الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لفظ الكلام والكلمة لا يُستعمل في اللُّغة إلَاّ مقيَّداً بمعنى الجملة التَّامَّة
(لفظ ((الكلام)) و ((الكلمة)) في لغة العرب، بل وفي لغة غيرهم لا تستعمل إلا في المقيد، وهو الجملة التامة، إسمية كانت أو فعلية أو ندائية، إن قيل إنها قسم ثالث.
فأما مجرد الاسم أو الفعل أو الحرف الذي جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل؛ فهذا لا يسمى في كلام العرب قط كلمة، وإنما تسمية هذا كلمة اصطلاح نحوي، كما سموا بعض الألفاظ فعلاً، وقسموه إلى فعل ماض ومضارع وأمر.
والعرب لم تسم قط اللفظ فعلاً؛ بل النحاة اصطلحوا على هذا، فسموا اللفظ باسم مدلوله؛ فاللفظ الدال على حدوث فعل في زمن ماض سموه فعلاً ماضياً، وكذلك سائرها.
وكذلك حيث وُجد في الكتاب والسنة، بل وفي كلام العرب نظمه ونثره لفظ كلمة؛ فإنما يُراد به المفيد التي تسميها النحاة جملة تامة؛ كقوله تعالى:
{وَيُنْذِرَ الذينَ قالوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أفْواهِهِمْ إنْ يَقولونَ إلَاّ كَذِباً} (1)، وقوله تعالى:{وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذينَ كَفَروا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا} (2)، وقوله تعالى:{تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (3)، وقوله: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً
(1) الكهف: 5.
(2)
التوبة: 40.
(3)
آل عمران: 64.
باقِيَةً في عَقِبِهِ} (1)، وقوله:{وَألْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وكانوا أحَقَّ بِها وأهلَها} (2)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل)) (3) .
وقوله: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) (4)، وقوله:((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ به ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ به ما بلغت يكتب الله بها سخطه إلى يوم القيامة)) (5)، وقوله:((لقد قلت بعدك أربع كلمات، لو وزنت بما قلته منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله مداد كلماته)) (6)(7) .
(1) الزخرف: 28.
(2)
الفتح: 26.
(3)
رواه البخاري في (المناقب، باب أيام الجاهلية، 3841، وفي الأدب والرقاق) ، ومسلم في (الشعر، 2256) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4)
رواه البخاري في (الدعوات، باب فضل التسبيح، رقم 6406) ، ومسلم في (الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، 2694) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5)
[صحيح] . رواه الترمذي في (الزهد، باب في قلة الكلام، رقم 2319) ، وابن ماجه في (الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، 3969) ؛ من حديث بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه. وانظر: ((السلسلة الصحيحة)) (888) .
(6)
رواه مسلم في (الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، 2726) من حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.
(7)
* ((مجموع الفتاوى)) (7 / 101 ـ 102) .