الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا لغيرها شعرًا فيه. وأظن ذلك لأنهم قربوا من صنعاء واختلطوا بحمير، فدانوا معهم باليهودية أيام تهود ذي نواس، فتهودوا معه"1. ونسب "الطبرسي" عبادة يعوق إلى كهلان، وذكر أنهم توارثوه كابرًا عن كابر، حتى صار إلى همدان2. وذكر في رواية أخرى أن يعوق اسم صنم كان لكنانة3.
وذكر بعض أهل الأخبار: "يعوق" صنم كان لكنانة، "وقيل كان لقوم نوح عليه السلام، كما في الصحاح. أو كان رجلًا من صالحي أهل زمانه. فلما مات جزعوا عليه فأتاهم الشيطان في صورة إنسان. فقال: أمثله لكم في محرابكم حتى تروه كلما صليتم، ففعلوا ذلك به وبسبعة من بعده من صالحيهم، ثم تمادى بهم الأمر إلى أن اتخذوا تلك الأمثلة أصنامًا يعبدونها"4.
وتشير ملاحظة "ابن الكلبي" من أنه لم يسمع بأن همدان أو غير همدان سمت "عبد يعوق"5 إلى أن يعوق لم يكن من الأصنام المهمة بين العرب عند ظهور الإسلام، وأن عبادته كانت قد تضاءلت، وانحصرت في قبائل معينة.
وهناك بيت ينسب إلى مالك بن نبط الهمداني الملقب بذي المعشار، وهو من بني خارف أو من يام بن أصي، هذا نصه:
يريش الله في الدنيا ويبري
…
ولا يبري يعوق ولا يريش6
1 البلدان "8/ 510""يعوق"، Reste، s. 22، Ency، Religi، I، P، 663.
2 الطبرسي "5/ 365".
3 اللسان "10/ 281""صادر" تاج العروس "7/ 29"، اللسان "12/ 154"، "بولاق".
4 تاج العروس "7/ 29"، "عوق".
5 الأصنام "7"، "روزا"، البلدان "4/ 102".
6 الروض الأنف "1/ 63"، ابن هشام "1/ 63"، "هامش الروض".
نسر:
وأما نسر فكان من نصيب حمير، أعطاه عمرو بن لحي قيل ذي رعين المسمى "معديكرب" فوضعه في موضع بلخع من أرض سبأ، فتعبدت له حمير إلى أيام
ذي نواس، فتهودت معه، وتركت هذا الصنم1. وكان عباد نسر آل ذي الكلاح من حمير على رواية من الروايات2. وذكر "محمد بن حبيب"، أن حمير تنسكت لنسر، وعظمته ودانت له، وكان في غمدان قصر ملك اليمن3. وذكر اليعقوبي أنه كان لحمير وهمدان منصوبًا بصنعاء4.
ونسر هو "نشر" Nasher في العبرانية5. وهو صنم من أصنام اللحيانيين كذلك، ويجب أن يكون من أصنام العرب الشماليين لورود اسمه في الموارد العبرانية والسريانية على أنه اسم إله عربي6.
وأشير في التلمود إلى صنم ذكر أن العرب كانوا يعبدونه اسمه "نشرا" Neshra و"نشرا" هو "نسر" وقد ورد اسم الصنم "نسر" عند السبئيين كذلك، وكان من الآلهة المعبودة عند كثير من الساميين وقد عبد خاصة في جزيرة العرب7.
ولم يشر ابن الكلبي إلى صورة الصنم نسر، ولكننا نستطيع أن نقول استنادًا إلى هذه التسمية أنه كان على هيئة الطائر المسمى باسمه، وقد وجدت أصنام على صورة نسر منحوتة على الصخور خاصة في أعالي الحجاز8. ويؤيد هذا الرأي رواية ذكرها الطبرسي في أشكال الأصنام، أسندها إلى الواقدي، قال فيها: "كان ود على صورة رجل، وسواع على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد، ويعوق على صورة فرس، ونسر على صورة نسر من الطير"9.
1 الأصنام "57 وما بعدها"، البلدان "8/ 286""نسر" ابن هشام "1/ 63"، "هامش الروض"، سبائك الذهب "104"، الكشاف "4/ 143" بلوغ الأرب "2/ 201"، القاموس "2/ 141".
2 الطبرسي "5/ 364" تاج العروس "3/ 563"، اللسان "7/ 60 وما بعدها""نسر".
3 المحبر "317".
4 اليعقوبي "1/ 225".
5.
Hastings، p. 200
6 Handbuch، I، s. 44.
7.
Ency. Religi،، I، p. 663.
8 XXIX، S. 600. Robettson، p. 226، Noldeke، In ZDMG، 1886، 186.
9 الطبرسي "5/ 364".