الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - بَابُ التَّبَسُّمِ وَالتَّفَكُّرِ فِي الصَّلَاةِ
494 -
[1]، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، ثنا الْوَازِعُ بْنُ (1) نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يصلي العصر في غزوة (2) بَدْرٍ إِذْ (3) تَبَسَّمَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا (4) قَضَى الصَّلَاةَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَبَسَّمْتَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ؟! قَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِيكَائِيلَ عليه الصلاة والسلام مَرَّ بِي (5) وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ، وَعَلَى جَنَاحِهِ غبار: فضحك إليَّ، فتبسمت إليه"(6).
* (قلت: علي متروك، ورماه ابن حبان بالوضع (7) والوازع ضعيف جدًا، واهٍ).
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (عَمْرُو بْنُ)(8) مُحَمَّدٍ الناقد، ثنا علي بن ثابت نحوه.
(1) قوله: "بن نافع" ساقط من (عم)، وفي بقية النسخ "عن"، والصواب ما أثبته كما سيأتي.
(2)
في (عم): "غزاة" بدون "بدر"، وبإِبدال الواو ألفًا. وفي (سد) و (حس):"غزاة بدر".
وفي (مح) لم يتضح كونها واوًا أو ألفًا.
(3)
في (عم): "رأيته يتبسم": بزيادة رأيته، وابدال الفعل الماضي مضارعًا.
(4)
قوله: "فلما قضى الصلاة" ليس في (عم).
(5)
في (عم): "مر ني" بالنون بدلًا من الباء.
(6)
في (عم) و (سد): "به" بدلًا منا "إليه".
(7)
ما بين المعكوفتين ساقط من (مح) و (سد).
(8)
ما بين المعكوفتين ساقط من (مح) و (حس)، وأثبته من (عم) و (سد).
وسيتبيّن ترجمة على انه ليس متروكًا. فلعل هذه التعليقة كانت على هامش النسخة، فأضافها الناسخ.
494 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (4/ 49: 295)، قال: حدثنا عمرو الناقد به مثله.
وأخرجه الدارقطني في سننه (1/ 175)، وقال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، نا يعقوب بن إبراهيم، نا علي بن ثابت ح.
وحدثنا أبو حامد محمد بن هارون، نا محمد بن حاتم الزمي، ثنا علي بن ثابت: عن الوازع بن نافع العقيلي به بنحوه، إلَّا أنه جعله في صلاة العصر ولم يذكر أنه في غزوة.
وذكره عبد الحق الأشبيلي في الأحكام الكبرى، انظر:(ص 123)، نحوه، وقال قبله:(وذكر الدارقطني من حديث الوازع بن نافع العقيلي -وهو متروك- عن أبي سلمة به). اهـ.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2556)، من طريق أبي يعلى، قال: ثنا أبو يعلى، أخبرنا عمرو الناقد به بمثله دون تسمية الغزوة.
ومن طريق أبي يعلى أيضًا.
أخرجه ابن حبان في المجروحين (3/ 84)، قال بعد ما ساقه: أخبرناه أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد به بمثله.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 82): بمثله وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الوازع بن نافع وهو ضعيف.=
= وعن جابر بن ثابت عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مر بي جبريل عليه السلام، وأنا أصلي، فضحك إلى فتبسمت إليه.
رواه الطبراني في الكبير، وفيه الوازع، وهو ضعيف. اهـ.
وذكره في مجمع البحرين (ق 44/ ب)، وساق بعده قول الطبراني: لم يروه عن جابر إلا أبو سلمة، ولا عنه إلَّا الوازع: تفرد به علي. اهـ.
وذكره المناوي في فيض القدير (5/ 452)، وعزاه للدارقطني. والبوصيري في الإِتحاف (1/ 84/ ب): المجردة: باب صفة رد السلام في الصلاة. وقال: رواه أحمد بن منيع، وأبو يعلى، والبيهقي بسند ضعيف لضعف الوازع بن نافع.
الحكم عليه:
حديث الباب إِسناده ضعيف جدًا، ومتنه منكر.
وهو مع ذلك معارض بما هو أخف ضعفًا منه، فقد روى الإِمام أحمد في مسنده (3/ 224)، قال: حدثنا أبو اليمان، حدثنا ابن عياش، عن عمارة بن غزية الأنصاري، أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني معلى يقول: سمعت ثابتًا البناني يحدث عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل عليه السلام: "ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا" قط قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار".
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الخائفين، ورواه ابن شاهين في السنة عن حديث ثابت مرسلًا، قاله الحافظ العراقي.
قلت وذكره السيوطي أيضًا في الجامع الصغير.
فأما إِسناد الإِمام أحمد ففيه إسماعيل بن عياش، وقد ضعفه أيضًا الألباني في ضعيف الجامع.
وأما طريق ابن أبي الدنيا فلم أطلع عليه، لكن قال الحافظ العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الخائفين من رواية ثابت عن أنس: بإسناد جيد. اهـ. وانظر:=
= إحياء علوم الدين (4/ 181): باب أحوال الأنبياء والملائكة عليهم السلام في الخوف.
لذا فالذي أراه أنه لو حكم على هذا الحديث بالوضع لما عد ذلك مبالغة، والله أعلم.
وقد نقل المناوي رحمه الله جواب السهيلي حول تعارض هذين الحديثين كعادته رحمه الله مع أن الحديث من الضعف على ما ترى.
فقال: وأجاب السهيلي بان المراد: لم يضحك منذ خلقت النار إلَّا تلك المرة فالحديث عام: أريد به الخصوص، أو أنه حدث بالحديث الأول ثم حدث بعده بما حدث من ضحكه إليه. اهـ.
انظر: فيض القدير (5/ 452: 7930)، ضعيف الجامع (5/ 99: 5093)، معارج القبول (2/ 65)، إحياء علوم الدين (4/ 181).
وأما ما يتعلق بالضحك، فهو أيضًا معارض بأحاديث ثابتة فيها إنكار النبي عليه الصلاة والسلام على من ضحك.
495 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ (1)، قَالَ: إِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا فَتَوَحَّ (2)، وَإِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ فَتَمَكَّثْ مَا اسْتَطَعْتَ، وَإِذَا هَمَمْتَ بِخَيْرٍ فَلَا تُؤَخِّرْهُ، وَإِذَا أَتَاكَ الشَّيْطَانُ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ فقال: إنك مراءٍ، فأطِلْها".
(1) في (عم): "حنش" بدلًا من "قيس"، وفي (سد):"جنس".
(2)
في (حس): "فبرح" بالباء الموحدة والحاء المهملة وفي (عم): بإِهمال الباء وفي بقية النسخ اهملت الكلمة كلها، مما يدل على أنه قد اضطرب ضبطها، وما أثبته هو الصواب إن شاء الله.
495 -
تخريجه:
الحديث أخرجه ابن المبارك في "الزهد والرقائق"(ص 12: 35): باب التحضيض على طاعة الله عز وجل. قال الراوي: أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا سفيان الثوري عن سليمان الأعمش، عن خيثمة، عن الحريث بن قيس، قال:"إذا أردت أمرًا من الخير فلا تؤخره لغد، وإذا كنت في أمر الآخرة فامكث ما استطعت، وإذا كنت في أمر الدنيا فتوح، وإذا كنت في الصلاة فقال لك الشيطان: إنك ترائي، فزده طولًا".
ومن طريق ابن المبارك:
أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(1/ 218) في ترجمة الحارث بن قيس نحوه بلفظ مقارب.
وأخرجه أحمد في الزهد، ولم أقف عليه عنده.
ومن طريقه أبو نعيم في الحلية. انظر: (4/ 132): قال: حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. حدثني أبي ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن خيثمة، عن الحارث بن قيس، قال:
…
، فذكره نحوه.
وأخرجه وكيع في الزهد (2/ 521: 259): قال: حدثنا الأعمش به بلفظ: (إذا=
= كنت في أمر الدنيا فتوح، وإذا كنت في أمر الاخرة فتمكث، وإذا هممت بخير فلا تؤخر، وإذا أتاك الشيطان وأنت تصلي، فقال: إنك ترائي، فزدها طولًا).
إِسناده صحيح.
وقد أخرج وكيع رحمه الله أثرًا عن عمر برقم (261)، بإِسناد صحيح، قال: حدثنا سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قال: قال عمر رضي الله عنه:
"التؤدة في كل شيء خير، إلَّا ما كان في أمر الآخرة).
ولا يتعارض مع سابقه: فإن التؤدة مذمومة هنا قبل أن يشرع في الأمر الأخروي إذ فيه الحث على المبادرة، فإذا شرع في العمل تمكث فيه، وأطال واستزاد من الطاعة والأجر، ويؤيده قوله في حديث مسدد: "وإذا هممت بخير فلا تؤخره). وبنحو هذا أجاب المحقق الشيخ الفريوائي. انظر: (2/ 522).
وذكره البوصيري في الإِتحاف -المجردة (1: ق 84) -، وقال: رواه مسدد والنسائي في الكبرى. اهـ.
وذكره الذهبي في السير في ترجمة الحارث، مختصرًا، وعزاه المحقق لتاريخ الإِسلام (2/ 215).
الحكم عليه:
حديث الباب إِسناده صحيح لذاته.