الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ
558 -
[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابن إسحاق، حدثني عيسى بن عبد الله بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ (1)، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا -فِي (2) الْأَمْرِ الَّذِي تُرِيدُ (3) -: خَيْرًا لِي (4) فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي: وَإِلَّا فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، ثُمَّ اقدرُ لِيَ (5) الْخَيْرَ أَيْنَمَا كَانَ، وَلَا (6) حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ (7).
[3]
وَقَالَ ابْنُ حَبَّانَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا يعقوب به.
(1) قوله: "العظيم" ليس في مسند أبي يعلى.
(2)
في المسند: "من" بدلًا من: "في".
(3)
في (سد) ومسند أبي يعلى: "يريد" بالياء المثناة التحتية بدلًا من التاء.
(4)
في المسند: "لي خيرًا" بتقديم الجار والمجرور على المصدر.
(5)
في (حس): "إلى" بزيادة ألف في أوله.
(6)
في المسند: "لا حول
…
" بدون واو.
(7)
في (عم) و (سد) ومسند أبي يعلى: سقط قوله "العلي العظيم".
558 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (2/ 497: 1342)، قال: حدثنا زهير به نحوه بالفروق التي تقدمت.
ومن طريقه الحافظ:
أخرجه في نتائج الأفكار (ق 58/ أ- ب): في المجلس العاشر بعد الثلاثمائة قال: وأما حديث أبي سعيد: فقرأته على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، عن أبي عبد الله بن الزراد، قال: أخبرنا محمد بن أسماعيل الخطيب، قال: أخبرتنا فاطمة بنت سعد الخير، قالت: أخبرنا زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأديب، قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، قال: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا زهير: هو ابن حرب ح:
وبالسند الماضي إلى الطبراني في الدعاء قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا: أبو خليفة قال: حدثنا علي بن المديني، قالا (أي أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني): حدثنا أبو خيثمة: هو زهير بن حرب قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، به دون قوله:(العلي العظيم).
ثم قال الحافظ: هذا حديث حسن: أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب: الدعاء عن أبي خيثمة، وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي خليفة، فوقع لنا موافقة عالية من الطريق. اهـ.
وهو في صحيح ابن حبان، انظر الإحسان (2/ 122: 882): باب ذكر الأمر بالاستخارة إذا أراد المرء أمرًا قبل الدخول عليه قال:
أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم به نحوه بزيادة في وسطه.=
= وأخرجه الطبراني في كتاب الدعاء (3/ 1408: 1304): قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي (ح)، وحدثنا أبو خليفة، ثنا علي بن المديني: قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد به نحوه بلفظ مقارب.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 281): باب الاستخارة: نحوه ثم قال: (رواه أبو يعلى، ورجاله موثقون، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه). اهـ.
وهو في المقصد العلي (1/ 404): الرقم (392): باب الاستخارة.
بنحوه وهو أقرب إلى لفظ أبي يعلى في المسند.
وأشار إليه البيهقي في الأسماء والصفات (ص 156): باب ما جاء في إثبات القدرة: فقال بعد أن سرد عدة ألفاظ له من غير حديث أبي سعيد.
(
…
ومن وجه آخر عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم). اهـ.
الحكم عليه:
الحديث إِسناده حسن لذاته لحال ابن إسحاق وقد تقدم عن الحافظ في النتائج: أنه حسنه وله شواهد قوية في صحيح البخاري وغيره، أذكر هنا واحدًا منها:
روى البخاري في صحيحه: (11/ 183) من الصحيح مع الفتح: باب الدعاء عند إلاستخارة من حديث جابر رضي الله عنه قال: حدثنا مطرف بن عبد الله أبو مصعب، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاقدره لي.
وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان ثم=
= رضّني به، ويسمي حاجته".
وهذا الحديث أخرجه أيضًا: أبو داود في السنن. انظر سننه مع عون المعبود (4/ 396: 1524)، والترمذي في جامعه (2/ 345: 480) ثم قال:
(وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وأبي أيوب.
قال أبو عيسى: حديث جابر حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الموالي.
وهو شيخ مديني ثقة، روى عنه سفيان حديثًا، وقد روى عن عبد الرحمن غير واحد من الأئمة، وهو عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموالي). اهـ.
وقال الحافظ في التقريب: صدوق ربما أخطأ. اهـ.
وقال في الهدي (419): وثقه ابن معين والنسائي وأبو زرعة، وقال أحمد وأبو حاتم لا بأس به، وقال ابن خراش: صدوق، وقال ابن عدي: مستقيم الحديث. وأنكر أحمد حديثه عن محمد بن المنكدر عن جابر في الاستخارة، قلت: هو من أفراده، وقد أخرجه البخاري، والخطب فيه سهل. اهـ.
وقال ابن عدي في نهاية ترجمة عبد الرحمن: (وقد روى حديث الاستخارة غير واحد مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن أبي الموال). اهـ. الكامل (4/ 1617).
وقال الحافظ في الفتح- معلقًا على قول ابن عدي (11/ 184): (قلت: يريد أن للحديث شواهد، وهو كما قال، مع مشاححة في إطلاقة) ثم ذكر حديث أبي أيوب وفيه"
…
أكتم الخطبة، وتوضأ فأحسن الوضوء ثم صل ما كتب الله لك" الحديث. اهـ.
ونقل ابن عدي قول الإِمام أحمد: بأن عبد الرحمن: روى حديثًا منكرًا في الاستخارة.
فذكره الحافظ في النتائج (ق 55/ أ- ب): ثم قال: (وكأنه -أي ابن عدي- فهم من قول أحمد: له منكر: تضعيفه، وهو المتبادر، لكن اصطلاح أحمد إطلاق=
= هذا اللفظ على الفرد المطلق، ولو كان رواية ثقة، وقد جاء عنه ذلك في حديث "إنما الأعمال بالنيات" فقال في رواية محمد بن إبراهيم التيمي: وروى حديثًا منكرًا.
ووصف محمدًا مع ذلك بالثقة). اهـ.
وساق الشواهد التي نبه عليها ابن عدي، واستوعب سياقتها في المجلس التاسع بعد الثلاثمائة (ق 55/ ب) وما بعدها.
وقال في الهدي: (419) في نهاية ترجمة عبد الرحمن: (وقد احتج به البخاري وأصحاب السنن). اهـ.
وقد تقدم ذكر بعض من وثق عبد الرحمن، فهذا مع احتجاج البخاري به كاف لاعتبار توثيقه ومجرد تفرده بهذه الزيادة وروايته ما لم يرو غيره من الثقات لا يجعل حديثه منكرًا بل ولا شاذًا وتقدم أن ذكر الصلاة جاء في بعض الروايات لكن دون تحديد بأنها ركعتين.
فحديث ابن أبي الموالي في الاستخارة حجة بكل ما فيه، وقد صححه بالزيادة الدارقطني في الأفراد.
وقد ذكره النووي في الخلاصة (ق 82/ أ): (وساقه عن جابر ثم قال: رواه البخاري في مواضع من صحيحه، وفي بعضها "فرضِّني به"). اهـ.
ولم يذكر فيه شذوذًا، ولا نكارة، كما ذكره في الأذكار (ص 131) باب دعاء الاستخارة، وأخرجه النسائي في المجتبى (6/ 80).
وهو عند الطبراني في الصغير (ص 208/ 515) من حديث ابن مسعود دون ذكر الصلاة.