الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الظاهر برقوق بعد خروجه من سجن الكرك مع منطاش في سنة إثنتين وتسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
-
797 - تنكز الحسامي نائب الشام
741هـ -؟ - 1340م
تنكز بن عبد الله الحسامى الناصري، الأمير سيف الدين نائب الشام.
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: جلب إلى مصلا وهو حدثن فنشأ بها، وكان أبيض إلى السمرة أقرب، رشيق القد، مليح الشعر، خفيف اللحية، قليل الشيب، حسن الشكل ظريفه، جلبه الخواجا علاء الدين السيواسى، فاشتراه الأمير لاجين، فلما قتل لاجين في سلطنتة صار من خاصكية السلطان، وشهد معه واقعة وادي الخزندار، ثم وقعة شقحب.
أخبرني القاضي شهاب الدين بن القسراني قال: قال لي يوماً أنا والأمير سيف الدين طينال من مماليك الملك الأشرف.
قلت: يعني بذلك الأشرف خليل بن قلاوون. انتهى.
وسمع تنكز صحيح البخاري غير مرة من ابن الشحنة، وسمع كتاب الآثار للطحاوي، وقرأ عليه المقر يزى ثلاثيات البخاري بالمدينة النبوية، وأمره السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون إمرة عشرة قبل توجهه إلى الكرك، وكان قد سلم إقطاعه إلى الأمير صاروجا المظفري، فكان على مصطلح الترك أغاله، ولما توجه الملك الناصر إلى الكرك كان في خدمته، وجهزه مرة إلى الأفرم نائب دمشق
رسولا، فاتهمه أن معه كتبا إلى أمراء دمشق، فحصل له منه مخافة شديدة، وفتش وعرض عليه العقوبة، فلما عاد إلى الملك الناصر عرفه بذلك، فقال له: إن عدت على الملك فأنت نائب الشام، فلما عاد السلطان ضم تنكز إلى أرغون الدوادار ليتعلم منه الأحكام، فلما مهر ولاه نيابة دمشق سنة إثنتي عشرة وسبعمائة، الدوادار ليتعلم منه الأحكام، فلما مهر ولاه نيابة دمشق سنة إثنتي عشرة وسبعمائة، وأقام بدمشق نائباً بها ثمانية وعشرين سنة، وهو الذي عمر بلاد دمشق، ومهد نواحيها، وأقام شعائر المساجد بها بعد التتار، وبنى بها جامعاً معروفاً به، وجدد يصفد بيمار ستانا للشفاء، وبنى بالقدس رباطاً جم المحاسن، وعمر أيضاً عدة أماكن، وطالت أيامه، انتهى كلام الصفدي باختصار.
قلت: وفي ولايته لدمشق توجه إلى البلاد الحلبية مرتين: الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، ثم توجه لغزو ملطية فأخذها، وأسر وقتل، ثم عاد على محل كفالته، والثانية في سنة ست وثلاثين وسبعمائة، ندبه لذلك الملك الناصر محمد بن قلاوون لعمارة قلعة جعبر، المعروفة قديماً بالدوسرة، فامتثل المرسوم الشريف، وجمع الصناع والعمال، وأنفق الأموال، وجد واجتهد إلى أن عمرت بعد اهتمام وافر ومشقة زائدة، وقرر بها النواب والحكام.
وفي هذا المعنى يقول بعض الشعراء من أبيات:
وتحركت سكانها وتبسمت
…
زهراتها وأضاء منها المعهد
وتبرجت أبراجها باهلة
…
أين السها من أهلها والفرقد
ومنها:
وإذا نظرت إلى البقاع وجدتها
…
تشقى كما تشقى الرجال وتسعد
وكان الأمير تنكز في مدة ولايته دمشق يتوجه في كل قليل إلى القاهرة، ويتمثل في الخدم الشيفة بالتحف والهدايا، وتكرر ذلك منه إلى سلخ سنة أربعين وسبعمائة، رسم السلطان الملك الناصر محمد للأمير طشتمر حمص أخضر نائب صفد بالتوجه إلى دمشق والقبض على الأمير تنكز المذكور، فتوجه طشتمر إلى دمشق وقبض عليه، وأرسله إلى القاهرة في أول سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، وولى نيابة دمشق عوضه الأمير ألطنبغا نائب حلب.
وفيه يقول الصلاح الصفدي:
ألا لييلات تقضت على الحمى
…
تعود بوعد للسرور منجز
ليال إذا رام المبالغ وصفها
…
يشبهها حسناً بأيام تنكز
ولما قبض على تنكز وحمل إلى القاهرة، جهز السلطان الأمير بشتك الناصري، والأمير طاجار الدوادار، وبيغرا، وبكا الخضري، والحاج أرقطاى، بسب الحوطة على مال تنكز المذكور.
قال الصفدي: فكان الذي وصل إلى السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون من مال تنكز من الذهب وخمسمائة ألف، ومن أصناف الجوهر والطرز الزركش وحوائص الذهب والخلع والأطلس شئ كثير، حمل ذلك على ثمانية جمال، ثم استخرج برسبغا أيضاً من بقايا مال تنكز بدمشق أربعين ألف دينار وألف ألف درهم ومائة ألف درهم. انتهى.
قلت: وكانت وفاة تنكز المذكور بحبس الإسكندرية في يوم الثلاثاء النصف من المحرم سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
وكان رحمه الله ملكاً جليلاً، محترماً مهابا، عفيفاً عن أموال الرعية، حسن المباشرة والطريقة، إلا أنه كان صعب المراس، ذا سطوة عظيمة، وحرمة وافرة على أهل الدنيا والأعيان من أرباب الدولة، متواضعاً للفقراء وأهل الخير، وعمر عدة عمائر، ووقف عدة أوقاف على وجوه البر والصدقة، وكان يميل إلى فعل الخير.
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: ورد مرسوم السلطان إلى دمشق بتقويم أملاكه، فعمل ذلك بالعدول وأرباب الخبرة وشهود القيمة، وحضرت بذلك محاضر إلى ديوان الإنشاء لتجهز إلى السلطان، فنقلت منها ما صورته: دار الذهب بمجموعها واسطبلاتها: ستمائة ألف درهم، دار الزمرد: مائتا ألف وسبعون ألف درهم، دار الزرد كاش وما معها: مائتا ألف وعشرون ألف درهم، الدار التي يجوار جامعه بدمشق: مائة ألف درهم، الحمام التي بجوار الجامع: مائة ألف درهم، خان العرصة: مائة ألف درهم وخمسون ألف درهم، إسطبل حكر السماق: عشرون ألف درهم، الطبقة التي بجوار حمام ابن يمن: أربعة آلاف وخمسمائة درهم، قيسارية المرحليين: مائتا ألف وخمسون ألف درهم، الفرن والحوض بالقنوات
من غير أرض: عشرة آلاف درهم، حوانيت التعديل: ثمانية آلاف درهم، الأهراء من إسطبل بهادر آص: عشرون ألف درهم، خان البيض وحوانيته: مائة ألف وعشرة آلاف درهم، حوانيت باب الفرج: خمسة وأربعون ألف درهم، حمام القابون: عشرة آلاف درهم، حمام القصير العمري: ستة آلاف درهم، الدهشة والحمام: مائتا ألف وخمسون ألف درهم، بستان العادل: مائة ألف وثلاثون أللاف درهم، بستان النجيبى والحمام والفرن: مائة ألف درهم وثلاثون ألف درهم، بستان الحلبي بحرستا: أربعون ألف درهم، الحدائق بها: مائة ألف وخمسة وستون ألف درهم، بستان القوصى بها: ستون ألف درهم، بستان الدردور بزبدين: خمسون ألف درهم، الجنينة المعروفة بالحمام بها: سبعة آلاف درهم، بستان الرزاز خمسة وثمانون ألف درهم، مزرعة الركن البوقي والعنبري: مائة ألف درهم، الحصة بالدفوف القبلية بكفر بطنا ثلثاها: ثلاثون ألف درهم، بستان السقلاطوني: خمسة وسبعون ألف درهم، حقل البيطارية بها خمسة عشر ألف درهم، الفاتكيات والرشيدي والكروم من زملكا: مائة ألف وثمانون ألف درهم، مزرعة المرفع بالقابون: مائة ألف وعشرة آلاف
درهم، الحصة من غراس غيضة الأعجام: عشرون ألف درهم: نصف الضيعة المعروفة بزوينة: خمسة آلاف درهم، غراس قائم في جوار دار الجالق: ألفا درهم، النصف من خراج الهامة: ثلاثون ألف درهم، الحوانيت التي قبالة الحمام: مائة ألف درهم، الإسطبلات التي عند الجامع: ثلاثون ألف درهم، بيدر تبدين: ثلاثة وأربعون ألف درهمن أرض خارج باب الفرج: ستة عشر ألف درهم، القصر وما معه: خمسمائة ألف وخمسون ألف درهم، ربع القصرين ضيعة: مائة وعشرون ألف درهم، نصف البيطارية: مائة وثمانون ألف درهم، حصة من البويضا: مائة ألف وسبعة وثمانون ألف درهم نصف بوابة: مائة وثمانون ألف درهم، العلائية بعيون الفاسريا: ثمانون ألف درهم، حصة ديرا بن عصرون: خمسة وسبعون ألف درهم، العديل: مائة ألف وثلاثون ألف درهم، حوانيت داخل باب الفرج: أربعون ألف درهم، التنورية: إثنان وعشرون ألف درهم.
الأملاك التي له بمدينة حمص: الحمام بحمص: خمسة وعشرون ألف درهم، الحوانيت: سبعة آلاف درهم، الربع: ستون ألف درهم، الطاحون الراكبة على العاصي: ثلاثون ألف درهم زور قبجق: خمسة وعشرون ألف درهم، الخان: مائة ألف درهم، الحمام الملاصقة للخان: ستون ألف درهم، الحوش الملاصق له: ألف وخمسمائة درهم، المناخ: ثلاثة آلاف درهم، الحوش الملاصق للخندق: ثلاثة آلاف درهم، حوانيت العريضة: ثلاثة آلاف درهم، الأراضي المحتكرة: سبعة آلاف درهم.
بيروت الخان: مائة وخمسة وثلاثون ألف درهم، الحوانيت والفرن: مائة وعشرون ألف درهم، المصبنة بآلاتها: عشرة آلاف درهم؛ الحمام: عشرون ألف وثمانون ألف درهم، المباركة: خمسة وسبعون ألف درهم، المسعودية: مائة ألف وعشرون ألف درهم الضياع الثلاثة المعروفة