الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دير مرقورة: ويقال أبو مرقورة، هذا الدير تحت دلجة بخارجها من شرقيها وليس به أحد.
دير صنبو: في خارجها من بحريها على اسم السيدة مريم وليس به أحد.
دير تادرس: قبليّ صنبو وقد تلاشى أمره لاتضاع حال النصارى.
دير الريرمون: في شرقيّ ناحية الريرمون، وهو شرقيّ ملوى وغربيّ أنصنا، وهو على اسم الملك غبريال.
دير المحرق: تزعم النصارى أن المسيح عليه السلام أقام في موضعه ستة أشهر وأياما، وله عيد عظيم يعرف بعيد الزيتونة وعيد العنصرة يجتمع فيه عالم كثير.
دير بني كلب: عرف بذلك لنزول بني كلب حوله، وهو على اسم غبريال، وليس فيه أحد من الرهبان وإنما هو كنيسة لنصارى منفلوط وهو غربيها.
دير الجاولية: هذا الدير ناحية الجاولية من قبليها، وهو على اسم الشهيد مرقورس الذي يقال له مرقورة، وعليه رزق محبسة، وتأتيه النذورات والعوائد وله عيدان في كل سنة.
دير السبعة جبال: هذا الدير على رأس الجبل الذي غربيّ سيوط، على شاطيء النيل، ويعرف بدير بخنس القصير، وله عدّة أعياد، وخرب في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة من منسر طرقه ليلا. بخنس: ويقال أبو بخنس القصير، كان راهبا قمصا، له أخبار كثيرة منها: أنه غرس خشبة يابسة في الأرض بأمر شيخه له، وسقاها الماء مدّة فصارت شجرة مثمرة تأكل منها الرهبان، وسميت شجرة الطاعة ودفن في ديره.
دير المطل: هذا الدير على اسم السيدة مريم، وهو على طرف الجبل تحت دير السبعة جبال قبالة سيوط، وله عيد يحضره أهل النواحي وليس به أحد من الرهبان.
أديرة أدرنكة
اعلم أن ناحية أدرنكة هي من قرى النصارى الصعايدة، ونصاراها أهل علم في دينهم، وتفاسيرهم في اللسان القبطيّ، ولهم أديرة كثيرة في خارج البلد من قبليها مع الجبل، وقد خرب أكثرها وبقي منها:
دير بوجرج: وهو عامر البناء وليس به أحد من الرهبان ويعمل فيه عيد في أوانه.
دير أرض الحاجر ودير ميكائيل ودير كرفونه: على اسم السيدة مريم، وكان يقال له ارافونه واغرافونا ومعناه النساخ، فإن نساخ علوم النصارى كانت في القديم تقيم به وهو على
طرف الجبل، وفيه مغاير كثيرة منها ما يسير الماشي بجنبه نحو يومين.
دير أبي بغام: تحت دير كرفونة بالحاجر، وقد كان أبو بغام جنديا في أيام ديقلطيانوس فتنصر وعذب ليرجع عن دينه، ثم قتل في ثامن عشري كانون الأوّل، وثاني كيهك.
ديربوساويرس: بحاجر أدرنكة، كان على اسم السيدة مريم، وكان ساويرس من عظماء الرهبان فعمل بطركا، وظهرت آية عند موته، وذلك أنه أنذرهم لما سار إلى الصعيد بأنه إذا مات ينشق الجبل وتقع منه قطعة عظيمة على الكنيسة فلا تضرّها، فلما كان في بعض الأيام سقطت قطعة عظيمة من الجبل كما قال، فعلم رهبان هذا الدير بأن ساويرس قد مات، فأرخوا ذلك فوجدوه وقت موته فسموا الدير حينئذ باسمه.
دير تادرس: تحت دير بوساويرس، وتادرس اثنان كانا من أجناد ديقلطيانوس، أحدهما يقال له قاتل التنين والآخر الاسفهسلار، وقتلا كما قتل غيرهما.
دير منسى آك: ويقال منساك، وبني ساك وايساآك، ومعنى ذلك إسحاق، وكان على اسم السيدة ماريهام يعني مار مريم، ثم عرف بمنساك، وكان راهبا قديما له عندهم شهرة، وبهذا الدير بئر تحته في الحاجر منها شرب الرهبان فإذا زاد النيل شربوا من مائه.
دير الرسل: تحت دير منساك، ويعرف بدير الأثل، وهو لأعمال بوتيج، ودير منساك لأهل ربقة هو ودير ساويرس، ودير كرفونة لأهل سيوط، ودير بوجرج لأهل أدرنكة، ودير الأئل كان في خراب فعمر بجانبه كفر لطيف عرف بمنشأة الشيخ، لأن الشيخ أبا بكر الشاذليّ أنشأه وأنشأ بستانا كبيرا، وقد وجد موضعه بئرا كبيرة وجد بها كنزا، أخبرني من شاهد من ذهبه دنانير مربعة بأحد وجهيها صليب وزنة الدينار مثقال ونصف. وأديرة أدرنكة المذكورة قريب بعضها من بعض، وبينها مغاير عديدة منقوش على ألواح فيها نقوشات من كتابة القدماء كما على البرابي، وهي مزخرفة بعدّة أصباغ، ملوّنة تشتمل على علوم شتى، ودير السبعة جبال ودير المطل ودير النساخ خارج سيوط في المقابر، ويقال أنه كان في الحاجرين ثلاثمائة وستون ديرا، وأن المسافر كان لا يزال من البدرشين إلى أصفون في ظل البساتين، وقد خرب ذلك وباد أهله.
دير موشه: وموشه خارج سيوط من قبليها بني على اسم توما الرسول الهندي، وهو بين الغيطان قريب من ربقة، وفي أيام النيل لا يوصل إليه إلّا في مركب، وله أعياد والأغلب على نصارى هذه الأديرة معرفة القبطيّ الصعيديّ، وهو أصل اللغة القبطية، وبعدها اللغة القبطية البحرية، ونساء نصارى الصعيد وأولادهم لا يكادون يتكلمون إلّا بالقبطية الصعيدية، ولهم أيضا معرفة تامّة باللغة الرومية.
دير أبى مقروفة: وأبو مقروفة اسم للبلدة التي بها هذا الدير، وهو منقور في لحف
الجبل وفيه عدّه مغاير وهو على اسم السيدة مريم، وبمقروفة نصارى كثيرة غنامة ورعاة أكثرهم همج، وفيهم قليل من يقرأ ويكتب، وهو دير معطش.
دير بومغام: خارج طما وأهلها نصارى وكانوا قديما أهل علم.
دير بوشنوده: ويعرف بالدير الأبيض، وهو غربيّ ناحية سوهاي وبناؤه بالحجر وقد خرب ولم يبق منه إلا كنيسته، ويقال إن مساحته أربعة فدادين ونصف وربع، والباقي منه نحو فدّان وهو دير قديم.
الدير الأحمر: ويعرف بدير أبي بشاي، وهو بحريّ الدير الأبيض بينهما نحو ثلاث ساعات، وهو دير لطيف مبنيّ بالطوب الأحمر، وأبو بشاي هذا من الرهبان المعاصرين لشنوده، وهو تلميذه، وصار من تحت يده ثلاث آلاف راهب، وله دير آخر في برّية شبهات.
دير أبي ميساس: ويقال أبو ميسيس، واسمه موسى، وهذا الدير تحت البلينا وهو دير كبير. وأبو ميسيس هذا كان راهبا من أهل البلينا وله عندهم شهرة، وهم ينذرونه ويزعمون فيه مزاعم، ولم يبق بعد هذا الدير إلا أديرة بحاجر اسنا ونقادة قليلة العمارة، وكان بأصفون دير كبير وكانت أصفون من أحسن بلاد مصر وأكثر نواحي الصعيد فواكه، وكان رهبان ديرها معروفين بالعلم والمهارة، فخربت أصفون وخرب ديرها. وهذا آخر أديرة الصعيد وهي كلها يحمل متلاشية آئلة إلى الدثور بعد كثرة عمارتها ووفور أعداد رهبانها وسعة أرزاقهم، وكثرة ما كان يحمل إليهم.
وأما
الوجه البحري: فكان فيه أديرة كثيرة خربت وبقي منها بقية، فكان بالمقس خارج القاهرة من بحريها عدّة كنائس هدمها الحاكم بأمر الله أبو عليّ منصور في تاسع عشر ذي الحجة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وأباح ما كان فيها، فنهب منها شيء كثير جدّا بعد ما أمر في شهر ربيع الأوّل منها بهدم كنائس راشدة خارج مدينة مصر من شرقيها، وجعل موضعها الجامع المعروف براشدة، وهدم أيضا في سنة أربع وتسعين كنيستين هناك، وألزم النصارى بلبس السواد وشدّ الزنار، وقبض على الأملاك التي كانت محبسة على الكنائس والأديرة وجعلها في ديوان السلطان، وأحرق عدّة كثيرة من الصلبان، ومنع النصارى من إظهار زينة الكنائس في عيد الشعانين، وتشدّد عليهم وضرب جماعة منهم، وكانت بالروضة كنيسة بجوار المقياس فهدمها السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب في سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وكان في ناحية أبي النمرس من الجيزة كنيسة قام في هدمها رجل من الزيالعة، لأنه سمع أصوات النواقيس يجهر بها في ليلة الجمعة بهذه الكنيسة، فلم يتمكن من ذلك في أيام الأشرف شعبان بن حسين لتمكن الأقباط في الدولة، فقام في ذلك مع الأمير الكبير برقوق، وهو يومئذ القائم بتدبير الدولة، حتى هدمها على يد القاضي جمال الدين محمود
العجميّ محتسب القاهرة في ثامن عشر رمضان سنة ثمانين وسبعمائة، وعملت مسجدا.
دير الخندق: ظاهر القاهرة من بحريها، عمره القائد جوهر عوضا عن دير هدمه في القاهرة، كان بالقرب من الجامع الأقمر حيث البئر التي تعرف الآن ببئر العظمة، وكانت إذ ذاك تعرف ببئر العظام من أجل أنه نقل عظاما كانت بالدير وجعلها بدير الخندق، ثم هدم دير الخندق في رابع عشري شوّال سنة ثمان وسبعين وستمائة، في أيام المنصور قلاون، ثم جدّد هذا الدير الذي هناك بعد ذلك، وعمل كنيستين يأتي ذكرهما في الكنائس.
دير سرياقوس: كان يعرف بأبي هور، وله عيد يجتمع فيه الناس، وكان فيه أعجوبة ذكرها الشابشتي، وهو أن من كان به خنازير أخذه رئيس هذا الدير وأضجعه وجاءه بخنزير فلحس موضع الوجع، ثم أكل الخنازير التي فيه فلا يتعدّى ذلك إلى الموضع الصحيح، فإذا نظف الموضع ذرّ عليه رئيس الدير من رماد خنزير فعل مثل هذا الفعل من قبل ودهنه بزيت قنديل البيعة، فإنه يبرأ ثم يؤخذ ذلك الخنزير الذي أكل خنازير العليل فيذبح ويحرق، ويعدّ رماده لمثل هذه الحالة، فكان لهذا الدير دخل عظيم ممن يبرأ من هذه العلة، وفيه خلق من النصارى.
دير اتريب: ويعرف بماري مريم، وعيده في حادي عشري بؤنه، وذكر الشابشتي أن حمامة بيضاء تأتي في ذلك العيد فتدخل المذبح، لا يدرون من أين جاءت ولا يرونها إلى يوم مثله. وقد تلاشى أمر هذا الدير حتى لم يبق به إلّا ثلاثة من الرهبان، لكنهم يجتمعون في عيده، وهو على شاطيء النيل قريب من بنها العسل.
دير المغطس: عند الملاحات قريب من بحيرة البراس، وتحج إليه النصارى من قبليّ أرض مصر، ومن بحريها، مثل حجهم إلى كنيسة القيامة، وذلك يوم عيده، وهو في بشنس ويسمونه عيد الظهور من أجل أنهم يزعمون أن السيدة مريم تظهر لهم فيه مزاعم كلها من أكاذيبهم المختلفة، وليس بحذاء هذا الدير عمارة سوى منشأة صغيرة في قبليه بشرق، وبقربه الملاحة التي يؤخذ منها الملح الرشيديّ، وقد هدم هذا الدير في شهر رمضان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بقيام بعض الفقراء المعتقدين.
دير العسكر: في أرض السباخ على يوم من دير المغطس، على اسم الرسل، وبقربه ملاحة الملح الرشيديّ ولم يبق به سوى راهب واحد.
دير جميانة: على اسم بوجرج قريب من دير العسكر على ثلاث ساعات منه، وعيده عقب عيد دير المغطس وليس به الآن أحد.
دير الميمنة: بالقرب من دير العسكر، كانت له حالات جليلة، ولم يكن في القديم دير بالوجه البحريّ أكثر رهبانا منه، إلّا أنه تلاشى أمره وخرب، فنزله الحبش وعمروه،
وليس في السباخ سوى هذه الأربعة الأديرة. وأما وادي هبيب وهو وادي النطرون، ويعرف ببرّية شيهات وببرّية الأسقط وبميزان القلوب، فإنه كان بها في القديم مائة دير، ثم صارت سبعة ممتدّة غربا على جانب البرّية القاطعة بين بلاد البحيرة والفيوم، وهي في رمال منقطعة وسباخ مالحة وبرار منقطعة معطشة وقفار مهلكة، وشارب أهلها من حفائر، وتحمل النصارى إليهم النذور والقرابين، وقد تلاشت في هذا الوقت بعدما ذكر مؤرخو النصارى أنه خرج إلى عمرو بن العاص من هذه الأديرة سبعون ألف راهب بيد كل واحد عكاز، فسلموا عليه وأنه كتب لهم كتابا هو عندهم.
فمنها
دير أبي مقار الكبير: وهو دير جليل عندهم، وبخارجه أديرة كثيرة خربت، وكان دير النساك في القديم، ولا يصح عندهم بطركية البطرك حتى يجلسوه في هذا الدير بعد جلوسه بكرسيّ اسكندرية، ويذكر أنه كان فيه من الرهبان ألف وخمسمائة لا تزال مقيمة به، وليس به الآن إلّا قليل منهم، والمقارات ثلاثة: أكبرهم صاحب هذا الدير، ثم أبو مقار الإسكندرانيّ، ثم أبو مقار الأسقف. وهؤلاء الثلاثة قد وضعت رممهم في ثلاث أنابيب من خشب، وتزورها النصارى بهذا الدير، وبه أيضا الكتاب الذي كتبه عمرو بن العاص لرهبان وادي هبيب بجرانة نواحي الوجه البحري على ما أخبرني من أخبر برؤيته فيه.
أبو مقار الأكبر: هو مقاريوس، أخذ الرهبانية عن أنطونيوس، وهو أوّل من لبس عندهم القلنسوة والاشكيم، وهو سير من جلد فيه صليب يتوشح به الرهبان فقط، ولقي انطونيوس بالجبل الشرقيّ من حيث دير العزبة، وأقام عنده مدّة، ثم ألبسه لباس الرهبانية وأمره بالمسير إلى وادي النطرون ليقيم هناك، ففعل ذلك واجتمع عنده الرهبان الكثيرة العدد، وله عندهم فضائل عديدة منها: أنه كان لا يصوم الأربعين إلّا طاويا في جميعها لا يتناول غذاء ولا شرابا البتة، مع قيام ليلها. وكان لا يعمل الخوص ويتقوّت منه، وما أكل خبزا طريا قط، بل يأخذ القراقيش فيبلها في نقاعة الخوص ويتناول منها هو ورهبان الدير ما يمسك الرمق من غير زيادة، هذا قوتهم مدّة حياتهم حتى مضوا لسبيلهم، وأما أبو مقار الإسكندرانيّ فإنه ساح من الإسكندرية إلى مقاريوس المذكور وترهب على يديه، ثم كان أبو مقار الثالث وصار أسقفا.
دير أبي بخنس القصير: يقال أنه عمر في أيام قسطنطين بن هيلانة، ولأبي بخنس هذا فضائل مذكورة، وهو من أجل الرهبان، وكان لهذا الدير حالات شهيرة وبه طوائف من الرهبان، ولم يبق به الآن إلّا ثلاثة رهبان.
دير الياس: عليه السلام، وهو دير للحبشة، وقد خرب دير بخنس كما خرب دير الياس، أكلت الأرضة أخشابهما فسقطا، وصار الحبشة إلى دير سيدة بوبخنس القصير، وهو دير لطيف بجوار دير بوبخنس القصير. وبالقرب من هذه الأديرة.
دير انبانوب: وقد خرب هذا الدير أيضا انبانوب هذا من أهل سمنود قتل في الإسلام ووضع جسده في بيت بسمنود.
دير الأرمن: قريب من هذه الأديرة وقد خرب. وبجوارها أيضا:
دير بوبشاي: وهو دير عظيم عندهم، من أجل أن بوبشاي هذا كان من الرهبان الذين في طبقة مقاريوس وبخنس القصير، وهو دير كبير جدّا.
دير بإزاء دير بوبشاي: كان بيد اليعاقبة، ثم ملكته رهبان السريان من نحو ثلاثمائة سنة، وهو بيدهم الآن، ومواضع هذه الأديرة يقال لها بركة الأديرة.
دير سيدة برموس: على اسم السيدة مريم فيه بعض رهبان. وبإزائه:
دير موسى: ويقال أبو موسى الأسود، ويقال برمؤس، وهذا الدير لسيدة برمؤس، فبرموس اسم الدير وله قصة حاصلها أن مكسيموس ودوماديوس كانا ولدي ملك الروم، وكان لهما معلم يقال له ارسانيوس، فسار المعلم من بلاد الروم إلى أرض مصر، وعبر برّية شيهات هذه، وترهب وأقام بها حتى مات، وكان فاضلا. وأتاه في حياته ابنا الملك المذكوران وترهبا على يديه، فلما ماتا بعث أبوهما فبنى على اسمهما كنيسة برموس. وأبو موسى الأسود كان لصا فاتكا قتل مائة نفس، ثم إنه تنصر وترهب وصنف عدّة كتب، وكان ممن يطوي الأربعين في صومه وهو بربريّ.
دير الزجاج: هذا الدير خارج مدينة الإسكندرية، ويقال له الهايطون، وهو على اسم بوجرج الكبير، ومن شرط البطرك أنه لا بدّ أن يتوجه من المعلقة بمصر إلى دير الزجاج هذا، ثم إنهم في هذا الزمان تركوا ذلك، فهذه أديرة اليعاقبة.
وللنساء ديارات تختص بهنّ: فمنها دير الراهبات بحارة زويلة من القاهرة، وهو دير عامر بالإبكار المترهبات وغيرهنّ من نساء النصارى.
دير البنات: بحارة الروم بالقاهرة عامر بالنساء المترهبات.
دير المعلقة: بمدينة مصر، وهو أشهر ديارات النساء عامر بهنّ.
دير بربارة: بمصر بجوار كنيسة بربارة عامر بالبنات المترهبات بربارة: كانت قدّيسة في زمان دقلطيانوس، فعذبها لترجع عن ديانتها وتسجد للأصنام، فثبتت على دينها وصبرت على عذاب شديد وهي بكر لم يمسها رجل، فلما يئس منها ضرب عنقها وعنق عدّة من النساء معها وللنصارى الملكية قلاية بطركهم بجوار كنيسة ميكائيل بالقرب من جسر الأفرم خارج مصر، وهي مجمع الرهبان الواردين من بلاد الروم.
دير بخنس القصير: المعروف بالقصيّر، وصوابه عندهم دير القصير على وزن شهيد، وحرّف فقيل دير القصيّر، بضم القاف وفتح الصاد وتشديد الياء، فسماه المسلمون دير القصير بضم القاف وفتح الصاد وإسكان الياء آخر الحروف، كأنه تصغير قصير، وأصله كما عرّفتك دير القصير الذي هو ضدّ الطويل، وسمي أيضا دير هر قل، ودير البغل، وقد تقدّم ذكره. وكان من أعظم ديارات النصارى وليس به الآن سوى واحد يحرسه، وهو بيد الملكية.
دير الطور: قال ابن سيده: الطور الجبل، وقد غلب على طور سيناء جبل بالشام، وهو بالسريانية طوري والنسب إليه طوريّ وطواري. وقال ياقوت: طور سبعة مواضع:
الأوّل طور زيتا بلفظ الزيت من الأدهان مقصور علم لجبل بقرب رأس عين. الثاني طور زيت أيضا جبل بالبيت المقدّس، وهو شرقيّ سلوان. الثالث الطور علم لجبل بعينه مطلّ على مدينة طبرية بالأردن. الرابع الطور علم لجبل كورة تشتمل على عدّة قرى بأرض مصر من الجهة القبلية بين مصر وجبل فاران. الخامس طور سيناء اختلفوا فيه فقيل هو جبل بقرب إيلة، وقيل جبل بالشام، وقيل سيناء حجازية، وقيل سحرتية. السادس طور عبدين بفتح العين وسكون الباء الموحدة وكسر الدال المهملة وياء آخر الحروف ونون، اسم لبلدة من نواحي نصيبين في بطن الجبل المشرف عليها المتصل بجبل جوديّ. السابع طور هارون أخي موسى عليهما السلام. وقال الواحديّ: في تفسيره، وقال الكلبيّ وغيره: والجبل في قوله تعالى، ولكن انظر إلى الجبل أعظم جبل بمدين يقال له زبير، وذكر الكلبيّ أن الطور سمي بيطور بن إسماعيل. قال السهيليّ: فلعله محذوف الياء إن كان صح ما قاله.
وقال عمر بن شيبة: أخبرني عبد العزيز عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربعة أنهار في الجنة وأربعة أجبل وأربع ملاحم في الجنة، فأما الأنهار فسيحان وجيحان والنيل والفرات، وأما الأجبل فالطور ولبنان وأحد وورقان، وسكت عن الملاحم» . وعن كعب الأحبار معاقل المسلمين ثلاثة: فمعقلهم من الروم دمشق، ومعقلهم من الدجال الأردن، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور. وقال شعبة عن أرطاة بن المنذر: إذا خرج يأجوج ومأجوج أوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم عليه السلام أني قد أخرجت خلقا من خلقي لا يطيقهم أحد غيري. فمرّ بمن معك إلى جبل الطور، فيمرّ ومعه من الذراري اثنا عشر ألفا. وقال طلق بن حبيب عن زرعة: أردت الخروج إلى الطور فأتيت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقلت له: فقال إنما تشدّ الرحال إلى ثلاثة مساجد: إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى. فدع عنك الطور فلا تأته. وقال القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعيّ، وقد ذكر كور أرض مصر: ومن كور القبلة قرى الحجاز وهي: كورة الطور وفاران، وكورة
راية والقلزم، وكورة إيلة وحيزها، ومدين وحيزها، والعويبد والحوراء وحيزهما، ثم كورة بدا وشعيب. قلت لا خلاف بين علماء الأخبار من أهل الكتاب أن جبل الطور هذا هو الذي كلم الله تعالى نبيه موسى عليه السلام عليه، أو عنده، وبه إلى الآن دير بيد الملكية وهو عامر وفيه بستان كبير به نخل وعنب وغير ذلك من الفواكه. وقال الشابشتيّ: وطور سينا هو الجبل الذي تجلّى فيه النور لموسى بن عمران عليه السلام، وفيه صعق، والدير في أعلى الجبل مبنيّ بحجر أسود، عرض حصنه سبع أذرع، وله ثلاثة أبواب حديد، وفي غربيه باب لطيف، وقدّامه حجر أقيم إذا أرادوا رفعه رفعوه، وإذا قصدهم أحد أرسلوه فانطبق على الموضع فلم يعرف مكان الباب، وداخل الدير عين ماء، وخارجه عين أخرى، وزعم النصارى أن به نارا من أنواع النار التي كانت ببيت المقدس، يقدمون منها في كلّ عشية، وهي بيضاء لطيفة ضعيفة الحرّ لا تحرق، ثم تقوى إذا أوقد منها السراج، وهو عامر بالرهبان، والناس يقصدونه، وهو من الديارات الموصوفة. قال ابن عامر فيه:
يا راهب الدير ماذا الضوء والنور
…
فقد أضاء بما في ديرك الطور
هل حلّت الشمس فيه دون أبرجها
…
أو غيّب البدر فيه وهو مستور
فقال ما حلّه شمس ولا قمر
…
لكن تقرّب فيه اليوم قورير
قلت ذكر مؤرخو النصارى أنّ هذا الدير أمر بعمارته يوسطيانوس ملك الروم بقسطنطينية، فعمل عليه حصن فوقه عدّة قلالي، وأقيم فيه الحرس لحفظ رهبانه من قوم يقال لهم بنو صالح من العرب، وفي أيام هذا الملك كان المجمع الخامس من مجامع النصارى، وبينه وبين القلزم، وكانت مدينة، طريقان إحداهما في البرّ والأخرى في البحر، وهما جميعا يؤدّيان إلى مدينة فاران، وهي من مدائن العمالقة، ثم منها إلى الطور مسيرة يومين، ومن مدينة مصر إلى القلزم ثلاثة أيام، ويصعد إلى جبل الطور بستة آلاف وستمائة وست وستين مرقاة، وفي نصف الجبل كنيسة لإيلياء النبيّ، وفي قلته كنيسة على اسم موسى عليه السلام بأساطين من رخام، وأبواب من صفر، وهو الموضع الذي كلم الله تعالى فيه موسى، وقطع منه الألواح ولا يكون فيها إلّا راهب واحد للخدمة، ويزعمون أنه لا يقدر أحد أن يبيت فيها، بل يهيأ له موضع من خارج يبيت فيه، ولم يبق لهاتين الكنيستين وجود.
دير البنات بقصر الشمع بمصر: وهو على اسم بوجرج، وكان مقياس النيل قبل الإسلام، وبه آثار ذلك إلى اليوم، فهذا ما للنصارى اليعاقبة، والملكية رجالهم ونسائهم من الديارات بأرض مصر قبليها وبحريها، وعدّتها ستة وثمانون ديرا منها لليعاقبة
…
«1» ديرا وللملكية
…
«2» .