المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - باب النهي عن التكلف والمشقة في العبادة - المطالب العالية محققا - جـ ٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌3 - بَابُ مَتَى يُكَبِّرُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى

- ‌5 - بَابُ التَّأْمِينِ

- ‌6 - بَابُ وُجُوبِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الإِمام وَالْمَأْمُومِ، وَمَنْ أَسْقَطَ الْقِرَاءَةَ عَنِ الْمَسْبُوقِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ خَاصَّةً

- ‌7 - بَابُ الْقُنُوتِ

- ‌9 - باب الخشوع

- ‌10 - بَابُ التَّبَسُّمِ وَالتَّفَكُّرِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌11 - بَابُ النَّهْيِّ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

- ‌12 - بَابُ الطَّمَأْنِينَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ

- ‌13 - بَابُ مَا يَسْجُدُ عَلَيْهِ

- ‌14 - بَابُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالذِّكْرِ فِيهِمَا

- ‌15 - باب التَّكْبِيرِ

- ‌16 - بَابُ الْفِعْلُ الْيَسِيرُ لَا يُبْطِلُ الصَّلَاةَ

- ‌17 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ

- ‌18 - بَابُ التَّشَهُّدِ

- ‌19 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي التَّشَهُّدِ

- ‌20 - بَابُ التَّسْلِيمِ

- ‌21 - بَابُ الْقَوْلِ عَقِبَ الصَّلَاةِ

- ‌22 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ

- ‌25 - بَابُ صَلَاةِ الْمَعْذُورِ

- ‌26 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ

- ‌27 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى سَجْدَتَيْنِ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌28 - بَابُ مَا يَفْعَلُ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ

- ‌29 - بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ

- ‌7 - كِتَابُ النَّوَافِلِ

- ‌1 - بَابُ إِكْمَالِ الْفَرْضِ مِنَ التَّطَوُّعِ

- ‌2 - بَابُ النَّوَافِلِ الْمُطْلَقَةِ

- ‌3 - بَابُ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى

- ‌4 - بَابُ التَّهَجُّد

- ‌5 - بَابُ قِيَامِ رَمَضَانَ

- ‌6 - بَابُ الْأَمْرِ بالتَّنَفُّلِ فِي الْبُيُوتِ

- ‌7 - بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الرَّاحِلَةِ

- ‌8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ

- ‌9 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّكَلُّفِ وَالْمَشَقَّةِ فِي الْعِبَادَةِ

- ‌10 - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ

- ‌11 - بَابُ رَوَاتِبِ الصَّلَاةِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا

- ‌12 - بَابُ الوِتْر

- ‌13 - بَابُ صَلَاةِ الضُّحَى

- ‌14 - بَابُ حُكْمِ تَارِكِ الصَّلَاةِ

- ‌15 - بَابُ السَّهْوِ

- ‌8 - أَبْوَابُ الْجُمُعَةِ

- ‌2 - بَابُ مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ

- ‌3 - بَابُ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ

- ‌4 - بَابُ وَقْتِ الْجُمُعَةِ

- ‌5 - بَابُ آدَابِ الْخُطْبَةِ

- ‌6 - باب اتخاذ المنير

- ‌7 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّجَمُّلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

الفصل: ‌9 - باب النهي عن التكلف والمشقة في العبادة

‌9 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّكَلُّفِ وَالْمَشَقَّةِ فِي الْعِبَادَةِ

604 -

قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي (1) إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:"كَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا دَامَ عَلَيْهِ العبد وإن قل".

(1) في (عم) و (سد): "ابن".

ص: 445

604 -

تخريجه:

أخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (4/ 93: 2498): قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، به ولفظه:"مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته وهو جالس، وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه العبد وإن كان يسيرًا".

وقد أخرج الشيخان لشعبة عن أبي إسحاق، فروايته عنه صحيحة.

وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (167/ 637): باب في العمل الدائم: مثل ما في الصحيح.

والإمام أحمد في المسند (6/ 320): قال:

ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق به مثل حديث الباب.=

ص: 445

= وهو في بغية الباحث (2/ 321: 234) باب أي الأعمال أحب إلى الله: مثله. وهو في المطبوع من المطالب (1/ 147: 541): في الباب نفسه مثله وعزاه للحارث.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 106/ أ): المجردة: مثله، وعزاه للحارث في باب أحب الأعمال أدومها وإن قل، والنهي عن أن يتكلف من العبادة ما يثقل عليه.

ص: 446

الحكم عليه:

إِسناده ضعيف لحال شريك، واحتمال تلقيه عن أبي إسحاق بعد ما تغير أبو إسحاق.

هذا ظاهر إِسناده.

لكن شواهده تشعر بأنه مما ضبطه شريك وأبو إسحاق أيضًا.

ومنها: ما أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 189): باب فضيلة العمل الدائم. من حديث أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سئل: أي العمل أحب إلى الله: قال "أدومه، وإن قل"). اهـ. وهو عنده بألفاظ عدة.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإحسان (1/ 270: 323).

ص: 446

605 -

وَحَدَّثَنَا (1) سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا وُهَيْب (2)، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ: جَبَلَةُ (3)، (أَنَّ شَابًّا تَعَبَّدَ (4) عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، [فَانْطَلَقَ أَبُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم]، (5) فَقَالَ:"إِنَّ ابْنِي (6) قَدْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ فِي الْعِبَادَةِ فقَالَ صلى الله عليه وسلم: مره فليَرْبَع على (7) نفسه").

(1) القائل حدثنا هو الحارث.

(2)

في (مح): "وهب" بدون تصغير، وفي بقية النسخ والبغية:"وهيب" بالتصغير، وهو الصواب.

(3)

في (ك): "حبله" بدون نقط.

(4)

في (ك): "سعيد".

(5)

ما بينهما ساقط من (حس).

(6)

في (ك): زيادة "هذا".

(7)

في (ك): "فَليرفع".

ص: 447

605 -

تخريجه:

هو في بغية الباحث (2/ 316: 229): باب النهي عن أن يتكلف من العبادة ما يثقل عليه: مثله بزيادة:

(فإِن تلك شدة العبادة، وكل عبادة فترة، ولك فترة شدة".

وهو في المطبوع من المطالب (1/ 148: 543): نحوه وفيه: (فليرفق بدلًا من فليربع). وعزاه للحارث.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 106/ أ): في باب أحب الأعمال وأدومها وان قل

نحوه بالزيادة التي في البغية لكن قال في آخرها (ولكل فترة شرة) بالراء وليس بالدال.

ص: 447

الحكم عليه:

إِسناده ضعيف لجهالة جبلة فلم أدر من هو.

وشواهده كثيرة منها ما تقدم برقم (579).=

ص: 447

= وفيه (ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْلَاةً لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالُوا: إِنَّهَا قَامَتِ اللَّيْلَ، وَصَامَتِ النَّهَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَكِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي، وأصوم وأفطر

) الحديث.

وفي رواية البزار:

(إن لكل عمل شرة، والشرة إلى فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل).

كما يشهد له حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ المشهور والذي أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه، وأخرجه غيره أيضًا.

وانظر على سبيل المثال: صحيح البخاري مع الفتح (9/ 94: 5052).

وروايات أخرى: وعليه فهو حسن لغيره بشواهده.

ص: 448

606 -

وَحَدَّثَنَا (1) سَعِيدُ بْنُ يُونُسَ أَبُو يُونُسَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ (2) الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ (3) الْأَدْرَعِ (4) رضي الله عنه قَالَ:(إِنَّ (5) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ يُطِيلُ الصَّلَاةَ، فَأَتَاهُ ثُمَّ أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّهَ تعالى رَضِيَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ "بِالْتَيْسِيرِ" (6)، وَكَرِهَ لَهَا التَّعْسِيرَ، [قَالَهَا: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَإِنَّ هَذَا أَخَذَ (7) بِالتَّعْسِيرِ، وَتَرَكَ التَّيْسِيرَ، ثُمَّ نَشَلَهُ نَشْلًا] (8)، فَمَا رؤي بعد ذلك").

(1) القائل وحدثنا: هو الحارث.

(2)

قوله: "عن" ساقط من (عم).

(3)

قوله: "بن" ليس في (عم).

(4)

من هنا سقط في (سد) إلى آخر الجزء.

(5)

سقطت "أن" من (ك).

(6)

في (عم): "التيسير"، ومنها أثبته. وفي (مح) والباقي:"اليسير"، والأول هو المناسب.

(7)

في (عم): "الآخر".

(8)

ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).

ص: 449

606 -

تخريجه:

هو في بغية الباحث (2/ 310: 232): باب النهي عن أن يتكلف من العبادة ما يثقل عليه، قال الحارث: حدثنا أبو يونس سعيد بن يونس به، ولفظه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ يُطِيلُ الصَّلَاةَ، فأتاه فأخذ بمنكبه ثم قال:"إن الله عز وجل رضي لهذه الأمة اليسر، وكره لها العسر-قالها ثلاث مرات- وإن هذا أخذ بالعسر، وترك اليسر، ونشله نشلًا فما رؤي بعد ذلك".

وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 338): مطولًا قال:

ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء قال: (كان بريدة على باب المسجد فمر محجن عليه، وسَكْبَة=

ص: 449

= يصلي، فقال بريدة -وكان فيه مزاح - لمحجن: ألا تصلي كما يصلي هذا؟!، فقال محجن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي، فصعد على أُحد فأشرف على المدينة فقال:

"ويل أمِّها قرية يدعها أهلها خير ما تكون أو كأخير ما تكون، فيأتيها الدجال فيجد على كل باب من أبوابها

" إلى أن قال: ثم نزل وهو آخذ بيدي فدخل المسجد وإذا هو برجل يصلي، فقال لي: "من هذا؟ " فأتيت عليه، فأثنيت عليه خيرًا، فقال:

"اسكت لا تسمعه فتهلكه

" فنفض يده من يدي، قال: "إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره").

وعنده القصة دون اللفظ الأخير وسنده: قال:

ثنا يونس، ثنا حماد -يعني ابن سلمة- عن سعيد الجريري، عن عبد الله ابن شقيق عن محجن بن الأدرع نحوه.

وأخرجه في (5/ 32): قال:

ثنا محمد بن جعفر ثنا كهمس، ويزيد، قال: أنا كهمس، قال: سمعت عبد الله ابن شقيق، قال محجن بن الأدرع .. فذكره نحو اللفظ الأول.

وعنده أيضًا.

ثنا حجاج، حدثني شعبة عن أبي بشر قال: سمعت عبد الله بن شقيق يحدث عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي، عن محجن، ورجل من أسلم فذكر نحوه.

وعنده قال:

ثنا عفان، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بشر عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي، عن محجن، قال عفان -وهو ابن الأدرع- قال: وثنا حَمَّادٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شقيق، عن محجن بن الأدرع قال

قال رجاء: أقبلت مع محجن ذات يوم: حتى إذا انتهينا إلى مسجد البصرة فوجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد جالسًا، قال .. فذكره نحو اللفظ الأول.

وأبو داود الطيالسي في مسنده (183: 1296): قال:=

ص: 450

= حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ رجاء، عن محجن، قال: فذكر نحو اللفظ الأول عند أحمد.

وعنده من طريق آخر برقم 1295 قال:

حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ رجاء عن محجن قال: أخذ محجن بيدي.

فذكر نحو اللفظ الخامس عند أحمد.

ومن طريقه:

أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة في حرف الميم ترجمة محجن: قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، قال ثنا أبو داود به.

وحدثنا محمد بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عبد الواحد بن غياث، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء الباهلي قال: أخذ محجن بيدي حتى انتهينا إلى مسجد البصرة فذكره نحو لفظ أحمد وأبي داود.

وقال: رواه شعبة عن أبي بشر، عن عبد الله، عن رجاء، عن محجن نحوه.

حدثناه عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود ثنا شبابة، ثنا شعبة به.

وقال: حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الرحمن بن حماد، ثنا كهمس بن الحسن، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بن الأدرع به، نحو لفظ أحمد.

ونبه أبو نعيم على وهم في طرقه فقال:

ورواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق عن عمران بن حصين، ووهم، والصواب ما تقدم. اهـ.

قلت والذي يتأمل طرقه الماضية: يجد:

1 -

أنه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مِحْجَنِ لم يأتِ مصرحًا فيه بالسماع بل (عن- قال)، ولم يعرف عبد الله بتدليس، وقد لقي محجنًا فعنعنته عنه محمولة على الاتصال لو لم يرد ما يعارضه من روايته هو نفسه عن رجاء عن محجن.=

ص: 451

= 2 - لَمَّا كان بالعنعنة فإِنه لا يستقيم القول بأنه سمعه تارة منه وتارة من رجاء، ذلك لأنه لم يصرح بالسماع من محجن في هذا الحديث ولا في طريق واحد منها، فجاء بالعنعنة في موضع الزيادة، ومصرحًا بالتحديث عندما يرويه عن رجاء مما يؤيد كونه هنا سمعه من رجاء عن محجن، ولم يسمعه هو من محجن مباشرة، وإن كان له رواية عنه لكن لعله لم يتلق منه هذا الحديث والله أعلم.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 106/ أ): في باب أحب الأعمال أدومها

: من حديث محجن رضي الله عنه نحوه باختلاف يسير.

ثم قال: رواه الحارث عن سعيد بن يونس، ولم أقف له على ترجمة وباقي رجال الإِسناد ثقات. اهـ.

وهو في المطبوع من المطالب (1/ 148: 543): في الباب نفسه من حديث محجن رضي الله عنه: نحوه باختلاف يسير.

وعزاه للحارث.

وذكره السيوطي في الجامع الصغير. انظر: الجامع مع الفيض (2/ 236:

1742): ذكر العبارة الأخيرة منه فقط وعزاه للطبراني من حديث محجن بن الأدرع رضي الله عنه، ورمز له بالصحة. اهـ.

وقال المناوي: قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

ص: 452

الحكم عليه:

إِسناده من طريق الحارث ضعيف لجهالة شيخ الحارث، وهو منقطع بين عبد الله بن شقيق والصحابي.

لكن بمتابعاته التي تقدمت يكون صحيحًا.

وأحاديث هذا الباب يشهد بعضها لبعض.

ص: 452

607 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ:(دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رضي الله عنهما عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَرَأَيْنَهَا سَيِّئَةَ الْهَيْئَةِ، فَقُلْنَ لَهَا: مَا فِي قُرَيْشٍ رَجُلٌ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ! قَالَتْ: مَا لَنَا مِنْهُ مِنْ شَيْءٍ، أَمَّا نَهَارُهُ فَصَائِمٌ، وَأَمَّا لَيْلُهُ فَقَائِمٌ، قَالَ: فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَلَقِيَهُ (1) النبي صلى الله عليه وسلم فقال (2):

"يا عُثْمَانُ: أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ؟! قَالَ: وَمَا ذلكَ (3) يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا أَنْتَ فَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ الليل (4)، وإن لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَصَلِّ وَنَمْ، وَأَفْطِرْ وَصُمْ"، قَالَ:

فَأَتَتْهُمُ الْمَرْأَةُ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرة كَأَنَّهَا عَرُوسٌ، فَقُلن (5) لَهَا: مَهْ!؟ قالت (6): أصابنا ما أصاب الناس) (7).

(1) في (عم): "فلعنه"!.

(2)

في (حس): سقط قوله "فقال".

(3)

في (حس) و (عم): "ذاك".

(4)

في (عم): زيادة واو.

(5)

في (عم): "فقلت" بالتاء المثناة.

(6)

في (عم): "فقالت" بزيادة فاء.

(7)

هذا الحديث ليس في (ك).

ص: 453

607 -

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: الإِحسان (1/ 267: 316):

قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن الخطاب البلدي الزاهد، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك، حدثنا إسرائيل به نحوه باختلاف يسير.

وذكره الهيثمي في موارد الظمآن: باب في حق المرأة على الزوج، كتاب=

ص: 453

= النكاح (313:1287). بالسند الذي تقدم نحو حديث الباب، وسمى شيخ أبي يعلى كما في الإحسان.

وله عنده سند آخر برقم (1288): قال ابن حبان:

أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي السري، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دخلت امرأة عثمان بن مظعون

فذكره مختصرًا وفي آخره: يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا، أما لك في أسوة حسنة؟ فوالله إني لأخشاكم لله وأحفظكم لحدوده".

وأخرجه أبو نعيم في الحلية مختصرًا. انظر: (1/ 106): قال:

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عمر بن محمد بن الحسن، حدثني أبي، ثنا شريك، عن أبي إسحاق السبيعي قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون

فذكره مختصرًا. قد سقطت فيه الواسطة بين أبي إسحاق والصحابية.

وأخرج ابن المبارك في الزهد (ص390: 1105): نحوه من حديث أبي فاختة مولى جعدة بن هبيرة: أن عثمان بن مظعون أراد أن يجرب أيستطيع السياحة أم لا؟ قال: ويعدون السياحة قيام الليل، وصيام النهار، قال ففعل ذلك حتى ذهلت المرأة عن الخضاب والطيب، والكحل، ودخلت عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما لك مغيبة

الحديث.

والطبراني في المعجم الكبير (8/ ص200: 7715): من حديث أبي أمامة نحوه قال:

حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، حدثنا هشام بن عمار.

ح: وحدثنا إبراهيم بن دحيم، حدثنا أبي.

ح: وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا داود بن رشيد: قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: "كانت امرأة عثمان بن مظعون امرأة جميلة عطرة، تحب اللباس والهيئة=

ص: 454

= لزوجها، فزارتها عائشة، وهي تفلة قالت: ما حالك هذه؟ قالت: إن نفرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

الحديث وفيه أن عثمان كان أحد جماعة سلكوا هذا المسلك. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 302): ثم قال:

رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف. اهـ.

وانظر: تفسير ابن جرير الطبري (10/ 517: 12345)، وتخريج الزيلعي للكشاف (ق 82/ أ: 30).

وليس هو في المطبوع من المطالب فقد انتهى الباب عند أثر لعمر رواه الحسن عنه أنه قَالَ: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْتَعْجَمَ عليه القرآن فلينم".

وعزاه لمسدد: (1/ 148: 544)، وقد تقدم نحوه في باب التهجد.

ص: 455

الحكم عليه:

إِسناده ضعيف لحال شيخ أبي يعلى وشيخ شيخه.

لكنهما توبعا عليه كما تقدم، وعليه فثبوت هذه القصة عن عثمان بن مظعون يرتقي إلى الحسن لغيره، وأصلها في الصحيح.

ومعنى القصد والاعتدال بين الصوم والفطر، والصلاة والنوم، وغيره قد صح وثبت في الصحيحين وغيرهما، كما تقدمت الإِشارة إلى حديث ابن عمرو بن العاص، وحديث الرهط الثلاثة، وهو عند البخاري. انظر: صحيحه مع الفتح (9/ 104: 5063).

من فقهه وفوائده:

- في هذا الحديث الحث على الاعتدال والقصد في الحياة، والأخذ بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وفيه اهتمام أمهات المؤمنين بشؤون الصحابيات وقربهن منهن وفيه البيان والإيجاز في السؤال والجواب.

فيه أدب نساء الصحابة رضي الله عنهن وعنهم وحفاظهن على أسرار بيوتهن وأزواجهن إذ توقفت امرأة عثمان عن الكلام حتى سئلت، ولما سئلت كانت تكتفي=

ص: 455

= بالتلميح عن التصريح، وبالإِيجاز عن التفصيل فوضحت الأمر بأسلوب هو إلى مدح زوجها أقرب منه إلى الذم، بأدب واعتدال بالغين، يقل وجوده بين النساء اليوم فإلى الله المشتكى من جرأة وحماقة وقلة حياء وتفاهة سيطرت على أحاديث كثير من مجالس النساء في وقتنا الحاضر، ونسأل الله أن يفتح على قلوبهن ويرزقهن التقى والصلاح والاقتداء بنساء خير القرون والله المستعان.

ص: 456

608 -

(1) قَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فَلْيَنَمْ.

*قُلْتُ: إِسناده منقطع وأصله في الصحيحين.

(1) هذا الأثر زيادة في (ك).

ص: 457

608 -

تخريجه:

ورد هذا المعنى فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مرفوعًا، ولفظه:"إذا تام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع" رواه مسلم برقم (787)، كتاب صلاة المسافرين: باب أمر من نعس في صلاته؛ وأبو داود برقم (1311)، كتاب الصلاة: باب النعاس في الصلاة، وابن ماجه برقم 1372، كتاب إقامة الصلاة: باب ما جاء في المصلي إذا نعس؛ وأحمد في المسند (2/ 318).

كما ورد من حديث أنس وسبق تخريجه برقم (596).

كما ورد في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا، ولفظه:"إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإِن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه" رواه البخاري برقم (212)، كتاب الوضوء، باب الوضوء من النوم؛ ومسلم برقم (786)، كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته بأن يرقد، (سعد).

ص: 457