الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهناك روايات عن أصنام جعلتها أشخاصًا مسخوا حجرًا، فعبدوا أصنامًا، وصاروا شركاء لله، تعبد لها؛ لأنها في نظرهم تنفع وتضر.
ونجد في أخبار فتح مكة أن الرسول حينما دخل الكعبة رأى فيها صور الأنبياء والملائكة، فأمر بها فمحيت ورأى فيها ستين وثلاثمائة صنم مرصعة بالرصاص، وهبل أعظمها، وهو وجاه الكعبة على بابها، وإساف ونائلة حيث ينحرون ويذبحون، فامر بها فكسرت1.
أما هذه الصور، فقيل إنها صور الرسل والأنبياء، وبينها صورة "إبراهيم" وفي يده الأزلام يستقسم بها2.
1 ابن الأثير "2/ 105""فتح مكة" امتاع الأسماع "1/ 383 وما بعدها".
2 فترك عمر صورة إبراهيم عليه السلام، حتى محاها عليه السلام"، امتاع الأسماع "1/ 383" الروض الأنف "2/ 275 وما بعدها".
الأصنام:
والصنم في تعريف علماء اللغة هو ما اتخذ إلهًا من دون الله، وما كان له صورة كالتمثال "مثال"، وعمل من خشب، أو ذهب، أو فضة، أو نحاس، أو حديد، أو غيرها من جواهر الأرض. وقال بعضهم: الصنم جثة متخذة من فضة، أو نحاس، أو ذهب، أو خشب، أو حجارة، متقربين به إلى الله، فالشرط فيه أن يكون جثة: جثة إنسان أو حيوان. وقيل: الصنم الصورة بلا جثة1. وذكر أن الصنم ما كان من حجر أو غيره2. وعرف بعضهم الصنم بأنه ما كان له جسم أو صورة فإن لم يكن له جسم أو صورة، فهو وثن3. و"الصنمة"، الصورة التي تعبد4. وقد كان "المنطبق" صنمًا من نحاس أجوف يكلمون من جوفه5.
1 اللسان "15/ 241""17/ 333"، تاج العروس "8/ 371"، "9/ 358"، "صنم" القاموس "4/ 141، 274"، الاشتقاق "302"، الأصنام "53"، المفردات "289".
2 الروض الأنف "1/ 62".
3 اللسان "12/ 349"، "صنم"، "صادر".
4 اللسان "12/ 349". "صنم".
5 المحبر "318".
ووردت لفظة "صلم" في كتابات عثر عليها في أعالي الحجاز، اسم علم لإله ازدهرت عبادته بصورة خاصة بمدينة "تيماء" ويرجع بعض المستشرقين تأريخ ازدهار عبادة هذا الصنم إلى حوالي سنة "600" قبل الميلاد. وقد ورد اسمه علمًا لأشخاص في الكتابات اللحيانية. ورمز عنه برأس ثور في كتابات قوم ثمود1.
وقد وردت كلمة "أصنام"2 و"أصنامًا"3 و"الأصنام"4 و"أصنامكم"5 في القرآن الكريم، بحسب مواقع الكلمة في الجملة.
وذكر علماء اللغة أن كلمة "صنم" ليست عربية أصيلة، وإنما هي معربة وأصلها "شمن""شنم" ولكنهم لم يذكروا اسم اللغة التي عربت منها6. وترد اللفظة في اللهجات العربية الجنوبية وردت "صلمن" في نصوص المسند بمعنى "صنم" و"تمثال" و"مثال"7. ووردت في لهجات عربية أخرى. وهي "صلمو" Salmo في لغة بني أرم، ومعناها "صورة". من أصل "صلم" بمعنى "صور" وتقابل "صلم" في العبرانية8.
وقد ورد في قصص أهل الأخبار أن "بني حنيفة" تعبدوا لصنم من حيس، فعبدوه دهرًا طويلًا، ثم جاعوا فأكلوه، فقال الشعراء في ذلك شعرًا يعيرون به "بني حنيفة" لأكلهم ربهم زمن المجاعة9. وهو في رأيي من القصص الذي يضعه الخصوم في خصومهم للاستهزاء بهم.
1 Grimme، 23..
2 الأعراف، الآية 137.
3 الأنعام، الآية 74، الشعراء الآية 72
4 إبراهيم الآية 35
5 الأنبياء الآية 57.
6 القاموس "4/ 141"، اللسان "15/ 241" تاج العروس، "8/ 371" روح المعاني "13/ 210"، خزانة الأدب 3/ 244 وما بعدها".
7 "صلمن ذ صرفن وصلمنن ذ ذهبن" أي "تمثال من فضة، وتمثالان من ذهب"، راجع المختصر في علم اللغة العربية الجنوبية القديمة، لغويدي "19".
8 غرائب اللغة "193".
9 الأعلاق النفيسة "217".