المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌769 - تغرى برمش نائب القلعة - المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي - جـ ٤

[ابن تغري بردي]

فهرس الكتاب

- ‌752 - تاج الشويكي بعد 750 - 829هـ؟ - 1435م

- ‌753 - تاشفين المريني

- ‌754 - تأني بك اليحياوي 800هـ؟ - 1398م

- ‌755 - تنبك ميق

- ‌756 - تبك البجاسي

- ‌757 - تنبك الجقمقي

- ‌758 - تنبك المصارع

- ‌759 - تنبك الحاجب

- ‌باب التاء والغين المعجمة

- ‌760 - تعزى بردى الأتابكى

- ‌تغرة بردى المؤيدى، أخو قصروه

- ‌762 - تغرى بردى سيدي الصغير ابن أخي دمرداش

- ‌تغرى بردى المحمودي

- ‌تغرى بردى القرمى

- ‌765؟ - تغرى بردى البكلمشى المؤذى

- ‌766 - تغرى برمش الفقيه التركماني

- ‌767 - تغرى برمش نائب حلب

- ‌768 - تغرى برمش الزرد كاش

- ‌769 - تغرى برمش نائب القلعة

- ‌باب التاء والكاف

- ‌771 - تكا الأشرفي

- ‌باب التاء واللام

- ‌773 - تلكتمر من بركة الناصري

- ‌باب التاء والميم

- ‌775 - تمان تمر العمري نائب غزة

- ‌776 - تمان تمر الأشرفي

- ‌777 - تمر بى الدمرداشي

- ‌778 - تمرباي اليوسفي

- ‌839 - هـ؟ - 1436م

- ‌779 - تمرباى الحسنى

- ‌تمر باى رأس نوبة النوب

- ‌781 - تمرباى الساقي

- ‌تمرباى بن عبد الله الساقى الناصري، الأمير سيف الدين

- ‌ م

- ‌ منطاش

- ‌783 - تمربغا المشطوب

- ‌784 - تمربغا الظاهري الدوادار

- ‌ 785 تمر الجر كتمرى

- ‌ 786 تمر الشهابي

- ‌787 - تمرلنك الطاغية

- ‌788 - تمرتاش بن جوبان

- ‌ 728هـ؟ 1328م

- ‌789 - تمراز الناصري

- ‌790 - تمراز الأعور

- ‌791 - تمراز المؤيدي الخازندار نائب غزة

- ‌793 - القرشي أمير سلاح

- ‌793 - تمراز النوروزي

- ‌794 - تمراز المؤيدي المصارع

- ‌باب التاء والنون

- ‌795 - تنكز ناظر الرباط بالصالحية

- ‌796 - تنكز العثماني

- ‌ 797 - تنكز الحسامي نائب الشام

- ‌م

- ‌798 - تنم الحسنى نائب الشام

- ‌799 - تنم الساقي المؤيدي

- ‌801 - المحتسب المؤيدي أمير مجلس

- ‌868 - هـ؟ 1463م

- ‌باب التاء والواو

- ‌802 - توبة بن علي الصاحب تقي الدين

- ‌620 - 698هـ؟ 1223 - 1299م

- ‌803 - توران شاه الملك المعظم

- ‌804 - توران شاه الملك المعظم سلطان الديار المصرية

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌805 - ثابت الهاشمي أمير المدينة 811هـ؟ 1408م

- ‌باب الثاء المثلثة والقاف

- ‌806 - ثقبة أمير مكة

- ‌حرف الجيم

- ‌807 - الإمام أبو محمد الواد آشى المالكي

- ‌610 - 694هـ؟ - 1213 - 1295م

- ‌808 - إفتخار الدين الخوارزمي الحنفي

- ‌667 - 741هـ؟ - 1269 - 1340م

- ‌809 - جاركس الخليلي

- ‌810 - جاركس الناصري

- ‌608 - 1211م

- ‌811 - جاركس المصارع أخو الملك الظاهر جقمق

- ‌810 - 1407م

- ‌812 - جار قطلو نائب الشام

- ‌813 - جانم الظاهري نائب طرابلس

- ‌815 - جانم المؤيدي الدوادار

- ‌816 - جانم الأشرفي

- ‌817 - جان بك المؤيدي الدوادار

- ‌817 - هـ؟ - 1414م

- ‌818 - جان بك الحمزاوي

- ‌ 836 - هـ؟ - 1433م

- ‌820 - جان بك الناصري الثور

- ‌841 - هـ؟ - 1438م

- ‌821 - جان بك الأشرفي الدوادار

- ‌822 - جان بك الساقي وإلى القاهرة

- ‌823 - جان بك القرماني حاجب الحجاب

- ‌ جان بك المشد دوادار سيدى

- ‌826 - جان بك الظاهري المعروف بقرا

- ‌828 - جان بك المرتد

- ‌829 - جان بك نائب جدة

- ‌ 867 - هـ؟ - 1462م

- ‌830 - جان بك النوروزى نائب بيروت

- ‌831 - جان بك الزينى عبد الباسط الأستادار

- ‌باب الجيم والباء الموحدة

- ‌832 - جبريل العسقلاني المحدث

- ‌610 - 695هـ؟ - 1213 - 1296م

- ‌833 - جبريل الخوارزمى

- ‌باب الجيم والراء المهملة

- ‌834 - جرباش الشيخى الظاهري

- ‌836 - جرباش العمري

- ‌814 - هـ؟ - 1411م

- ‌837 - جرباش الظاهري

- ‌839 - جرباش كرد

- ‌840 - جرباش مشد سيدى

- ‌841 - جرجى الناصري نائب حلب

- ‌842 - جردمر أخى طاز نائب الشام

- ‌843 - جر كتمر الأشرفي

- ‌باب الجيم والعين المهملة

- ‌844 - جعفر الدميرى

- ‌555 - 623هـ؟ - 1160 - 1226م

- ‌845 - الحسن البصرى

- ‌604 - 698هـ؟ - 1207 - 1299م

- ‌846 - جعفر بن دبوقا

- ‌باب الجيم والقاف

- ‌847 - جقمق الأرغون شاوى الدوادار ثم نائب دمشق

- ‌848 - جقمق الصفوى

- ‌849 - السلطان الملك الظاهر جقمق

- ‌ذكر سلطنة الملك الظاهر جقمق

- ‌وجلوسه على تخت الملك

- ‌ذكر من عاصره من الخلفاء العباسية حفظهم الله:

- ‌ذكر من مات في أيامه من ملوك الأقطار:

- ‌ذكر من ولى في أيامه من قضاة القضاة بالديار المصرية:

- ‌قضاته الحنابلة: شيخ الإسلام قاضي القضاة محب الدين أحمد بن نصر الله

- ‌ذكر من ولى في أيامه الوظائف السنية من الأمراء:

- ‌وظيفة إمرة سلاح: وليها الأمير أقبغا التمرازي أياماً بعد قرقماس، ثم من

- ‌وظيفة إمرة مجلس: وليها الأمير تمراز القرمشي أشهرا إلى أن نقل منها إلى

- ‌وظيفة رأس نوبة النوب: باشرها في أول دولته الأمير تمراز القرمشى أياماً

- ‌وظيفة الحجوبية: باشرها الأمير يشبك السودوني في أوائل دولته أياماً ونقل

- ‌وظيفه الدوادارية الكبرى: باشرها في أوائل دولته الأمير أركماس الظاهري

- ‌وظيفة الأمير جندارية الكبرى: شاغرة بعد الأمير قرامراد خجا الظاهري من

- ‌وظيفة الخازندارية الكبرى: لم يلها أحد من مقدمي الألوف في زماننا هذا

- ‌ذكر الأعيان من مباشرى الدولة

- ‌نظار جيشه: الزينى عبد الباسط إلى أن أمسك وصودر، ثم من بعده القاضي محب

- ‌وزراؤه: الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن كاتب المناخ إلى، استعفى في

- ‌نظار خاصة: القاضي جمال الدين يوسف بن عبد الكريم ابن كاتب جكم

- ‌أستاداريته: جانبك الزيني عبد الباسط إلى أن عزل عندما قبض على أستاذه

- ‌وظيفة الحسبة: وليها الأمير تنم من عبد الرزاق المؤيدي إلى أن عزل، ثم من

- ‌ذكر ولاة القاهرة: الأمير قراجا العمري مدة إلى أن عزل، وتولى منصور بن

- ‌ذكر أمرائه بمكة والمدينة والبلاد الشامية وغيرهم:

- ‌أمراء مكة المشرفة: باشرها الشريف بركات بن حسن مدة إلى أن عزل، ثم وليها

- ‌أمراء المدينة النبوية: على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: وليها في أيامه

- ‌ذكر نوابه بالبلاد الشامية:

- ‌نوابه بحلب: الأمير تغرى برمش إلى أن خرج عن الطاعة وقتل بحلب في سنة

- ‌ذكر نوابه بطرابلس: الأمير جلبان الأمير آخور أشهرا، ونقل إلى نيابة حلب

- ‌ذكر نوابه بحماة: الأمير قاني باي الحمزاوي أشهرا، ثم من بعده الأمير

- ‌نوابه بصفد: الأمير إينال العسلائي الأجرود إلى أن عزل وقدم إلى القاهرة

- ‌نوابه بالكرك: الغرسي خليل بن شاهين الشيخي إلى أن عزل، ثم من بعده

- ‌نوابه بالقدس الشريف: الأمير طوغان العثماني سنين إلى أن عزل، ثم الأمير

- ‌نوابه بملطية: الأمير حسن شاه أخو تغرى برمش نائب حلب إلى أن عزل وقتل في

- ‌نوابه بثغر الإسكندرية: الأمير تمرباي التمر بغاوي الدوادار أحد مقدمي

- ‌ذكر زوجاته: خوند الكبرى صاحبة القاعة مغل بنت القاضي ناصر الدين البارزي

- ‌خلف من الأولاد الذكور: الملك المنصرو عثمان سلطان الديار المصرية، ومن

- ‌باب الجيم والكاف

- ‌850 - جكم نائب جلب

- ‌851 - جكم النوروزي المجنون

الفصل: ‌769 - تغرى برمش نائب القلعة

لمجيئه من دمشق، وأشهد عليه أنه لم يكن ابن تغرى برمش المذكور، وعاد إلى دمشق خائباً مبعودا من حقه في الدنيا، مطالباً به في الآخرة.

انتهت ترجمة تغرى برمش الزردكاش.

‌769 - تغرى برمش نائب القلعة

852هـ -؟ - 1448

م تغرى برمش بن عبد الله الجلالى المؤيدى، الفقيه الحنفي المحدث، الأمير سيف الدين أبو محمد، نائب القلعة بالديار المصرية.

في معتقه أقوال كثيرة، سألته عن ذلك فقال: أصلى من بلاد الروم، وأبي كان مسلماً، ثم جلبني خواجا جلال الدين من بلادي إلى حلب وأنا في السابعة أو التي بعدها في عدة مماليك أخر، وكان النائب بها إذ ذاك الأمير جكم من عوض وذلك في سنة ثمان وثمانمائة، فطلب الأمير جكم المماليك المذكورين من خواجا جلال الدين فأحضرهم بين يديه، فاشترى منه جكم الجميع إلا أنا ورفيقا لي صغيراً، فعاد بنا خوجا جلال الدين إلى محله، واتفق في تلك الأيام قدوم الملك الظاهر جقمق إلى حلب بكاملية نائبها الأمير جكم من عند السلطان الملك الناصر فرج،

ص: 68

وكان الملك الظاهر جقمق إذ ذاك خاصكيا ساقيا، فلما أقام جقمق بحلب اشتراني أنا ورفيقي، وعاد بنا إلى الديار المصرية، وقدمني إلى أخيه الأمير جاركس القاسمي المصارع الأمي آخور، فأقمت عند الأمير جاركس المذكور إلى أن خرج عن طاعة الناصر فرج وفد إلى البلاد الشامية، واستولى الملك الناصر على مماليك جاركس وموجوده، أخذني فيمن أخذ، وجعلني من جملة المماليك السلطانية الكتابية بالطبقة بقلعة الجبل إلى أن قتل الناصر، واستولى الملك المؤيد شيخ على الديار المصرية اشتراني فيمن اشتراه من المماليك الناصرية، وأعتقني، وجعلني جمدارا مدة طويلة، وكان الملك الظاهر إذ ذاك أمير طبلخاناه وخازندار، فوقف في بعض الأحيان إلى الملك المؤيد وادعاني وقال: هذا مملوكي وهبته لأخي، ومات أخي وليس له وارث غيري، وهو إلى الآن لم يخرج عن ملكي، فقال له الملك المؤيد: هذا يحسن قراءة القرآن ويعرف الفقه لا أعطيه لك، وأمر له بمبلغ ومملوك يسمى قمارى، فقبض الملك الظاهر جقمق الدراهم وأخذ المملوك قمارى وذهب إلى حال سبيله، واستمريت على ذلك إلى أن مات الملك المؤيد ووثب ططر على الأمر، وقيل له أن مشترى الملك المؤيد شيخ لمماليك الملك الناصر ما يصح، ووجهوا له وجها في شرائهم، فاشترى عدة، منهم تغرى برمش هذا، وأعتقه وجعله خاصكيا، واستمر خاصكيا إلى أن نفاه الملك الأشرف برسباى إلى قوص، ثم عاد بعد مدة إلى القاهرة، واستمر من جملة المماليك السلطانية مدة طويلة إلى أن أعاده خاصكيا بسفارة تغرى برمش نائب حلب.

فاستمر على ذلك إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق وأمر جماعة من المؤيدية

ص: 69

فعظم ذلك على تغرى برمش المذكور، وكان في ظنه أنه يتأمر قبل هؤلاء لأنه مملوكه قديما ومشتراه من حلب، وأن الملك الظاهر جقمق يدعى أن تغرى برمش المذكور لم يخرج من ملكه إلى يومنا هذا بطريق شرعي، فوقف إليه وسأله في الإمرة فلم يجبه، فألح عليه فأمر بنفيه، فنفى إلى قوص، وأقام بها نحو شهرين، ثم طلب إلى القاهرة، وأنعم عليه بحصة من شبين القصر، عوضاً عن يشبك الصوفي بحكم انتقاله إلى إمرة عشرة، عوضاً عن الأمير آفبغا التركماني المنتقل إلى نيابة الكرك.

واستمر تغرى برمش على ذلك إلى يوم السبت أول رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة أنعم عليه عشرة ونيابة القلعة بعد موت الأمير ممجق النوروزي نائب القلعة، فباشر نيابة القلعة بحرمة وافرة، وصار معدودا من أعيان الدولة، وقصدته الناس لقضاء حوائجهم، ثم أخذ أمره في انحطاط لسوء تدبيره، وصار يتكلم في كل وظيفة، ويداخل السلطان فيما لا يعنيه، فسهر عليه من له عنده رأس حتى اثخن جراحه عند السلطان، وهو لا يعلم إلى أن أمر السلطان ينفيه إلى القدس في يوم الخميس حادي عشر صفر إحدى وخمسين وثمانمائة، فتوجه إلى القدس ودام إلى أن توفي به في ثالث شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وسنه نيف على خمسين سنة، رحمه الله.

ص: 70

وكان له فضل ومعرفة بالحديث، لا سيما في أسماء الرجال، فإنه كان بارعاً في ذلك، وكان له مشاركة لطيفة في الفقه والتاريخ والأدب، مع أنه كان يحسن فنون الفروسية كالرمح والنشاب وغير ذلك.

وكان رجلاً أشقرا ضخما، للقصر أقرب، كث اللحية، بادره الشيب قبل موته بسنين، وكان فصيحاً باللغة العربية والتركية، مقداماً، محباً لطلبة العلم وأهل الخير، متواضعاً، كثير الأدب جهوري الصوت، وله إلمام بكتابة الخط المنسوب على قدره، وبالجملة فكان نادرة في أبناء جنسه مع جودة علمي بهذه الطائفة.

وكان أحسن علومه الحديث، وفيه كان غاية اجتهاده، وسمع الكثير. ذكر لي أنه قرأ صحيح البخاري على قاضي القضاء محب الدين أحمد بن نصر الله الحنبلي البغدادي قاضي قضاة الديار المصرية، وقرأ صحيح مسلم على الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن محمد الزركشى، وقرأ السنن الصغرى للنسائي على الشيخ شهاب الدين أحمد الكلوتاتي. وقرأ السنن لابن ماجه على الشيخ شمس الدين

ص: 71

محمد المصري، وقرأ بعض الدارمي على القاضي ناصر الدين محمد بن حسن الفاقوسى، وقرأ على قاضي القضاة شيخ الإسلام حافظ العصر شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر السنن لأبي داود السجستاني، وقرأ أيضاً على الشيخة الأصيلة أم الفضل عائشة بنت القاضي علاء الدين على الكناني العسقلاني الفوائد لأبي بكر الشافعي المعروفة بالغيلانيات، وسمع عليها أيضاً بقراءة صاحبنا تقي الدين عبد الرحمن القلقشندى المعجم الصغير للطبراني، وعلى القاضي شمس الدين محمد بن محمود البالسى السنن لأبي داود بافوات، وسمعنا معاً أيضاً بقراءة تقي الدين القلقشندي

ص: 72

المذكور على المشايخ الثلاثة زين الدين عبد الرحمن بن يوسف بن الطحان، وعلاء الدين علي بن الإمام عماد الدين إسماعيل بن بردس، وشهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن ناظر الصاحبة السنن لأبي داود بكماله في عدة مجالس، وبعض مسند أحمد على الأول، وكله على الآخرين، وكذا جامع الترمذي كاملا في عدة مجالس، والشمائل للترمذي أيضاً كاملا، ومشيخة ابن البخاري، وأجازوا لنا جميع ما يجوز لهم وعنهم روايته بشرطه، وذكر لي أنه تفقه بالشيخ سراج الدين عمر قارئ الهداية، وبشيخ الإسلام سعد الدين بن الديري.

وكان ينظم القريض باللغة التركية والعربية، ولعله أنشدني غالب نظمه من لفظه، أذكر منه أحسن ما سمعته من لفظه لنفسه في مليح يدعى شقير:

ص: 73

تفاح خدي شقير فيه

مسكى لونٍ زها وأزهر

قد بان منه النوى فأضحى

زهري لونٍ بخد مشعر

وهذا أحسن ما سمعته من نظمه، وله نظم غير ذلك نازل عن هذه الطبقة، انتهى.

ص: 74

770 -

تقتميش ملك الدشت تقتميش بن بردبك بن جانبك بن أزبك بن طفر لحاى بن منكو تمر بن طغان ابن باطوخان بن دوشى خان بن جنكز خان بن باى سوكى بن تريان بن تبل خان ابن تومنيه بن باى سنقر بن بيدو بن توتين بن بغا بن بوذ نجرين ألان قوا، وهي المرأة التي ولدت بوذ نجر ابن عمهم من غير أب، السلطان الفان ملك القبجاق والدشت، وأول من ملك المشرق.

واشتهر من أولاد بوذنجر جنكر خان، وهو صاحب اليسق، وعظيم ملوك التتار.

واليسق باللغة التركية: الترتيب وأمر الملك في عساكره، وأصله يسا، فلما أمر جنكز خان في عسكره بثلاثة تراتيب، وفرع منها بقية الترتيب

ص: 75

كإمرات الجندار والداوادارية والخازندارية ورؤس النوب والحجاب وما أشبه ذلك، وجعل الأصل في الأمور أصول ثلاثة، والثلاثة باللغة العجمية سى، فصاروا يقولون سى يسا، وتداول الناس هذه الأحكام وسموها السياسة في جميع أقاليم الإسلام، حتى صارت العوام تقول: اشتكى فلان من الشرع والسياسة، انتهى.

وكان جنكز خان أعظم ملوك التتار، ومن ذريته ملوك الشرق بتمامه وكماله إلى صاحب الترجمة، ولما أشرف جنكز خان على الموت وأيس من الحياة جمع المعتمد عليه من أولاده وهم: جغتاى، وأوكتاى، وأوليغ نوين، وكا كان، وجرجاى، وأورجاى، وأوصاهم بوصايا ثبتت لهم من ملكهم أساسا لم ينهدم، وأقامت بنيانا قواعد أركان لم تنخرم، هذا مع كثرة عددهم، وشراسة أخلاقهم، واختلاف أديانهم، وسعة بلادهم، وغلبة الجهل والحمية عليهم، فإن فيهم المسلمين والنصارى واليهود والمجوس والمشركين وعباد الشمس والنجوم والأصنام والصباه، ومن لا يتقيد بدين ولا ملة، فمن جملة وصاياه: أنه أعطى كل واحد منهم سهماً وأمره بكسره، فكسره من غير

ص: 76

انزعاج، ثم جعله سهمين فكسرهما، ثم ثلاثة فكسرها، ولا زال يزيد السهام واحداً بعد واحد وهم يكسرونها، حتى تكاتفت السهام فعجزوا عن كسرها، فقال لهم: مثلكم مثل هذه السهام إن انفردتم واختلفت كلمتكم وصار كل واحد منكم وحده كسركم كل من لقيكم من غير صداع ولا تعب، ثم مثل لهم من هذا النمط أشياء يطول شرحها.

وكانت أولاد جنكرخان وأقاربه يزيدون على عشرة آلاف نسمة، والترك لا يعتبرون في تقديم الأولاد إلا بالأمهات، فمن كانت أمه من الخوندات فهو المقدم، وهذا أيضاً مما رتبه جنكز خان، ثم أخذ جنكر خان على رعيته العهود والمواثيق لئن أقام عليهم من يختار ليطيعونه الباقون ولا يختلف عليه أحد، فأجابوه بالسمع والطاعة، فعهد إلى ابنه أوكتاى، وهلك جنكر خان في رابع شهر رمضان في سنة أربع وعشرين وستمائة.

فجمع أوكتاى المذكور ملوك الأطراف للمشورة، وتسمى هذه الجمعية باللغة المغلية قورلناى، وجلس على السرير سنة ست وعشرين، وتلقب بالقان، وجعل محل إقامته وتخت ملكه أيميل وقوناق، وذلك ما بين ممالك الخطار وبلاد أويغور، وهو موضعهم الأصلي ومنشأهم ومولدهم وسرة ممالكهم، وكان جنكر خان قد جعل محل إقامته وتخت ملكه أيميل وقوناق، وذلك ما بين ممالك الخطا وبلاد أو يغور، وهو موضعهم الأصلي ومنشأهم ومولدهم وسرة ممالكهم، وكان جنكز خان قد جعل ابنه جغتاى هو الذي يرجع إليه في أمور السياسة وتنفيذ الأحكام، وجعل ابنه

ص: 77

تولى وهو أبو هولاكو وقبلاي - هو الذي يرجع إليه في أمر الجيوش وزعامة العساكر والاسفهسالارية وترتيب الجنود والحرب، ثم قسم جنكرخان على أولاده قبل موته الممالك، فأعطى كل من أولاده وأحفاده وأعمامه وأخوته طائفة من أجناد الأطراف، وأضاف إليهم ما يليق به، فأعطى أخاه أو تكين توقات مع أولاده وأحفاده، وجماعاته، وأعطى ابنه تولى مملكة مجاورة لممالك أخيه أو كتاي مضافاً إلى خراسان وولايات العجم والعراق وما وصلت يده إليه، وأعطى أكبر أولاده توشى خان الذي تقتميش هذا من ذريته من حدود قالين وخوارزم إلى أقصى بلاد ساقسين وبلغارا المتاخمة لبلاد الروم والأرمن وتنتهي حدود ممالكه إلى حدود بلاد القسطنطينية، وهي مملكة متسعة.

فاستمر توشى خان بها إلى أن مات، فملك بعده ابنه باطوخان وقيل إن توشى خان مات في حياة جنكزخان، والله أعلم.

ص: 78

فدام باطوخان في الملك إلى أن مات سنة خمسين وستمائة، فولى بعده أخوه صرطق، فدام إلى سنة اثنتين وخمسين وستمائة فمات، فملك بعده أخوه بركة، وأسلم بركة المذكور على يد الشيخ شمس الدين الباخرزي الحنفي، وحمل قومه على الإسلام وبنى المساجد والمدارس في جميع أعماله، ودام في الملك إلى أن حدثت بينه وبين قبلاي بن طولي بن جنكر خان فتنة انتزع فيها بركة من الملك، وولى عليها ابن أخيه سرخاد بن باجر، ثم قتله لممالات عمه هولاكو إليه، وولى ملكه خاله، فزحف إليه هولاكو وحاربه على نهر إتل سنة ستين، ومات بعدها سنة ثلاث وستين، وولى بعده ابنه أبغا بن هولاكو فسار لحربه بركة، فلم ينتج أمره، ومات بركة سنة خمس وستين وستمائة، فولى مكانه ابن أخيه منكو تمر بن طغان ابن باطو بن توشى، وطالت أيامه إلى أن مات في سنة إحدى وثمانين، وملك بعده تدان متكو خمس سنين، وترهب من الملك سنة ست وثمانين، وملك بعده تدان منكو خمس سنين، وترهب من الملك سنة ست وثمانين، وملك بعده تدان منكو خمس سنين، وترهب من الملك سنة ست وثمانين، فولى بعده تلابغا ودام في الملك إلى أن قتل سنة تسعين وستمائة، وتولى أخوه طقطاى عوضه فحاربه نوغاي واستولى على الملك ودام فيه إلى أن قتل، وملك بعده ابنه جكا إلى أن مات، وعاد طقطاى إلى الملك إلى أن مات سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، فملك بعده أزبك

ص: 79

ابن طغو لجاى بن منكو تمر إلى أن مات في سنة نيف وأربعين وسبعمائة، فولى بعده ابنه جانبك إلى أن مات، وولى بعده ابنه بردبك ثلاث سنين ومات سنة تسع وخمسين وسبعمائة، وترك ابنه تقتميش هذا صغيراً، فأقيم في الملك بعده، وكانت أخته جانم بنت بردبك تحت الأمير ما ماى أحد أمراء المغل الأكابر وصاحب مدينة قرم، فأخرج ماماي تقتميش من بلاده واستولى عليها، وسار تقتميش إلى خوارزم واستنجد بتيمورلنك بعد أن وقع بين ماماي وبين تقتميش حوادث وحروب وخطوب، ونصب عدة ملوك على تخت الملك إلى أن عاد تقتميش إلى ملكه، وقتل ماماي، ودام تقتميش في الملك ووقع بينه وبين تيمورلنك وقائع آخرها الوقعة العظيمة التي انتصر فهيا تيمور، وهو أنهما تواقعا في يوم واحد نحو خمس عشرة وقعة إلى أن انهزم تقتميش واستولى تيمور على ملكه، كما هو مذكور في ترجمة الشريف بركة، ولا زال تيمور يتتبع تقتميش إلى أن قتله في سنة ثلاث وتسعين سبعمائة.

ص: 80