الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحسن بن عبد العزيز الفارسيّ المحتسب، هو والحمّام الذي كان في غربيه، وبنت البئر والبستان المعروف بالتاج، المعروف بحصن أبي المعلوم، وبنت جامع القرافة، ثم جدّده الآمر بأحكام الله وبيضه في سنة عشرين وخمسمائة، وعمل شرقيّ بابه مصطبة للصوفية، وكان مقدّمهم الشيخ أبو إسحاق إبراهيم المعروف بالمادح، وكان الآمر يجلس في الطاق بالمنظر الذي بناه بأعلى القصر، ويرقص أهل الطريقة قدّامه، وقد ذكر هذا القصر عند ذكر مناظر الخلفاء من هذا الكتاب، ولم يزل هذا القصر إلى ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمسمائة.
ذكر الرباطات التي كانت بالقرافة
كان بالقرافة الكبيرة عدّة دور يقال للدار منها رباط، على هيئة ما كانت عليه بيوت أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، يكون فيها العجائز والأرامل العابدات، وكانت لها الجرايات والفتوحات، وكان لها المقامات المشهورة من مجالس الوعظ.
رباط بنت الخوّاص: كان تجاه مسجد بيد الفقيه مجلي بن جميع بن نجا الشافعيّ، مؤلف كتاب الذخائر، وقاضي القضاة بمصر.
رباط الأشراف: كان برحبة جامع القرافة، يعرف بالقرّاء، وببني عبد الله، وبمسجد القبة، وهو شرقيّ بستان ابن نصر، بناه أبو بكر محمد بن عليّ المادرانيّ ووقفه على نساء الأشراف.
رباط الأندلس: بنته الجهة المعروفة بجهة مكنون الآمرية كما تقدّم.
رباط ابن العكاريّ: كان بحضرة مسجد بني سريع المعروف بالجامع العتيق.
رباط الحجازية: بنته وحبسته على الحجازية، فوز جارية عليّ بن أحمد الجرجراي الوزير، هو والمسجد الذي تقدّم ذكره.
رباط رياض: كان بجوار مسجد الحاجة رياض.
ذكر المصلّيات والمحاريب التي بالقرافة
وكان في القرافة عدّة مصلّيات وعدّة محاريب.
منها:
مصلّى الشريفة: كان بدرب القرافة بحدرة الجباسين وخطة الصدف، بناه أبو محمد عبد الله بن الأرسوفيّ الشاميّ التاجر، سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
مصلّى المغافر: وهو الأندلس، جدّده ابن برك الإخشيديّ، ثم بنته جهة مكنون الآمرية في سنة ست وعشرين وخمسمائة.
مصلّى عقبة القرافة، يعرف بمصلّى الأندلسيّ: كان ذا مصطبة مربعة على يسرة الطالع إلى القرافة، بناه يوسف بن أحمد الأندلسيّ الأنصاريّ، في شهر رمضان سنة خمس عشرة وخمسمائة.
مصلّى القرافة: جدّده الفقيه ابن الصباغ المالكيّ، في سنة عشرين وخمسمائة، وكان بحضرة مسجد أبي تراب تجاه دار التبر.
مصلّى الفتح: كان ملاصقا لمسجد الفتح، بناه أبو محمد القلعيّ المغربيّ المنجم الحافظيّ.
مصلّى جهة العادل: أبي الحسن بن السلار وزير مصر.
مصلّى الأطفيحيّ: بجوار مسجد الأطفيحيّ الذي تقدّم ذكره.
مصلّى الجرجانيّ: بناه الوزير عليّ بن أحمد الجرجانيّ، وكانت بالقرافة الكبرى والجبانة عدّة محاريب خربت كلها.
مصلّى خولان: هذه المصلّى عرفت بطائفة من العرب الذين شهدوا فتح مصر يقال لهم خولان، وهم من قبائل اليمن، واسمه نكل بن عمرو بن مالك بن زيد بن عريب، وفي هذه المصلّى مشهد الأعياد، ويؤمّ الناس ويخطب لهم بها في يوم العيد خطيب جامع عمرو بن العاص، وليست هذه المصلّى هي التي أنشأها المسلمون عند فتح أرض مصر، وإنما كانت مصلّى العيد في أوّل الإسلام غير هذه. قال القضاعي: مصلّى العيد كان مصلى عمرو بن العاص مقابل اليحموم، وهو الجبل المطلّ على القاهرة. فلما ولي عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر، أمر بتحويله. فحوّل إلى موضعه المعروف اليوم بالمصلّى القديم عند درب السباع، ثم زاد فيه عبد الله بن طاهر سنة عشر ومائتين، ثم بناه أحمد بن طولون في سنة ست وخمسين ومائتين، واسمه باق عليه إلى اليوم.
قال الكنديّ: ولما قدم شفي الأصبحيّ إلى مصر، وأهل مصر قد اتخذوا مصلّى بحذاء ساقية أبي عون عند العسكر قال: ما لهم وضعوا مصلّاهم في الجبل الملعون وتركوا الجبل المقدّس، يعني المقطم. قال: فقدّموا مصلّاهم إلى موضعه الذي هو به اليوم، يعني المصلّى القديم المذكور. وقال الكنديّ: ثم ضاق المصلّى بالناس في إمارة عنبسة بن إسحاق الضبيّ على مصر، في أيام المتوكل على الله، فأمر عنبسة بابتناء المصلّى الجديد، فابتديء ببنائه في العشر الأخير من شهر رمضان سنة أربعين ومائتين، وصلّى فيه يوم النحر من هذه السنة.
وعنبسة هو آخر عربيّ ولي مصر، وآخر أمير صلّى بالناس في المسجد، وهو المصلّى