الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تغرى بردى المحمودي
836هـ -؟ - 1433م
تغرى بردى بن عبد الله المحمودى الناصر، الأمير سيف الدين، رأس نوبة النوب، ثم أتابك دمشق.
نسبته إلى الملك الناصر فرج بن رقوق، اشتراه وأعتقه ورقاه إلى أن أنعم عليه بإمرة عشرة بالديار المصرية، ودام على ذلك إلى أن قتل الملك الناصر، وتسلطن الخليفة المستعين بالله من بعده، وصار الأمير نوروز الحافظى نائب دمشق بعد والدي رحمه الله وأضيف إليه من الفرات إلى مدينة غزة يولى فيها من يشاء ويعزل من يشاء إنضم إليه الأمير تغرى بردى المحمودي هذا، وصار من جملة أمرائز وحزبه، إلى أن تسلطن الملك المؤيد شيخ وخرج نوروز عن طاعته وافقه تغرى بردى هذا على العصيان، واستمر عنده إلى أن ظفر المؤيد بالأمير نوروز وجماعته حبس تغرى بردى هذا مدة طويلة بحبس المرقب، ثم أطلقه قبل موته بمدة يسيرة، فلما مات المؤيد وصار ططر مدبر ملك ولده الملك
المظفر أحمد أنعم على تغرى بردى المذكور بإمرة طبلخاناة، ثم لما تسلطن جعله أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، واستمر على ذلك إلى أن أخلع عليه الملك الأشرف برسباى باستقراره رأس نوبة النوب بعد انتقال الأمير أزبك منها إلى الدوادارية الكبرى عوضاً عن الأمير سودون من عبد الرحمن لما ولى نيابة دمشق بعد عصيان الأمير تنبك البجاسى في سنة سبع وعشرين وثمانمائة، فباشر الوظيفة بحرمه وافرة، وعظمة زائدة، ونالته السعادة، وعظم في الدولة.
وتوجه إلى غزو قبرس مقدما على العساكر إذا حلوا بجزيرة قبرس، وكان الأمير اينال الجكمى مقدما على العساكر في المركب، وعاد من غزو قبرس بعد النصرة والظفر بصاحب قبرص، وحج أمير حاج المحمل في بعض السنين بتجمل زائد وعظمة وافرة.
ولا زال فيما هو فيه إلى أن قبض عليه الملك الأشرف في يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة سنة ثلاثين وثمانمائة، وقيد وأخرج إلى الإٍسكندرية ليحبس بها، فاتفق بمسكه أمر عجيب، وهو أن رجلاً يعرف بابن الشامية من مباشريه لما
بلغه القبض عليه، خرج إلى جهة القلعة فوافا نزول أستاذه مقيدا، فصار يصرخ ويبكي وهو ماشيا معه تجاه فرسه حتى وصل إلى ساحل البحر، فأنزلوا أستاذه في الحراقة ليمضوا به، فاشتد صراخه حتى سقط ميتا، هذا مما شاهدناه بالعين.
واستمر الأمير تغرى بردى المذكور بحبس الأسكندرية مدة إلى أن أفرج عنه، ورسم له بالإقامة بثغر دمياط بطالا، فرام بالثغر المذكور إلى أن نقل إلى دمشق أتابك العساكر بها، عوضا عن الأمير قانى باى الحمزاوي بحكم انتقاله إلى إمرة مائة وتقدمه ألف بالديار المصرية، فاستمر بدمشق إلى أن تجرد الملك الأشرف في سنة ست وثلاثين وثمانمائة إلى آمد بديا بكر وحاصرها، فكان الأمير تغرى بردى هذا ممن توجه إليها مع العساكر الشامية صحبه السلطان، فأصابه سهم في رجله لزم منه الفراش إلى أن مات في شهر شوال من السنة المذكورة، ودفن بآمد، ثم نقل صحبة العساكر في عودهم إلى جهة الديار المصرية في سحلية إلى مدينة الرها، فدفن بها، رحمه الله.
وولى أتابكية دمشق من بعده الأمير قانى باي البهلوان أتابك حلب، وأنعم