الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقال عنه: أنه كان عنده مملوك مليح اسمه أقطوان، فخرج ليلة يسير وأقطوان خلفه إلى وادي الربوة، فمر على مسطول وهو نائم، فلما أحس بركض الخيل فتح عينيه وقال يا الله توبة، فقال تقي الدين: والك ايش تعمل بتوبة، واحد شيخ نحسن، أطلب منه أقطوان أحب إليك.
ولما أعيد إلى الوزارة، قال فيه شمس الدين بن منصور، موقع غزة:
عتبت على الزمان وقلت مهلاً
…
أقمت على الخنا ولبست ثوبه
ففاق من التجاهل والتعامى
…
وعاد إلى التقى وأتى بتوبة
توفي الصاحب تقي الدين المذكور بدمشق في سنة ثمان وتسعين وستمائة، رحمه الله تعالى.
؟؟
803 - توران شاه الملك المعظم
577 -
658هـ؟ 1181 - 1260
م
ثوران شاه بن يوسف بن أيوب بن شادي بن يعقوب بن مروان، الملك المعظم فخر الدين أبو المفاخر، المصري المولد، الحلبي الدار.
ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
قال القاضي علاء الدين ابن خطيب الناصرية: وسمع من يحيى بن محمود الثقفي وغيره، وأجاز له عبد الله بن برى، وهبة الله البوصيري، ومحمد ابن أحمد الأرتاحى من مصر، والفضل بن الحسين، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وبركات بن إبراهيم الخشوعي، والقاسم بن علي بن عساكر، والحسن ابن عبد الله من دمشق، وغيرهم، وخرج الدمياطي الحافظ أبو محمد له عنهم أحاديث في جزء، وقرأ عليه المائة حديث، وذكره في معجمه، فقال: وكان
صحيح السماع والإجازة، غير أنه كان له حالات، وما سمعنا عنه إلا في حال استقامته، عفا الله عنه.
وذكره العلامة أبو الثناء محمود بن سليمان الحلبي في تاريخه فقال: وكان قد بقي كبير البيت الأيوبي، وكان الملك الناصر صلاح الدين يوسف يعظمه ويحترمه ويثق به، ويسكن إليه كثيراً، لعلمه بسلامة جانبه، وكان عنده في أعلا المنازل، يتصرف في قلاعه وخزائنه وعساكره، ولما استولى التتار على مدينة حلب اعتصم بقلعتها، ثم نزل منها بالأمان. انتهى.
قلت ومما كتب إليه أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني في ضرس قلعه، ملغزا:
وصاحب لا أمل الدهر صحبته
…
يشقى لنفعى ويسعى سعي مجتهد
لم ألقه مذ تصاحبنا فمذ وقعت
…
عيني عليه افترقنا فرقة الأبد
توفي الملك المعظم توران شاه المذكور بعد وقعة التتار بأعمال حلب في أحد الربيعين سنة ثمان وخمسين وستمائة، قاله الحافظ عبد المؤمن الدمياطي في معجمه.
وقال الشهاب محمود في تاريخه: وكانت وفاته بحلب في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وستمائة، ودفن بدهليز داره.