الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
755 - تنبك ميق
826هـ -؟ - 1423م تنبك بن عبد الله العلائي، الأمير سيف الدين نائب الشام، المعروف بمبق، بميم مكسورة وياء آخر الحروف مكسورة أيضاً وقاف ساكنة، ومعناه باللغة التركية شوارب.
كان المذكور من أكابر المماليك الظاهرية ومن أشرارهم، وممن ترقى في الدولة الناصرية فرج، ولما تسلطن الملك المؤيد شيخ جعله أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، ثم رأس نوبة النوب، ثم أمير آخورا كبيرا، واستمر في الأمير آخورية إلى أن توجه الملك المؤيد في سنة تسع عشرة وثمانمائة إلى البلاد الشامية وسار إلى جهة ابلستين وغيرها، ثم عاد إلى دمشق ودخلها يوم الثلاثاء مستهل شهر رمضان من السنة، فلما كان يوم الإثنين سابع الشهر المذكور قبض
الملك المؤيد على مملوكه آقباي نائب دمشق وحبسه بقلعتها وولى الأمير تنبك ميق هذا نيابة الشام عوضاً عن آقباي المذكرو بعد امتناع زائد، فباشرها إلى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة استدعاه الملك المؤيد إلى القاهرة، فركب من وقته من دمشق.
وكان المقام الصارمي إبراهيم ولد الملك المؤيد قد خرج من دمشق عائدا إلى الديار المصرية من سفرته إلى بلاد الروم، فاستحث الأمير تنبك في السير حتى وافى المقام الصارمي بالقرب من خانقاة سرياقوس ضحى، وركب في الموكب إلى أن دخل القاهرة بين يدي السلطان وولده الصارمي إبراهيم بعد أن رحب به السلطان وبالغ في إكرامه، وذلك في تاسع عشرين شهر رمضان من السنة.
وعزل الأمير تنبك عن نيابة دمشق بالأمير جقمق الأرغون شاوي الدوادار، وأنعم عليه بإقطاع جقمق المذكور، وصار يجلس في رأس الميسرة تحت المقام
الصارمي، ودام على ذلك إلى أن مات الملك المؤيد وتسلطن ولده الملك المظفر أحمد المرضع وصار الأمير ططر مدبر الممالك، وصاحب العقد والحل في الديار المصرية، ثم توجه الأتابك ططر بالمظفر إلى البلاد الشامية، واستقر بالأمير تنبك هذا في نيابة دمشق ثانياً بعد عصيان الأمير جقمق المذكور والقبض عليه وقتله، فاستمر في نيابة دمشق إلى سنة خمس وعشرين وثمانمائة، وتوفي الملك الظاهر ططر وتسلطن ولده الملك الصالح محمد وصار الأمير الكبير برسباى الدقماقي مدبر المماليك، وقدم المير ناصر الدين محمد بن إبراهيم بن منجك من دمشق، فأعاده الأمير برسباى الدقماق إلى دمشق بطلب الأمير تنبك هذا إلى الديار المصرية.
فقدم تنبك صحبة ابن منجك المذكور بعد مدة يسيرة في سادس شهر ربيع الآخرة، وخرج الناس إلى لقائه، وصعد إلى القلعة، فخرج الأمير برصباى ماشيا إليه لقرب باب القلعة، اعتذر له عن ملاقاته من المماليك الجلبان، ودخلا