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (170/ 563): باب القصد في العبادة.
وأخرجه أحمد في المسند (2/ 188): قال:
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حصين، عن مجاهد به بمثل إِسناده عند ابن حبان، وبنحو لفظه، بقصة في أوله.
وعنده في (2/ 210):
ثنا روح، ثنا شعبة، أخبرني حصين: سمعت مجاهدًا يحدث عن عبد الله بن عمرو فذكره باللفظ المختصر، "لكل عمل
…
الحديث".
وعنده في (2/ 165): قال: ثنا يعقوب، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو الزبير المكي عن أبي العباس -مولى بني الديل- عن عبد الله بن عمرو قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجالًا ينصبون في العبادة من أصحابه نصبًا شديدًا قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تلك ضراوة الإِسلام وشرته
…
" الحديث بنحوه.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوئاد (2/ 259): من حديث عبد الله بن عمرو، وعزاه للطبراني في الكبير، وأحمد بنحوه ثم قال:(ورجال أحمد ثقات، وقد قال ابن إسحاق: حدثني أبو الزبير فذهب التدليس). اهـ.
قلت: هو صرح لكن أبا الزبير نفسه لم يصرح وهو في الثالثة من المدلسين، وعلى كل حال فالحديث حسن بمتابعاته.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 259): عن جعدة بن هبيرة قَالَ: "ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مولى لبني عبد المطلب يصلي ولا ينام، ويصوم ولا يفطر، فقال: أنا أصلي وأنام
…
الحديث"، ثم قال:(رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن نمير، وهو ضعيف). اهـ.
وأخرجه البزار في مسنده. انظر: زوائده للحافظ ابن حجر (3/ 1118): رقم (494): ذكره الحافط في باب التهجد: قال البزار:=
= حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس، قال:"كانت مولاة للنبي صلى الله عليه وسلم تصوم النهار، وتقوم الليل، قيل له: إنها تصوم النهار، وتقوم الليل فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن لكل عمل شِرَّة، والشرة إلى فترة فمن كانت فترته إلى سنتي نقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك نقد ضل". اهـ.
ثم قال الحافظ:
قال البزار: لا نعلمه إلَّا عن ابن عباس، وليس له إلَّا هذا الطريق بهذا اللفظ، تفرد به مسلم.
قال الشيخ: رجاله رجال الصحيح.
قلت: كلا بل مسلم هو ابن كيسان الأعور: ضعيف جدًا. اهـ.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد من حديث ابن عباس: في باب الاقتصار في العمل والدوام عليه: بمثل لفظ البزار ثم قال:
(رواه البزار ورجاله رجال الصحيح). اهـ.
واستدرك الحافظ عليه هذا الإطلاق.
وقال الفلاس: متروك الحديث.
وتعقب الحافظ ابن حجر على الحافظ الهيثمي هو الصواب، ويبدو أن الحافظ الهيثمي إنما قال:(رجاله رجال الصحيح) ظنًا منه أن مسلمًا هو ابن عمران البَطِين أبو عبد الله الكوفي، وهذا ثقة أخرج له الستة، وله رواية عن مجاهد بن جبر. انظر: التقريب (530: 6638)، وتهذيب الكمال (3/ 1326).
والرواية التي تقدمت عند الطحاوي، جاء فيها باسمه ولقبه: مسلم بن كيسان الأعور، وسبق الحافظ إلى الجزم بأنه الملائي ابن كيسان -إضافة إلى ما عند الطحاوي- أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه حيث:
ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 143 - 144: 1927): قال:
(سألت أبي عن حديث رواه حصين عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عن=
= النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل عمل شرة ثم يصير إلى فترة
…
الحديث" قال أبي:
روى هذا الحديث مسلم الملائي عن مجاهد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
ورواه الحكم بن عتيبة عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. وقد اختلفوا في هذا الحديث أيضًا
…
إلى أن قال: وحديث عبد الرحمن بن أبي عمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، أشبه. اهـ.
قلت: لكن لمجاهد رواية عن ابن عباس، وكذا ابن عمرو بن العاص، وقد صح في الطرق المتقدمة أكثر من طريق فيه مجاهد عن ابن عمرو.
أما الصحابي الأنصارى فلم أعرفه.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 31: 62): قال:
ثنا إسماعيل بن سالم، ثنا هشيم، ثنا مغيرة وحصين، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من رغب في سنتي فليس مني".
هكذا مقتصرًا على هذه العبارة منه، قال المُخَرِّج الشيخ الألباني إِسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم، وابن سالم هو الصائغ البغدادي. اهـ.
قلت: وابن سالم انفرد مسلم عن الستة بالتخريج له وهو ثقة.
وبرقم (51/ ص 27):
ثنا أبوبكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حصين، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة
…
الحديث
…
".
وقال المُخَرج: إِسناده صحيح على شرط الشيخين. اهـ.
قلت: هذا يستقيم على القول بتوثيق ابن فضيل فقد احتج به الجماعة لكن قال الحافظ في التقريب: محمد بن فضيل بن غزوان، الضبي، مولاهم أبو عبد الرحمن=
= الكوفي، صدوق عارف، رمي بالتشيع. اهـ. روى له الجماعة احتجاجًا. انظر: التقريب (502: 6227)، الهدي (441).
وذكره البوصيري في عدة مواضع من الإِتحاف.
في باب عرى الإِسلام وشرائعه وسهامه، وشرواته وشرته من (ك) الإيمان.
انظر: (1/ ق 20/ ب) من المسندة.
ذكره فيه من حديث ابن عمرو من طريق أبي العباس مولى الديلي عنه. ومن طريق مجاهد عنه.
وفي المسندة، أيضًا، كتاب العلم، باب اتباع كتاب الله عز وجل وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بعده، وترك الابتداع. (1/ ق 56/ ب) بإِسناد أحمد بن منيع، ومسدد، وذكر له طريقًا آخر ينتهي إلى منصور عن مجاهد به، وعزاه لأحمد بن منيع أيضًا ثم قال: قلت: له شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو، وقد تقدم بطرقه في (ك) الإِيمان، باب عرى الإِسلام وشرائعه. اهـ.
وفي المجردة (2/ ق 106/ ب): بلفظ مسدد وعزه له ثم قال ورجاله ثقات.
وبنحو لفظ أحمد بن منيع لكن فيه أن مجاهدًا قال:
دخلت أنا ويحيى بن جعدة على رجل من الأنصار
…
الحديث.
ثم قال: وتقدم في العلم، باب اتباع الكتاب والسنة، ورواه البزار، من حديث ابن عباس، وابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو. اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 141: 511): بمثل لفظ أحمد بن منيع، وعزاه له، وبمثل سياقه عند مسدد، وعزاه له وكلاهما في باب التهجد.
الحكم عليه:
بالنسبة لحديث الباب فإِن مجاهدًا رحمه الله له رواية عن الأنصار فإسناده من طريق أحمد بن منيع. صحيح لذاته.=
= ومن طريق مسدد مرسل، فجعدة ليست له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم في ترجمته.
وشواهد هذا الحديث في الصحيحين وغيرهما كثيرة، فمعناه موجود في قصة عبد الله بن عمرو المشهورة، وقد أخرجها البخاري في مواضع من صحيحه -انظرها مطولة في صحيح البخاري مع الفتح (9/ 94: 5052، 5053، 5054)، وشرح الحافظ له- وقصة عثمان بن مظعون، والرهط الثلاثة الذين سألوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرها.
580 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ: الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ (1)، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ زِيَادَ بْنَ "خَيْثَمَةَ"(2) حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي يَحْيَى -بيَّاع القَتّ-، عَنْ (3) مُجَاهِدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ:(ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِيَامَ اللَّيْلِ: فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَحَادَرَتْ (4) دُمُوعُهُ، وَقَالَ:"تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ").
(1) في (عم) و (سد): زيادة "قال".
(2)
في نسخ المطالب: خثيم إلا "عم"، ففيها "خيثم" بتقديم الياء والتصويب من كتب التراجم والتخريج.
(3)
في (حس): سقط قوله "عن مجاهد".
(4)
في (حس): "تجاورت" بالجيم المعجمة وبالواو بدلًا من الدال.
585 -
تخريجه:
أخرجه الترمذي في جامعه مطولًا انظر (5/ 11: 2616): ك الإيمان باب: ما جاء في حرمة الصلاة: قال:
حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ معاذ الصنعاني، عن معمر، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي وائل، عن معاذ بن جبل قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه، ونحن نسير، فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، ويباعدني من النار، قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله
…
إلى أن قال: وصلاة الرسول من جوف الليل. قال: ثم تلا "تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ"
…
الحديث.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفيه عاصم بن أبي النجود: صدوق له أوهام، واختلف في سماع أبي وائل من معاذ، وسكت العلائي عن سماعه عن معاذ، في حين نقل ولي الدين أبو زرعة قوله ثم زاد فقال:=
= (قلت: وجدت بخط والدي: قال ابن طاهر: لا يعرف لأبي وائل عن معاذ رواية). اهـ.
وفي الهامش: وكذا قال الحافظ المنذري. اهـ. انظر تحفة التحصيل (ق 167/ أ).
(وتعقب الحافظ ابن رجب تصحيح الترمذي له لهذا السبب وينظر شرح الأربعين له).
وبالطريق نفسه أخرجه ابن ماجه انظر سننه (2/ 1314: 3973): بلفظ مقارب للترمذي، وكذا أخرجه بنحوه عبد الرزاق في المصنف انظر (11/ 194: 20303). والطبراني في الكبير (20/ 103: 200) قال:
(حدثنا محمد بن محمد الجذوعي القاضي، ثنا هدبة بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل به وفيه: (وقيام العبد من الليل، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ"
…
الحديث)،
وأخرجه بنحوه أحمد (5/ 248).
وشهر بن حوشب على ضعفه لا يعرف له رواية عن معاذ، وعاصم تقدم الكلام عليه. على أن الدارقطني رجح رواية شهر مع وصلها فقد:
ذكره الدارقطني في العلل (2/ ق 45/ أ): وأطال الكلام عليه واستعراض طرقه ونقدها ثم قال: (ق 46/ ب):
(وروى هذا الحديث عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه، فرواه معمر عن عاصم عن أبي وائل عن معاذ، وخالفه حماد بن سلمة:
فرواه عن عاصم عن شهر عن معاذ.
وقول حماد بن سلمة أشبه بالصواب لأن الحديث معروف من رواية شهر على اختلاف عنه، وأحسنها إسنادًا حديث عبد المجيد بن بهرام، ومن تابعه عن شهر عن ابن غنم، عن معاذ
…
). اهـ.=
= قلت: وثمة طريق آخر عن معاذ غير طريق أبي وائل، وشهر:
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 412): في تفسير سورة السجدة قال: حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن أحمد بن نصر الأزدي، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الفزاري عن الأعمش (وأخبرنا):
أبو زكريا العنبري، واللفظ له، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق أنبأ جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
…
وفيه:
الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله، قال ثم قرأ هذه الَاية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
…
الحديث.
وقال: هذا لفظ حديث جرير ولم يذكر أبو إسحاق الفزاري في حديثه الحكم بن عتيبة. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ.
ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (2/ ق 173/ أ) مختصرًا مقتصرًا.
على ما يخص التهجد قال:
(حدثنا علي بن أحمد المري، ثنا أسد بْنُ مُوسَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال في قوله {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} قال: قيام الليل"). اهـ. وشهر لم يرو عن معاذ كما تقدم.
ومحمد بن نصر في قيام الليل انظر المختصر للمقريزي ص (21) باب: ما جاء في قوله {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} : قال:
(حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شعبة، عن الحكم سمعت=
= عروة بن النزال، عن معاذ بن جبل قال: أقبلنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةٍ تبوك
…
إلى أن قال: "أولا أدلك على أبواب الجنة: الصوم جنة، والصدقة برهان، وقيام الرجل في جوف الليل يكفر الخطيئة، وتلا هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} . اهـ.
وأشبه الألفاظ بلفظ أبي يعلى:
ما أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 87): قال:
حدثنا الحسين بن علي التميمي قال: ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: ثنا العلاء بن سالم الرواس قال: ثنا أبو بدر قال: ثنا زياد بن خيثمة قال: ثنا ابن أبجر عن مجاهد عن ابن عباس، قَالَ:
ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قيام الليل وفاضت عيناه، فقرأ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} .
وإنما أخرته لانه جاء عن ابن عباس وإلا فهو أقرب الألفاظ لحديث الباب.
وقال في الدر المنثور (5/ 170):
أخرجه أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه، وابن نصر في الصلاة، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الشعب. وانظر الفتوحات الربانية لابن علان (6/ 358)، والفتح السماوي رقم (799).
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 141: 513): بمثله في الباب نفسه وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه:
حديث الباب إِسناده ضعيف لحال أبي يحيى، وانقطاعه بين مجاهد ومعاذ، وتقدم من متابعاته ما يرتقي به إلى الحسن لغيره.
581 -
حَدَّثَنَا (1) الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غياب (2)، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:"قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ"(3).
(1) القائل حدثنا: هو أبو يعلى.
(2)
في (ك): "عتاب".
(3)
في (ك): "الركعتين".
581 -
تخريجه:
الحديث في مسند أبي يعلى (8/ 320: 4924): قال:
حدثنا الحسن بن حماد: سَجّادَة، به نحوه.
وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 411: 405): بنحوه بمثل لفظ أبي يعلى وهو: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم سورة البقرة في ركعتين".
وفي مجمع الزوائد (2/ 274): بمثل لفظه في المسند والمقصد ثم قال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
ونقل محقق المطالب مثله عن البوصيري.
فهو في المطبوع من المطالب في (1/ 141: 514): بمثل لفظه هنا في المسندة وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه:
إِسناده صحيح لذاته.
فإِن هشام بن عروة وإن كان دلسه عن أبيه إلا أن تدليسه لا يضر لأنه في الأولى من مراتب المدلسين.
582 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا (1) محمد بن عمر "و"(2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ -هُوَ (3) التَّيْمِيُّ- قَالَ:"رَأَيْتُ عُثْمَانَ رضي الله عنه عِنْدَ الْمَقَامِ ذَاتَ لَيْلَةٍ: قَدْ تَقَدَّمَ بِقِرَاءِ (4) الْقُرْآنِ فِي رَكْعَةٍ ثُمَّ انصرف".
*إِسناده حسن (5).
(1) في (عم): "أنبأنا".
(2)
في (مح): "عمر" بدون واو، وفي بقية النسخ جاءت بإثباتها، وهو الصواب كما سيأتي.
(3)
قوله: "هو" ساقط من (سد).
(4)
في نسخ المطالب: "بقراءة" بالباء، وفي المطبوع والإِتحاف:"فقرأ"، وكذلك في (ك) وفي المصنف:"وقرأ". ومعناه والله أعلم: أن أمير المؤمنين رضي الله عنه حين أمن السآمة ورأى من نفسه القدرة، تقدم وقرأه كله في ليلة لكن التعبير مشعر بان القراءة كانت للتدارس والحفظ والاستذكار لا لقصد الصلاة بها: قال ابن منظور في اللسان (1/ 129: ق ر أ): وقارأه مقارأة وقراة بغير هاءٍ: دارسه.
(5)
في (ك): "هذا إِسناد حسن".
582 -
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 502): قال:
حدثنا يزيد بن هارون عن مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن عبد الرحمن بن عثمان قال:، قمت خلف المقام أصلي، وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإِذا رجل من خلفي يغمزني فلم ألتفت إليه، ثم غمزني فالتفت، فإِذا هو عثمان بن عفان فتنحيت وتقدم، وقرأ القرآن كله في ركعة ثم انصرف".
وفيه محمد بن عمرو قد تقدم أنه صدوق له أوهام.
لكنه قد توبع عليه ففد أخرج ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف (2/ 506): قال:=
= حدثنا وكيع عن يزيد، عن ابن سيرين، عن عثمان "أنه قرأ القرآن في ركعة في ليلة".
فزال ما كان يخشى من وهم محمد وعليه فالحديث حسن.
والبيهقي في الشعب (1/ ق 166/ أ): ش (19): قال: أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن أعرابي، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا يزيد بن هارون به نحوه بأطول منه.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 141:515): بمثله إلا أنه قال (فقرأ) وعزاه لأحمد بْنِ مَنِيعٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 109/ ب): باب الوتر بركعة أو بثلاث
…
، نحوه بأطول منه وفيه (فتقدم فقرأ).
الحكم عليه:
إِسناده حسن، ومحمد بن عمرو دمان كان له أوهام فإِن الذهبي حسن حديثه.
وما قاله الحافظ أحوط لكنه حكلم عام عند وجود ما يوافق رواية محمد فإِن حديثه لا يقل عن الحسن، وهو موقوف على عثمان رضي الله عنه من فعله.
(27)
وَحَدِيثُ جَابِرٍ رضي الله عنه فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنَ الْمَغَازِي (1).
583 -
[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ (2)، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ" (3).
[2]
وَقَالَ (4) أَبُو بَكْرٍ وَمُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:"الْأَذَانِ الْأَوَّلِ".
(1) في [مح 2/ ق 85/ أ] باب الحديبية من مسند أبي بكر بن أبي شيبة. انظر الحديث رقم (4290)
(2)
في مسند الطيالسي: "أبي الحارث" بزيادة: "أبي".
(3)
فيه هنا زيادة "ويصلي ركعتين عند الإقامة"، لكن يبدو أن الحافظ اقتصر على ما يخص الباب.
(4)
"وقال": تكرَّرت في (مح).
583 -
تخريجه:
أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 87): قال:
ثنا إبراهيم بن أبي العباس، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:"كان يوتر عند الأذان ويصلي الركعتين عند الإِقامة".
قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (2/ 70: 659): (إِسناده ضعيف، لضعف الحارث الأعور). اهـ.
وقد الأذان في حديث الباب بكونه الأول وعليه تحمل بقية الروايات التي جاء فيها مطلقًا.
ويؤيد كونه الأول ما خرجه مسلم، انظر صحيحه مع شرح النووي (5/ 34):=
= مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوتروا قبل أن تصبحوا".
وعنه رضي الله عنه أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الوتر فقال: "أوتروا قبل الصبح".
وعنده عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من خاف أن لا يقوم آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإِن صلاة آخر الليل مشهورة وذلك أفضل" وقال أبو معاوية: "محضورة" فقال آخر الليل ولم يقل بعد الفجر.
ثم إن قوله: "كان يوتر عند الأذان" مشعر بأن هذا هو الغالب ويفترق عن قوله: "أَوتَرَ عند الأذان" فإِن هذا الأخير يشعر بأن هذا حدث منه وحصل في وقت ما وفي مرة ما.
والحديث جاء بالصيغة الأولى التي تشعر بالدوام ومعلوم أن الغالب من حاله هو الإيتار آخر الليل. والله أعلم.
ما أخرجه مسلم أيضًا من حديث حفصة رضي الله عنها. انظر صحيحه مع شرح النووي (5/ 2): روي عن ابن عمر عن حفصة رضي الله عنهم:
قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين".
أما إذا نام عن الوتر أو نسيها فذاك أمر آخر.
وهو في مسند الطيالسي (19/ 126): قال:
حدثنا شريك به مثله.
وتمامه عنده: "ويصلي ركعتين عند الإقامة".
وفي المنحة (119: 556) مثله.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 141: 516): مثله وعزاه لأبي داود الطيالسي وانظر مجمع الزوائد (2/ 244 - 246)، مجمع البحرين (1/ ق 48/ أ) وما بعدها.
وذكره البوصيري في الإِتحاف، انظر المجردة (2/ ق 104/ ب): باب صلاة=
= ركعتي الفجر وفضلها ومتى تصلى، وما يقرأ به فيهما ....
ذكره بتمامه مثله ثم قال: رواه الطيالسي، ومسدد، وابن أبي شيبة، إلا أنهما قالا عند الأذان الأول
…
ومدار هذه الأسانيد على الحارث الأعور وهو ضعيف.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف لحال الحارث الأعور.
لكن يشهد له إضافةً إلى ما تقدم، ما أخرجه مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:"مَنْ كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل وأوسطه وآخره، فانتهى وتره إلى السحر" وفي رواية "فانتهى وتره إلى آخر الليل" وانظر صحيح مسلم مع الشرح (5/ 24 - 25).
584 -
[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْراق: قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنه: "إن عندنا أقوامًا يقرؤون الْقُرْآنَ: مَرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا (1) فِي لَيْلَةٍ، فَقَالَتْ: "أُولَئِكَ قوم قرؤوا (2)، ولم يقرؤوا، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي اللَّيْلِ التِّمَام، فَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَجَاءٍ إِلَّا سَأَلَ رَبَّهُ وَدَعَا، وَلَا بِآيَةِ تَخْوِيفٍ إِلَّا دَعَا رَبَّهُ وَاسْتَعَاذَ".
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ (3) طَلْحَةَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ بِهِ، قَالَ:"يَقُومُ اللَّيْلَ التَّمَامَ بِقِرَاءَةِ (4) الْبَقَرَةِ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ" والباقي نحوه.
(1) هكذا في (عم)، وفي بقية النسخ:"ثلاثة".
(2)
في (ك): "اقليل".
(3)
في (ك): "ثنا" بدلًا من (بن).
(4)
في مسند أبي يعلى: "يقرأ" بصيغة المضارع، وكذلك (ك).
584 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (8/ 257: 4842): قال:
حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، ثنا ابن لهيعة به نحوه.
وهو في المقصد العلي (1/ 412: 408): باب صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسند أبي يعلى قال:
حدثنا كامل بن طلحة الجحدري به نحوه.
وفي مجمع الزوائد (2/ 272): ذكره الهيثمي بنحوه وعزاه لأحمد ثم قال: (وجاء عنده في رواية: يقرأ أحدهما القرآن مرتين أو ثلاثًا. وأبو يعلى، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام). اهـ.=
= وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن (228: 116): قال:
حدثنا قتيبة، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ به بلفظ قريب من لفظ أبي يعلى لكنه أطول منه وفيه (ليلة التمام).
وعنده برقم (117: 229): قال:
حدثنا عبد الله بن حماد، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نعيم، به نحوه.
ومن الطريق الأول:
أخرجه الإِمام أحمد في "المسند"(6/ 92): قال:
ثنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا ابن لهيعة به نحوه، قريبًا جدًا من لفظ الفريابي.
وفي (6/ 119) أخرجه بطريق آخر: قال:
ثنا علي بن إسحاق قال: أنا عبد الله، قال أنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد به نحوه.
ومن الطريق الثاني عند الفريابي:
أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 310): باب الوقوف عند آية الرحمة، واية العذاب، وآية التسبيح: قال:
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ وهب بن جرير به نحوه، وفيه قال (الليل التام).
وذكره الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن ص (150): باب الترتيل في القراءة قال:
قال الإِمام أحمد: ثنا قتيبة به مثل لفظ الإِمام أحمد.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 142: 518، 519): الأول: بنحو لفظ أحمد بن منيع باختلاف يسير عزاه له.
والثاني: بمثل ما اختصره هنا إلا أنه قال: (يقرأ) وهكذا جاء في مسند=
= أبي يعلى كما تقدم، وعزاه له.
ونقل المحقق قول البوصيري: (رواه أحمد بن منيع، وأبو يعلى بسند فيه ابن لهيعة). اهـ.
الحكم عليه:
إِسناده من طريق أبي يعلى وأحمد بن منيع ضعيف لحال ابن لهيعة وعنعنته لكنه توبع عليه في الطريق الثاني عند الفريابي، وهو الذي أخرجه البيهقي به.
كما وأن في الطريق الأول عند الفريابي، والإمام أحمد، قالا: حدثنا قتيبة ثنا ابن لهيعة به.
وتقدم أن قتيبة بن سعيد قد كتب حديث ابن لهيعة من أصول ابن وهب عنه، ثم سمعه من ابن لهيعة، وقد استفسر منه الإِمام أحمد عن سبب كون أحاديثه عن ابن لهيعة صحاح فأجاب بهذا، كما في السير في ترجمة عبد الله.
وعليه فروايته عنه من قبيل الحسن هنا لولا وجود عنعنة ابن لهيعة عن الحارث.
لكن يعضده: الذي خلا ابن لهيعة، وهو ما أخرجه الفريابي والبيهقي.
وعليه فهو بمتابعاته حسن لغيره.
585 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا سَعِيدٌ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: "لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ العَتَمَة، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أَتَعَبَّدُ بِعِبَادَتِكَ (1) ..
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ: قَالَ: "فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ: لَا يَمُرُّ (2) بآيةِ رحمةٍ إلَّا سَأَلَ، وَلَا خَوْفٍ إلَّا اسْتَعَاذَ، وَلَا مَثَل إلَّا فَكَّر: حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ (3) الْعَظِيمِ، حَتَّى أَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ وَيَحْمَدُهُ: فَمَكَثَ فِي رُكُوعِهِ قَرِيبًا مِنْ قيمه ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَكَبَّرَ، فَسَجَدَ (4): فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، وَأَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ: وَبِحَمْدِهِ، فَمَكَثَ فِي سُجُودِهِ قَرِيبًا مِنْ رُكُوعِهِ: ثُمَّ نَهَضَ، حَتَّى (5) فَرَغَ مِنْ سَجْدَتَيْهِ، فَقَرَأَ فَاتِحَةَ (6) الْكِتَابِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آلَ عِمْرَانَ كَذَلِكَ، ثُمَّ سَمِعْتُ النِّدَاءَ بِالْفَجْرِ".
قَالَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه: "فَمَا تَعَبَّدْتُ عِبَادَةً كَانَتْ (7) أشد عليَّ منها".
(1) في (عم) و (سد): "لعبادتك" باللام.
(2)
في (ك): "ولا تمر".
(3)
في (عم) و (سد): زيادة "الله" هنا.
(4)
في (ك): "وسجد".
(5)
في البغية والمطبوع من المطالب و (ك): "حين" وهو أولى.
(6)
في (ك): "بفاتحة".
(7)
في (ك): "كان".
585 -
تخريجه:
هو في بغية الباحث (2/ 323: 236)، باب قيام الليل:
ذكره الهيثمي بطوله بسند الحارث قال:=
= حدثنا عمر بن سعيد، ثنا سعيد به نحوه: بزيادات عليه ثم قال الهيثمي: قلت: هو في الصحيح بإختصار. اهـ.
وهو في:
صحيح مسلم فقد أخرجه فيه. انظر: الصحيح مع شرح النووي (6/ 61)، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل: قال:
وحدثنا ابن نمير -واللفظ له-: حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن سعد ابن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها: يقرأ مترسلًا: إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، لماذا مر بسؤال سأل، لماذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه ثم قال: سمع الله لمن حمده ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبًا من قيامه "قال": وفي حديث جرير من الزيادة "فقال سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد".
وأخرجه الأمام أحمد في المسند من طريق عن حذيفة. انظر: (5/ 397)، قال:
ثنا ابن نمير، ثنا الأعمش به- أي بسنده عند مسلم بمثل لفظه عنده.
وله عنده طرق أخرى. انظر: (5/ 394، 389، 382).
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 128): قال:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بن أبي أسامة، ثنا عمر بن سعيد التنوخي به بطوله نحوه. ثم قال: غريب من حديث سعيد، ومحمد لم نكتبه إلَّا من حديث عمر بن سعيد. اهـ.
وانظر: قيام الليل للمروزي بإختصار المقريزي (ص113): باب الاختيار لطول=
= القيام في صلاة الليل، وفضائل القرآن للفريابي (ص 230، 231) برقم (118، 119).
وذكره البوصيري في الإِتحاف. انظر: المجردة (2/ ق 105/ أ) بأطول مما ذكره الحافظ في المطالب "ثم قال: رواه الحارث بن أبي أسامة وهو في الصحيح باختصار. اهـ:
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 142): باب التهجد: برقم (520) بنحوه باختلاف يسير جدًا، وعزاه للحارث.
الحكم عليه:
حديث الباب إِسناده ضعيف جدًا لحال شيخ الحارث بن عمر بن سعيد، لكن قد صح مختصرًا في صحيح مسلم وغيره كما تقدم.
586 -
وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا سُفْيَانُ: أوالأشجعي عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:"إِذَا صلَّى الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَصَلَّوْا رَكْعَتَيْنِ: (كُتِبا) (2) مِنَ الذاكرين الله [كثيرًا] (3)، والذاكرات". (4)
(1) في (عم) تأخر هذا الحديث إلى رقم (586).
(2)
في نسخ المطالب: "كُتِب"، وما أثبته من البغية وكتب التخريج.
(3)
قوله: "كثيرًا" في (عم) وفي البغية، وليس في الباقي من النسخ.
(4)
في (سد): "والذاكرين".
586 -
تخريجه:
الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 423: 1335): باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل: قال:
حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا شيبان أبو معاوية، عن الأعمش، عن علي بن الأقمر به موفوعًا قال:
"إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا رَكْعَتَيْنِ، كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ".
هكذا بالتثنية وبزيادة أبي هريرة مع أبي سعيد.
وأبو داود في السنن. انظر: سننه مع عون المعبود (4/ 194: 1295): باب قيام الليل: قال:
حدثنا ابن كثير، أخبرنا سفيان، عن مسعر، عن علي بن الأقمر، ح وحدثنا محمد بن حاتم بن بَزِيع، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان عن الأعمش، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عن أبي سعيد، وأبي هريرة قَالَا:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين=
= جميعًا كُتِبَ "كتبا" في الذاكرين و "أو" الذاكرات".
ثم قال: ولم يرفعه ابن كثير، ولا ذكر أبا هريرة جعله كلام أبي سعيد.
قال: أبو داود: رواه ابن مهدي عن سفيان قال: وأراه ذكر أبا هريرة: قال أبو داود وحديث سفيان موقوف. اهـ.
وقال الشارح (وعلى كل حال هذا الحديث من طريق سفيان عن مسعر موقوف على الصحابي، ومن طريق شيبان عن الأعمش مرفوع إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ المنذري، وأخرجه النسائي، وابن ماجه مسندًا). اهـ.
وذكره المنذري في اختصار السنن (2/ 92: 1264): وقال: (وذكر أبو داود أن بعضهم لم يرفعه ولا ذكر أبا هريرة، جعله من كلام أبي سعيد، وأن بعضهم رواه موقوفًا، وأخرجه النسائي، وابن ماجه مسندًا). اهـ.
وابن حبان في صحيحه. انظر: موارد الظمآن (ص 168، 645)، باب فيمن قام من الليل إلى الصلاة، وانظر: الإحسان (4/ 118: 2559، 2560).
حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا محمد بن عثمان العجلي.
حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان عن الأعمش، عن علي بن الأقمر، عن الأغربة قال:"من استيقظ من الليل وأيقظ أهله، فقاما فصليا رَكْعَتَيْنِ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ".
والبيهقي في الكبرى (2/ 501): باب الترغيب في قيام الليل: قال: أنبأ أبو عبد الله الحافظ، وأبو الحسن علي بن علي المهرجاني ابن السقاء، وأبو صادق ابن أبي الفوارس العطار، وأبو النصر أحمد بن علي بن أحمد القاضي: قالوا:
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن علي بن عفان العامري، أخو الحسن، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان، عن الأعمش، عن علي بن الأقمر، به
قال: "من استيقظ من الليل، وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعًا، كتبا ليلتئذِ من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات".=
= ثم ذكر البيهقي الاختلاف وساق كلام أبي داود ثم زاد:
ورواه عيسى بن جعفر الرازي عن سفيان مرفوعًا، نحو حديث الأعمش. اهـ.
وأخرجه مثله في شعب الإيمان (1/ ق 218/ ب ش 21)، ونحوه الحاكم في (1/ 316)، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (3/ ق 188/ أ): مرفوعًا قُرن فيه أبو سعيد، وأبو هريرة.
وطريق عيسى بن جعفر الذي عناه البيهقي.
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 416): عندما قال:
حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا سفيان، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عن أبي سعيد أنه قال
…
فذكره موقوفًا.
وحدثنا أبو عبد الله محمد يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن أبي حامدي المقري، حدثنا عيسى بن جعفر الرازي، حدثنا سفيان بن سعيد، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما مرفوعًا، فذكره عنهما نحو حديث الباب قريبًا من لفظ ابن ماجه.
قال الحاكم: لم يسنده أبو نعيم، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الإِسناد، وأسنده عيسى بن جعفر، وهو ثقة، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
ومن طريق عيسى بن جعفر:
أخرجه أبو القاسم الأصفهاني في الترغيب والترهيب: باب الترغيب في صلاة الليل (ق 199/ أ): قال:
أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، ثنا أبو الفرج، عثمان بن أحمد البرجي، ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا أبو علي المغيرة بن يحيى بالري، ثنا عيسى بن جعفر -قاضي الري- ثنا محمد بن جابر- هو الحنفي، عن علي ابن الأقمر، عن الأغر: أبي مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أيقظ=
= الرجل
…
الحديث".
فرفعه هنا عن أبي سعيد وحده.
وأخرجه الحافظ في نتائج الأفكار. انظر: (1/ 34):
بسنده إلى العباس بن عمر الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا شيبان أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن علي بن الأقمر به نحو لفظ حديث الباب من حديث أبي سعيد، وأبي هريرة، قرنهما مرفوعًا.
ثم قال بعد أن أخرجه: هذا حديث صحيح: أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عن صفوان ابن صالح، عن الوليد، فوقع لنا عاليًا.
وأخرجه أبو داود، والنسائي، وابن حبان أيضًا، والحاكم كلهم من رواية عبيد الله بن موسى عن شيبان.
واختلف في وقفه ورفعه على علي بن الأقمر: فتابع الأعمش على رفعه محمد بن جابر اليمامي: أخرجه أبو يعلى من طريقه.
وخالفهما سفيان الثوري فوقفه. اهـ.
ثم أخرجه عاليًا له من طريق سفيان بسنده إليه عن علي به موقوفًا على أبي سعيد نحو حديث الباب ثم قال:
أخرجه أبو داود عن محمد بن كثير، والحاكم من رواية أبي نعيم عن سفيان، قال أبو داود: رواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، وأراه ذكر أبا هريرة فيه، وحديث سفيان موقوف.
وقال الحاكم: رفعه عيسى الرازي عن سفيان.
ثم قال الحافظ ابن حجر:
تنبيه: قول الشيخ هذا حديث مشهور: يريد شهرته على الألسنة لا أنه مشهور اصطلاحًا، فإِنه من أفراد علي بن الأقمر عن الأغر.
وقوله: رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، هو كما قال، لكنهم ذكروا أبا=
= هريرة مع أبي سعيد فما أدري لم حذفه، فإنهما عند جميع من أخرجه مرفوعًا، وأما من أفرد أبا سعيد فإِنه أخرجه موقوفًا، كما قدمت جميع ذلك واضحًا. اهـ. مختصرًا.
قلت: تفرد محمد بن جابر اليمامي الحنفي: برفعه عن أبي سعيد رفعًا مستقلًا دون أن يقرنه بأحد، وليس هو في مرتبة من يحتمل تفرده لا سيما إذا خالفه غيره ممن هم أولى منه، وذلك لما اعتراه رحمه الله من سوء الحفظ والتخليط.
وهيئة رواية الأعمش لهذا الحديث محتملة فإِنه قرن أبا سعيد بأبي هريرة ثم رفعه فيحتمل أنه أراد الإِختصار مع علمه التام أنه عن أبي سعيد موقوفًا فيكون التقدير:
(عن أبي سعيد موقوفًا، وأبي هريرة مرفوعًا) وذلك لتطابق المتن.
وعليه فالذي يظهر لي: تصويب وقفه على أبي سعيد، ورفعه عن أبي هريرة رضي الله عنهما واعتبار رفعه عن أبي سعيد غلط ممن رفعه والله أعلم.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ 105/ أ): مثله ثم قال: رواه الحارث ابن أبي أسامة موقوفًا. اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 521): مثله وعزاه للحارث.
وهو في بغية الباحث (2/ 322: 235): باب قيام الليل مثله إلَّا أنه قال: (كتبا).
الحكم عليه:
إِسناده هنا صحيح لذاته موقوف على أبي سعيد، وقد صح عن أبي هريرة مرفوعًا. ويبدو أن الحفاظ الهيثمي، وابن حجر، والبوصيري: أوردوه في الزوائد لهذا السبب أي وروده موقوفًا.
587 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ (1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(ذَكَرْتُ الْقِيَامَ (2)، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نِصْفَهُ (3) رُبُعَهُ فُوَاق حلب ناقة").
(1) في (ك): زيادة "عن أبيه"، وكذلك مسند أبي يعلى.
(2)
في (عم) و (سد): "الغنائم"، وفي مسند أبي يعلى:"صلاة الليل".
(3)
في (مح) و (حس): "نصف" بدون هاء والصواب إضافتها.
587 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (5/ 80: 2688): قال:
"حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ أبيه، عن ابن عباس قال: (فذكرت صلاة الليل، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "نصفه، ثلثه، ربعه، فواق حلب ناقة، فواق حلب شاة").
وهو في المقصد العلي (1/ 406: 396): باب قيام الليل والحث عليه وفيه (تذكرت) بدلًا من (فذكرت) و (قيام الليل) بدلًا من (صلاة الليل) والباقي مثله.
وذكره في مجمع الزوائد (2/ 252): في باب صلاة الليل:
من حديث ابن عباس بمثله في المقصد العلي ثم قال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 522): في الباب نفسه: بمثل حديث الباب وعزاه لأبي يعلى.
وذكره المنذري في الترغيب والترهيب. وانظر: صحيحه (1/ 257: 623):
من حديث ابن عباس بمثل لفظه في مسند أبي يعلى ثم قال المنذري:
رواه أبو يعلى ورجاله محتج بهم في الصحيح وهو بعض حديث. اهـ.
وصححه الشيخ الألباني، وتعقب قول المنذري وهو بعض حديث فقال في الهامش: لا وجه لقوله: "وهو بعض حديث" كما بينته في الضعيفة (3912).=
= وقال معلقًا: على الإختلاف في "ذكرت":
قال (فذكرت) كذا في الأصل (أي في أصل الترغيب) وفي المجمع "تذكرت" ووقع في مسند أبي يعلى يمكن أن يقرأ على الوجهين، والنسخة غير جيدة، وفي المخطوطة (ذكرت) ولعله الصواب. اهـ.
وذكر البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 105/ أ): بتمامه من حديث ابن عباس ثم قال: رواه أبو يعلى بسند الصحيح، فُواق الناقة بضم الفاء هو ههنا: قدر ما بين رفع يديك عن الضرع، وقت الحلب. اهـ.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف لانقطاعه بين مخرمة وأبيه، وبين أبيه وابن عباس رضي الله عنهما.
لكن يشهد له ما أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 271: 787): في مسند إياس بن معاوية المزني: قال: حدثنا محمد بن رزيق بن جامع المصري، ثنا محمد بن هشام السدوسي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن إياس بن معاوية المزني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا بد من صلاة بليل ولو ناقة، ولو حَلْب شاة، وما كان بعد صلاة العشاء الآخرة فهو من الليل".
وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 139 - 140): قال:
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن بشير القطان العسكري، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا حجاج بن يوسف، ثنا يزيد بن هارون به قَالَ:
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا بد من قيام الليل، ولو حلب ناقة، ولو حلب شاة، وما كان بعد العشاء الآخرة فهو من الليل".
وفيه عنعنة محمد بن إسحاق وهو في الرابعة من المدلسين، وحديثه حسن في الأحكام إلا فيما شذ فيه إن صرح بالتحديث.
فهذا الحديث يشهد لحديث الباب فقد ضرب بمقدار حلب الناقة أو الشاة مثلًا=
= للقلة فصار الفواق وهو أكثر من مقدار الحلب مرادًا، أو أن يقدر محذوف فيكون المراد الفواق وذلك أنهم كانوا يحلبون الناقة ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتَدِرَّ ثم تُحْلَب. فيكون معناه مطابقًا لحديث الباب فيكون تقديره. أي: ولو فواق حلب ناقة، ولو فواق حلب شاة، ولا يبعد فقد سقط بعضه من رواية الطبراني.
وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد شاهدًا آخر من حديث جندب بن سفيان. انظر: (2/ 252)، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "نصفه، ثلثه، ربعه، فواق حلب ناقة، فواق حلب شاة"، ثم قال الدارقطني، ولم أجده في السنن ولا في العلل.
فحديث الباب على هذا حسن لغيره.
588 -
حَدَّثَنَا (1)"عَبْدُ اللَّهِ"(2) بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ "عَبْدِ الْوَاحِدِ"(3) عَنْ أَيُّوبَ بْنِ "عُتْبَةَ"(4)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قال:(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ (5)، وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ: فليصنع قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ عِنْدَهُ، فإِذا انْتَبَهَ فَلْيَقْبِضْ بيمينه قبضة (6) ثم ليَحْصِب (7) عن شماله").
(1) القائل حدثنا: هو أبو يعلى.
(2)
في جميع الشخ: "عبيد الله"، وهو خطأ، والتصويب من كتب التراجم والتخريج.
(3)
في جمغ النسخ: "عبد الرحمن": وهو خطأ، والتصويب كتب التراجم والتخريج.
(4)
في جميع النسخ: "عقبة" إلَّا (ك)، ففيها عتبة، وهو الصواب.
(5)
في (مح) طمس "كم" فلم تبدُ واضحة، وفي بقية النسخ:"أحدكم".
(6)
في (حس) سقط قوله: "ثم".
(7)
في (عم): "ليصحب" بالحاء والصاد المهملتين، كما هو مثبت هنا، وفي (مح) و (حس):"ليخضب" بالحاء والضاد المعجمتين، وفي (ك):"ليخصب" بإعجام الحاء وإهمال الصاد، وفي (سد):"ليحطب" بإبدال الصاد طاء.
588 -
تخريجه:
أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 170): من طريق أبي يعلى قال:
حدثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي، ثنا أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير به مثله دون قوله (قبضة).
والطبراني في الأوسط (1/ ق 262/ أ): قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا محمد بن بكار قال: نا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عتبة به نحوه.
ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلَّا أيوب بن عتبة، تفرد به عنبسة بن عبد الواحد. اهـ.
والبزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 340: 709): باب ما يفعل إذا=
= قام من الليل: قال البزار:
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا ريحان بن سعيد ابن عباد -يعني ابن منصور-، عن أيوب، عن أبي قلابة به قال:
(إذا أراد أحدكم أن يصلي من الليل فليأخذ قبضة من تراب فليضعها عنده، فإِذا انتبه فليحصب بها عن يمينه وعن شماله). ففيه أن الحصب عن اليمين وعن الشمال في حين اقتصر فيما مضى على الشمال.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 264): باب ما يفعل إذا قام من الليل من حديث النعمان بن بشير بنحوه ثم قال:
رواه الطبراني في الأوسط والكبير، والبزار وفيه أيوب بن عتبة، وثقه أحمد في رواية وكذلك ابن معين، وضعفاه في رواية، ضعفه البخاري ومسلم وجماعة. اهـ.
وفي مجمع البحرين (ق 49/ أ): باب التهجد: بسند الطبراني في الأوسط ثم قال: تفرد به عنبسة. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 105/ أ). اهـ. (المجردة): بمثل حديث الباب ثم قال رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف أيوب بن عتبة. اهـ.
والذهبي في الميزان (1/ 291): في ترجمة أيوب بعد نقله قول ابن حبان يهم شديدًا حتى فحش الخطأ منه: عنبسة بن عبد الواحد القرشي، حدثنا أيوب بن عتبة به نحوه ثم قال: وهذا باطل. اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 523): من حديث النعمان بن بشير: في الباب نفسه: بمثله، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف لحال أيوب بن عتبة، وانقطاعه بين أبي قلابة والنعمان ابن بشير، ومدار طرقه عليهما.
ومتنه منكر -فيما يظهر لي- ولا أعرف له متابعًا ولا شاهدًا.
589 -
وَحَدَّثَنَا (1) صَالِحٌ: (أَبُو مَعْمَرٍ (2)، ثنا (3)) سَلَّام (4) بْنُ (5) أَبِي:(خُبْزَة)(6)، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الحسن، عن سَمُرة رضي الله عنه قَالَ:"أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ مَا قَلَّ أَوْ كَثُر، وَأَنْ نَجْعَلَ (7) ذلك وِتْرًا".
(1) القائل حدثنا: هو أبو يعلى.
(2)
في جميع نسخ المطالب: "وحدثنا صالح ثنا أبو معمر سلام
…
"، وهو خطأ، ومخالف لما في كتب التراجم والتخريج. وأبو معمركنيته: صالح بن حرب، شيخ أبي يعلى، كما سيأتي.
(3)
سقطت: "ثنا" من (ك).
(4)
في (عم): "سلامة" بإثبات التاء في آخره.
(5)
في (عم) و (سد): "عن" بدلًا من "ابن".
(6)
في (مح): "حرة" بدون إعجام، وفي (حس) و (عم):"حيرة" بالحاء المهملة والياء المثناة التحتية، وفي (سد):"حبيرة"، وفي (ك):"حرة"، والصواب ما أثبته، وهو من كتب التخريج والتراجم.
(7)
في (ك): "يجعل" بياء المضارعة.
589 -
تخريجه:
أخرجه أبو يعلى في معجم شيوخه (181/ 208) قال: ثنا صالح بن حرب: أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي خُبْزَةَ، ثنا يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بن جندب قَالَ:"أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ مَا قَلَّ أوكثر، وأن نجعل ذلك وترًا".
فرواه هكذا على الصواب لا كسياق سنده في حديث الباب.
وابن عدي في الكامل (3/ 1150) قال:
أنا أبو يعلى والهيثم الدوري، وعبد الله بن العباس الطيالسي، أبو معمر: صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي خبزة به مثله.
والطبراني في الكبير (7/ 269: 6925) قال:=
= حدثنا علي بن بيان المطرز، وعبد الله بن العباس الطيالسي قالا: ثنا أبو معمر: صالح بن حرب به مثله.
وفي الأوسط (1/ ق 222/ ب) قال:
حدثنا علي بن بيان المطرز قال: ثنا أبو معمر: صالح بن حرب به مثله.
والبزار في مسنده: انظر كشف الأستار (1/ 344)، برقم (713)، قال: حدثنا الحسن بن قزعة، ثنا سلام بن أبي خبزة به نحوه.
وبرقم (714) قال: حدثناه خالد بن يوسف، ثنا أبي، ثنا جعفر بن سعد، عن خبيب بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده سمرة بن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كان يأمر أن يصلي أحدنا كل ليلة بعد الصلاة المكتوبة ما قل أوكثر، ويجعل -أحسبه قال-: آخر ذلك وترًا".
قال البزار: حديث الحسن عن سمرة تفرد به سلام، وهو بصري ضعيف قدري. اهـ.
وخالد هو ابن يوسف بن خالد السمتي البصري قال الذهبي في المغني (1/ 208: 1898) خالد بن يوسف السمتي: فيه تضعيف، وأبوه يوسف ساقط. اهـ.
ويوسف بن خالد، متروك وكذلك يحيى بن معين.
وعليه فالطريق الثاني الذي ساقه البزار شديد الضعف.
والأول ضعيف فقط لحال سلام، ومداره عليه في الطرق التي قبله.
لكن الطريق الثاني عند البزار جاء من أوجه أخر فقد:
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 297:7001، 7002) قال: حثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، وموسى بن هارون، قالا: ثنا مروان بن جعفر السمري، ثنا محمد بن إبراهيم عن جعفر بن سعد بن سمرة عن خبيب بن سليمان، عن أبيه، عن سمرة بن جندب قال:"أما بعد: فإِن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كان يأمرنا أن يصلي أحدنا كل ليلة بعد الصلاة المكتوبة ما قل أو أكثر، ويجعلها وترًا".=
= ورقم (7002) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا دحيم، ثنا يحيى بن حسان، ثنا سليمان بن موسى، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة، حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان، عن سمرة به نحوه.
وفيهما: (جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب الغَزَاري السَّمُري نسب إلى جده ليس بالقوي، وانظر التقريب (140: 941).
لكنه يصلح متابعًا لحديث الباب وطرقه التي فيها سَلَّام.
وذكره الحافظ في زوائد البزار (3/ 1114: 713، 714)، باب التهجد، وساق قول البزار الذي تقدم.
والبوصيري في الإِتحاف (2/ ق 105/ أ): بنحوه ثم قال: رواه أبو يعلى.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 252): مثله ثم قال:
رواه البزار، والطبراني في الأوسط والكبير، وأبو يعلى، وللبزار في رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نصلي كل ليلة بعد الصلاة المكتوبة
…
نحوه، وإِسناده ضعيف. اهـ.
قلت وهو شديد الضعف لحال يوسف بن خالد السمتي.
وفي مجمع البحرين (1/ ق 48/ ب)، باب التهجد: مثله.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 524) نحوه من حديث سمرة، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف لحال سلام بن أبي خبزة، لكن بمتابعه الذي أخرجه الطبراني يرتقي إلى الحسن لغيره.
590 -
حَدَّثَنَا (1) الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (2) الشَّامِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عُدَّ الْآيَ (3) في التطوع لا الفريضة".
(1) القائل حدثنا: هو أبو يعلى.
(2)
وقع في (سد): "سعيد"، وفي الباقي:"سعد"، والصواب سعيد كما سيأتي.
(3)
في (سد): "الآتي".
590 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (2/ ق 346/ أ): قال: ثنا الحسن بن حماد به مثله.
وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (3/ 355) قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، حدثنا عبد الله بن الحسن بن سليمان المقرئ، حدثنا محمد بن هارون المقرئ المعروف بالسواق، حدثنا الحسن بن حماد: سجادة، قال: حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني عن أبي سعيد الشامي عن مكحول به مرفوعًا قال: "عد الآي في الفريضة والتطوع".
وذكره السيوطي في الجامع الصغير. انظر الفيض (4/ 308: 5403) بمثل لفظ الخطيب وعزاه له من حديث واثلة، ورمز لضعفه ووافقه المناوى.
في حين ذكره الألباني في ضعيف الجامع (4/ 27: 3692) وقال: "موضوع" وأحال على الضعيفة (3857).
وعلى تقدير كونه ضعيفًا فقط فإِنه لا يفيد في تقوية حديث الباب، لأن مدار الطريقين على أبي سعيد الشامي، وفيه عنعنة مكحول عن واثلة، ثم التسوية في متنه بين الفريضة والتطوع.
وهو في المقصد العلي (1/ 414: 411)، باب عد آيات القرآن في التطوع: قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو يَحْيَى الكوفي به قال:"عُدَّ الآي في التطوع، ولا تعده في الفريضة".=
= وفي مجمع الزوائد (2/ 267)، باب كم يقرأ في الليل، من حديث واثلة بمثل لفظه في المقصد ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه أبو يحيى التميمي الكوفي، وهو ضعيف. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 105/ أ)، بمثل لفظه في المقصد وقال: رواه أبو يعلى. اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 143: 525) من حديث واثلة بمثل حديث الباب، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف لحال أبي حيى الكوفي، وجهالة أبي سعيد الشامي، وععنة مكحول عن واثلة.
وقد زالت العلة الأولى بمتابعه عند الخطيب وبقيت الثانية والثالثة في كلا الطريقين.
591 -
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَسوَّك مِنَ اللَّيْلِ مرتين أو ثلاثًا كما رَقَد وَاسْتَيْقَظَ: اسْتَاكَ، وَتَوَضَّأَ، وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، أَوْ ركعات".
591 -
تخريجه:
هو في المنتخب (3/ 1147: 1125) قال: حدثنا يعلي بن عبيد به مثله.
وأخرجه البزار في مسنده انظر: كشف الأستار (1/ 349: 728)، باب صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البزار:
حدثنا محمد بن معمر، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ وهو الفضل بن مبشر، عن جابر قَالَ:"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يتسوك من الليل مرتين أوثلاثًا كما رقد فاستيقظ استاك، وتوضأ، وصلى ركعتين أو ركعة".
كذا بقوله: (ركعة) وفي المطالب والإتحاف ركعات وهو الصواب.
وذكره في مجمع الزوائد (2/ 274) في الباب نفسه، بمثل لفظه في زوائد البزار.
ثم قال: (رواه البزار، وفيه أبو بكر المديني وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين وجماعة). اهـ.
قلت: ابن حبان ذكره فقط في الثقات ولم ينص على توثيقه انظر الثقات (5/ 296) وذكره البوصيري في الإِتحاف. انظر المجردة (2/ ق 105/ أ)، باب السواك لصلاة الليل: من حديث جابر بمثله لكن بنقص قوله "وركع" وأظنها سقطت سهوًا.
ثم قال: رواه عبد بن حميد، والبزار بسند حسن. اهـ.
وفيه أبو بكر المدني وفيه لين.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 144: 526) من حديث جابر مرفوعًا بمثله لكنه قال: (ثلاثة).=
= وعزاه لعبد بن حميد.
الحكبم عليه:
إِسناده ضعيف لحال أبي بكر المدني.
وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري تقدم برقم (577) عند عبد بن حميد ونصه: "كان يَسْتَاكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فإِذا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَلَا يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ، وَلَا يَأْمُرُ بِشَيْءٍ، وَيُسَلِّمُ مِنْ كل ركعتين".
وإسناده ضعيف لكنه يعتضد به، ولهما شواهد عند البخاري في صحيحه. انظر الصحيح مع الفتح (3/ 19: 1136، 3/ 20: 1137).
592 -
[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ مطَرِّف، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ (1)، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ قَبْلَ العَتَمة، وَبَعْدَهَا، يُغَلَّط أَصْحَابَهُ فِي الصَّلَاةِ".
[2]
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مَالِكُ (2) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِهَذَا
[3]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْب بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ: بِهِ (3)، إلَّا أَنَّهُ قَالَ: يُغَلِّطُ أصحابَهُ، والقوم يصلون".
(1) في (سد): "الحارثة" بإثبات تاء في آخره.
(2)
في (عم): "هالك" بالهاء بدلًا من الميم.
(3)
سقطت "به" من (ك).
592 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (2/ ق 384/ 497): قال: حدثنا وهب بن بقية الواسطي به.
أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 87، 88) قال: ثنا خلف، حدثنا بن خَالِدٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الحارث به ولفظه:"نهى أن يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل العشاء وبعدها: يغلط أصحابه وهم يصلون".
وفيه الحارث وحاله كما عرفت.
ونقل الحافظ في تهذيب التهذيب (3/ 101) عن التمهيد لابن عبد البر في ترجمة يحيى بن سعيد في الكلام على حديث البياضي في النهي عن الجهر بالقرآن بالليل. (رواه خالد الطحان عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ نحوه، وقال تفرد به خالد: وهو ضعيف، وإسناده كله ليس مما يحتج به.=
= قال الحافظ: قلت: وهي مجازفة ضعيفة، فإِن الكل ثقات إلَّا الحارث، فليس فيهم ممن لا يحتج به غيره). اهـ.
وفي المحقق من المسند نبه الشيخ أحمد شاكر على خطأ في الإِسناد وقع في إحدى النسخ المخطوطة وهو هنا موجود في الطبعة التي نقلت عنها آنفًا، وأيضًا في النسخة التي رمز لها الشيخ (بح) قوله ثنا خلف بن خالد عن مطرف، فصححه إلى حدثنا خلف حدثنا خالد. وهو الصواب.
وانظر المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر (2/ 72: 663).
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1/ ق 193/ ب: ش 19): قال: أخبرنا أبو علي الروذباري، وأنا محمد بن (سودب) (لعله: كذا) التركي، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا عمرو بن عون، عن خالد، عن مطرف به ولفظه:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العشاء، وبعدها: يغلط أصحابه في الصلاة".
وفيه الحارث أيضًا.
وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 573):
وللبيهقي في الشعب بسند ضعيف عن علي مرفوعًا: "لايجهر بعضكم على بعض بالقراءة قبل العشاء وبعدها"، وهو عند الغزالي في الأحياء بلفظ "بين المغرب والعشاء".
وأخرجه أبو عبيد. اهـ.
وذكره الغزالي في "إحياء علوم الدين"(1/ 278) قال: وفي الخبر "لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة بين المغرب والعشاء".
قال الحافظ العراقي:
(رواه أبو داود من حديث البياضي دون قوله: "بين المغرب والعشاء".
والبيهقي في الشعب من حديث علي "قبل العشاء وبعدها" وفيه الحارث الأعور=
= وهو ضعيف). اهـ.
وفي تخريج أحاديث الإحياء (2/ 695: 833):
أن عبارة "في القراءة بين المغرب والعشاء" ليست من أصل الحديث وقال: ظنها العراقي كذلك فقال رواه أبو داود من حديث البياضي دون قوله بين المغرب والعشاء
…
ثم ذكر نحو معناه عن أبي سعيد الخدري عند أبي داود قال: "اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر، وقال: "ألا إن كلكم مناجٍ لربه فلا يؤذي بعضكم بعضًا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة".
وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 419: 420)، باب النهي عن رفع الصوت بالقراءة بحضرة من يصلي أو يقرأ: قال:
حدثنا وهب بن بقية الواسطي ثنا خالد به ولفظه: "نهى أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العتمة، وبعدها يغلط أصحابه، والقوم يصلون".
وفي إِسناده الحارث.
وفي مجمع الزوائد (2/ 265)، باب الجهر بالقرآن وكيف يقرأ: من حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه ولفظه: "نهى أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العشاء، وبعدها يغلط أصحابه، وهم يصلون". اهـ.
ثم قال: رواه أحمد وأبو يعلى وفيه الحارث وهو ضعيف). اهـ.
قلت: وهذا لفظ الإِمام أحمد، وعند أبي يعلى سميت العشاء بالعتمة كما في المقصد.
وذكره البوصيري في الإِتحاف انظر المجردة باب النهي عن الجهر بالقراءة إذا تأذى به من حوله: ذكره من حديث علي رضي الله عنه بمثل لفظ مسدد، ثم قال:
رواه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة بلفظ واحد، وأحمد بن حنبل، وأبو يعلى إلَّا أنهما قالا: يغلط أصحابه والقوم يصلون، ومدار أسانيدهم على الحارث الأعور وهو ضعيف. اهـ.=
= وهو في المطبوع من المطالب (1/ 144: 527) بمثله.
وعزاه لمسدد، وأبي بكر، وأبي يعلى دون تعليق.
الحكم عليه:
الحديث في جميع طرقه التي تقدمت مداره على الحارث الأعور وهو ضعيف وعليه فهو بإسناد الثلاثة ضعيف، وفيما تقدم عند غيرهم أيضًا.
لكن يشهد له ما أخرجه:
أبو داود في السنن انظر سننه مع عون المعبود (4/ 213: 1318)، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل: قال: حدثنا الحسن بن علي: أخبرنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال:"اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر، وقال: ألا إن كلكم مناجٍ رَبَّه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة".
وشيخ أبي داود هو:
الحسن بن علي بن محمد الهُذَلي أبو علي الخلال الحُلْواني، نزيل مكة، ثقة حافظ له تصانيف، روى له الجماعة إلَّا النسائي. وانظر التعريف (162: 1262).
وشيخ معمر هو: إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، ثقة ثبت، روى له الجماعة، وانظر: التقريب (106: 425).
وإسناد هذا الشاهد صحيح.
وبه يرتقي حديث الباب إلى الحسن لغيره.
وثمة شاهد آخر: أخرجه البيهقي في الشعب (1/ ق 193/ ب)(ش 19) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، ثنا أبو الحسن العرائفي، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا يحيى بن بكير، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أبي حازم التمار، عن البياضي: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرج على الناس،=
= وهم يصلون: قد علت أصواتهم بالقرآن: فقال: إن المصلي يناجي ربه فلينظر ما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة".
وذكره مالك في الموطأ انظر (63: 174)، باب العمل في القراءة، من رواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك وعبارته الأخيرة:
"إن المصلي يناجي ربه فلينظر مما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن".
قال السخاوي في المقاصد الحسنة (572: 937): (قال شيخنا
…
وهو صحيح من حديث البياضي في الموطأ). اهـ.
593 -
[1] حدثنا (1) عبد الله (2) بن عون الخزاز (3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (4)، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ (5)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:"قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى تَوَرَّمت (6) قدماه أو ساقه، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا).
[2]
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُمَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، نا (7) مِسْعَرٌ بِهِ.
قُلْتُ (8): هُوَ مَعْلُولٌ، وَالْمَشْهُورُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه.
(1) القائل حدثنا هو أبو يعلى: وكذا في (ك).
(2)
في (سد): "عون بن عبد الله".
(3)
في (عم): (حس) و (سد): "الجزار" بالجيم والزاي وآخرها راء مهملة.
(4)
في (عم) و (سد) و (حس): "بشير" بزيادة ياء.
(5)
في (مح): "عبادة" بالباء الموحدة التحتية، والعين المهملة بدلًا من القاف.
(6)
في (عم) و (سد): "ورمت" بدون التاء.
(7)
في (عم) و (سد) و (ك): "ثنا".
(8)
في (عم): زيادة واو هنا.
593 -
تخريجه:
ذكره الحافظ في زوائد البزار (3/ 1128: 499): في باب التهجد: قال البزار:
حدثنا الحسين بن الأسود، ثنا محمد بن بشر به نحوه.
ثم قال: رواه غير واحد عن محمد بن بشر عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شعبة، وهو الصواب. اهـ.=
= قلت: أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (3/ 14: 1130): بنحو ما ذكر البزار أنه الصواب، لكن قول البزار هنا رواه غير واحد عن محمد بن بشر عن زياد
…
إلخ فيه نظر إلَّا أن يكون خطأ في القراءة أو الطباعة وإلَاّ فالصواب أن يقال رواه غير واحد عن مسعر عن زياد، أي من أصحاب مسعر خالفوا محمد بن بشر، وهو تلميذ مسعر، وإليك سنده عند البخاري، وبيان الحافظ في الفتح لهذا الاشكال قال البخاري:
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر، عن زياد، قال: سمعت المغيرة رضي الله عنه يقول: "إن كان النبي صلى الله عليه وسلم-ليقوم- أو ليصلي حتى تَرِم قدماه -أو ساقاه- فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا".
قال الحافظ في الفتح (3/ 15):
تنبيه: هكذا رواه الحفاظ من أصحاب مسعر عنه، وخالفهم محمد بن بشر وحده فرواه عن مسعر عن قتادة، عن أنس أخرجه البزار، وقال: الصواب عن مسعر عن زياد، وأخرجه الطبراني في الكبير من رواية أبي قتادة الحراني عن مسعر، عن علي ابن الأقمر، عن أبي جحيفة، وأخطأ فيه أيضًا، والصواب مسعر، عن زياد بن علاقة). اهـ.
وانظر أيضًا في بيان علته: السير (7/ 171 - 172) فقد أخرجه الذهبي ووضح علته والصواب فيه.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 778): قال:
ثنا محمد بن عبد الحميد الفرغاني بدمشق، ثنا الحسين بن علي بن الأسود، ثنا محمد بن بشر به نحوه.
قال ابن عدي: وهذا يعرف بعبد الله بن عون الخراز، عن محمد بن بشر، ولم يروه من الثقات غيره، وعن محمد بن بشر فقال: عن مسعر، عن قتادة، عن أنس، وهو خطأ، وقد اختلفوا على مسعر في هذا الحديث على ألوان.=
= والحسين بن علي بن الأسود: سرق هذا الحديث من عبد الله بن عون على أن غير الحسين من الضعفاء قد سرقه منه أيضًا). اهـ. والله أعلم.
والطبراني في الأوسط (2/ ق 51/ ب)، (52/ أ): قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: ثنا عبد الله بن عون الخراز، قال: ثنا محمد بن بشر به مثله لكن بنقص قوله: (أو ساقاه).
ثم قال: لم يرو هذا الحديث عن مسعر، عن قتادة، عن أنس إلَّا عبد الله بن عون، عن محمد بن بشر، ورواه غيره عن محمد بن بشر، عن مسعر (فيها مسعود)، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شعبة، ورواه أبو قتادة الحراني عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة، ورواه سيف بن محمد بن أخت سفيان عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شعبة. وهو مذكور أيضًا في مجمع البحرين (1/ ق 49/ ب):
باب التهجد: ولخص فيه قول الطبراني.
وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 410: 403): باب صلاة سيدنا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَمِثْلِهُ.
وفي مجمع الزوائد (2/ 271): في باب صلاة سيدنا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مِثْلَهُ من حديث أنس رضي الله عنه وقال:
رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
قلت: رجال البزار ليسوا كلهم رجال الصحيح ففيهم الحسين بن الأسود أخرج له الترمذي واختلف في إخراج أبي داود له، ورجال أبي يعلى كلهم من رجال الصحيح وانفرد مسلم بالتخريج للخراز دون البخاري، والله أعلم.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 144: 529): مثله في الباب نفسه.
الحكم عليه:
إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف لعنعنة قتادة عن أنس، وإن كان رجاله ثقات كما تقدم.
= ومن طريق البزار ضعيف لحال الحسين، وعنعنة قتادة أيضًا.
وهذا الحديث مشهور أخرجه عدد من الأئمة في الجوامع، والسنن، والمسانيد، والأجزاء، ومنها كتب الزهد، ولا معنى للإِطالة هنا بسياقتها، وقد تقدم إيراده عند البخاري بتعليق الحافظ عليه.
فهو صحيح لذاته من حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه يعضد هذا الحديث فيكون حسنًا لغيره.
594 -
وَقَالَ أَبُو (1) يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا مؤمَّل، ثنا (2) سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال:(وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا: فَلَمَّا أَصْبَحَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إن أثر الوَجَع لَيَبِينُ (3) عَلَيْكَ!، قَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي عَلَى مَا تَرَوْنَ: قَدْ قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ السبع الطُّول").
(1) في (عم) و (سد) و (ك): "أبو يعلى"، وكذا في المطبوع، وهو عنده، وفي بقية النسخ:"البزار".
(2)
في (عم): "ابن".
(3)
في مسند أبي يعلى: "عليك لبين".
594 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (6/ 164: 3444): قال:
حدثنا محمد بن الصباح البزار به: بالفرق الذي تقدم والمرفوع مثله.
وهو في المقصد العلي (1/ 411: 406): باب صلاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بمثل ما جاء في المسند.
وفي مجمع الزوائد (2/ 274): بنحوه: من حديث أنس ثم قال: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 145: 530): بمثل لفظ أبي يعلى وعزاه له من حديث أنس: باب التهجد.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف لحال مؤمل بن إسماعيل.
وبهذا السياق لا أعرف له متابعًا، أو شاهدًا لكن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالشدة ثابت بأحاديث صحيحة، منها الحديث الذي تقدم قبل هذا فإِنه في صحيح البخاري من حديث المغيرة بن شعبة ورواه غيره أيضًا.
595 -
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:"رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ خَفَضَهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ (1) صَنَعْتَ هَذَا؟! قَالَ: "عَجِبْتُ لِمَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: نَزَلَا إِلَى الْأَرْضِ يَلْتَمِسَانِ عَبْدًا فِي مُصَلَّاهُ فَلَمْ يَجِدَاهُ (2)، ثُمَّ عَرَجَا إِلَى رَبِّهِمَا (3)، فَقَالَا (4): يَا رَبَّنَا كُنَّا نَكْتُبُ لعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ مِنَ الْعَمَلِ: كَذَا، وَكَذَا: فَوَجَدْنَاهُ قَدْ حَبَسْتَهُ فِي حِبَالتك (5)، فَلَمْ نَكْتُبْ لَهُ شَيْئًا: فَقَالَ تبارك وتعالى: اكْتُبُوا لِعَبْدِي عَمَلَهُ فِي يَوْمِهِ، وَلَيْلَتِهِ، وَلَا تُنْقِصُوهُ مِنْهُ شَيْئًا، عَلَيَّ أَجْرُهُ (6):
احْتَبَسْتُهُ (7)، فله (8) أجر (9) ما كان يعمل".
(1) في المسند: "مم" بالميم بدلًا من اللام. وفي (ك): "بم".
(2)
في (حس): "يجده" بدون "تثنية".
(3)
في (مح): "ربها" بالإفراد والتأنيث.
(4)
في المسند: "يارب" بالإفراد.
(5)
في (ك): "حاكبك".
(6)
في المسند: "أجرما احتبسته" بوجود "ما" الموصولة بدلًا من ضمير الغائب.
(7)
في (عم): "أحبسته": بدون التاء الأولى.
(8)
في المسند: "وله" بالواو بدلًا من الفاء، وكذا في المطبوع من المطالب و (ك).
(9)
في (ك): "كما" بدلًا من "ما".
595 -
تخريجه:
هو في مسند الطيالسي (ص46/ 348): قال: حدثنا محمد بن أبي حميد به بالفروق التي تقدمت.
ومن طريقه:
أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 267): قال:
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال: ثنا محمد بن إبراهيم بن ملحان، قال: ثنا=
= يحيى بن أبي بكير قال: ثنا الليث بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي حميد، أن عون بن عبد الله أخبره عن ابن مسعود قال: "تبسم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فقلنا مالك يا رسول الله؟ قال:
"إنى عجبت لهذا العبد المسلم يكره أن يمرض، ولو يعلم ما له في المرض لأحب أن لا يزال مريضًا، ثم تبسم، فقلنا: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: إني عجبت للملكين أتيا يلتمسان العبد في مصلاه
…
فذكر الباقي في نحوه". ثم قال: وروى عن محمد بن أبي حميد بهذه الزيادة (أي تعجبه من الملكين) مجردًا أبو داود الطيالسي:
حدثناه عبد الله بن جعفر قال: ثنا يونس بن حبيب قال: ثنا أبو داود به مثله.
والطبراني في الأوسط (1/ ق 130/ أ): قال:
حدثنا إبراهيم، قال نا محمد بن عبد الرحيم بن شروس قال: نا يحيى بن أبي الحجاج البصري عن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أبيه، عن جده (كذا مع أنه عم أَبِيهِ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لِلْمُؤْمِنِ وَجَزَعِهِ مِنَ السَّقَمِ، وَلَوْ يَعْلَمُ مَا له في السقم: أحب أن يكون سقيمًا الدهر"، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء، فضحك، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم رفعت رأسك
…
فذكر الباقي نحوه.
ثم قال الطبراني:
لا يروى هذا الحديث عن عتبة بن مسعود إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به محمد بن أبي حميد. اهـ.
وذكره الهيثمي في مجمع البحرين، كتاب الجنائز، باب ثواب المرض وكفارته (ق 52/ أ): بسند الطبراني، وساق كلامه بعد الحديث.
وفي مجمع الزوائد (2/ 304): كتاب الجنائز، باب ما يجري على المريض:
نحو حديث الباب ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار، وفيه محمد بن=
= أبي حميد، وهو ضعيف جدًا. اهـ.
كما أخرجه البزار في مسنده، وذكره الهيثمي في كشف الأستار. انظر:
(1/ 364: 766)، كتاب الجنائز، باب ثواب المريض: لكنه اقتصر على المقطع الأول الذي تقدم عند الطبراني في الأوسط.
ثم قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلَّا من هذا الوجه. اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 145: 531)، باب التهجد: وعزاه لأبي داود.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف لحال محمد بن أبي حميد، شيخ أبي داود.
وله شواهد عدة: منها ما أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 159): قال:
ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، ثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن القاسم -يعني ابن مخيمرة- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلَّا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه فقال: اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي".
وأخرجه الحاكم بإسناده إلى سفيان به نحوه قريبًا منه، قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. انظر: المستدرك (1/ 348)، ووافقه الذهبي، ووافقهما الألباني. انظر: الصحيحة (3/ 232: 1232).
وأخرجه أيضًا هناد بن السري في الزهد. انظر: (1/ 252: 438): قال: حدثنا قبيصة عن سفيان به نحوه، قريبًا من لفظ الإِمام أحمد.
وأخرجه الدارمي في سننه (2/ 224: 2773)، كتاب الرقاق، باب المرض كفارة: قال: أخبرنا يزيد بن هارون، ثنا سفيان به نحوه قريبًا منه.
وله شاهد مجمل عند البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (6/ 136: 2996).
وشواهد هذا الحديث كثيرة وعليه فإِنه يرتقي إلى الحسن لغيره.
596 -
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ إِيَاسٍ (1)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه رَفَعَهُ:"مَنْ (2) نَعَسَ مِنْكُمْ فِي الْمَسْجِدِ: فَلْيَتَحَوَّلْ إِلَى فراشه: حتى يعقل ما يقول".
(1) في (عم) و (سد) و (ك): "أبان".
(2)
في (حس): "متى".
596 -
تخريجه:
أخرجه بنحوه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (1/ 315: 213): قال:
حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ".
ومسلم: انظر: صحيحه مع شرح النووي (6/ 74): لكن غير أنس:
1 -
من حديث عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإِن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه".
2 -
ومن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع".
3 -
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 145: 532): مثله، وعزاه لابن أبي عمر، وهو آخر أحاديث الباب في المطبوع، وفي المسندة.
الحكم عليه:
رجاله ثقات لكنه نقطع بين مروان، وإياس فيما يظهر لي، وشيخ مروان هنا قد سقط، لكن يشهد له ما تقدم في الصحيحين.
فيكون حسنًا لغيره بهذا اللفظ.