المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌29 - باب فضل المشي إلى المساجد بالليل - المطالب العالية محققا - جـ ٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌3 - بَابُ مَتَى يُكَبِّرُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى

- ‌5 - بَابُ التَّأْمِينِ

- ‌6 - بَابُ وُجُوبِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الإِمام وَالْمَأْمُومِ، وَمَنْ أَسْقَطَ الْقِرَاءَةَ عَنِ الْمَسْبُوقِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ خَاصَّةً

- ‌7 - بَابُ الْقُنُوتِ

- ‌9 - باب الخشوع

- ‌10 - بَابُ التَّبَسُّمِ وَالتَّفَكُّرِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌11 - بَابُ النَّهْيِّ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌12 - بَابُ الطَّمَأْنِينَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌13 - بَابُ مَا يَسْجُدُ عَلَيْهِ

- ‌14 - بَابُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالذِّكْرِ فِيهِمَا

- ‌15 - باب التَّكْبِيرِ

- ‌16 - بَابُ الْفِعْلُ الْيَسِيرُ لَا يُبْطِلُ الصَّلَاةَ

- ‌17 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ

- ‌18 - بَابُ التَّشَهُّدِ

- ‌19 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌20 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌21 - بَابُ الْقَوْلِ عَقِبَ الصَّلَاةِ

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ

- ‌25 - بَابُ صَلَاةِ الْمَعْذُورِ

- ‌26 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ

- ‌27 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى سَجْدَتَيْنِ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌28 - بَابُ مَا يَفْعَلُ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ

- ‌29 - بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ

- ‌7 - كِتَابُ النَّوَافِلِ

- ‌1 - بَابُ إِكْمَالِ الْفَرْضِ مِنَ التَّطَوُّعِ

- ‌2 - بَابُ النَّوَافِلِ الْمُطْلَقَةِ

- ‌3 - بَابُ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى

- ‌4 - بَابُ التَّهَجُّد

- ‌5 - بَابُ قِيَامِ رَمَضَانَ

- ‌6 - بَابُ الْأَمْرِ بالتَّنَفُّلِ فِي الْبُيُوتِ

- ‌7 - بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الرَّاحِلَةِ

- ‌8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ

- ‌9 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّكَلُّفِ وَالْمَشَقَّةِ فِي الْعِبَادَةِ

- ‌10 - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

- ‌11 - بَابُ رَوَاتِبِ الصَّلَاةِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا

- ‌12 - بَابُ الوِتْر

- ‌13 - بَابُ صَلَاةِ الضُّحَى

- ‌14 - بَابُ حُكْمِ تَارِكِ الصَّلَاةِ

- ‌15 - بَابُ السَّهْوِ

- ‌8 - أَبْوَابُ الْجُمُعَةِ

- ‌2 - بَابُ مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ

- ‌3 - بَابُ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ

- ‌4 - بَابُ وَقْتِ الْجُمُعَةِ

- ‌5 - بَابُ آدَابِ الْخُطْبَةِ

- ‌6 - باب اتخاذ المنير

- ‌7 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّجَمُّلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

الفصل: ‌29 - باب فضل المشي إلى المساجد بالليل

‌29 - بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ

563 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ (1) جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"من مَشَى فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ: لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى بِنُورٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

* رِجَالُهُ ثِقَاتٌ: إلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ مَكْحُولٍ، وَالصَّحَابِيِّ رضي الله عنه.

(1) في (حس): "عن"، وفي (مح): لم أتبين أيهما قصد الناسخ، فقد وضع "عن" فوق "ابن"، وفي (سد) و (عم):"ابن"، وهو الصواب وما سيأتي في ترجمة عبد الرحمن.

ص: 330

563 -

تخريجه:

أخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (3/ 246: 2044) قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن أبي معشر أبو عروبة، بحرّان: حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي، وأيوب بن محمد الوزان قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أنيسة، عن جنادة بن أبي أمية، عن مكحول، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال:"من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد أتاه الله نورًا يوم القيامة". =

ص: 330

= قال أبو حاتم: هكذا حدثنا أبو عروبة فقال: جنادة بن أبي أمية من التابعين: أقدم من مكحول، وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين، وهما شاميان ثقتان. اهـ.

والدارمي في سننه (1/ 271: 1429)، باب فضل المشي إلى المساجد في الظلم: قال:

حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ جنادة، عن مكحول عن أبي إدريس بنحوه.

وأبو نعيم في الحلية (2/ 12) قال: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة، وأحمد بن خليد: قالا: ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد، عن مكحول عن أبي إدريس به بنحوه بمثل لفظ ابن حبان لكن بإفراد المساجد.

وزكريا بن عدي: شيخ الدارمي هو: ابن الصلت التيمي مولاهم: أبو يحيى الكوفي نزيل بغداد، ثقة جليل يحفظ. اهـ. التقريب (216: 2024).

وعبيد الله بن عمرو: هو الرقي أبو وهب الأسدي ثقة فقيه ربما وهم. اهـ.

التقريب (373: 4327).

وزيد بن أبي أنيسة: هو الجزري أبو أسامة، أصله من الكوفة ثم سكن الرها، ثقة له أفراد. اهـ. التقريب (222: 2118).

وفي هذه الطرق التي تقدمت عنعنة مكحول عن أبي إدريس، ومضى أنه من الثالثة فلا بد أن يصرح بالسماع، فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

وأخرجه ابن الجوزي في العلل، طبعة دار العلوم الأثرية باكستان (1/ 409: 688) قال: نا محمد بن ناصر قال: أنبأنا أحمد بن علي بن خلف قال: أنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، قال الحسين بن الحسن بن أيوب، قال: نا حاتم الرازي، قال: نا عبد الله بن جعفر، قال: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أنيسة، عن =

ص: 331

= جنادة بن أبي خالد، عن مكحول، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ به نحوه.

ثم قال: قال أحمد: زيد بن أبي أنيسة في حديثه بعض النكارة. اهـ.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 30): بمثل لفظ أبي بكر وقال: (رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. ولأبي الدرداء أيضًا عند الطبراني: "من مشى في ظلمة الليل إلى مسجد آتاه الله نورًا يوم القيامة" وفيه جنادة بن أبي خالد، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات). اهـ.

قلت: قد تقدم أن ابن حبان نص على توثيق جنادة بن أبي خالد.

وهو في المطبوع من المطالب (1/ 132: 486)، باب فضل المشي إلى المسجد وعزاه لأبي بكر ثم قال: فيه انقطاع بين مكحول والصحابي.

ص: 332

الحكم عليه:

هو بهذا الإِسناد ضعيف لانقطاعه بين مكحول وأبي الدرداء، فإِن بينهما أبا إدريس الخولاني كما تقدم في تخريجه لكن مكحول لم يصرح بالسماع منه.

والحديث له شواهد كثيرة أشار إليها محقق "اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى" من طريق اثني عشر من الصحابة انظر (ص 62/ 128).

وكلها بالنظر إلى كل طريق بمفرده لا تخلو من مقال، لكن غالب هذا المقال إما جهالة أو نحوها إلَّا القليل منها.

وبمجموعها ترتقي إلى الصحيح لغيره.

ص: 332

564 -

وقال الحارث: حدثنا (1) داود، ثنا ميسرة، عن أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالَا:(خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ: "وَمَنْ مَشَى إِلَى مَسْجِدٍ مِنَ الْمَسَاجِدِ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَتُمُحَى (2) عَنْهُ (3) عَشْرُ سيئات، وترفع (4) بها عشر درجات".

*هذا حديث موضوع.

(1) في (حس): "عن".

(2)

في (عم) و (سد): "يمحى" بالياء بدلًا من التاء.

(3)

في (عم) و (سد): زيادة "بها" هنا، وكذا في البغية.

(4)

في (عم) و (سد): "يرفع" بالياء بدلًا من التاء.

ص: 333

564 -

تخريجه:

هو في بغية الباحث (2/ 270: 200) في حديث طويل جدًا بلغ خمس عشرة صفحة، ذكر هذا المقطع (ص 281) بنحوه باختلاف يسير.

بَوَّب له الهيثمي بقوله: باب في خطبة كذبها داود بن المحبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعد أن ساقه:

قلت: هذا حديث موضوع، وإن كان بعضه في أحاديث حسنة بغير هذا الإِسناد، فإِن داود بن المحبر كذاب. اهـ.

قلت: ولا يتهم به وحده فإِن لميسرة بن عبد ربه نصيبًا من هذه التهمة لا سيما وقد أقر على نفسه بالوضع في الفضائل فهو به أليق.

وهو في المطبوع من المطالب (1/ 132: 487)، باب فضل المشي إلى المسجد، بمثله إلَّا أنه قال (ومحى) بالماضى.

وعزاه للحارث، وأشار إلى وضعه.

ص: 333

الحكم عليه:

هو موضوع كما قال الحافظان ابن حجر والهيثمي.

ص: 333

565 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ (1) أَبِي الْمُسَاوِرِ، عن محمد بن عمرو (2) بن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ (3) فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَمْشِي إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ: يُصَلِّي فِيهِ صَلَاةً مَكْتُوبَةً، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ عز وجل له بكل خطوة حسنة"(4).

(1) في (مح) و (حس): "عن"، وما أثبته من (عم) و (سد) وكتب التراجم.

(2)

في (حس): زيادة "عن"، فصار:"محمد بن عمرو عن ابن عطاء".

(3)

في (حس): "فليحسن" بصيغة الأمر.

(4)

في المقصد العلي زيادة: "ويمحى عنه بالأخرى سيئة، ويرفع له بالأخرى درجة".

ص: 334

565 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المقصد العلي (308: 240)، باب المشيء إلى المساجد، بمثله بزيادة:(ويمحى عنه بالأخرى سيئة، ويرفع له بالأخرى درجة).

وفي مجمع الزوائد (2/ 29)، باب المشي إلى المساجد، بمثله بالزيادة التي تقدمت.

ثم قال: رواه أبو يعلى، وفيه عبد الأعلي بن أبي المساور، وهو ضعيف. اهـ.

وهو في المطبوع من المطالب (1/ 132:488) بمثله دون الزيادة وعزاه لأبي يعلى.

ص: 334

الحكم عليه:

إِسناده ضعيف جدًا لحال عبد الأعلي بن أبي المساور.

لكن أخرج البخاري وغيره من حديث أبي هريرة أيضًا ما يشبهه.

وسأذكر هنا لفظ رواية البخاري: فقد أخرجه في باب فضل صلاة الجماعة.

انظر صحيحه مع الفتح (2/ 131: 647): ساقه بسنده إلى أبي صالح أنه يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في الجماعة تضعف على=

ص: 334

= صلاته في بيته، وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلَّا الصلاة: لم يخط خطوة إلَّا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة. فإِذا صلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مصلاه، اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة".

والحديث الذي تقدم برقم (564) وفيه أن الذي يكتب له (عشر حسنات) لكنه موضوع.

وقد جاءت المضاعفة بعشر فيما أخرجه أبو يعلى. انظر المقصد (1/ 307: 239) من حديث عقبة بن عامر الجهني عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "من خرج من بيته إلى المسجد كتبت له بكل خطوة يخطوها عشر حسنات، والقاعد في المسجد ينتظر الصلاة كالقانت، ويكتب من المصلين حتى يرجع إلى بيته". وفي إِسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ، وأبو قبيل المعافري، وهو حيي بن هانئ بن ناضر صدوق يهم، وانظر التقريب (185: 1606).

لكن قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 29).

(رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، وفي بعض طرقه ابن لهيعة وبعضها صحيح وصححه الحاكم). اهـ.

وفي الجمع بين ورود الرواية "بعشر حسنات" تارة و "بحسنة واحدة" تارة أخرى قال محقق المقصد العلي (1/ 308) هامش (4):

(لا اختلاف بين قوله هنا "حسنة" وقوله في الحديث المتقدم "عشر حسنات"

وذلك يحمل اللفظ في الحديث الأول على مضاعفة الأجر كما هو معروف).

وقال (ص307): تحت حديث العشر:

(ويؤيد حديث الباب أيضًا حديث مضاعفة الحسنات "الحسنة بعشر أمثالها" والله أعلم).

ص: 335

566 -

[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعَبْدٌ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ (1) اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ (2)، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (3) رضي الله عنه قَالَ:(أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الْمَسْجَدِ يَمْشِي (4)، وَأَنَا مَعَهُ نَقَارِبُ (5) فِي الْخُطَا فَقَالَ:"إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِيَكْثُرَ عَدَدُ (6) خُطَانَا فِي طَلَبِ الصَّلَاةِ".

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.

* قُلْتُ: الضَّحَّاكُ ضَعِيفُ الْحِفْظِ، وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا مَوْقُوفٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثابت رضي الله عنه.

(1) في (حس): "عبد الله".

(2)

في (حس): "نبراسي".

(3)

في المنتخب: هنا زيادة. "عن زيد بن ثابت"، فيكون عن زيد مرفوعًا لا عن أنس.

(4)

قوله: "يمشي" ساقط من (عم).

(5)

في المنتخب: "فقارب" بالفاء.

(6)

في (حس): "عدو".

ص: 336

566 -

تخريجه:

هو في المنتخب (1/ 267: 256) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أنس بن مالك، عن زيد بن ثابت، قَالَ:(أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمشي، وأنا معه فقارب في الخطا ثم قال لي: أتدري لم فعلت هذا؟ لتكثر عدد خطانا في طلب الصلاة).

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 126: 4798): قال: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ح: وثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا عبد الله بن موسى، عن الضحاك بن نبراس، عن ثابت، عن أنس، عن زيد بن ثابت قَالَ: (أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا معه، فقارب بين =

ص: 336

= الخطى، وقال:"إنما فعلت هذا ليكثر عدد خطاي في طلب الصلاة").

وبرقم 4797: قال: حدثنا أحمد بن محمد الخزاعي الأصبهاني، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الضحاك بن نبراس الجهضمي، ثنا ثابت قال:(كنت مع أنس بن مالك بالزاوية، إذ سمع الأذان، فنزل ونزلت معه، فلما أن استوى على الأرض مشى بي، ثم قارب في الخطا حتى دخلت المسجد، فقال: أتدري يا ثابت لم مشيت بك هذه المشية حتى دخلت المسجد: إن النبي صلى الله عليه وسلم مشى بي هذه المشية، وقال: "أتدري لم مشيت بك هذه المشية"؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "ليكثر عدد الخطا في طلب الصلاة "). اهـ.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 32): (رواه الطبراني في الكبير وأسقط زيد بن ثابت، وقد رواه أنس، عن زيد بن ثابت، والله أعلم، وفيه الضحاك بن نبراس، وهو ضعيف).

[قلت:] ولو كان زيد بن ثابت هو المسقط لما خرج الحديث في مسند زيد، فنسبة الإسقاط إليه غير مسلمة. ولو كان هو المسقط لثبت في رواية من تقدمه وهو أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الذي رواه من طريق ابن أبي شيبة كما في الأصل: بل الطبراني أخرج رواية عن ابن أبي شيبة بإثبات زيد كما ذكر في التخريج بعد ذلك.

(معبد).

وبرقم (4799) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا حرمي بن عمارة، ثنا الضحاك بن نبراس به بنحو اللفظ الذي تقدم برقم (4798)، إلَّا أن فيه السؤال وفي نهايته "لا يزال العبد في صلاة ما دام في طلب الصلاة".

وبرقم (4800) قال: حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي، ثنا أبو حفص عمرو بن علي، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا محمد بن ثابت البناني، عن أبيه به بنحو اللفظ الذي تقدم (4799) دون قوله: "لا يزال العبد

" الحديث بل قال في آخره =

ص: 337

= "لتكثر خطانا في المشي إلى الصلاة".

قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 191: 548): (سألت أبي عن حديث رواه أبو داود الطيالسي عن محمد بن ثابت عن أبيه، عن أنس، عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يقارب بين الخطا إلى المسجد، وقال: "إنما فعلته لتكثير خطاي إلى المسجد". فسمعت أبي يقول: روى هذا الحديث جماعة عن ثابت البناني، فلم يصله أحد إلَّا الضحاك بن نبراس، والضحاك: لين الحديث، وهو ذا يتابعه محمد بن ثابت، ومحمد أيضًا ليس بقوي، والصحيح موقوف). اهـ.

قلت: وقد أخرجه الطبراني أيضًا موقوفًا فقال في (5/ 126: 4796): حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا السري بن يحيى بن ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع زيد بن ثابت: فقارب في الخطى فقال: "أتدري لم مشيت بك هذه المشية؟ فقلت: لا؟ فقال: "لتكثر خطانا في المشي إلى الصلاة". ولم يرفعه السري بن يحيى. اهـ.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 32): (

ورواه موقوفًا على زيد بن ثابت، ورجاله رجال الصحيح). اهـ.

والسري بن يحيى: هو ابن يحيى بن إياس بن حرملة الشيباني البصري، ثقة، أخطأ الأزدي في تضعيفه. اهـ. التقريب (230: 2223). لكن سند الطبراني إليه ضعيف حيث إنه يروي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مريم وهو ضعيف كما في الكامل (4/ 1568).

وقد وافق السريَّ على وقفه جعفرُ بن سليمان الضُّبَعي، وقد قال فيه الحافظ: صدوق زاهد لكنه يتشيع. اهـ. التقريب (140: 942).

فقد: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 517: 1983): مختصرًا قال: عن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: وضع زيد بن ثابت يده عليّ وهو يريد الصلاة، فجعل يقارب خَطْوَه. =

ص: 338

= وإسناده حسن لذاته.

وذكره الذهبي في الميزان (2/ 326): في ترجمة الضحاك بن نبراس (3945) قال:

عبيد الله بن موسى، حدثنا الضحاك بن نبراس، عن ثابت، عن أنس، عن زيد بن ثابت، قَالَ:"أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأنا معه، فقارب في الخطا، وقال: إنما فعلت ذلك ليكثر عدد خطاي في طلب الصلاة".

وهو في المطبوع من المطالب (1/ 132: 489) بمثله إلَّا أنه بصيغة المفرد (فقارب)، (خطاي).

ص: 339

الحكم عليه:

هو بهذا الإِسناد ضعيف لحال الضحاك، فلا يصح مرفوعًا. وهو كما قال الحافظ تبعًا لأبي حاتم في تصحيح وقفه، فإِن رواة الموقوف أقوى، والصواب وقفه عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه.

ص: 339

567 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ (1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أريد المسجد، فإِذا أنا يزيد (2) بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه، فَوَضَعَ يَدَهُ على منكبي -يتوكأ عليّ- فَبَقِيتُ أَجُرُّ الْخَطْوَ -لِلشَّبَابِ- (3)، فَقَالَ لِي زَيْدٌ رضي الله عنه (قَرِّبْ خَطْوَكَ، فإِن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "من مَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ: كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عشر حسنات).

* أبان ضعيف.

(1) في (عم): "المخبر" بالخاء المعجمة.

(2)

في (عم): "زيد"، وفي (حس):"يزيد".

(3)

في البغية والمطبوع من المطالب: "فذهبت أخطو خطو الشباب"، وصوبه محقق المطبوع ورجحه، وجزم بأنه ما هنا في المسندة تحريف.

ص: 340

567 -

تخريجه:

هو في بغية الباحث (1/ 177: 124) باب فيمن توضأ وأتى المسجد.

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 127: 12) الترغيب في المشي إلى المساجد: قال: (وعن زيد بن ثابت قَالَ: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ونحن نريد الصلاة فكان يقارب الخطأ فقال: أتدرون لم أقارب الخطا؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "لا يزال العبد في صلاة ما دام في طلب الصلاة"، وفي رواية: "إنما فعلت لتكثر خطاي في طلب الصلاة". رواه الطبراني في الكبير مرفوعًا، وموقوفًا على زيد، كما في المعجم المطبوع (5/ 126، 127)، وإحدى رواياته التي برقم (4800) من طريق الطيالسي، وهو الصحيح). اهـ. فرجح المنذري وقفه على زيد.

والبوصيري في الإِتحاف. انظر: المجردة (2) باب المشيء إلى المساجد سيما في الظلم، وما يقوله حين يخرج: نحوه وعزاه لأبي داود الطيالسي، وأعله =

ص: 340

= بمحمد بن ثابت. ولابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وأبي يعلى، وأعله بالضحاك بن نبراس. والحارث وأعله بداود بن المحبر، وذكر زيادته عنده، ثم قال:(ورواه الطبراني في الكبير مرفوعًا، وموقوفًا على زيد، وهو المحفوظ، قال الحافظ المنذري: وهو الصحيح). اهـ.

وليس في المطبوع من مسند الطيالسي، ولكن الطبراني أخرجه في إحدى رواياته من طريقه عن محمد بن ثابت البناني عن أبيه، عن أنس، عن زيد مرفوعًا رقم (800) طبراني. وعند عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1/ 240)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ موسى، ثنا الضحاك بن نبراس، عن ثابت، عن أنس، عن زيد مرفوعًا.

وهو في المطبوع من المطالب (1/ 133: 490) بنحوه وعزاه للحارث.

ص: 341

الحكم عليه:

الحديث اختلف فيه على أنس وعلى بعض من دونه من الرواة في رفعه ووقفه على زيد، وعلى أنس رفعه أيضًا كما في إحدى روايات الطبراني (4797) فاختلف فيه على أنس في الرفع والوقف على زيد واختلف فيه على الضحاك بن نبراس بالرفع والوقف على زيد، وبعدم ذكر زيد ورفع أنس له. (معبد).

وإسناده ضعيف جدًا لحال داود بن المحبر، وأبان بن أبي عياش، وجهالة محمد بن سعيد، وأعله الحافظ بأبان مع أن داود أشد منه.

ومعنى مقاربة الخطو قد ورد عن زيد موقوفًا عليه بسند حسن. انظر الحديث الذي تقدم برقم (566). وكون الساعي له بكل خطو عشر حسنات انظر: ما تقدم برقم (565).

ص: 341

568 -

قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى الْغَسَّانَيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَشْيُكَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَانْصِرَافُكَ إِلَى أهلك: في الأجر سواء"(1).

(1) في (مح): "سواه"، وفي (حس):"سوأه"، وفي (سد):"سوأ"، وما أثبته من (عم).

ص: 342

568 -

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن المبارك في الزهد. انظر زيادات نعيم بن حماد على ما رواه المروزي عن ابن المبارك (ص3) برقم (10)، باب المشي إلى المسجد قال:(أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بن يَحْيَى الْغَسَّانَيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَشيك إلى المسجد، ورجوعك إلى بيتك في الأجر سواء"، سمعت ابن المبارك قال: أفادني هذا الحديث حديث يحيى بن يحيى الغساني بالرقة، فرجعت بعد إلى حمص. حتى سألته). اهـ.

وهو في المطبوع من المطالب (1/ 133: 491) بمثله وعزاه لمسدد.

ص: 342

الحكم عليه:

فيه علتان: ضعف ابن أبي بكر بن أبي مريم، وهو معضل -كما ترى- فإِن يحيى الغساني من السادسة عند الحافظ في التقريب.

ص: 342

569 -

حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ، وَثَوْبَانَ رضي الله عنهما: "أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ

الْحَدِيثَ".

(25)

الْحَدِيثُ بِطُولِهِ: مَرَّ فِي بَابِ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ (1)، وَفِيهِ "الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ"، وَفِيهِ "انْتِظَارُ الصلاة".

(1) لم يمر في باب (فضل إسباغ الوضوء، وفضل الوضوء)، بل أشار إليه بنحو ما أشار هنا، انظر كتاب الطهارة، باب رقم (18) من الجزء الثاني، ونبه إلى انه سيأتي في تفسير سورة (ص)، وذكره بطوله في تفسير سورة (ص)، من حديث أبي أمامة مطولًا، ومن حديث ثوبان مختصرًا، وسيأتي تخريجه، وانظر المطالب حديث رقم (3699 و 3700).

ص: 343

570 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْهَجَرِيِّ (1)، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدًا مِنَ الْمَسَاجِدِ: يَخْطُو خُطْوَةً: إلَّا كَتَبَ اللَّهُ عز وجل بِهَا حَسَنَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا (2) خَطِيئَةً وَرَفَعَهُ بها درجة".

(1) في (مح): "الفجري" بالفاء المعجمة الموحدة.

(2)

في (حس): سقط قوله "بها".

ص: 344

575 -

تخريجه:

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 516: 1979)، باب شهود الجماعة: قال: عن الثوري، عن إبراهيم بن مسلم، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد الله: "من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هذه الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن

إلى أن قال: ولقد رأيت الرجل يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، فما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، فيخطو خطوة يعمد بها إلى مسجد لله تعالى، إلَّا كتب الله له بها حسنة، ورفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، حتى إن كنا لنقارب في الخطا".

فلفظه هنا موقوف على عبد الله -كما ترى- في حين جاء في المطالب مرفوعًا فيبدو أن هذا مما وهم فيه إبراهيم فرفعه تارة ووقفه تارة أخرى.

ومما جاء فيه مرفوعًا ما أخرجه الإِمام أحمد في المسند. انظر (1/ 382) قال: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "من سره أن يلقى الله عز وجل غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى

إلى أن قال: ولقد رأيت الرجل يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يأتي مسجدًا من المساجد فيخطو خطوة إلَّا رفع بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة، أوكتبت له بها حسنة: حتى إن كنا لنقارب بين الخطا، وإن فضل صلاة=

ص: 344

= الرجل في جماعة على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة".

قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (5/ 222: 3623): (إسناده ضعيف؛ إبراهيم بن مسلم الهجري العبدي: ضعفوه من قبل حفظه). اهـ.

ويحتمل أن الحافظ أورده في الزوائد هنا لأنه جاء في رواية الإِمام أحمد (أو حط عنه، أو كتب له) في حين جاء في رواية أبي بكر بالواو فجمع له بين الأوجه الثلاثة.

وأخرجه البيهقي في الكبرى (3/ 58): قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي الحربي في مسجد الحريبة ببغداد، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، حدثني إسحاق بن الحسن، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو العميس قال: سمعت علي بن الأقمر يذكر عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله بن مسعود: "من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات

إلى أن قال: وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور. ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، ورفعه بها درجة، وحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلَّا منافق معلوم نفاقه

" الحديث.

ثم قال: "رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم الفضل بن دكين".

وفي الصغرى (ق 45/ أ)، باب فضل الصلاة بالجماعة، بمثل ما ذكره في الكبرى بطوله ثم قال: ورواه إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله، وزاد في آخره:"حتى إن كنا لنقارب بين الخطا".

وذكره الزيلعي في نصب الراية (2/ 22): بنحو لفظ البيهقي.

وهو في المطبوع من المطالب (1/ 133: 492) بنحو ما هنا باختلاف يسير وعزاه لابن أبي شيبة.

قال المحقق: قال البوصيري: في سنده إبراهيم الهجري، وهو ضعيف. اهـ.=

ص: 345

= الحكم عليه:

إِسناده ضعيف لحال إبراهيم الهجري.

لكن قد تقدم في أول الباب ما يشبهه عند البخاري.

وأخرج مسلم نحوه انظر صحيحه مع شرح النووي (5/ 165) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعاً وعشرين درجة، وذلك أن أحدهم إذا توضأ وأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلَاّ الصلاة لا يريد إلَاّ الصلاة فلم يخط خطوة إلَاّ رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد

" الحديث.

وبمتابعه الذي أخرجه البيهقي يرتقي إلى الحسن لغيره، وبشاهده إلى الصحيح لغيره، إلَاّ قوله:"حط عنه بها خطيئة" يبقى حسناً لغيره.

ص: 346