الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأنه كان في خدمته بدمشق ألف مملوك إلا ثلاثين مملوكاً، وعاد إلى شيخ ونوروز وقاتلهما ثم انهزم وحوصر إلى أن قتل في صفر من السنة المذكورة.
اننهى ما أوردته من ترجمة والدي، رحمه الله، ولم أطنب في ذلك خوفاً من قول القائل، وقد ذكره غالب أهل التاريخ في أماكن لا تحصر، وأخبار الناس معروفة، والأصول محفوظة، رحمه الله تعالى، وعفا عنه.
تغرة بردى المؤيدى، أخو قصروه
تغرى بردى بن عبد الله المؤيدي، الأمير سيف الدين، نائب حلب المعروف بأخي قصروه.
وأصله
من مماليك المؤيدية شيخ، إشتراه ورفاه إلى أن جعله خاصكيا، ثم أمره عشرة، ولما مات أستاذه الملك المؤيد وثب تغرى بردى هذا، وصار أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية وأمير أخور كبيرا عوضاً عن الأمير طوغان
أمير أخور بحكم غيابة في التجريدة صحبة الأمراء إلى البلاد الشامية، ودام تغرى بردى على ذلك أشهرا إلى أن توجه الأمير الكبير ططر بالملك المظفر أحمد إلى البلاد الشامية في سنة أربع وعشرين وثمانمائة، ووصل إلى دمشق ثم إلى حلب استقر بالأمير تغرى بردى هذا في نيابة حلب عوضاً عن الأمير إينال الجكمى بحكم عزله في السنة المذكورة، فاستمر بحلب مدة يسيرة وخرج عن طاعة الملك الظاهر ططر، وبلغ ططر ذلك فأرسل تشريفا إلى الأمير تنبك الجباسى نائب طرابلس بنيابة حلب، فبرز الأمير تنبك المذكور إلى ظاهر طرابلس للتوجه إلى حلب، فورد عليه الخبر بموت الملك الظاهر ططر، وسلطنة ولده الملك الصالح محمد بن ططر، فكف تنبك عن السفر إلى أن قدم عليه مرسوم شريف بتوجهه إلى حلب لإخراج تغرى بردى منها واستيلائه عليها فسار تنبك وصحبته عساكر طرابلس وحماه، ووافاه الأمير إينال النور وزى نائب صفد بعسكرها بطريق حلب، وبلغ مجيء هؤلاء العساكر تغرى بردى ففر من حلب قبل وصول تنبك إليها ومعه الأمير كزل نائب البهسنا وتوجها إلى بهسنا بعد أن أفحشا في
العصيان، ووقع منهما أمور عجيبة مع أهل حلب، فتبعه تنبك إلى الباب، فلم يقف له على أثر، فعاد إلى حلب، ثم خرج إلى بهسنا ومعه العساكر، وحاصر تغرى بردى مدة طويلة، وقتل الأمير كزل نائب بهسنا في الحصار، ولما طال الأمر عاد الأمير تنبك الجباسى إلى حلب، وخلف على حصار بهسنا الأمير جار قطلو نائب حماة، والأمير إينال النوروزى نائب صفن كل ذلك وتغرى بردى صابر على القتال، ولم يكن عنده بقلعة بهسنا إلا نفر يسير، وطال الأمر عليه إلى أن طلب الأمان من الأمير جار قطلو، وبلغ الخبر تنبك البجاسى فركب من وقته من حلب حتى وصل إلى بهسنا في يومين، فوجد الأمير تغرى بردى قد نزل من قلعة بهسنا فتسلمه وعاد به إلى حلب، فحبسه بقلعتها في العشر الأخير من رمضان سنة حمس وعشرين وثمانمائة.
فاستمر الأمير تغرى بردى المذكور محبوساً بقلعة حلب إلى أن قتل بها في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين وثمانمائة، وسنة نيف على ثلاثين سنة.
وكان شابا شجاعاً، جميلا، مقداماً، كريماً، عارفا بفنون الفروسية، الا أنه كان عنده تكبر وإسراف على نفسه، سامحه الله تعالى.