المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ 836 - هـ؟ - 1433م - المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي - جـ ٤

[ابن تغري بردي]

فهرس الكتاب

- ‌752 - تاج الشويكي بعد 750 - 829هـ؟ - 1435م

- ‌753 - تاشفين المريني

- ‌754 - تأني بك اليحياوي 800هـ؟ - 1398م

- ‌755 - تنبك ميق

- ‌756 - تبك البجاسي

- ‌757 - تنبك الجقمقي

- ‌758 - تنبك المصارع

- ‌759 - تنبك الحاجب

- ‌باب التاء والغين المعجمة

- ‌760 - تعزى بردى الأتابكى

- ‌تغرة بردى المؤيدى، أخو قصروه

- ‌762 - تغرى بردى سيدي الصغير ابن أخي دمرداش

- ‌تغرى بردى المحمودي

- ‌تغرى بردى القرمى

- ‌765؟ - تغرى بردى البكلمشى المؤذى

- ‌766 - تغرى برمش الفقيه التركماني

- ‌767 - تغرى برمش نائب حلب

- ‌768 - تغرى برمش الزرد كاش

- ‌769 - تغرى برمش نائب القلعة

- ‌باب التاء والكاف

- ‌771 - تكا الأشرفي

- ‌باب التاء واللام

- ‌773 - تلكتمر من بركة الناصري

- ‌باب التاء والميم

- ‌775 - تمان تمر العمري نائب غزة

- ‌776 - تمان تمر الأشرفي

- ‌777 - تمر بى الدمرداشي

- ‌778 - تمرباي اليوسفي

- ‌839 - هـ؟ - 1436م

- ‌779 - تمرباى الحسنى

- ‌تمر باى رأس نوبة النوب

- ‌781 - تمرباى الساقي

- ‌تمرباى بن عبد الله الساقى الناصري، الأمير سيف الدين

- ‌ م

- ‌ منطاش

- ‌783 - تمربغا المشطوب

- ‌784 - تمربغا الظاهري الدوادار

- ‌ 785 تمر الجر كتمرى

- ‌ 786 تمر الشهابي

- ‌787 - تمرلنك الطاغية

- ‌788 - تمرتاش بن جوبان

- ‌ 728هـ؟ 1328م

- ‌789 - تمراز الناصري

- ‌790 - تمراز الأعور

- ‌791 - تمراز المؤيدي الخازندار نائب غزة

- ‌793 - القرشي أمير سلاح

- ‌793 - تمراز النوروزي

- ‌794 - تمراز المؤيدي المصارع

- ‌باب التاء والنون

- ‌795 - تنكز ناظر الرباط بالصالحية

- ‌796 - تنكز العثماني

- ‌ 797 - تنكز الحسامي نائب الشام

- ‌م

- ‌798 - تنم الحسنى نائب الشام

- ‌799 - تنم الساقي المؤيدي

- ‌801 - المحتسب المؤيدي أمير مجلس

- ‌868 - هـ؟ 1463م

- ‌باب التاء والواو

- ‌802 - توبة بن علي الصاحب تقي الدين

- ‌620 - 698هـ؟ 1223 - 1299م

- ‌803 - توران شاه الملك المعظم

- ‌804 - توران شاه الملك المعظم سلطان الديار المصرية

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌805 - ثابت الهاشمي أمير المدينة 811هـ؟ 1408م

- ‌باب الثاء المثلثة والقاف

- ‌806 - ثقبة أمير مكة

- ‌حرف الجيم

- ‌807 - الإمام أبو محمد الواد آشى المالكي

- ‌610 - 694هـ؟ - 1213 - 1295م

- ‌808 - إفتخار الدين الخوارزمي الحنفي

- ‌667 - 741هـ؟ - 1269 - 1340م

- ‌809 - جاركس الخليلي

- ‌810 - جاركس الناصري

- ‌608 - 1211م

- ‌811 - جاركس المصارع أخو الملك الظاهر جقمق

- ‌810 - 1407م

- ‌812 - جار قطلو نائب الشام

- ‌813 - جانم الظاهري نائب طرابلس

- ‌815 - جانم المؤيدي الدوادار

- ‌816 - جانم الأشرفي

- ‌817 - جان بك المؤيدي الدوادار

- ‌817 - هـ؟ - 1414م

- ‌818 - جان بك الحمزاوي

- ‌ 836 - هـ؟ - 1433م

- ‌820 - جان بك الناصري الثور

- ‌841 - هـ؟ - 1438م

- ‌821 - جان بك الأشرفي الدوادار

- ‌822 - جان بك الساقي وإلى القاهرة

- ‌823 - جان بك القرماني حاجب الحجاب

- ‌ جان بك المشد دوادار سيدى

- ‌826 - جان بك الظاهري المعروف بقرا

- ‌828 - جان بك المرتد

- ‌829 - جان بك نائب جدة

- ‌ 867 - هـ؟ - 1462م

- ‌830 - جان بك النوروزى نائب بيروت

- ‌831 - جان بك الزينى عبد الباسط الأستادار

- ‌باب الجيم والباء الموحدة

- ‌832 - جبريل العسقلاني المحدث

- ‌610 - 695هـ؟ - 1213 - 1296م

- ‌833 - جبريل الخوارزمى

- ‌باب الجيم والراء المهملة

- ‌834 - جرباش الشيخى الظاهري

- ‌836 - جرباش العمري

- ‌814 - هـ؟ - 1411م

- ‌837 - جرباش الظاهري

- ‌839 - جرباش كرد

- ‌840 - جرباش مشد سيدى

- ‌841 - جرجى الناصري نائب حلب

- ‌842 - جردمر أخى طاز نائب الشام

- ‌843 - جر كتمر الأشرفي

- ‌باب الجيم والعين المهملة

- ‌844 - جعفر الدميرى

- ‌555 - 623هـ؟ - 1160 - 1226م

- ‌845 - الحسن البصرى

- ‌604 - 698هـ؟ - 1207 - 1299م

- ‌846 - جعفر بن دبوقا

- ‌باب الجيم والقاف

- ‌847 - جقمق الأرغون شاوى الدوادار ثم نائب دمشق

- ‌848 - جقمق الصفوى

- ‌849 - السلطان الملك الظاهر جقمق

- ‌ذكر سلطنة الملك الظاهر جقمق

- ‌وجلوسه على تخت الملك

- ‌ذكر من عاصره من الخلفاء العباسية حفظهم الله:

- ‌ذكر من مات في أيامه من ملوك الأقطار:

- ‌ذكر من ولى في أيامه من قضاة القضاة بالديار المصرية:

- ‌قضاته الحنابلة: شيخ الإسلام قاضي القضاة محب الدين أحمد بن نصر الله

- ‌ذكر من ولى في أيامه الوظائف السنية من الأمراء:

- ‌وظيفة إمرة سلاح: وليها الأمير أقبغا التمرازي أياماً بعد قرقماس، ثم من

- ‌وظيفة إمرة مجلس: وليها الأمير تمراز القرمشي أشهرا إلى أن نقل منها إلى

- ‌وظيفة رأس نوبة النوب: باشرها في أول دولته الأمير تمراز القرمشى أياماً

- ‌وظيفة الحجوبية: باشرها الأمير يشبك السودوني في أوائل دولته أياماً ونقل

- ‌وظيفه الدوادارية الكبرى: باشرها في أوائل دولته الأمير أركماس الظاهري

- ‌وظيفة الأمير جندارية الكبرى: شاغرة بعد الأمير قرامراد خجا الظاهري من

- ‌وظيفة الخازندارية الكبرى: لم يلها أحد من مقدمي الألوف في زماننا هذا

- ‌ذكر الأعيان من مباشرى الدولة

- ‌نظار جيشه: الزينى عبد الباسط إلى أن أمسك وصودر، ثم من بعده القاضي محب

- ‌وزراؤه: الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن كاتب المناخ إلى، استعفى في

- ‌نظار خاصة: القاضي جمال الدين يوسف بن عبد الكريم ابن كاتب جكم

- ‌أستاداريته: جانبك الزيني عبد الباسط إلى أن عزل عندما قبض على أستاذه

- ‌وظيفة الحسبة: وليها الأمير تنم من عبد الرزاق المؤيدي إلى أن عزل، ثم من

- ‌ذكر ولاة القاهرة: الأمير قراجا العمري مدة إلى أن عزل، وتولى منصور بن

- ‌ذكر أمرائه بمكة والمدينة والبلاد الشامية وغيرهم:

- ‌أمراء مكة المشرفة: باشرها الشريف بركات بن حسن مدة إلى أن عزل، ثم وليها

- ‌أمراء المدينة النبوية: على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: وليها في أيامه

- ‌ذكر نوابه بالبلاد الشامية:

- ‌نوابه بحلب: الأمير تغرى برمش إلى أن خرج عن الطاعة وقتل بحلب في سنة

- ‌ذكر نوابه بطرابلس: الأمير جلبان الأمير آخور أشهرا، ونقل إلى نيابة حلب

- ‌ذكر نوابه بحماة: الأمير قاني باي الحمزاوي أشهرا، ثم من بعده الأمير

- ‌نوابه بصفد: الأمير إينال العسلائي الأجرود إلى أن عزل وقدم إلى القاهرة

- ‌نوابه بالكرك: الغرسي خليل بن شاهين الشيخي إلى أن عزل، ثم من بعده

- ‌نوابه بالقدس الشريف: الأمير طوغان العثماني سنين إلى أن عزل، ثم الأمير

- ‌نوابه بملطية: الأمير حسن شاه أخو تغرى برمش نائب حلب إلى أن عزل وقتل في

- ‌نوابه بثغر الإسكندرية: الأمير تمرباي التمر بغاوي الدوادار أحد مقدمي

- ‌ذكر زوجاته: خوند الكبرى صاحبة القاعة مغل بنت القاضي ناصر الدين البارزي

- ‌خلف من الأولاد الذكور: الملك المنصرو عثمان سلطان الديار المصرية، ومن

- ‌باب الجيم والكاف

- ‌850 - جكم نائب جلب

- ‌851 - جكم النوروزي المجنون

الفصل: ‌ 836 - هـ؟ - 1433م

وصار جانبك المذكور عظيم الدولة المؤيدية، وصاحب أمرها ونهيها، حتى أنه أمعن في التجربر والتكبر، وحدثته نفسه بأشياء بعيدة عنه، إلى أن توجه الملك المؤيد إلى البلاد الشامية لقتال الأمير نوروز الحافظي، ووصل الملك المؤيد إلى دمشق، ووقع القتال بين الفريقين، أصاب جانبك هذا سهم لزم منه الفراش، بعد ان كان ولاه أستاذه الملك المؤيد نيابة الشام، عوضاً عن نوروز الحافظي بحكم عصيانه.

واستمر مريضاً إلى أن مات بمدينة حمص، وهو متوجه صحبة العساكر المصرية إلى حلب، بعد قتل نوروز.

وكانت وفاته في شهر جمادى الأولى سنة سبع عشرة وثمانمائة.

وكان أميراً شجاعاً، مقداماً، كريما جوادا، جباراً متكبراً لم تطل أيامه في السعادة، ومات رحمه الله.

وجانبك: لفظ تركي معناه أمير روح، وصوابه في الكتابة كما هو مكتوب بغير ياء آخر الحروف، يعرف ذلك من عنده فضيله وعلم باللغات. وانتهى.

؟

‌818 - جان بك الحمزاوي

؟‌

‌ 836 - هـ؟ - 1433م

جانبك بن عبد الله الحمزاوي، الأمير سيف الدين.

ص: 222

أصله من مماليك الأمير سودون الحمزاوي الظاهري، ثم ولى بعد موت أستاذه بعض القلاع بالبلاد الشامية إلى أن عصى الأمير قانى باي المحمدي نائب دمشق وافقه جانبك المذكور، ولما انكسر قانى باي وقبض عليه فر جانبك مع من فر إلى قرا يوسف صاحب تبريز حتى توفي الملك الظاهر ططر بدمشق فأنعم عليه بإمرة في تلك البلاد، ثم صار حاجب حجاب مدينة طرابلس في الدولة الأشرفية برسباى مدة سنين، إلى أن وقع بينه وبين نائبها الأمير طرباى وقدما إلى القاهرة أخلع الملك الأشرف على طرباى باستمراره في نيابة طرابلس وعزل جانبك المذكور عن حجوبية طرابلس، وأنعم عليه بتقدمة ألف بالديار المصرية.

جانبك المذكور عن حجوبية طرابلس، وأنعم عليه بتقدمة ألف بالديار المصرية.

واستمر على ذلك إلى أن تجرد الملك الأشرف إلى آمد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة، ولاه نيابة غزة في عوده إلى الديار المصرية، عوضاً عن الأمير إينال العلائي الأجرود، بحكم توليته نيابة الرها، ثم توعك جانبك المذكور ولا زال مريضاً حتى توفي بالقرب من بعلبك عائداً من سفرته إلى جهة كفالته في أواخر سنة ست المذكورة.

ص: 223

وكان شيخاً طوالا، عنده جهل، وشجاعة، مسرفاً على نفسه، مهملاً عفا الله عنه.

؟ 819 - جان بك الصوفي؟ 841هـ؟ - 1438م جانبك بن عبد الله الصوفي الظاهري، الأيمر سيف الدين، أتابك العساكر بالديار المصرية.

هو من مماليك الظاهر برقوق، وممن صار أمير مائة ومقدم ألف في دولة الملك الناصر فرج بن برقوق، ثم استقر رأس نوبة النوب في دولة الملك المؤيد شيخ، ثم نقله إلى إمرة مجلس، ثم إلى إمرة سلاح إلى أن قبض عليه وحبسه بثغر الأسكندرية في رابع عشر شهر رجب سنة ثماني عشرة وثمانمائة.

واستمر محبوساً إلى سنة إثنتين وعشرين وثمانمائة أفرج عنه الملك المؤيد، وأنعم عليه بإقطاع ولده المقام الصارمى إبراهيم بعد موته، فلم تطل أيامه، ومات الملك المؤيد شيخ في أول سنة أربع وعشرين وثمانمائة، وتسلطن من بعده ولده الرضيع أحمد المظفر، وصار الأمير ططر مدبر المملكة أخلع على جانبك المذكور باستقراره أمير سلاح، عوضاً عن فجقار القردمى بعد القبض

ص: 224

عليه، ثم صار أتابك العساكر بالديار المصرية بعد سلطنة ططر في شهر رمضان سنة أربع وعشرين وثمانمائة.

ولما مات الملك الظاهر ططر أوصى أن يكون جانبك الصوفي هذا مدبر مملكة ولده الملك الصالح محمد، فسكن جانبك المذكور بباب السلسلة من الإسطبل السلطاني بعد موت الظاهر ططر، فلم تطل مدته غير أيام وتغلب عليه الأميران برسباى الدقماقي الدوادار وطرباى حاجب الحجاب، وكثر الكلام بينهم حتى ركب الأتابك جانبك الصوفي في يوم عيد الأضحى بآلة الحرب، ولبس الأمراء الذين يقلعة الجبل، ولم تقع حرب بين الفريقين، بل تراموا بالسهام ساعة، ثم خمدت الفتنة، ومشى جماعة من الأمراء بينهم في الصلح، فنزل الأتابك من باب السلسلة إلى بيت الأمير بيبغا المظفرى أمير سلاح لعمل المصالحة، ومعه الأمير يشبك الحكمى أمير آخور، فلما صارا في وسط حوش بين بيبغا قبض عليهما، وقيدا، وحملا إلى ثغر الإسكندرية، فحبسا بها في شهر ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثمانمائة.

فاستمر الأمير جانبك في حبس الأسكندرية إلى أن فر من حبسه في سنة ست وعشرين وثمانمائة، ووورد الخبر بتسحبه على الملك الأشرف في يوم الجمعة

ص: 225

سابع شهر شعبان من السنة، ولما سمع الملك الأشرف برسباى بفراره من حبس الإسكندرية قلق لذلك، وقبض على جماعة من الأمراء، وعاقب جمامة من خاصكيته.

واستمر هذا البلاء بالناس سنين عديدة، والسلطان حثيث الطلب عليه، والناس في شدة وبلاء من الكبس عليهم في بيوتهم على غفلة، والقبض على من أتهم أنه يعلم به، واستمر ما بين هلاك الشخص وبينه إلا أن يقال جانبك الصوفي عند فلان، فيؤخذ ويعاقب، وطال هذا الأمر، وعم هذا جانبك الصوفي من حبس الإسكندرية، إلى أن ظهر خبره أنه توجه إلى بلاد الشرق سنة تسع وثلاثين وثمانمائة، ونزل عند الأمير ناصر الدين بك محمد بن دلغادر، فلما تحقق الملك الأشرف هذا الخبر أرسل الأمير شادبك الجكمى رأس نوبه ثاني إلى الأمير ناصر الدين بك بطلب جانبك الصوفي منه، وتمكينه من القبض عليه، وعوده به إلى الديار المصرية، فسافر شاد بك إلى ابن دلغادر المذكور وصحبته الهدايا والتحف حتى وصل إليه، وسأله فيما ندب بسببه، فصار يسوف به من وقت إلى وقت بعد أن أخذ جميع ما جاء به من الهدايا طائل، بعد ما قاسى من شدة البرد والثلوج مالا مزيد عليه، فتأكدت الوحشة

ص: 226

بين الملك الأشرف وبين ابن دلغار بسبب جانبك الصوفي، فجهز إليه عسكراً من الديار المصرية، ومقدم العسكر الأتابك جقمق العلائي، أعني الملك الظاهر وصحبته جماعة أخر من الأمراء، وساروا من الديار المصرية حتى وصلوا إلى حلب خرج معهم، نائبها الأمير تغرى برمش بعساكر حلب وجموع التركمان، ونزلوا بظاهر حلب، فجاءهم الخبر بمجئ الأمير جانبك الصوفي إلى عينتاب، وكان قد هرب إليه جماعة من أمراء حلب وغيرها قبل وصول العسرك المصري إليها.

وكان الأمير خجا سودون أحد مدقمي الألوف بديار مصر خرج من حلب قبل تاريخه ونزل بالقرب من عينتاب، فوقع بينه وبين أعوان جانبك الصوفي وقعة هائلة انهزم فيها عسكر جانبك، وقبض على الأمير قرمش الأعور، الذي كان أولاً أتابك حلب، ثم صار من جملة مقدمي الألوف بالقاهرة، ثم قبض عليه الأشرف وحبسه، ثم صار من جملة مقدمي الألوف بالقاهرة، ثم قبض عليه الأشرف وحبسه، ثم أطلقه، وجعله من جملة المقدمين بدمشق، فلما عصى الأمير تنبك البجاسى نائب الشام على الملك الأشرف وافقه قرمش هذا على العصيان، فلما انهزم تنبك البجاسى وقبض عليه فرقرمش واختفى إلى أن انضم على الأمير جانبك الصوفي، لما صار جانبك عند ناصر الدين بك بن دلغادر،

ص: 227

وقبض أيضاً على الأمير كمشبغا المعروف بأمير عشرة، أحد أمراء حلب، وأمسك معهم جماعة من المماليك والتركمان، وجئ بالجميع إلى حلب وحبسوا بقلعتها، وكاتب الأمراء السلطان بذلك، فعاد المرسوم بقتلهم أجمعين، فقتلوا وعلقوا ببا قلعة حلب في أوائل سنة أربعين وثمانمائة.

ثم توجهت العساكر المصرية والحلبية من حلب إلى جهة إبلستين لقتال ناصر الدين بك بن دلغادر والأمير جانبك الصوفي. فساروا إلى أن وصلوا إلى مدينة سيواس، بعد ان أخرجوا ابن دلغادر وجانبك الصوفي من إبلستين وشتت شملهما، ولما وقع لابن دلغادر ما وقع من تغربه عن وطنه، وخراب غالب بلاده ندم ندماً كثيراً، وصار لا يمكنه استدراك فرطه، فإنه كن وزج الأمير جانبك الصوفي بإحدى بناته وولدت منه بنتا، فضم إليه ولده سليمان بن ناصر الدين بك، ثم انعزل هو عنهما، فأخذهما الأمير تغرى برمش نائب حلب من دأبه، حتى ضيق عليهما واسع الفضاء، وطال الأمر على جانبك الصوفي فتوجه إلى ديار بكر عند بعض أولاد قرايلك والتجأ إليه، فلم تطل مدته عنده.

ومات في ويم الجمعة خامس عشرين شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وثمانمائةن وسنة نيف على خمسين سنة تخميناً، أو مناهز الستين.

ولما مات قطع رأسه وجئ به إلى الديار المصرية، فحمل على رمح ونودى عليه، وعلق على بعض أبواب القاهرة.

ص: 228

واختلفت الأقاويل في موته، فمنهم من يقول أن ابن قرايلك قتله تقرباً لخاطر الملك الأشرف برسباى، وهو بعيد، ومنهم من يقول أنه مات بالطاعون، فلما رأى ابن قرايلك أنه قد فرط فيه الفرط بالموت قطع رأسه وبعث به إلى الأشرف، وهذا هو الأقرب. المتداول بين الناس، والله أعلم.

وكان جانبك الصوفي أميراً جليلا

ً، معظماً في الدول، طوالا، جميلاً، مليح الشكل، إلا أنه كان قليل السعادة إلى الغاية، حبس بثغر الإسكندرية غير مرة، حتى أن مجموع أيام إمارته لو حصرت كانت نحو ثلاث سنين لا غير، وباقي عمره كان في الحبوس أو مشتتا في البلاد، وطال خموله في الدولة الأشرفية لما كان مختفياً، وقاسى خطوب الدهر ألواناً، ورأى الأهوال.

أخبرني من أثق بقوله من أصحابه بعد موت الملك الأشرف: أنه كبس عليه مرة وهو في دار فنام تحت حصيرة في البيت المذكور فاختفى عنهم، وكبس عليه مرة أخرى وهو بدار في الحسينية فاختفى بمكان غير بعيد عن أعين الناس، وستره الله فيهما، ونجاه من القبض.

وحدثني صاحبنا يشبك الظاهري أن ركب مرة من داره بعد صلاة الصبح وقصد الفضاء، فلما كان عند باب النصر صدفه وقد أسفر النهار، فأردا أن ينزل عن فرسه إجلالاله فمنعه جانبك الصوفي من ذلك، وسار يتحادثان وجانبك غير خائف من يشبك لما كان بينهما من الصحبة قديماً، فكان من جملة كلام يشبك له: يا خوند تمشى في هذا الوقت وأنت تعلم من خلفك؟ وما الناس فيه

ص: 229