الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - كِتَابُ النَّوَافِلِ
1 - بَابُ إِكْمَالِ الْفَرْضِ مِنَ التَّطَوُّعِ
(26)
تقدَّم فِي بَابِ عِظَمِ قَدْرِ الصَّلَاةِ (1).
2 - بَابُ النَّوَافِلِ الْمُطْلَقَةِ
571 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا الْوَاسِطِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا زُرَارَةُ بْنُ أَبِي الْخَلَّالِ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه (2) يَقُولُ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً: حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ" قَالَ: فما تركتهن بعد).
(1) اسمه في (عم) باب "فضل الصلاة"، وانظر الحديث رقم (215).
(2)
هنا في (حس): زيادة "قال".
571 -
تخريجه:
هو في المطبوع من المطالب (1/ 137: 501) بمثله وعزاه لأبي يعلى، ويبدو أنه من زيادات نسخة الحافظ على نسخة شيخه الهيثمي.
وذكره البوصيري في الإِتحاف. انظر: المجردة (2/ ق 103/ ب)، كتاب النوافل: بمثله لكن بدون فاء في قوله: (فما).=
= ثم قال: رواه أبو يعلى، ورواه مسلم في صحيحه، وأصحاب السنن، من حديث أم حبيبة. والنسائي، وابن ماجه، من حديث أبي هريرة. والترمذي من حديث عائشة. اهـ.
أقول: ما رواه مسلم وأصحاب السنن وإن كان فيه إثبات اثنتي عشرة ركعة تطوعًا إلَّا أن جزاءها يختلف عما هنا، فقد جاء بلفظ (نبي الله له بيتًا في الجنة)، وفي رواية عند النسائي (دخل الجنة).
وليس في شيء منها ولا عند الإِمام أحمد ولا البيهقي ولا الحاكم -فيما أعلم- أنها جاءت بلفظ "حرمه الله على النار" وهذا الجزاء ورد في أجر من صلى أربعًا قبل الظهر فقد روى الترمذي في جامعه (2/ 292: 427): من حديث أم حبيبة قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من صلى قبل الظهر أربعًا وبعدها أربعًا حرمه الله على النار".
وقال: هذا حديث حسن غريب، وقد روي من غير هذا الوجه. اهـ.
قال الشيخ أحمد شاكر -في هامش-: (بل هو حديث صحيح لصحة إِسناده ولما سيأتي). اهـ.
وحديث الباب أخرجه -كما تقدم عن البوصيري- مسلم وغيره بالاختلاف المذكور: وهو عند مسلم بألفاظ متعددة. انظر: صحيحه مع شرح النووي (6/ 706):
ومنها ما أخرجه من حديث (أم حبيبة تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى له بهن بيت في الجنة"، قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقال عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة .. إلخ. اهـ.
وانظر: سنن أبي داود مع عون المعبود (4/ 132:1237)، وجامع الترمذي (2/ 273، 274: 414، 415)، وسنن ابن ماجه (1/ 361: 1140، 1141،=
= 1142)، والمستدرك (1/ 312)، والبيهقي (2/ 472، 473)، ومسند أحمد (6/ 326، 426، 428، 4/ 413).
الحكم عليه:
هو بهذا الإِسناد صحيح لذاته.
572 -
وَحَدَّثَنَا (1) إِسْحَاقُ (2) بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى الطُّفَاوي، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:(أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي: مَا أقْدَمك إِلَى (3) هَذِهِ الْبِلَادِ، وَمَا عَنَّاك إِلَيْهَا؟ فَقُلْتُ: مَا عَنَّانِي إلَّا صِلَة مَا بَيْنَكَ، وَبَيْنَ وَالِدِي، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه: بِئْسَ سَاعَةُ الْكَذِبِ هَذِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنٍ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مَكْتُوبَةٍ أَوْ غَيْرِ مَكْتُوبَةٍ: أتمَّ فِيهَا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، ثم يستغفر الله، إلَّا غفر له").
(1) القائل حدثنا: هو أبو يعلى.
(2)
قوله: "إسحاق" ساقط من (عم) و (سد).
(3)
قوله: "إلى" ساقط من (عم) و (سد).
572 -
تخريجه:
أخرجه الإِمام أحمد في المسند. انظر: (6/ 540): قال:
ثنا أحمد بن عبد الملك، حدثني سهل بن أبي صدقة، قال: حدثني كثير بن الفضل الطفاوي، حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام قال: أتيت أبا الدرداء في مرضه الذي قبض فيه فقال لي
…
فذكره بنحوه وبزيادة يسيرة.
قال عبد الله: وثناه سعيد بن أبي الربيع السمان، قال: ثنا صدقة بن أبي سهل الهنائي. قال عبد الله: وأحمد بن عبد الملك وهم في اسم الشيخ فقال سهل بن أبي صدقة، وإنما هو صدقة بن أبي سهل الهنائي. اهـ.
وفي (6/ 442): قال الإِمام أحمد:
ثنا محمد بن بكر، قال: ثنا ميمون- يعني أبا محمد المرئي التميمي، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قال: صحبت أبا الدرداء أتعلم منه فلما حضره الموت قال: (آذِن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته فجئت وقد مليء=
= الدار وما سواه. قال: فقلت: قد آذنت الناس بموتك، وقد ملىء الدار وما سواه، قال: أخرجوني. فأخرجناه، قال: أجلسوني. قال: فأجلسناه، قال: يا أيها الناس:
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما:
أعطاه الله ما سأل معجلًا: أو مؤخرًا" قال أبو الدرداء: يا أيها الناس: إياكم والإلتفات: فإِنه لا صلاة للملتفت، فإِن غُلبتم في التطوع فلا تُغلَبُن في الفريضة). اهـ.
وخشية الخطأ من شيخ أحمد زالت بمتابعة غيره له فهو حسن.
وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ ق)(6/ أ): قال:
حدثنا محمد بن النضر الأزدي قال: نا خالد بن خداش، قال: نا صدقة ابن أبي سهل الهنائي، قال: حدثني كثير: أبو الفضل عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ به بنحوه بلفظ مقارب. ثم قال:
لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإِسناد: تفرد به صدقة بن أبي سهل. اهـ.
وفي الدعاء (3/ 1626: 1848)، باب فضل الاستغفار في أدبار الصلوات: قال:
حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ح: وحدثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا خالد بن خداش، (ح).
وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا سعيد بن أبي الربيع السمان، قالوا: ثنا صدقة بن أبي سهل الهنائي، ثنا كثير أبو الفضل الطفاوي، حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام، به بنحوه بلفظ أقرب من لفظ الإِمام أحمد.
وقال المحقق: إِسناده حسن.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 207): باب فيمن صلى ثم استغفر.
نحوه ثم قال: رواه أحمد وفيه من لم أعرفه. اهـ.=
= قال محقق الدعاء: (قلت بل كلهم معروفون). اهـ.
كما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد أيضًا: (2/ 278)، باب صلاة الحاجة: باللفظ الثاني عند الإِمام أحمد ثم قال:
رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه ميمون: أبو محمد، قال الذهبي: لا يعرف. اهـ.
وذكره أيضًا باللفظ الأول عند أحمد وهو بنحو حديث الباب ثم قال:
رواه أحمد، والطبراني في الكبير إلَّا أنه قال: ثم قام فصلى ركعتين أو أربعًا مكتوبة أو غير مكتوبة يحسن فيها الركرع والسجود، وإسناده حسن. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 103/ ب): من المجردة: باب فيمن صلى أربع ركعات:
بنحوه ثم قال: (رواه أبو يعلى وأحمد). اهـ.
الحكم عليه:
حديث الباب إِسناده حسن لذاته لحال إسحاق.
لكنه مما تقدم من متابعاته يرتقي إلى الصحيح لغيره.
573 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، ثنا (1) عَمْرُو بْنُ يحيى، عن زياد ابن أَبِي (2) زِيَادٍ، عَنْ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٍ (3) أَوِ امْرَأَةٍ، قَالَ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَكَ حَاجَةٌ؟ حَتَّى كَانَ ذَاتَ (4) يَوْمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: حَاجَتِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: ومَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا؟! قَالَ: رَبِّي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فأعِنِّي بكَثْرَة (5) السجود".
(1) في (عم): "خالد بن عمرو".
(2)
"بن أبي زياد" ساقط من (ك).
(3)
قوله: "رجل" ساقط من (حس).
(4)
في (ك): "ذلك".
(5)
في (عم): "على كثرة".
573 -
تخريجه:
أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 500): قال:
ثنا عفان، ثنا خالد: يعني الواسطي، قال: ثنا عمرو بن يحيى الأنصاري، عن زياد بن أبي زياد -مولى بني مخزم- عن خادم للنبي صلى الله عليه وسلم رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم: "ألك حاجة؟
…
" الحديث بنحوه باختلاف يسير.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 249): بمثل لفظ الإِمام أحمد ثم قال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
ثم ذكر الهيثمي روايات أخرى، عن ربيعة، وأبي فاطمة، وعن مبهم. لا داعي للإطالة بذكرها، وانظر أيضًا كتاب الشفاعة للوادعي (ص 249) وما بعدها.
وذكره البوصيري في الإِتحاف، المجردة (2/ ق 102/ أ): باب فيمن سجد لله سجدة. بمثله.
الحكم عليه:
إِسناده صحيح لذاته.
574 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ غَانِمٍ السُّلَفي (1)، عَنِ ابْنِ صُهَيْبٍ (2)، عَنْ أَبِيهِ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ: تَعْدِلُ صَلَاتَهُ على أعين الناس خمسًا وعشرين"(3).
(1) في (ك): "السكبي".
(2)
في (حس): "أبي صهيب" فقط دون ذكر أبيه.
(3)
في (عم): زيادة "درجة".
574 -
تخريجه:
الحديث في المطبوع من المطالب (1/ 138: 504) بمثله، إلَّا أنه قال: (تعدل
صلاة) بتنكيرها، وعزاه لأبي يعلى.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 102/ أ): المجردة، في الهامش، باب صلاة التطوع في البيت: بلفظ يبدو أنه مثل لفظ المصنف ولم أتبينه جيدًا ثم قال: رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم. اهـ.
ولم أقف عليه في مسند أبي يعلى ولا في المجمع ويبدو أنه من زوائد نسخة الحافظ.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف لحال جابر بن غانم، وجهالة شيخه.
لكن يشهد له ما أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمة صهيب ابن النعمان: قال:
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا أيوب بن محمد الوزان، ثنا محمد بن مصعب القرقساني، ثنا قيس بن الربيع، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ صهيب بن النعمان، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فضل صلاة الرجل في بيته عن صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة". اهـ.=
= وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 53: 7322): قال: حدثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا أيوب بن محمد الوراق، ثنا محمد بن مصعب القرقسائي، ثنا قيس بن الربيع به نحوه بلفظ مقارب.
وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 247): ثم قال:
رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن مصعب القرقساني، ضعفه ابن معين، وغيره، ووثقه أحمد. اهـ.
قلت: لكنه مع ذلك يشهد لحديث الباب.
وفضل المكتوبة على النافلة جاء في بعض الروايات بخمس وعشرين. وبشاهده يرتقي الحديث إلى الحسن لغيره.
وقد ذكره السيوطي في الجامع الصغير، انظر: الجامع مع فيض القدير (4/ 225: 5082): ورمز السيوطي لضعفه. من حديث صهيب، وعزاه لأبي يعلى ووافقه المناوي.
لكن صححه الألباني في صحيح الجامع. انظر: (3/ 354: 3715): وأحال على الديلمي.
وذكر في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 178: 441) لفظًا قريبًا من الشاهد السابق ثم نقل قول المنذري، رواه البيهقي، وإسناده جيد إن شاء الله. اهـ.
وربما أنه صححه لما يشهد له من أحاديث عموم أفضلية الصلاة في البيت إلَّا المكتوبة، وهي مشهورة.
575 -
حَدَّثَنَا (1) الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ مَيْمُونَةَ: زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: "مَنْ آذَى (2) لِي وَلِيًّا فَقَدِ اسْتَحَقَّ مُحَارَبَتِي وَمَا تَقَرب (3) إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ فَرَائِضِي (4)، وَإِنَّهُ لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ (5)، فإِذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ رِجْلَهُ الَّتِي (6) يَمْشِي بِهَا، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ، وَقَلْبَهُ الَّذِي (7) يَعْقِلُ بِهِ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ (8)، وما توددت (9) عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَكْرَهُهُ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (10) ".
*هَذَا ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عِنْدَ الْبُخَارِيِّ (11)، وَعَنْ عَائِشَةَ (12)، وأنس (13) رضي الله عنهما.
(1) القائل حدثنا: هو أبو يعلى. كما في (ك).
(2)
في (سد): "عادي".
(3)
في (ك): "يقرب".
(4)
في (عم): "فريضتي" بالإفراد والتأنيث.
(5)
قوله: "حتى أحبه" ساقط من (حس).
(6)
في (عم) و (سد): "الذي" بالتذكير.
(7)
في (عم): "التي" بالتأنيث.
(8)
في (ك): "أجيبه".
(9)
في (ك): "ولما".
(10)
في (ك): "مسائهم".
(11)
انظر: الصحيح مع الفتح (11/ 345).
(12)
انظر: كتاب الأولياء لابن أبي الدنيا (ص57) رقم (45) أخرجه من حديث عائشة نحوه.
(13)
انظر كتاب الأولياء (ص28) رقم (1)، حلية الأولياء (8/ 318)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 270)، من حديث أنس نحوه.
575 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (2/ ق 324/ ب) قال:
ثنا العباس بن الوليد به فذكره.
وهو في المطبوع من المطالب (1/ 139: 505): بمثله ثم قال: (لأبي يعلى بضعف). اهـ.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 270): باب فيمن آذى أولياء الله، بنحوه من حديث ميمونة رضي الله عنها ثم قال:
(رواه أبو يعلى، وفيه يوسف بن خالد السمتي، وهو كذاب). اهـ.
الحكم عليه:
إِسناده ضعيف جدًا لحال يوسف بن خالد.
وقد أخرج نحوه البخاري مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. انظر: صحيحه مع الفتح (11/ 340: 6502)، باب التواضع:
قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرب إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فإِذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا كره مساءته".
فتفترق رواية البخاري عن حديث الباب بعدم وجود قوله: "وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ، وَقَلْبَهُ الَّذِي يَعْقِلُ به" فيها.
وتزيد عنه بوجود ذكر السمع، والبصر.=
= قال الذهبي في الميزان (1/ 641) في ترجمة خالد بن مخلد القطواني:
(ومما انفرد به ما رواه البخاري في صحيحه)، عن ابن كرامة، عنه
…
ثم ساقه الذهبي بسنده إلى محمد بن كرامة شيخ البخاري به بمثل لفظ البخاري إلَّا أنه قال: "آذنني بالحرب" بدلًا من آذنته.
ثم قال: فهذا حديث غريب جدًا، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك، وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلَّا بهذا الإِسناد، ولا خرجه من عدا البخاري. اهـ.
قال الحافظ في الفتح (11/ 341): معلقًا على قول الذهبي:
وإطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلَّا بهذا الإِسناد مردود، ومع ذلك فشريك شيخ شيخ خالد: فيه مقال أيضًا
…
ولكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلًا. اهـ. ثم أشار الحافظ إلى هذه الطرق.
وانظر: مجموع فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية: (18/ 131)، جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب:(ص340).