الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدولة شيئاً من الأمر والنهي، وسار على قاعدة السلف من الأمراء المتقدمين، ونالته السعادة.
وكان مشكور السيرة في أحكامه، لا يسمع رسالة مرسل بل يجتهد في عمل الحق حسب ما يظهر له، إلا أنه كان فظاً غليظا بذاء اللسان، شرس الخلق، يخاطب الرجل بما يكره، غير بشوش، متكبرا وعنده جبروت، ولما عظم أظهر ما كان مخفياً من لقبه، فانطبق الإسم على المسمى، فلله در القائل.
الظلم كمين في النفس
…
القوة تظهره والعجز يخفيه
وكان له مشاركة هينة، ويذاكر بالتاريخ فيمن عاصره، يحفظ مسائل يمارى بها الفقهاء، وكان عنده نباهة وفظنة، ومعرفة بأنواع الفروسية، يحب الجد ويكره الهزل، وعمر جامعا لطيفاً بخط صليبة جامع أحمد بن طولون، ووقف عليه عدة أوقاف، وكان يروم المرتبة العليا، ويقول في نفسه أنه هو حرف التاء، فادركته المنية بعد أن لزم الفراش مدة طويلة، ومات في يوم حادي عشرين جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثمانمائة، وهو في عشر الثمانين تقريباً، رحمه الله تعالى.
766 - تغرى برمش الفقيه التركماني
820هـ -؟ - 1417م
تغرى برمش بن يوسف، الشيخ زين الدين التركماني الجندي الحنفي، أبو المحاسن.
أصله من بلاد الروم، واعتنى يطلب العلم في بلده، ثم قدم إلى القاهرة في دولة الملك الظاهر برقوق وهو شاب، واشتغل بالعلم، وأخذ عن المشايخ، وتفقه بجماعة من أعيان العلماء كالشيخ جلال الدين التبانى وغيره، وكان كثير الاستحضار لفروع مذهبه، ويحفظ بعض مختصرات إلا أن ذكاءه لم يكن بذاك، وكان يميل إلى الصوفية، مع أنه كان يبالغ في ذم ابن عربى، وأحرق كتبه.
وكان لجماعة من الأمراء فيه محبة، ونال بصحبتهم جاها وتعظيما عند الأعيان وقتا بعد وقت في دولة الظاهر برقوق، ثم في دولة ابنه الملك الناصر فرج، ثم في الدولة المؤيدية شيخ، وأرسله الملك المؤيد إلى الحجاز وعلى يده مراسيم تتضمن النظر في أحوال مكة المشرفة، 130أوجاور بمكة، وأخذ في الأمر فيها بالمعروف والنهى عن المنكر، ومنع المؤذنين من المدائح النبوية فوق المنابر ليلا، ومنع المداحين من الإنشاد في المسجد الحرام، ومنع الصغار من الخطابة في ليالي رمضان، والوقيد في الليالي المعروفة بالحرم، وجرى له مع أهل مكة أمور بسبب ذاك يطول الشرح في ذكرها، ثم عاد إلى القاهرة، وكان يميل إلى دين خير.
توفي سنة عشرين وثمانمائة، رحمه الله.