المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - باب الخشوع - المطالب العالية محققا - جـ ٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌3 - بَابُ مَتَى يُكَبِّرُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى

- ‌5 - بَابُ التَّأْمِينِ

- ‌6 - بَابُ وُجُوبِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الإِمام وَالْمَأْمُومِ، وَمَنْ أَسْقَطَ الْقِرَاءَةَ عَنِ الْمَسْبُوقِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ خَاصَّةً

- ‌7 - بَابُ الْقُنُوتِ

- ‌9 - باب الخشوع

- ‌10 - بَابُ التَّبَسُّمِ وَالتَّفَكُّرِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌11 - بَابُ النَّهْيِّ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌12 - بَابُ الطَّمَأْنِينَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌13 - بَابُ مَا يَسْجُدُ عَلَيْهِ

- ‌14 - بَابُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالذِّكْرِ فِيهِمَا

- ‌15 - باب التَّكْبِيرِ

- ‌16 - بَابُ الْفِعْلُ الْيَسِيرُ لَا يُبْطِلُ الصَّلَاةَ

- ‌17 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ

- ‌18 - بَابُ التَّشَهُّدِ

- ‌19 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌20 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌21 - بَابُ الْقَوْلِ عَقِبَ الصَّلَاةِ

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ

- ‌25 - بَابُ صَلَاةِ الْمَعْذُورِ

- ‌26 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ

- ‌27 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى سَجْدَتَيْنِ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌28 - بَابُ مَا يَفْعَلُ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ

- ‌29 - بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ

- ‌7 - كِتَابُ النَّوَافِلِ

- ‌1 - بَابُ إِكْمَالِ الْفَرْضِ مِنَ التَّطَوُّعِ

- ‌2 - بَابُ النَّوَافِلِ الْمُطْلَقَةِ

- ‌3 - بَابُ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى

- ‌4 - بَابُ التَّهَجُّد

- ‌5 - بَابُ قِيَامِ رَمَضَانَ

- ‌6 - بَابُ الْأَمْرِ بالتَّنَفُّلِ فِي الْبُيُوتِ

- ‌7 - بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الرَّاحِلَةِ

- ‌8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ

- ‌9 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّكَلُّفِ وَالْمَشَقَّةِ فِي الْعِبَادَةِ

- ‌10 - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

- ‌11 - بَابُ رَوَاتِبِ الصَّلَاةِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا

- ‌12 - بَابُ الوِتْر

- ‌13 - بَابُ صَلَاةِ الضُّحَى

- ‌14 - بَابُ حُكْمِ تَارِكِ الصَّلَاةِ

- ‌15 - بَابُ السَّهْوِ

- ‌8 - أَبْوَابُ الْجُمُعَةِ

- ‌2 - بَابُ مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ

- ‌3 - بَابُ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ

- ‌4 - بَابُ وَقْتِ الْجُمُعَةِ

- ‌5 - بَابُ آدَابِ الْخُطْبَةِ

- ‌6 - باب اتخاذ المنير

- ‌7 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّجَمُّلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

الفصل: ‌9 - باب الخشوع

‌9 - باب الخشوع

487 -

قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبان، ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ اللَّهُ تعالى مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ، مَا لَمْ يلتفت"، فكان ذلك الرجل الذي حدثني هذا الحديث، إن (1) قام في الصلاة، كأنه وَتِدٌ (2).

(1) في (عم): "إذا" بدلًا من "إن" وفي (سد): "في قايم" ولا وجه له.

(2)

في هامش (مح) ضبطها فقال: وتد بفوقية قبل الدال. اهـ. يعني بمثناة فوقية: التاء.

ص: 105

487 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 213: 150): بسند الحارث قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان به بمثله.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 219/ أ)، باب في الخشوع وترك الالتفات.

ولم أجده بهذا السند عند أحد، وإنما وجدته من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

أخرجه الإِمام أحمد في المسند (5/ 172) قال: ثنا علي بن إسحاق قال: قال عبد الله: حدثني يونس، عن الزهري، قال: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث، يحدثنا في مجلس ابنه -كذا ولعله ابن- المسيب، وابن المسيب جالس: أنه سمع=

ص: 105

= أبا ذر يَقُولُ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يزال الله عز وجل مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ، مَا لَمْ يلتفت، فإذا صرف وجهه: انصرف عنه).

والحديث من هذا الطريق لا ينزل عن رتبة الحسن.

وأخرجه النسائي في المجتبى (3/ 8) قال: أخبرنا سويد بن نصر قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك به بمثل لفظ الإِمام أحمد.

وأبو داود في سننه (3/ 177: 896)، من عون المعبود قال: حدثنا أحمد بن صالح: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس عن ابن شهاب به بمثله.

والدارمي في سننه (1/ 271: 1430) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يونس بمثله.

والحاكم في المستدرك (1/ 236)، من طريق ابن وهب، وعبد الله بن صالح، كلاهما قالا: ثنا الليث به، فذكره بمثله ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأبو الأحوص هذا: مولى بني الليث: تابعي من أهل المدينة، وثقه الزهري، وروى عنه. اهـ.

وقال الذهبي في هامشه: صحيح. اهـ.

قلت: صحيح بشواهده كما سيأتي.

والبيهقي من طريق الليث. انظر: (2/ 282).

وأخرجه بنحوه من حديث الحارث الأشعري.

وذكره الزيلعي في نصب الراية (2/ 89) بمثله.

والحافظ في الدراية (1/ 183: 232)، وسكت عنه.

ومجد الدين بن تيمية في المنتقى، انظر:(488: 1091)، ونيل الأوطار (2/ 378).

وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 189: 3) بمثله.

وابن الأثير في جامع الأصول (5/ 493، 494: 3699).=

ص: 106

= الحكم عليه:

من طريق الحارث: إِسناده ضعيف جدًا، لحال عبد العزيز بن أبان، ولِعِلَّة الإِرسال فالتابعي ممن يرسلون عن الصحابة ولم يُسَم من حدثه.

ومن طريق أبي ذر: حسن لذاته.

وصحيح لغيره بشواهده في مستدرك الحاكم، وسنن البيهقي، وسنن النسائي.

وورد النهي عن الالتفات في حديث عائشة عند البخاري. انظر: (2/ 234: 751) من الصحيح مع الفتح.

ص: 107

488 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أنس رضي الله عنه قَالَ (1):"إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يُحَرِّك الْحَصَى وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قال للرجل: هو حَظَّكَ مِن صَلاتك".

(1) ليست في مسند أبي يعلى.

ص: 108

488 -

تخريجه:

الحديث في مسند أبي يعلى (7/ 82: 4013) قال: حدثنا العباس بن الوليد النرسي به بمثله.

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 338: 285) باب مس الحصى في الصلاة.

وأخرجه البزار في مسنده. انظر: كشف الأستار (1/ 275: 569)، ذكره بسند البزار قال:

وبه، أي: بقوله: حدثنا خالد بن يوسف، ثنا أبي، عن الأعمش، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"رأى رجلًا يُحَوِّل في الحصى في الصلاة. قال: ذاك حظك من صلاتك".

وذكره أيضًا في مجمع الزوائد (2/ 86) بمثله ثم قال:

رواه أبو يعلى، والبزار وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو ضعيف. اهـ.

فاكتفى بوصفه بالضعف مع أنه قال في (1/ 92): (كذاب خبيث).

وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 414)، عن قيس بن عباد، قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن عمران بن حدير مولى عطية قال: صليت إلى جنب قيس بن عباد، فأخذت عودًا، فرفعته إلى في فضرب ذقني، فلما صلَّى قلت له: ما حملك وقد أعجبني، فقال: كان يقال: من عبث بشيء في صلاته كان حظه من صلاته".=

ص: 108

= وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 220/ ب)، وضعفه.

ص: 109

الحكم عليه:

الحديث إِسناده من طريق أبي يعلى ضعيف جدًا.

ومن طريق ابن أبي شيبة صحيح.

وقد ثبت النهي عن مس الحصى في الصحيحين وغيرهما من الكتب الأخرى.

ففي رواية عند مسلم قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، حدثنا هشام الدستوائي: عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن معيقيب قَالَ:"ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المسح في المسجد -يعني الحصى-، قال: إن كنت لا بد فاعلًا فواحدة".

انظر: صحيح مسلم بشرح النووي (5/ 37).

وفي لفظ البخاري "يسوى التراب" بدلًا من الحصى، لكن ترجم له فقال: باب مسح الحصى في الصلاة. قال ابن رشيد: (ترجم بالحصى، والمتن الذي أورده "في التراب" لينبه على إِلحاق الحصى بالتراب في الاقتصار على التسوية مرة، وأشار بذلك أيضًا إلى ما ورد في بعض طرقه بلفظ الحصى). اهـ.

من الفتح (3/ 79).

وانظر: الفتح الرباني (4/ 81 - 82).

ص: 109

489 -

حدثنا (1) محمد بن الخَطَّاب، ثنا مؤمَّل، ثنا شعبة، عن حُصَين، عن عبد الملك بن عُمير، عن عمرو بن حريث (2) رضي الله عنه قَالَ:"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ربما مس لحيته في الصلاة".

(1) القائل حدثنا: هو أبو يعلى.

(2)

في جميع نسخ المطالب: "عمرو بن الحارث"، والصواب ما أثبته كما سيأتي.

ص: 110

489 -

تخريجه:

الحديث أخرجه أبو يعلى (3/ 44 ح 1462).

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 289)، باب في مس اللحية في الصلاة.

قال: حدثنا هشيم، عن حصين، عن عبد الملك بن عمرو بن حويرث (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ربما مس لحيته، وهو يصلي"، وفيه تصحيف كما ترى.

وأخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 264) قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنبأ أبو محمد، دعلج بن أحمد، ثنا إبراهيم بن علي، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ هشيم، عن حُصين به قَالَ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة وربما مس لحيته وهو يصلي".

قال البيهقي: هكذا رواه هشيم بن بشير، ورواه شعبة.

كما أخبرنا أبوعبد الله الحافظ: ثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أبو المثنى، ثنا أبي، ثنا شعبة.

(قال: وثنا) أبو المثنى، ثنا عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن حصين، عن عبد الملك ابن أخي عمرو بن حريث، عن رَجُلٌ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:"كان يصلي فربما تناول لحيته في صلاته".

وروى عن مؤمل بن إسماعيل عن شعبة وذكر الرجل الذي لم يسمه وهو: عمرو بن حريث.=

ص: 110

= ورواه سليمان بن كثير عن حصين، عن عمرو بن عبد الملك بن حريث المخزومي ابن أخي عمرو بن الحريث قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

الحديث. اهـ.

وروي الحديث من وجه آخر، ذكره البيهقي، فيه زيادة:(من غير عبث)، لكنه ضعيف لضعف عيسى القداح، قال ابن عدي:(عامة ما يرويه لا يتابع عليه). اهـ.

قلت: وفيه عنعنة الوليد بن مسلم عنه أيضًا.

وأخرجه أبو داود في المراسيل (ق 5/ أ) قال: حدثنا حفص بن عمر وأبو الوليد الطيالسي قالا: ثنا شعبة، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الملك ابن أخي عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فذكره بمثله.

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 336: 282)، باب ما ورد من الأفعال في الصلاة، بسند أبي يعلى قال: حدثنا محمد بن الخطاب به بمثله.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 220/ ب)، باب في مس الرأس واللحية في الصلاة. بطريق أبي يعلى بمثله ثم قال:

ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم، وله شاهد من حديث ابن عمر: رواه البيهقي في سننه، وَلَفْظِهِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ربما يضع يده على لحيته في الصلاة من غير عبث". اهـ.

قلت: وقد سبقت الإِشارة إلى هذا الطريق وأنه ضعيف.

ص: 111

الحكم عليه:

حديث الباب إِسناده ضعيف لحال شيخ أبي يعلى، وسوء حفظ مؤمل. لكن كلاهما قد توبع عليه فيما أخرجه البيهقي في الكبرى (2/ 264).

ص: 111

490 -

حدثنا (1): أبو معمر، حدثنا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ يَزِيدَ الدَّالَانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: "كان يمس رأسه ولحيته في الصلاة"(2).

(1) القائل: هو أبو يعلى.

(2)

الحديث بتمامه ساقط من (عم).

ص: 112

490 -

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (5/ 96: 2706) مثله لكن بدون مس الرأس.

وجعله أبو يعلى في مسند ابن عباس مع أنه هنا، وهناك عن الحسن مرسلًا.

وفي المقصد العلي (1/ 336: 283) مثل ما في المسند.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 85)، ثم قال: رواه أبو يعلى، وهو مرسل. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 479)، باب صفة رد السلام في الصلاة، من (المجردة)، ثم قال:(رواه أبو يعلى مرسلًا). اهـ.

وإسناده ضعيف؛ فيه يزيد الدالاني مدلس ضعيف، وقد عنعنه، وفيه إرسال الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

أما الجزء الخاص بمس اللحية فيشهد له الحديث السابق.

وأما الجزء الخاص بمس الرأس: فلم أجد ما يشهد له.

ص: 112

491 -

حدثنا (1) أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما به، ولم يذكر لحيته.

(1) القائل حدثنا هو: أبو يعلى.

ص: 113

491 -

تخريجه:

تقدم في حديث رقم (490) أنه في مسند أبي يعلى، وقد وضعه هناك في مسند ابن عباس مع كونه مرسلًا، بينما هو هنا من حديث ابن عباس صراحة، ولم أقف عليه فيه، ولا في المقصد العلي، ولا في مجمع الزوائد.

والحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 478)، باب صفة رد السلام في الصلاة:(المجردة)، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمس رأسه في الصلاة.

ص: 113

الحكم عليه:

الحديث إِسناده ضعيف لحال ليث بن أبي سليم، وعنعنة عبد الرحمن المحاربي عن ليث. ولم أقف له على شاهد أو متابع.

وهو معارض أيضًا مما أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ ق 306/ ب)، وهو في مجمع البحرين (ق/41/ ب): باب مسح الجبهة في الصلاة، من طريق يشبه طريق الباب ليس فيه الليث، وبلفظ مغاير قليلًا قال الطبراني: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن الزبير الحلبي، ثنا أبو جعفر النفيلي، نا مروان بن معاوية، ثنا أبو العلاء الخفاف، عن مجاهد، عن ابن عباس، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يمسح وجهه في الصلاة، ثم قال:

لم يرو هذا الحديث عن خالد بن طهمان أبي العلاء، إلَّا مروان بن معاوية تفرد به النفيلي. اهـ.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 84): رجاله موثقون. اهـ.

ص: 113

492 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا عبد السلام، هو (1) ابن حرب، عن إسحاق بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا وَجَد أحَدُكم فِي بطنه رِزَّاً، أَوْ شَيْئًا وَهُوَ (2) فِي الصَّلَاةِ: فَلْيَضَعْ يَدَهُ على أنفه، وليخرج".

(1) في (عم): "وهو" بزيادة واو.

(2)

قوله: "وهو" ليس في (عم).

ص: 114

492 -

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الصغير مختصرًا. انظر: (1/ 16: 391)، قال حدثنا الحسين بن محمد الخياط الرامهرمزي، حدثنا إبراهيم بن راشد الآدمي، حدثنا محمد بن بلال البصري، حدثنا عمران القطان، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا وجد أحدكم- وهو في صلاته- رِزَّا: فلينصرف، فليتوضأ".

وقد صحح الألباني هذا الحديث، من هذا الطريق. انظر: صحيح الجامع (1/ 204: 823).

وأخرجه الدارقطني (1/ 156: 21)، من حديث علي رضي الله عنه، قال الدارقطني: حدثنا يزيد بن الحسين بن يزيد البزار، نا محمد بن إسماعيل الحساني، نا وكيع، نا علي بن صالح وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي رضي الله عنه قال: "إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ: رُزْءًا، أَوْ قيئًا، أو رعافًا، فلينصرف: فليتوضأ، ثم ليبن علي صلاته ما لم يتكلم. اهـ.

وقال أيضًا: حدثنا أبو بكر النيسابوري، نا الزعفراني، نا شبابة، نا يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عاصم بن حمزة والحارث، عن علي رضي الله عنه قال: "إذا أم الرجل القوم، فوجد في بطنه رزءًا، أو رعافًا، أو قيئًا: فليضع ثوبه=

ص: 114

= على أنفه، وليأخذ بيد رجل من القوم فليقدمه، الحديث".

إِسناد هذا الحديث ضعيف بسبب عنعنة أبي إسحاق، لكن إذا ما ضم إليه الطريق السابق عند الطبراني ارتقى إلى الحسن لغيره.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد. انظر: (2/ 89) في باب صلاة الحاقن.

والبوصيري في الإِتحاف (1/ ق 85/ ب) -من المجردة- عن ابن عمر.

وقال: رواه أبو بكر ابن أبي شيبة، ورجاله ثقات. اهـ.

قلت: فيه إسحاق بن أبي فروة وحاله معروف، فلعل البوصيري رحمه الله قصد الطريق الذي أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف فقد:

أخرجه من حديث علي. انظر: المصنف (2/ 195) قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع قال: نا علي بن صالح وإسرائيل، فساقه بالطريق الأول عن الدارقطني.

ص: 115

الحكم عليه:

حديث الباب إِسناده ضعيف جدًا لحال إسحاق بن أبي فروة. لكن قد صح مختصرًا كما تقدم عند الطبراني، ومضى عند الدارفطني بإسناد حسن لغيره.

ص: 115

493 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المُحَبَّر، ثنا مُعَاذٌ (1)، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: "لَا تُدَافِعُوا الْأَذَى مِنَ (2) البول، أو الغائط (3) في الصلاة".

(1) في (عم) و (سد): زيادة "ابن جنادة" وحذف "قتادة".

(2)

في (سد): "المذي"، وهو خطأ.

(3)

في (عم): "والغائط" بدون ألف قبل الواو.

ص: 116

493 -

تخريجه:

الحديث ذكره الهيثمي في بغية الباحث (1/ 214: 151): بسند الحارث. قال: حدثنا داود بن المحبر به مثله.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 451: 1762): باب مدافعة البول والغائط في الصلاة. قال: عن الثوري، عن منصور، عن ليث، عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب: لا تدافعوا الأخبثين في الصلاة: "الغائط والبول".

وهو منقطع بين مجاهد وعمر رضي الله عنه.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1: 85/ ب) من "المجردة"، ثم قال:(رواه الحارث بسند ضعيف، وفيه انقطاع). اهـ.

ص: 116

الحكم عليه:

الحديث إِسناده شديد الضعف؛ لحال داود بن المحبر، ولأنه منقطع بين قتادة وعمر رضي الله عنه، وفيه معاذ وهو مجهول.

لكن قد صح في معناه عدة أحاديث، منها الحديث السابق، وكذا ما رواه الإِمام مسلم وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه: (

إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان"). انظر: صحيح مسلم مع شرح النووي (5/ 47).

ص: 116