الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - بَابُ الْقَوْلِ عَقِبَ الصَّلَاةِ
534 -
[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمير، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ (1)، عَنْ صِلَة بْنِ زُفَر: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ فِي دُبُر الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ"، ثُمَّ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما فَسَمِعْتُهُ يَقُولُهُنَّ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ مِثْلَ الَّذِي تَقُولُ!، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رضي الله عنهما (2):"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُنَّ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ".
[2]
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا (3) عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، نا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: صَلَّى رَجُلٌ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَعَدَ يَدْعُو فَذَكَرَهُ، (4) (5) قَالَ: ثُمَّ صَلَّى إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما فَقَالَ مِثْلَهَا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: "هَذَا دُعَاءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ أَخِيكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (6) رضي الله عنهما.
(1) هنا في (ك) والمصنف والإتحاف زيادة سيأتي بيانها في تخريجه.
(2)
في (ك) زيادة: "سمعت".
(3)
في (مح): "وقال مسدد: حدثنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه: حدثنا عبد الواحد بن زياد
…
" ولا وجه لوجود الصحابي قبل عبد الواحد!.
(4)
في (ك): "كلمة أخرى".
(5)
في (حس): زِيد قبل قوله "فلما
…
" قوله: "فقال مثلها فقال له الرجل" ولا وجه لزيادته.
(6)
في (ك): "عمرو".
534 -
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 303)، باب ماذا يقول الرجل إذا انصرف قال:
نا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، قال: حدثني شيخ، عن صهيب بن زفر، قال: سمعت ابن عمر يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ والإِكرام)، ثُمَّ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو فسمعته يقولهن قال: فقلت له: إني سمعت ابن عمر يَقُولُ مِثْلَ الَّذِي تَقُولُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يقولهن.
وبمثل هذا الإِسناد:
ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 211/ ب) قال:
ورواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عمرو بن مرة، حدثني شيخ عن صلة بن زفر، سمعت عبد الله بن عمرو في دبر الصلاة يقول: "اللهم أنت السلام: فذكره بتمامه). اهـ.
ففي طريقه عند ابن أبي شيبة والبوصيري زِيدَ (شيخ) بين عمرو وصلة، في حين خلا من هذه الزيادة سنده في المطالب إلَّا (ك) كما تقدم وعند:
الطبراني فقد أخرجه في كتاب الدعاء (2/ 1090: 650) باب جامع القول في أدبار الصلوات: قال:
حدثنا العباس بن محمد المجاشعي الأصبهاني، حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، حدثنا يوسف بن خالد السمتي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ صلة بن زفر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه:"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ والإِكرام".=
= فرواه بدون الزيادة بين عمرو وصلة، وطريقه عند الطبراني فيه يوسف بن خالد السمتي أبو خالد البصري، متروك، وعليه فتبقى مناقشة الزيادة بين طريقه عند ابن أبي شيبة في المصنف وهو الذي نقله عنه البوصيري، والطريق الذي ساقه الحافظ في المطالب.
فطبقة عمرو بن مرة عند ابن حجر هي الخامسة، وصلة في الثانية، ثم إن الطريق الخالي منها في موضعها فيه العنعنة؛ فإن عمرو بن مرة عنعنه عن صلة، في حين صرح بالتحديث عن الشيخ المبهم، بما يجعل جانب الزيادة يترجح ويكون الطريق الخالي منها -وهو الذي ساقه الحافظ في المطالب- فيه إرسال جلي لأن عَمْرًا لم يعاصر صلة.
وذِكْر صهيب بن زفر في المصنف يبدو أنه تصحيف عن صلة.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 130: 482) في باب القول عقب الصلاة بمثله.
الحكم عليه:
إِسناده من طريق أبي بكر بن أبي شيبة في المطالب ضعيف؛ لانقطاعه بين عمرو بن مرة، وصلة بن زفر فبينهما شيخ مبهم لم يسم.
لكن قد صح متنه من غير هذا الطريق فقد:
أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ثوبان رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته: استغفر ثلاثًا، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام". قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: يقول: "أستغفر الله، أستغفر الله". وسنده عند مسلم:
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الأوزاعي، عن أبي عمار: اسمه شداد بن عبد الله عن أبي أسماء عن ثوبان به.
والوليد بن مسلم وإن كان في الرابعة من المدلسين، إلَّا أن سؤاله للأوزاعي في=
= نهاية الحديث وتعليم الأوزاعي له مشعر بالسماع، ولعله لهذا أخرجه مسلم، أو أنه صرح في غير هذا الطريق. والله أعلم.
وكذا أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قال:
حدثنا أبو بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة قَالَتْ:"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سلم لم يقعد إلَّا مقدار ما يقول: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام". وفي رواية ابن نمير: (يا ذا الجلال والإِكرام"، وفي رواية عنده عن عائشة: (يا ذا الجلال والإِكرام".
وانظر صحيح مسلم مع شرح النووي (5/ 89، 90).
والدعاء للطبراني (2/ 1087، 1091)؛ والأذكار للنووي (80)، باب الأذكار بعد الصلاة؛ ومصنف عبد الرزاق (2/ 237: 3197)؛ والسنن الكبرى للبيهقي (2/ 183)، باب من استحب أن يذكر الله في مكثه ذلك.
وعليه فالحديث بشواهده يرتقي إلى الحسن لغيره.
535 -
وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (1): حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ (2) عَائِذِ (3) بْنِ نُصَيْب، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ (4) فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا (5) سَلَّمَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ (6) الْخَيْرَ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أعلم، وَأَعُوذُ بِكَ (7) مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ منه وما لم أعلم".
(1) في (ك): "أبو داود الطيالسي".
(2)
في (عم): "ابن".
(3)
في (عم):"عابد"، وفي (سد):"عابد" بإهمال النقط.
(4)
في المسند: "إصبعه" بالتثنية ولا وجه له.
(5)
في المسند سقط قوله: "سلم"، والسياق يقتضي وجوده.
(6)
في المسند هنا زيادة: "من".
(7)
في (حس): "شر" بدون أل التعريف.
535 -
تخريجه:
أخرجه في "مسند الطيالسي"(106/ 785) قال: حدثنا قيس عن عائذ بن نصيب به بنحوه.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2066) قال: حدثنا علي بن سعيد قال: ثنا محمد بن بكار، ثنا قيس بن الربيع، عَنْ عَائِذِ بْنِ نُصَيْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة:"كان النبي صلى الله عليه وسلم: يُشِيرُ بإِصبعه فِي الصلاة: فإِذا قضاها، قال: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشركله، ما علمت منه وما لم أعلم".
وفيه قيس، لا يطمئن القلب لانفراده.
وذكره الذهبي في الميزان (3/ 395) قال:
محمد بن بكار، حدثنا قيس بن الربيع به بمثل لفظ ابن عدي.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق / 209 أ)، باب الإِشارة بالمسبحة، والدعاء في التشهد: بمثله إلَّا أنه زاد: (من) قبل قوله: (الخير).=
= وهو في المطبوع من المطالب (1/ 131: 484) باب القول عقب الصلاة بمثله.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 282: 2058) قال: حدثنا فضيل بن محمد الملطي، حدثنا أبو نعيم، وحدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، ح وعمر بن حفص السدوسي، وحدثنا عاصم بن علي: كلهم قالوا: حدثنا قيس بن الربيع عن عائد بن نصيب به بمثله بوجود (من) قبل الخير.
وفي كل الطرق السابقة مداره على قيس بن الربيع.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف لحال قيس بن الربيع، لكن له شواهد.
فقد أخرج الحاكم في المستدرك (1/ 521) قال:
أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة.
(وأخبرنا) أبو بكر محمد بن أحمد بن الحلاب (و) أبو بكر أحمد بن جعفر، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ جَبْرِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه في شيء يخفيه من عائشة، وعائشة تصلي: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا عائشة: عليك بالكوامل": أو كلمة أخرى: فلما انصرفت عائشة سألته عن ذلك فقال لها: (قُولِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عاجله وآجله، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك خير ما سألك عبدك ورسولك محمد، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدًا" هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.=
= أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (6/ 134) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد، قال: أنا جبر بن حبيب، عن أم كلثوم، بنت أبي بكر، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إني أسألك
…
" الحديث بنحو لفظ الحاكم.
وهذا الإِسناد صحيح.
وأخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1264: 3846): قال: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حماد بن سلمة، أخبرني جبر بن حبيب، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: (اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بك من الشر كله عاجله وآجله مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ. اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة وما قرَّب. إليها من قول وعمل
…
" الحديث بمثل لفظ الإِمام أحمد.
قال البوصيري في الزوائد:
في إِسناده مقال، وأم كلثوم هذه لم أر من تكلم فيها، وعدها جماعة في الصحابة، وفيه نظر، لأنها ولدت بعد موت أبي بكر، وباقي رجال الإِسناد ثقات. اهـ. من السنن.
قلت: واستدرك الشيخ الألباني على هذا القول فقال في الصحيحية (4/ 56: 1542).
قلت: يكفيها توثيقًا أن مسلمًا أخرج لها في صحيحه، وروى عنها الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري
…
) إلخ، وذلك بعد أن أورد قول البوصيري السابق.
وذكر حديث ابن ماجه وصححه وقال: وهذا إِسناد صحيح، رواته ثقات: رواه مسلم: غير جابر بن حبيب: وهو ثقة. اهـ.
فإسناده عند ابن ماجه صحيح أيضًا.=
= وعليه فالحديث بشواهده صحيح.
وثمة شاهد آخر:
أخرجه الطبراني في الأوسط. انظر مجمع البحرين (1/ ق 43/ أ) ذكره الهيثمي بسند الطبراني أنه قال:
محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم، ثنا أبي، عن جدي، عن نهشل، عن
الضحاك، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال:(كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد في الفريضة: "اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم. وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم إنا نسألك ما سألك منه عبادك الصالحون، وأستعيذ بك بما استعاذ منه عبادك الصالحون. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سياتنا، وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد"، ويسلم عن يمينه وعن شماله).
ثم قال الهيثمي: لم يروه عن الضحاك هكذا إلَّا نهشل. اهـ.
هذا الحديث لو صح لكان قريبًا من حديث الحاكم، إلَّا أن هذا الدعاء فيه يقال قبل التسليم، وفي حديث أبي داود والحاكم أنه يقال بعد التسليم.
لكن في إِسناده: نهشل بن سعيد بن وردان، الورداني: البصري الأصل، سكن خراسان: متروك وكَذَّبه إسحاق بن راهويه. اهـ. التقريب (665: 7198)، وقال يحيى الدارقطني: ضعيف، وبمثل قولهما قال: الغساني في تخريجه لضعاف الدارقطني (ق 16/ أ)، وقال الذهبي في المغني (2/ 702: 6673): بصري واه. اهـ. وهو قريب من قول الحافظ في التقريب: وعليه فهذا الحديث شديد الضعف. وانظر: الميزان (4/ 275: 9127).
536 -
[1] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قَالَ:(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم إِذَا سلَّم مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون} (1)
…
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (2)). [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، ثنا أَبُو هَارُونَ العبدي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ عِنْدَ انْصِرَافِهِ" فَذَكَرَهُ.
[3]
قَالَ (3) عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُبُر كُلِّ صَلَاةٍ -لَا أَدْرِي بَعْدَ التَّسْلِيمِ أَوْ قَبْلِ التَّسْلِيمِ-) فَذَكَرَهُ.
[4]
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (4)، ثنا سُفْيَانُ، أَوِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بِهِ.
[5]
وَقَالَ أبو يعلي: حدثنا إسحاق -هو ابن أبي إِسْرَائِيلَ-، ثنا حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ زَيْدٍ- عَنْ أَبِي هَارُونَ، فَذَكَرَهُ (5) نَحْوَ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ.
* تَفَرَّدَ بِهِ "أَبُو"(6) هَارُونَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(1) في (عم) سقط قوله: "عما يصفون"، وفي (سد): زيادة "وسلام".
(2)
من سورة الصافات (180)، والاية تنتهي عند قوله:"يصفون"، ولعله قصد إلى آخر السورة.
(3)
في (عم) و (سد): "وقال" زيادة واو، وفي (عم): زيادة "ابن حميد".
(4)
في (حس): "أبو النضر بن سفيان".
(5)
في (عم) و (سد): "فذكر" بدون هاء.
(6)
في (مح): "هارون" بدون "أبو"، وقد تمَّ استدراكها بقية النسخ، وهي كنية العبدي.=
= 536 - تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (2/ 363: 1118) قال: حدثنا إسحاق، حدثنا حماد، عن أبي هارون قال: قلنا لأبي سعيد: هل حفظت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم شيئأ كان يقوله بعد ما يسلم؟ قال: نعم، كان قول:{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} الصا فات (180 - 182).
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/ 303) قال: حدثنا هشيم، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ عِنْدَ إنصرافه: "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين".
وهو في المنتخب (2/ 964: 952) قال: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ- لَا أَدْرِي قبل التسليم أو بعد التسليم: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} .
وذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 253: 185) باب ما يقول في دبر الصلاة بسند الحارث قال: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا سُفْيَانُ، أَوِ الْأَشْجَعِيُّ، عن سفيان، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري به بمثله إلَّا أنه قال:(إذا فرغ من صلاته قال -ما أدري أقبل التسليم أم بعد التسليم-).
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (63/ 119) باب ما يقول في دبر صلاة الصبح، قال: أخبرني أبو عروة، حدثني سفيان بن وكيع، حدثني أبي، عن سفيان الثوري، عن أبي هارون العبدي به نحوه بلفظ مقارب.
والطبراني في الدعاء (2/ 1091: 651) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، عن أبي هارون به نحوه بلفظ مقارب.=
= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق: 212/ أ) باب ما يقوله بعد السلام، بمثله، بتقديم أبي بكر على عبد، وإتباع روايتي عبد لرواية أبي بكر، ثم تلاهما عنده الحارث ثم أبو يعلى.
ثم قال: (قلت مدار حديث أبي سعيد على أبي هارون، وهو ضعيف، واسمه عمارة بن جوين). اهـ.
والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 147) قال: عن أبي هريرة قال: (قلنا لأبي سعيد: هل حفظت
…
) الحديث به، بلفظ أبي يعلى.
وكما هو ظاهر فقد تصحف أبو هارون إلى أبي هريرة، قال الهيثمي بعد أن ساقه: رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. اهـ.
وكما تقدم من عرض تراجم الرواة فإن أبا هارون ليس ثقة بل هو متروك. وليس هو في المطبوع من المطالب.
الحكم عليه:
الحديث كما قال الحافظ مداره على أبي هارون العبدي: وهو متروك.
فالحديث بهذا الإِسناد شديد الضعف، واكتفى الحافظ بقوله ضعيف.
وثمة طريق آخر لهذا الحديث فقد:
أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 5124) قال: حدثنا أحمد بن رشدين المصري، ثنا عبد المنعم بن بشير الأنصاري، ثنا عبد الله بن محمد الأَنَسي من ولد أنس: عن عبد الله بن زيد بن أرقم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من قال في دبر كل صلاة: (سبحانْ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين) ثلاث مرات، فقد أكتال بالجريب الأوفى من الأجر".
والجريب من الطعام والأرض: مقدار معلوم، ومكيلة معروفة، والجمع أجربة وجربان.=
= وقال ابن دريد لا أحسبه عربيًا، وانظر اللسان، مادة:(ج. ر. ب)(1/ 260)، النهاية (1/ 253).
وقال الهيثمي بعد أن ساق الحديث في (10/ 103) رواه الطبراني، وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف جدًا. اهـ.
قلت وعليه، فإِسناده هذا ليس بأحسن حال من سابقه، ويقرب منهما:
ما أخرجه الطبراني أيضًا في الكبير (11/ 115: 11221) من حديث ابن عباس، وأخرجه في الدعاء (2/ 1091: 652) وقد:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 236: 3196) قال: عن ابن عيينة عن أبي حمزة الثمالي، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال علي: "من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل عند فروغه من صلاته: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}
وفيه أبو حمزة الثمالي:
ضعيف رافضي. التقريب (132: 818).
وعليه فإِن هذا الحديث يبقى على ضعفه: لم أجد ما يمكن أن يتقوى به.
537 -
وقال أبو بكر: حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها، قَالَتْ: (أَنَّهَا جَاءَتْ بعُكَّة سَمْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ: قَالَ: "ثُمَّ عَلَّمَهَا (1) أَنْ تقول في دبركل صَلَاةٍ عَشْرًا: سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عشرًا (2)، والله أكبر عشرًا".
(1) في (عم) و (سد): "لم أعلمها".
(2)
قوله: "عشرًا" في هذا الموضع سقط من (حس).
537 -
تخريجه:
من طريق ابن أبي شيبة:
أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 616) قال:
أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإِسناده، عن ابن أبي عاصم: أخبرنا أبو بكر ابن أبي شيبة أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عن أم مالك الأنصارية قالت: "جاءت بعكة من سَمْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فعصرها ثم دفعها إليها فرفعتها، فإِذا هي مملوءة، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يا رسول الله: نزل فِيَّ شيء؟! قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ مَالِكٍ؟ قَالَتْ: رددت عليَّ هديتي، قالت: فدعا بِلَالًا فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق لقد عصرتها حتى استحييت، فقال: هنيئًا لك يا أم مالك! هذه بركة، والله عجل ثوابها.
ثُمَّ عَلَّمَها أَنْ تَقُولَ فِي دُبًرِ كَلِّ صلاة: سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَشْرًا، وَاللَّهُ أكبر عشرًا".
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ ق / 388/ أ) في ترجمة أم مالك الانصارية:
قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بن فضيل به نحوه بلفظ مقارب.=
= وذكره الحافظ في الإصابة (8/ 277: 1478) قال: أورد ابن أبي عاصم في الوحدان، وابن أبي خيثمة من طريق عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ عن رجل حديثه عن أم مالك قالت: فذكره بنحوه باختلاف يسير. ثم قال: لفظ ابن أبي عاصم، واقتصر ابن أبي خيثمة على آخره. اهـ. أي هذا لفظ ابن أبي عاصم.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 213/ أ): باب في الذكر والتسبيح والدعاء بعد الصلاة، وعزاه لأبي بكر بن شيبة، وذكره بطوله، بمثله باختلاف يسير ثم قال:(هذا إِسناد ضعيف لجهالة التابعي). اهـ.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (25/ 145: 351) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ ابن فضيل به بمثله إلا أن فيه فرجعت بدلًا من فرفعتها.
وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 309): بمثل لفظ الطبراني، وعزاه له ثم قال: وفيه راو لم يسم، وعطاء بن السائب اختلط، وبقية رجاله: رجال الصحيح. اهـ.
الحكم عليه:
وهو كما قال البوصيري رحمه الله: إِسناده ضعيف لجهالة التابعي. اهـ.
ويضاف إليه اختلاط عطاء بن السائب رحمه الله.
وموضع الشاهد: وهو الذكر الذي يقال: دبر الصلاة، قد ثبت بالأحاديث الصحيحة، منها: الحديث المتفق على صحته، وهو حديث: أهل الدثور: فقد:
أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (11/ 132): باب الدعاء بعد الصلاة: ك الدعوات من حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة: قالوا:
"يا رسول الله: قد ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم. قال: كيف ذاك؟ قال: صلوا كما صلينا، وجاهدوا كما جاهدنا، وانفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال. قال: أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكلم وتسبقون من جاء بعدكم ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم بمثله: تسبحون في دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدون عشرًا،=
= وتكبرون عشرًا". ثم قال: تابعه عبيد الله بن عمر عن سمي: -أي تابع ورقاء راويه عن سمي- ورواه ابن عجلان عن سمي، ورجاء بن حيوة، ورواه جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أبي صالح عن أبي الدرداء.
ورواه سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. اهـ.
قلت: فهذا شاهد لحديث أم مالك رضي الله عنها، وقد صحت الأحاديث أيضًا بغير هذا العدد، ورواية سهيل التي أشار إليها البخاري رحمه الله ستأتي، وفيها ثلاث وثلاثون تسبيحة وتحميدة وتكبيرة.
وقد أشار الحافظ إلى هذا الاختلاف قال -بعد أن سرد الروايات المختلفة-: (وهذا اختلاف شديد على سهيل، والمعتمد في ذلك رواية سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة والله أعلم). اهـ. (11/ 135): الفتح.
ورواية سمي توافق رواية أم مالك رضي الله عنها، أما الرواية الثانية فهي:
ما أخرجه البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (2/ 325: 843) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: "جاء الفقراء إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: "ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى، والنعيم المقيم يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدقون، قال: ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه، إلَّا من عمل مثله: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونكبر أربعًا وثلاثين، فرجعت إليه، فقال: تقول سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثون". اهـ.
وأخرج هذا الحديث مسلم. انظر: صحيحه مع شرح النووي (5/ 93): باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته.
وانظر: الأذكار للنووي (ص80)، باب الأذكار بعد الصلاة.
538 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي دُبُرِ كَلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثَ مِرَارٍ فَقَالَ: (أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ)، غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ، وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ".
538 -
تخريجه:
لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع وقد ذكره الهيثمي في المجمع لكنه عزاه للطبراني في الصغير والأوسط، وليس هو عنده من مسند أبي يعلى فهو من زوائد نسخة الحافظ على نسخة شيخة الهيثمي.
ومن طريقه أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 730) قال: ثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا سعيد بن راشد به بمثله.
ومن طريقه أيضًا: ابن السني في عمل اليوم والليلة (66: 126) قال: حدثنا أبويعلى، حدثنا عمرو بن الحصين، حدثنا سعيد بن راشد عن الحسين بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "من استغفر الله في دبر كل صلاة ثلاث مرات فَقَالَ: (أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هو الحي القيوم وأتوب إليه)، غفر الله عز وجل ذنوبه، وإن كان قد فَرَّ بن الزحف".
قال المحقق: وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك، وسعيد بن راشد وهو ضعيف.
قال الألباني في ضعيف الجامع (5410) ضعيف جدًا. اهـ.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 104): باب الاستغفار عقب الصلوات: دون قوله ثلاث مرات ثم قال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمرو بن فرقد كما سيأتي فيما أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (2/ 307: 826) قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأهوازي الخطيب، حدثنا يعقوب أبو يوسف القلوسي، حدثنا=
= علي بن حميد الذهلي، حدثنا عمرو بن فرقد القزاز عن عبد الله بن المختار، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ به بمثله، دون قوله (ثلاث مرار) ثم قال: لم يروه عن أبي إسحاق إلَّا عبد الله بن المختار البصري، ولا عن عبد الله إلَّا عمر بن فرقد.
تفرد به علي بن عبد الحميد.
قلت: لم يتفرد به فقد تابعه عليه الحسن بن ذكوان عند أبي يعلى كما ترى، وإِسناده عند الطبراني: ضعيف فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي وهو في الثالثة فلا يقبل من حديثه إلَّا ما صرح فيه بالتحديث أو الإخبار، وهو مختلط أيضًا.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير. انظر: الجامع مع الفيض (6/ 57: 8417) بمثله وعزاه لأبي يعلى وابن السني ورمز لضعفه.
وتقدم قول الألباني في ضعيف الجامع وعزاه أيضًا للضعيفة (/ 4546).
والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 214/ أ): باب في الذكر والتسبيح بعد الصلاة بسند أبي يعلى هنا بمثله ثم قال: (رواه الطبراني في الصغير والأوسط وله شاهد من حديث معاذ بن جبل رواه ابن السني في كتابه). اهـ.
الحكم عليه:
إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف جدًا لحال عمرو بن الحصين، والحسن ابن ذكوان، وعنعنة أبي إسحاق واختلاطه.
والشاهد الذي عناه البوصيري هو ما أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ في الباب السابق، عن معاذ قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا محمد بن جامع الموصلي، حدثنا عكرمة بن إبراهيم، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم: حدثني معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال بعد الفجر ثلاث مرات وبعد العصر ثلاث مرات: (أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الحي القيوم وأتوب إليه) كُفِّرت عنه ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر".
قال المحقق:=
= (فيه عكرمة بن إبراهيم: لعله الموصلي الأزدي، وهو ضعيف، انظر: الميزان (3/ 89 - 90)، وفيه محمد بن محمد بن سليمان، قال الدارقطني مُخَلِّط مدلس يكتب عن بعض أصحابه ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة، وهو كثير الخطأ رحمه الله تعالى). اهـ.
قلت: فإسناده إذًا ضعيف.
وعليه ففيه، وفيما تقدم من الروايات مسائل:
1 -
في رواية أبي يعلى ومن روى من طريقه: عموم هذا الذكر، وأنه يقال (دبركل صلاة): وهذا المعنى لا أعلمه إلَّا من هذا الطريق الذي فيه عمرو بن الحصين فهو ضعيف جدًا ولا يقبل الاعتضاد، وكذا في الطريق الذي أخرجه الطبراني في الصغير وإسناده ضعيف كما تقدم، ولم أجد ما يعضده وعليه فتبقى على ضعفها أيضًا.
2 -
الشاهد الذي مضى عند ابن السني من حديث معاذ رضي الله عنه فيه أنه يقال (بعد الفجر ثلاث مرات، وبعد العصر ثلاث مرات).
فأما كونه يقال بعد الفجر والعصر فوروده في هذا الطريق بهاتين الصلاتين يجمع ضعف هذه الرواية -أعني رواية حديث معاذ- مع رواية الطبراني والتي فيها دبركل صلاة فيشهد هذا الحديث لما جاء به دون غيره -أعني كونه يقال بعد الفجر والعصر- وتبقى الصلوات الباقية لا يقال بعدها لعدم اعتضاد الرواية الواردة فيها.
ولوروده في هذه الرواية في الفجر والعصر وجه؛ ففيهما يتعاقب ملائكة الليل والنهار كما جاء في الحديث، والفجر بداية النهار، والعصر فيه تنزل ملائكة الليل وتصعد ملائكة النهار وهو آخره، والاستغفار ثلاثًا بقوله (أستغفر الله) ثابت ومعروف أنه يقال دبر الصلاة، والذي فيه الكلام هو هذا اللفظ الموجود في الحديث.
قوله (وإن كان فَرَّ من الزحف) ورد في طريق أبي يعلى ومن روى عنه: وهو كما تقدم ضعيف جدًا، وفي طريق الطبراني وإسناده ضعيف وليس في حديث معاذ بل جاء فيه (وإن كانت مثل زبد البحر) وهذا معروف بالأحاديث الصحيحة.=
= وعليه فتبقى عبارة (وإن كان فر من الزحف) على ضعفها.
وبناءً على ما تقدم فإن هذا الحديث بطريقه الذي عند الطبراني وحديث معاذ عند ابن السني يرتقي منه إلى الحسن لغيره.
أما الباقي فهو متردد بين كونه ضعيفًا أو ضعيف جدًا.
539 -
[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (1)، ثنا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ (2): الْأَصَمُّ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي (3) عُثْمَانَ، [عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه] (4) قَالَ:"صَلَّى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه فِي مَسْجِدِ بَنِي رَفَاعَةَ: ها هنا، فَأَمَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ: فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ: أقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَمِلٍ يُخزيني، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنَىً يُطغيني] (5)، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبٍ يُرْدِيني، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍ (6) يُلْهِيني، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فَقْرٍ يُنْسِيني".
[2]
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنِ الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.
وَقَالَ (7): لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ إلَّا الْجَعْدُ، وَلَا عَنْهُ إلَّا أَبُو عِمْرَانَ، وَلَا حَدَّثَ بِهِ إلَّا بَكْرٌ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
كَذَا قَالَ، وَقَدْ تَابَعَهُ عقبة كما ترى.
(1) في المسند: زيادة "ابن فروخ".
(2)
وقعت هنا في النسخ زيادة "عن"، والصواب حذفها لأنه لقب عقبة. وقد نبَّه الحافظ نفسه في التقريب على وهم من فرَّق بينهما.
(3)
في المسند: "أبي"، ومنه أثبته، وفي النسخ:"ابن"، والصواب الأول.
(4)
ما بين المعكوفتين ليس في مسند أبي يعلى.
(5)
ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).
(6)
في المسند: "أمر" بالراء.
(7)
في (عم) و (سد): "قال" بدون واو.=
= 539 - تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (7/ 313: 4352) قال: حدثنا شيبان بن فروخ به بمثله بالفروق التي تقدمت في ضبط النص.
وأخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1095: 657) قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا شيبان بن فروخ الأيلي به باختصار القصة في أوله: أما الدعاء فمثله ترتيبًا ولفظًا.
قال المحقق: (وأخرجه المعمري في عمل اليوم والليلة -قاله ابن حجر-.
ومن عجيب منهج ابن حجر: أنه قال: عُقبة شبيه ببكر بن خنيس في الضعف، لكن اتفاق روايتها تُرَقي الحديث إلى درجة الضعيف الذي يعمل به في الفضائل). اهـ.
قلت: الذي يظهر أن الحافظ عني الضعيف المنجبر، فإِذا انفرد الطريقان كانا من قبيل ما يعمل به في الفضائل مع ضعفه، وإذا اجتمعا صارا من قبيل الحسن لغيره وهو الضعيف المنجبر، إذ أن كُتُب الحافظ في علم الدراية وتقريراته فيها حول الضعيف المنجبر وباعه الطويل في هذا المجال يجعلنا نُجِلّه عن أن يتناقض هنا مع قواعد في الحديث الضعيف كان له فضل في رسوخها ووضوحها للناس.
وابن السني في عمل اليوم والليلة (63/ 120) قال:
أخبرنا ابن منيع حدثنا طالوت بن عباد، حدثنا بكر بن خنيس، عن أبي عمران، عن الجعد به مقتصرًا على الدعاء بنحوه.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 110)، بمثله ثم قال:
رواه البزار وفيه بكر بن خنيس، وهو متروك، وقد وثق، ورواه أبو يعلى وفيه عقبة بن عبد الله الأصم، وهو ضعيف جدًا. اهـ.
قلت أما بكر فتقدم أنه لا يصل إلى درجة الترك وأنه يكتب حديثه خاصة في الرقاق وهذا منه، وكذا عقبة ضعيف فقط بدون جدًا، وتقدم بيان هذا في ترجمتيهما.=
= وهو في المطبوع من المطالب: (3/ 248: 3401): باب الذكر عقب الصلاة بمثله وعزاه لأبي يعلى.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 328/ ب): باب ما يقال بعد الصلاة الصبح: بنحوه باختلاف يسير، ثم قال: رواه أبو القاسم الطبراني في كتاب الدعاء فقال: فذكره وقال: لم يرو هذا الحديث عن الجعد أبي عثمان إلَّا عقبة بن عبد الله الرفاعي، وليس كما قال: فقد رواه الْبَزَّارُ (ثنا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنِ الجعد فذكره.
قال البزار: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ إلَّا الْجَعْدُ ولا عنه إلَّا أبو عمران، ولم يسند أبو عمران عن الجعد غيره وَلَا حَدَّثَ بِهِ إلَّا بَكْرٌ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ ولا نعلم حدث به غيره، قلت حدث به مثله كما تقدم. اهـ مختصرًا.
الحكم عليه:
إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف لحال عقبة.
ومن طريق البزار لحال بكر بن خنيس.
لكن قد توبع بكر بن خنيس عليه، تابعه عقبة عن الجعد، وبكر قد رواه عن أبي عمران عن الجعد.
وبكر صدوق له أغلاط وهو ممن يكتب حديئهم للاعتبار، وحيث قد توبع عليه في رواية أبي يعلى فإن حديثه يرتقي بمتابعه إلى الحسن لغيره.
540 -
وقال أبويعلى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ بَعْدَ الركعتين مِنَ الْفَجْرِ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَئِيلَ (1)
…
" الْحَديثَ.
أَخْرَجَهُ النسائي مطلقًا (2).
(1) في (عم) و (سد): "جبرئيل" بدون همزة.
(2)
في (عم): "معلقًا". وانظر تخريجه.
540 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (8/ 213: 4779): قال:
حدثنا سفيان بن وكيع به قال: إن عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين قبل طلوع الفجر، ثم يقول في مصلاه:"اللهم رب جبريل، وميكائيل، ورب إسرافيل، ورب محمد، أعوذ بك من النار" ثم يخرج إلى صلاته.
والرواية التي أشار إليها الحافظ عند النسائي وقال مطلقًا -أي بدون تقييد بكونه قبل وقت الفجر- هي:
ما أخرجه النسائي (8/ 278): باب الاستعاذة من حر النار قال: أخبرنا أحمد بن حفص، قال: حدثني أبي، قال: حدثني إبراهيم، عن سفيان بن سعيد، عن أبي حسان، عن جسْرة، عن عائشة أنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، ورب إسرافيل أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر".
وإِسناده فيه ضعف، لكن له متابع عند البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد
…
) الحديث.=
= انظر البخاري مع الفتح (11/ 182: 181)، بلفظ مختصر.
فهو بشاهده حسن لغيره.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 110): قال: (وعن عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول في دبركل صلاة: اللهم رب جبريل وميكائيل، وإسرافيل أعذني من حر النار، وعذاب القبر) ثم قال:
قلت: رواه النسائي غير قولها في دبر كل صلاة، رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله ثقات.
وفي (10/ 110) أيضًا قال: وعن أبي المليح بن أسامة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فسمعته يقول: رب جبريل وميكائيل ومحمد "أجرني من النار". ثم قال: رواه البزار وفيه من لم أعرفه. اهـ.
وفي (10/ 104): باب ما يقول بعد ركعتين الفجر: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين قبل طلوع الفجر ثم يقول: "اللهم رب جبريل، وميكائيل، ورب إسرافيل، ورب محمد أعوذ بك من النار". ثم يخرج إلى الصلاة".
ثم قال: (قلت: رواه النسائي بنحوه من غير تقييد بركعتي الفجر- رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. اهـ.
وهو في المطبوع من المطالب (3/ 248: 3402): بمثل سياقه هنا، وعزاه لأبي يعلى.
الحكم عليه:
حديث الباب إِسناده شديد الضعف لحال سفيان بن وكيع، وعبيد الله بن أبي حميد.
لكنه قد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها كما تقدم عند النسائي والبخاري.
بدون اقترانه بقوله رب جبرايل وميكائيل وإسرافيل، لكن قد ثبت الدعاء بهذا اللفظ "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة=
= أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
أخرجه مسلم من حديث عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت كان إذا قام من الليل افتتح صلاته (اللهم رب جبرائيل
…
) الحديث. انظر صحيحه مع شرح النووي في (6/ 56).
أما كون الدعاء المذكور يقال بعد سنة الفجر فلا أعلمه ثابتًا، بل أُطلقت الاستعاذة بدون قيد كما تقدم.
541 -
[1] وَقَالَ عَبْدٌ (1): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا (2) مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:"شَكَى فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُضِّلَ بِهِ أَغْنِيَاؤُهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَؤُلَاءِ إِخْوَانُنَا (3): آمَنُوا إِيمَانَنَا، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا، وَصَامُوا صِيَامَنَا، وَلَهُمْ (4) عَلَيْنَا فَضْل فِي الْأَمْوَالِ: يَتَصَدَّقُونَ (5)، ويَصِلُون الرَّحِمَ، ونحن فقراء: لا نجد (6) ذلك؟ فقالو: "أَفَلَا أُخبِركم بِشَيْءٍ إِنْ صَنَعْتُمُوهُ أَدْرَكْتُمْ (7) فَضْلَهم؟: قُولُوا فِي دُبُر كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُ أَكْبَرُ إِحْدَى عَشْرَةَ (8) مَرَّةً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِحْدَى عَشْرَةَ (8) مَرَّةً، وَسُبْحَانَ اللَّهِ إِحْدَى عَشْرَةَ (8) مَرَّةً، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ (8) مَرَّةً (تَدَارَكُوا)(9) مِثْلَ فَضْلِهِمْ". فَبَلَغ ذَلِكَ الْأَغْنِيَاءَ، فَقَالُوا مِثْلَ مَا أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. "فجاؤُه فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِخْوَانُنَا يَقُولُونَ مِثْلَ مَا نَقُولُ. قَالَ صلى الله عليه وسلم:" ذلك فضل الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ؟ إنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ (10) بِنِصْفِ يَوْمٍ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ".
[2]
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّكَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزبْرِقَان، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ فَذَكَرَهُ.
وَزَادَ: وَتَلَا مُوسَى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (11).
وَقَالَ (12): لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَعِلَّتُهُ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ مِنْهُ فِي الزهد بعضه (13).
(1) في (عم): "وقال مسدد".
(2)
قوله: "ثنا موسى" ساقط من (حس)، وفي المنتخب "عن".
(3)
في (عم): "إخوانهم".
(4)
في المنتخب: "لهم" بدون واو.
(5)
في (عم): "يتصدقوا" بخلاف بقية النسخ، وهو مخالف للغة من حيث الإعراب.
(6)
في (حس): "ألا نجد" بزياة الألف.
(7)
في المنتخب: زيادة "مثل" هنا.
(8)
في (عم) و (سد): "عشر" بدون تاء، والصواب إثباتها كما في (مح)، وهو المرافق لقواعد اللغة.
(9)
في المنتخب: "تدركوا"، وفي الأصل:"تدركون" بإثبات النون، وما في المنتخب هو الموافق للغة لأنه مجزوم.
(10)
في (عم): "أغنياءهم".
(11)
سورة الحج: الآية (47).
(12)
القائل هنا: هو البزار.
(13)
انظر سننه: (2/ 1381: 4124).
541 -
تخريجه:
الحديث في المنتخب (2/ 801: 795): قال:
أخبرنا عبيد الله بن موسى به نحوه بفروق يسيرة تقدمت.
أخبرنا ابن ماجه في سننه: ك الزهد (2/ 1381: 4124): مختصرًا قال:
(حدثنا إسحاق بن منصور، أنبأنا أبو غسان بهلول، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قال:"اشتكى فقراء المهاجرين إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم ما فضل الله به عليهم أغنياءهم. فقال: "يا معشر الفقراء! ألا أبشركم إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بنصف يوم، خمسمائة عام".
ثم تلا موسى هذه الآية:
{وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} .
(في الزوائد: عبد الله بن دينار لم يسمع من عبد الله بن عمر، وموسى بن عبيدة ضعيف). اهـ من السنن.=
= ويبدو أن صاحب الزوائد رحمه الله يرى أن عبد الله بن دينار هو البهراني أبو محمد الحمصي وهذا الثاني ضعيف، ولم يسمع من ابن عمر وإنما روى عن مولاه نافع.
في حين يشعر تعليق الحافظ على الحديث وعدم إعلاله له به أنه لا يرى هذا بل يرى أنه عبد الله بن دينار مولى ابن عمر، وبهذا يشعر سياقه لترجمته من التهذيب ص (202، 203). وهو الذي يظهر لي.
يبقى إعلاله بموسى بن عبيدة. على أن المحقق قد نقل عن البوصيري في رقم (4121) قوله: متروك. اهـ.
ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 18): قال: أخبرنا حمد بن محمد، قال: حدثنا وهب بن مسرة، قال: حدثنا ابن وضاح قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا موسى ابن عبيدة به بمثل لفظ ابن ماجه.
وذكره الألباني في صحيح الجامع (6/ 305: 7853): قال: "يامعشر الفقراء: ألا أبشركم؟ إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بنصف يوم: خمسمائة عام".
وعزاه لابن ماجه، وتخريج المشكاة (5243)، وقال: صحيح.
قال الفريوائي في هامشه على الزهد لوكيع (1/ 378): بعد أن ساق تصحيح الألباني:
(قلت: تصحيحه لشواهده الكثيرة، وإلا فهو ضعيف الإِسناد كما مر). اهـ.
وقد استوعب تخريجه هناك.
والذي يتعلق بالباب هنا هو الذكر الذي عَلَّمهم إياه وقد تقدم في حديث أم مالك الأنصارية رضي الله عنها أنه في صحيح البخاري بنحوه فليطالع. وينظر أيضاً البخاري مع الفتح (11/ 134): فقد تَعَقَّب الحافظ قول من قال أن العدد هنا=
= لا مفهوم له.
قلت: وهذا لا يعني أنه يُخَطِّىء ما اشتهر عند الأصوليين من أن العدد لا مفهوم له، بل قصد أن الأذكار توقيفية إذا قرنت بأجر معين لا بد أن يؤتى بها على الصورة التي ذكرها لمن أراد تحصيل الفضل المذكور، هذا ما تبين لي والله أعلم. وانظر
الفتوحات الربانية (1/ 208).
الحكم عليه:
الحديث من طريق عبد: ضعيف الإِسناد لحال موسى بن عبيدة، ومن طريق البزار أيضًا للعلة السابقة، ولحال محمد بن الزبرقان، وكونه صدوقًا ربما وهم.
ولما تقرر ثبوت سؤالهم له صلى الله عليه وسلم ورده عليهم بأن عَلَّمَهم الذكر الوارد في الحديث وصحته بشهادة ما أخرجه البخاري له. بقي بيان بشارته صلى الله عليه وسلم الفقراء المؤمنين، وسأتعرض لها لسببين:
1 -
أن الحافظ رحمه الله لم يقتصر على ما يشهد للباب ويترك هذه الزيادة إلى باب الزهد بل أوردها هنا، فلزم تخريجها، كغيرها، بغض النظر عن علاقتها بالباب.
2 -
أنها بشارة عظيمة تبين جانبًا من رحمة المولى عز وجل بعباده وأنه في ميزان العدل الإلهي لايضيع للمؤمن ولا مثقال حبة من خردل، فعليه بالصبر والاحتساب ومثل هذا حَرِيُّ بألَّا يؤجل.
وعليه فقوله صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ؟ إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قبل أغنيائهم، بنصف يوم خمسمائة عام)، قد روي عن عدد من الصحابة:
ابن عمر رضي الله عنهما كما هو هنا، وابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وأبي هريرة رضي الله عنه، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأنس بن مالك رضي الله عنه، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وعند أحمد دون تسمية الصحابي.
وإليك بيان هذا:=
= ابن عمر تقدم.
عبد الله بن عمرو بن العاص: جاءت الروايات عنه بتخصيص فقراء المهاجرين إن صبروا بدخولهم الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفًا، قال النووي (18/ 110) أي أربعين سنة، وقد صرح بها في رواية الدارمي.
وأخرج مسلم في صحيحه في ك الزهد: انظر صحيحه مع شرح النووي (18/ 110): قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ، سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادمًا قال: فأنت من الملوك! .. قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد إنا والله ما نقدر على شيء: لا نفقة، ولا دابة، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم؟ إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم، ما يَسَّرَ الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا، قالوا فإنا نصبر لا نسأل شيئًا".
وعند الدارمي في سننه (2/ 245: 2847): قال:
حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية، أن عبد الرحمن بن جبير، حدثه عن أبيه جبير بن نفير، عن عبد الله بن عمرو، قال:"بينا أنا قاعد في المسجد، وحلقة من فقراء المهاجرين قعود، إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقعد إليهم، فقعدت إليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: "ليبشر فقراء المهاجرين بما يسر وجوههم فإنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عامًا."
…
الحديث.
ومعاوية هو ابن صالح كما وقع مصرحًا به فيما: أخرجه ابن حبان في صحيحه، انظر الإحسان (2/ 34: 676، 677): فقال:=
= أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه به بنحو لفظ الدارمي. وانظر رقم (677) بعده أيضًا.
ومعاوية بن صالح هو ابن حُدَير الحضرمي: ثقة.
وحرملة بن يحيى: هو التجيبي صدوق.
وانظر المشكاة (3/ 1444: 5244)، والرسالة الملحقة بالمشكاة من أجوبة الحافظ ابن حجر: الحديث الرابع عشر (3/ 1786).
ومن حديث أبي هريرة:
لعموم الفقراء سوى المهاجرين، أنهم يدخلون قبل الأغنياء بخمسمائة عام وهو المطابق لحديث الباب هنا فمما ورد فيه:
ما أخرجه ابن حبان في صحيحه انظر الإحسان (2/ 33: 674): قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبدة بن سليمان، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمسمائة سنة".
وإسناده ضعيف لحال محمد بن عمرو، وهو صدوق له أوهام. كما في التقريب (499: 6188)؛ واحتمال غلط إسحاق فيه.
فأما إسحاق فقد توبع عليه فيما:
أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1380: 4122): ك الزهد قال:
حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بن بشر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم-: "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، خمسمائة عام".
ومحمد بن بشر: هو العَبْدي: أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ. اهـ. انظر التقريب (469: 5756).=
= والترمذي (4/ 578: 2353): قال:
حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان عن محمد بن عمرو به بنحوه.
أي بنحو لفظ ابن ماجه.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وبر قم (2354): قال:
حدثنا أبو كريب، حدثنا المحاربي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عن أبي هريرة به بنحوه، وقال: وهذا حديث صحيح.
ومن طريق أبي بكر بن أبي شيبة الذي تقدم عند ابن ماجه:
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 18): قال:
حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن وضاح، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا محمد بن عمرو به بمثله ثم قال:
فهذه الآثار يؤيد بعضها بعضًا في فضل القناعة والرضى بالكفاف.
وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 296): قال:
ثنا يزيد أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة به بمثله إلا أنه قال أغنيائهم.
وأبو نعيم في الحلية (7/ 91): قال:
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا جعفر بن محمد الصايغ، ثنا قبيصة ح:، وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى قالا: ثنا سفيان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ به بمثله وزاد "نصف يوم" ثم قال: مشهور من حديث الثوري.
والخطيب في الموضح (2/ 209): في ذكر عبد الله بن محمد بن سنان السعدي.=
= قال الخطيب: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي، حدثنا أبو محمد جعفر بن هارون النحوي المؤدب، حدثنا عبد الله بن محمد بن سنان السعدي، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا زائدة بن قدامة، عن محمد بن عمرو به بمثله.
وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 59): قال:
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن سوادة، ثنا عمرو بن حأتم: أبو بشر المقرئ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُدْخِلُ فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام".
وأبو بكر بن عياش هو: ابن سالم الأسدي الكوفي المقرئ الحَنَّاط، مشهورٌ بكنيته والأصح أنها اسمه وقيل غير هذا، ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح. اهـ. التقريب (624: 7985).
وهذا المتابع إذا ما ضم لسابقه فإِنه لا يقل عن الحسن لذاته.
وذكره الألباني في صحيح الجامع (6/ 338): وقال: صحيح، انظر رقم (7932).
ونقل المنذري تصحيح الترمذي له ولم يتعقبه بشيء، انظر (5/ 256) من مختصر السنن، وذلك بعد أن أعل طريق أبي سعيد بالمعلي بن زياد أبي الحسن قال:(في إِسناده: المعلي بن زياد: أبو الحسن، وفيه مقال). اهـ.
إذا تقرر ثبوت الحديث فإني لخشية الإطالة سأكتفي في بقية الطرق بالعزو: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه:
انظر جامع الترمذي (4/ 577: 2351)؛ البداية والنهاية (6/ 57) باب زهده عليه السلام؛ سنن ابن ماجه (2/ 1381: 4123)، وغيرهم.
أنس بن مالك رضي الله عنه:=
= انظر: جامع الترمذي (4/ 577: 5352).
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
في دخول فقراء المهاجرين قبل بأربعين خريفًا.
الترمذي (4/ 578: 2355): وحَسَّنَه؛ مختصر سنن أبي داود للمنذري (5/ 256). وغيرهم.
542 -
وقال أبو يعلى: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ بالإِيمان: دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وزُوِّج مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شاء: من عفى عَنْ قَاتِلِهِ، وأدَّى دَيْنا خَفِيًّا، وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ (1) صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ (2)، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَوْ إِحْدَاهُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم أَوْ إِحْدَاهُنَّ"(3).
(22)
وَبَقِيَّةُ الذِّكْرِ عُقَيْبَ الصَّلَاةِ سَيَأْتِي (4) -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- في باب الذكر (5).
(1) لفظة "كل" ساقطة من (عم) و (سد).
(2)
في (عم) و (سد): هنا زيادة "عشر مرات".
(3)
هذا الحديث لا يوجد في هذا الباب من (ك).
(4)
في (عم): "ستأتي".
(5)
انظر بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ في (عم)(2/ 478) حديث رقم (3399).
542 -
تخريجه:
حديث الباب من زيادات نسخة الحافظ ابن حجر على نسخة شيخه الهيثمي.
وهو في المطبوع من المسند (3/ 332: 1794)، وفيه:(عن أبي شداد).
وهو في المطبوع من المطالب (3/ 249: 3404): بمثله إلا أنه أثبت قوله (عشر مرات).
وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 331/ أ): باب ما يقال في دبر الصلوات وحين يأوي إلى فراشه: بمثله بزيادة عشر مرات، ثم قال: (
…
هذا إِسناد ضعيف لضعف عمر بن نبهان
…
). اهـ.=
= الحكم عليه:
هو كما قال البوصيري رحمه الله إِسناده ضعيف لحال عمر بن نبهان.
ولم أقف له على شاهد بهذا اللفظ.
وسورة الإِخلاص قد ثبت أنها تقرأ إذا أصبح وإذا أمسى، قال النووي في الأذكار ص (86):(وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وغيرها بالأسانيد الصحيحة عن عبد الله بن خبيب -بضم الخاء المعجمة- رضي الله عنه، قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال: قل، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء" قال الترمذي حديث حسن صحيح). اهـ.
وروى الترمذي في جامعه بسند ضعيف جدًا: ما يشبه حديث الباب: انظر (5/ 514: 3473).
(حدثنا قتيبة، حدثنا الليث عن الخليل بن مرة عن الأزهر بن عبد الله عن تميم الداري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له إلهًا واحدًا أحدًا صمدًا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، ولم يكن له كفوًا أحد، عشر مرات، كتب الله له أربعين ألف ألف حسنة.
ثم قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث. قال محمد بن إسماعيل: هو منكر الحديث). اهـ.
قلت: وهو منقطع أيضًا بين أزهر وتميم. ومثل هذه المجازفات من تعليق الأجر العظيم على عمل يسير كهذا مما يشهد بان هذا الحديث إما غلط أو أن واضعه متعمد.