الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأكثر أحكامهم من التوراة، وقد لعن منهم من لاط أو شهد بالزور أو قامر أو زنى أو سكر.
ذكر ديارات النصارى
قال ابن سيده: الدير خان النصارى، والجمع أديار، وصاحبه ديار وديرانيّ. قلت الدير عند النصارى يختص بالنساك المقيمين به، والكنيسة مجتمع عامتهم للصلاة.
القلاية بمصر: هذه القلاية بجانب المعلقة التي تعرف بقصر الشمع في مدينة مصر، وهي مجمع أكابر الرهبان وعلماء النصارى، وحكمها عندهم حكم الأديرة.
دير طرا: ويعرف بدير أبي جرج، وهو على شاطيء النيل. وأبو جرج هذا هو جرجس، وكان ممن عذبه الملك دقلطيانوس ليرجع عن دين النصرانية، ونوّع له العقوبات من الضرب والتحريق بالنار، فلم يرجع، فضرب عنقه بالسيف في ثالث تشرين وسابع بابه.
دير شعران: هذا الدير في حدود ناحية طرا، وهو مبنيّ بالحجر واللبن، وبه نخل وبه عدّة رهبان، ويقال إنما هو دير شهران بالهاء، وأنّ شهران كان من حكماء النصارى، وقيل بل كان ملكا، وكان هذا الدير يعرف قديما بمرقوريوس الذي يقال له مرقورة، وأبو مرقورة، ثم لما سكنه برصوما بن التبان عرف بدير برصوما، وله عيد يعمل في الجمعة الخامسة من الصوم الكبير، فيحضره البطرك وأكابر النصارى، وينفقون فيه مالا كبيرا. ومرقوريوس هذا كان ممن قتله دقلطيانوس في تاسع عشر تموز، وخامس عشري أبيب، وكان جنديا.
دير الرسل: هذا الدير خارج ناحية الصف والودي، وهو دير قديم لطيف.
دير بطرس وبولص: هذا الدير خارج اطفيح من قبليها، وهو دير لطيف وله عيد في خامس أبيب يعرف بعيد القصرية. وبطرس هذا هو أكبر الرسل الحواريين، وكان دباغا، وقيل صيادا، قتله الملك نبرون في تاسع عشري حزيران، وخامس أبيب. وبولص هذا كان يهوديا فتنصر بعد رفع المسيح عليه السلام، ودعا إلى دينه، فقتله الملك نيرون بعد قتله بطرس بسنة.
دير الجميزة: ويعرف بدير الجود، ويسمي موضعه البحارة جزائر الدير، وهو قبالة الميمون، وهو عزبة لدير العزبة، بني على اسم انطونيوس، ويقال انطونة، وكان من أهل قمن، فلما انقضت أيام الملك دقلطيانوس وفاتته الشهادة أحب أن يتعوّض عنها بعبادة توصل ثوابها أو قريبا من ذلك، فترهب، وكان أوّل من أحدث الرهبانية للنصارى عوضا عن الشهادة، وواصل أربعين يوما ليلا ونهارا طاويا لا يتناول طعاما ولا شرابا مع قيام الليل، وكان هكذا يفعل في الصيام الكبير كل سنة.
دير العزبة: هذا الدير يسار إليه في الجبل الشرقيّ ثلاثة أيام بسير الإبل، وبينه وبين
بحر القلزم مسافة يوم كامل، وفيه غالب الفواكه مزدرعة، وبه ثلاثة أعين تجري، وبناه أنطونيوس المقدّم ذكره، ورهبان هذا الدير لا يزالون دهرهم صائمين، لكن صومهم إلى العصر فقط ثم يفطرون، ما خلا الصوم الكبير والبرمولات، فإن صومهم في ذلك إلى طلوع النجم، والبرمولات هي الصوم كذلك بلغتهم.
دير أنبابولا: وكان يقال له أوّلا دير بولص، ثم قيل له دير بولا، ويعرف بدير النمورة أيضا، وهذا الدير في البرّ الغربيّ من الطور على عين ماء يردها المسافرون، وعندهم أن هذه العين تطهرت منها مريم أخت موسى عليهما السلام عند نزول موسى ببني إسرائيل في برّية القلزم. وانبابولا هذا كان من أهل الإسكندرية، فلما مات أبوه ترك له ولأخيه مالا جما، فخاصمه أخوه في ذلك وخرج مغاضبا له، فرأى ميتا يقبر، فاعتبر به ومرّ على وجهه سائحا حتى نزل على هذه العين، فأقام هناك والله تعالى يرزقه، فمرّ به انطونيوس وصحبه حتى مات، فبني هذا الدير على قبره، وبين هذا الدير والبحر ثلاث ساعات، وفيه بستان فيه نخل وعنب وبه عين ماء تجري أيضا.
دير القصير: قال أبو الحسن عليّ بن محمد الشابشتي في كتاب الديارات: وهذا الدير في أعلى الجبل على سطح في قلته، وهو دير حسن البناء محكم الصنعة نزه البقعة، وفيه رهبان مقيمون به، وله بئر منقورة في الحجر يستقى له منها الماء، وفي هيكله صورة مريم عليها السلام في لوح، والناس يقصدون الموضع للنظر إلى هذه الصورة، وفي أعلاه غرفة بناها أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، لها أربع طاقات إلى أربع جهات، وكان كثير الغشيان لهذا الدير معجبا بالصورة التي فيه، يستحسنها ويشرب على النظر إليها، وفي الطريق إلى هذا الدير من جهة مصر صعوبة، وأما من قبليه فسهل الصعود والنزول، وإلى جانبه صومعة لا تخلو من حبيس يكون فيها، وهو مطلّ على القرية المعروفة بشهران، وعلى الصحراء والبحر، وهي قرية كبيرة عامرة على شاطىء البحر، ويذكرون أن موسى صلوات الله عليه ولد فيها، ومنها ألقته أمّه إلى البحر في التابوت، وبه أيضا دير يعرف بدير شهران، ودير القصير هذا أحد الديارات المقصودة، والمنتزهات المطروقة لحسن موضعه وإشرافه على مصر وأعمالها، وقد قال فيه شعراء مصر ووصفوه فذكروا طيبه ونزهته، ولأبي هريرة بن أبي عاصم فيه من المنسرح:
كم لي بدير القصير من قصف
…
مع كل ذي صبوة وذي ظرف
لهوت فيه بشادن غنج
…
تقصر عنه بدائع الوصف
وقال ابن عبد الحكم في كتاب فتوح مصر: وقد اختلف في القصير فعن ابن لهيعة قال: ليس بقصير موسى النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولكنه موسى الساحر، وعن المفضل بن فضالة عن أبيه قال: دخلنا على كعب الأحبار فقال لنا: ممن أنتم؟ قلنا فتيان من أهل مصر. فقال: ما
تقولون في القصير؟ قلنا قصير موسى. فقال: ليس بقصير موسى، ولكنه قصير عزيز مصر، كان إذا جرى النيل يترفع فيه. وعلى ذلك إنه لمقدّس من الجبل إلى البحر. قال: ويقال بل كان موقدا يوقد فيه لفرعون إذا هو ركب من منف إلى عين شمس، وكان على المقطم موقد آخر، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فأعدّوا له ما يريد، وكذلك إذا ركب منصرفا من عين شمس، والله أعلم، وما أحسن قول كشاجم:
سلام على دير القصير وسفحه
…
بجنات حلوان إلى النخلات
منازل كانت لي بهنّ مآرب
…
وكنّ مواخيري ومنتزهاتي
إذا جئتها كان الجياد مراكبي
…
ومنصرفي في السفن منحدرات
فأقبض بالأسحار وحشيّ عينها
…
وأقتنص الأنسيّ في الظلمات
معي كلّ بسام أغرّ مهذب
…
على كل ما يهوى النديم مواتي
ولحمان مما أمسكته كلابنا
…
علينا ومما صيد في الشبكات
وكأس وابريق وناي ومزهر
…
وساق غرير فاتر اللحظات
كأنّ قضيب البان عند اهتزازه
…
تعلم من أعطافه الحركات
هنالك تصفو لي مشارب لذتي
…
وتصحب أيام السرور حياتي
وقال علماء الأخبار من النصارى: إن أرقاديوس ملك الروم طلب أرسانيوس ليعلّم ولده، فظنّ أنه يقتله، ففرّ إلى مصر وترهب، فبعث إليه أمانا وأعلمه أن الطلب من أجل تعليم ولده، فاستعفى وتحوّل إلى الجبل المقطم شرقيّ طرا، وأقام في مغارة ثلاث سنين ومات، فبعث إليه أرقاديوس فإذا هو قد مات، فأمر أن يبنى على قبره كنيسة، وهو المكان المعروف بدير القصير، ويعرف الآن بدير البغل، من أجل أنه كان به بغل يستقي عليه الماء، فإذا خرج من الدير أتى الموردة، وهناك من يملأ عليه، فإذا فرغ من الماء تركه فعاد إلى الدير. وفي رمضان سنة أربعمائة أمر الحاكم بأمر الله بهدم دير القصير، فأقام الهدم والنهب فيه مدّة أيام.
دير مرحنا: قال الشابشتي: دير مرحنا على شاطىء بركة الحبش، وهو قريب من النيل، وإلى جانبه بساتين أنشأ بعضها الأمير تميم بن المعز، ومجلس على عمد، حسن البناء مليح الصنعة مسوّر، أنشأه الأمير تميم أيضا، وبقرب الدير بئر تعرف ببئر مماتي، عليها جميزة كبيرة يجتمع الناس إليها ويشربون تحتها، وهذا الموضع من مغاني اللعب ومواطن القصف والطرب، وهو نزه في أيام النيل وزيادة البحر وامتلاء البركة، حسن المنظر في أيام الزرع والنواوير، لا يكاد حينئذ يخلو من المتنزهين والمتطربين، وقد ذكرت الشعراء حسنه وطيبه، وهذا الدير يعرف اليوم بدير الطين بالنون.
دير أبي النعناع: هذا الدير خارج انصنا، وهو من جملة عماراتها القديمة، وكنيسته
في قصره لا في أرضه، وهو على اسم أبي بخنس القصير، وعيده في العشرين من بابه، وسيأتي ذكر أبي بخنس هذا.
دير مغارة شقلقيل: هو دير لطيف معلق في الجبل، وهو نقر في الحجر على صخرة تحتها عقبة لا يتوصل إليه من أعلاه ولا من أسفله ولا سلّم له، وإنما جعلت له نقور في الجبل، فإذا أراد أحد أن يصعد إليه أرخيت له سلبة فأمسكها بيده وجعل رجليه في تلك النقور وصعد، وبه طاحونة يديرها حمار واحد، ويطلّ هذا الدير على النيل تجاه منفلوط وتجاه أمّ القصور، وتجاهه جزيرة يحيط بها الماء، وهي التي يقال لها شقلقيل، وبها قريتان إحداهما شقلقيل والأخرى بني شقير، ولهذا الدير عيد يجتمع فيه النصارى، وهو على اسم يومينا، وهو من الأجناد الذين عاقبهم ديقلطيانوس ليرجع عن النصرانية ويسجد للأصنام، فثبت على دينه، فقتله في عاشر حزيران وسادس عشر بابه.
دير بقطر: بحاجر أبنوب من شرقيّ بني مرّ تحت الجبل، على مائتي قصبة منه، وهو دير كبير جدّا، وله عيد يجتمع فيه نصارى البلاد شرقا وغربا، ويحضره الأسقف. وبقطر هذا هو ابن رومانوس، كان أبوه من وزراء ديقلطيانوس، وكان هو جميلا شجاعا له منزلة من الملك، فلما تنصر وعده الملك ومناه ليرجع إلى عبادة الأصنام فلم يفعل، فقتله في ثاني عشري نيسان، وسابع عشري برمودة.
دير بقطرشق: في بحريّ أبنوب، وهو دير لطيف خال، وإنما تأتيه النصارى مرّة في كل سنة. وبقطرشق ممن عذبه ديقلطيانوس ليرجع عن النصرانية فلم يرجع، فقتله في العشرين من هتور، وكان جنديا.
دير بوجرج: بني على اسم بوجرج، وهو خارج المعيصرة بناحية شرق بني مرّو، تارة يخلو من الرهبان وتارة يعمر بهم، وله وقت يعمل العيد فيه.
دير حماس: وحماس اسم بلد هو بحربها، وله عيدان في كل سنة وجموعات متعدّدة.
دير الطير: هذا الدير قديم، وهو مطلّ على النيل، وله سلالم منحوتة في الجبل، وهو قبالة سملوط. وقال الشابشتي وبنواحي أخميم دير كبير عامر يقصد من كل موضع، وهو بقرب الجبل المعروف بجبل الكهف، وفي موضع من الجبل شق فإذا كان يوم عيد هذا الدير لم يبق في البلد بوقير حتى يجيء إلى هذا الموضع، فيكون أمرا عظيما بكثرتها واجتماعها وصياحها عند الشق، ولا يزال الواحد بعد الواحد يدخل رأسه في ذلك الشق ويصيح ويخرج، ويجيء غيره إلى أن يعلق رأس أحدها وينشب في الموضع، فيضطرب حتى يموت، وتتفرّق حينئذ الباقية فلا يبقى منها طائر. وقال القاضي: أبو جعفر القضاعيّ: ومن عجائبها يعني مصر، شعب البوقيرات بناحية أشموم من أرض الصعيد، وهو شعب في جبل
فيه صدع تأتيه البوقيرات في يوم من السنة كان معروفا، فتعرض أنفسها على الصدع، فكلما أدخل بوقير منها منقاره في الصدع مضى لطيته، فلا تزال تفعل ذلك حتى يلقتي الصدع على بوقير منها فيحبسه، وتمضي كلها ولا يزال ذلك الذي تحبسه معلقا حتى يتساقط. قال مؤلفه رحمه الله تعالى: وقد بطل هذا. في جملة ما بطل.
دير أبي هرمينة: بحريّ فاو الخراب، وبحريه بربافاو، وهي مملوءة كتبا وحكما، وبين دير الطين وهذا الدير نحو يومين ونصف، وأبو هرمينة هذا من قدماء الرهبان المشهورين عند النصارى.
دير السبعة جبال باخميم: هذا الدير داخل سبعة أودية، وهو دير عال بين جبال شامخة، ولا تشرق عليه الشمس إلّا بعد ساعتين من الشروق لعلوّ الجبل الذي هو في لحفه، وإذا بقي للغروب نحو ساعتين خيل لمن فيه أن الشمس قد غابت وأقبل الليل، فيشعلون حينئذ الضوء فيه، وعلى هذا الدير من خارجه عين ماء تظلها صفصافة، ويعرف هذا الموضع الذي فيه دير الصفصافة بوادي الملوك، لأن فيه نباتا يقال له الملوكة، وهو شبه الفجل، وماؤه أحمر قان يدخل في صناعة علم أهل الكيمياء، ومن داخل هذا الدير دير القرقس:
وهو في أعلى جبل، قد نقر فيه، ولا يعلم له طريق، بل يصعد إليه في نقور في الجبل، ولا يتوصل إليه إلّا كذلك، وبين دير الصفصافة ودير القرقس ثلاث ساعات، وتحت دير القرقس عين ماء عذب وأشجار بان.
دير صبرة: في شرقيّ اخميم، عرف بعرب يقال لهم بني صبرة، وهو على اسم ميخائيل الملك، وليس به غير راهب واحد.
دير أبي بشادة الأسقف: قريب من ناحية انقه، وهو بالحاجر، وتجاهه في الغرب منشأة اخميم، وكان أبو بشادة هذا من علماء النصارى.
دير بوهر الراهب: ويعرف بدير سوادة، وسوادة عرب تنزل هناك، وهو قبالة منية بني خصيب، خرّبته العرب، وهذه الأديرة كلها في الشرق من النيل، وجميعها لليعاقبة، وليس في الجانب الشرقيّ الآن سواها، وأما الجانب الغربيّ من النيل فإنه كثير الديارات لكثرة عمارته.
دير دموة بالجيزة: وتعرف بدموة السباع، وهو على اسم قزمان ودميان، وهو دير لطيف، وتزعم النصارى أن بعض الحكماء كان يقال له سبع أقام بدموة، وأن كنيسة دموة التي بأيدي اليهود الآن كانت ديرا من ديارات النصارى، فابتاعته منهم اليهود في ضائقة نزلت بهم، وقد تقدّم ذكر كنيسة دموة وقزمان ودميان من حكماء النصارى ورهبانهم العباد، ولهما أخبار عندهم.
دير نهيا: قال الشابشتي: ونهيا بالجيزة، وديرها هذا من أحسن ديارات مصر، وأنزهها وأطيبها موضعا، وأجلها موقعا، عامر برهبانه وسكانه، وله في أيام النيل منظر عجيب، لأن الماء يحيط به من جميع جهاته، فإذا انصرف الماء وزرعت الأرض أظهرت أراضيه غرائب النواوير وأصناف الزهر، وهو من المنتزهات الموصوفة والبقاع المستحسنة، وله خليج يجتمع فيه سائر الطير، فهو أيضا متصيد ممنع، وقد وصفته الشعراء وذكرت حسنه وطيبه، قلت وقد خرب هذا الدير.
دير طمويه: قال ياقوت: طمويه- بفتح الطاء وسكون الميم وفتح الواو ساكنة- قريتان بمصر، إحداهما في كورة المرتاحية، والأخرى بالجيزة، قال الشابشتي: وطمويه في الغرب بإزاء حلوان، والدير راكب البحر، حوله الكروم والبساتين والنخل والشجر، وهو نزه عامر آهل، وله في النيل منظر حسن، وحين تخضرّ الأرض يكون في بساطين من البحر والزرع، وهو أحد منتزهات أهل مصر المذكورة، ومواضع لهوها المشهورة. ولابن أبي عاصم المصريّ فيه من البسيط:
واشرب بطمويه من صهباء صافية
…
تزرى بخمر قرى هيت وعانات
على رياض من النوّار زاهرة
…
تجري الجداول فيها بين جنات
كأن نبت الشقيق العصفريّ بها
…
كاسات خمر بدت في إثر كاسات
كأنّ نرجسها من حسنه حدق
…
في خفية يتناجى بالإشارات
كأنما النيل في مرّ النسيم به
…
مستلئم في دروع سابريات
منازل كنت مفتونا بها شغفا
…
وكنّ قدما مواخيري وحاناتي
إذ لا أزال ملما بالصبوح على
…
ضرب النواقيس صبّا بالديارات
قلت هذا الدير عند النصارى على اسم بوجرج ويجتمع فيه النصارى من النواحي:
دير أقفاص: وصوابها أقفهس وقد خرب.
دير خارج ناحية منهري: خامل الذكر لأنهم لا يطعمون فيه أحدا.
دير الخادم: على جانب المنهي بأعمال البهنسا، على اسم غبريال الملك، به بستان فيه نخل وزيتون.
دير أشنين: عرف بناحية أشنين، فإنه في بحريها، وهو لطيف على اسم السيدة مريم، وليس به سوى راهب واحد.
دير ايسوس: ومعنى ايسوس يسوع، ويقال له دير أرجنوس، وله عيد في خامس عشري بشنس، فإذا كان ليلة هذا اليوم سدّت بئر فيه تعرف ببئر ايسوس، وقد اجتمع الناس
إلى الساعة السادسة من النهار، ثم كشفوا الطابق عن البئر فإذا بها قد فاض ماؤها ثم ينزل، فحيث وصل الماء قاسوا منه إلى موضع استقرّ فيه الماء، فما بلغ كانت زيادة النيل في تلك السنة من الأذرع.
دير سدمنت: على جانب المنهي بالحاجر بين الفيوم والريف على اسم بوجرج، وقد ضعفت أحواله عما كان عليه وقل ساكنه.
دير النقلون: ويقال له دير الخشبة، ودير غبريال الملك، وهو تحت مغارة في الجبل الذي يقال له طارف الفيوم، وهذه المغارة تعرف عندهم بمظلة يعقوب، يزعمون أن يعقوب عليه السلام لما قدم مصر كان يستظل بها، وهذا الجبل مطلّ على بلدين يقال لهما اطفيح شيلا، وشلا. ويملأ الماء لهذا الدير من بحر المنهي ومن تحت دير سدمنت، ولهذا الدير عيد يجتمع فيه نصارى الفيوم وغيرهم، وهو على السكة التي تنزل إلى الفيوم ولا يسكلها إلّا القليل من المسافرين.
دير القلمون: هذا الدير في برّية تحت عقبة القلمون، يتوصل المسافر منها إلى الفيوم، يقال لها عقبة الغريق، وبني هذا الدير على اسم صمويل الراهب، وكان في زمن الفترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، ومات في ثامن كيهك، وفي هذا الدير نخل كثير يعمل من تمره العجوة، وفيه أيضا شجر البلخ، ولا يوجد إلّا فيه، وثمره بقدر الليمون، طعمه حلو في مثل طعم الرامخ، ولنواه عدّة منافع، وقال أبو حنيفة في كتاب النبات: ولا ينبت اللبخ إلّا بأنصنا، وهو عود تنشر منه ألواح السفن، وربما أرعف ناشرها، ويباع اللوح منها بخمسين دينارا ونحوها، وإذا شدّ لوح منها بلوح وطرحا في الماء سنة التأما وصارا لوحا واحدا، وفي هذا الدير قصران مبنيان بالحجارة، وهما عاليان كبيران لبياضهما إشراق، وفيه أيضا عين ماء تجري، وفي خارجه عين أخرى، وبهذا الوادي عدّة معابد قديمة، وثمّ واد يقال له الأميلح فيه عين ماء تجري ونخيل مثمرة تأخذ العرب ثمرها، وخارج هذا الدير ملّاحة يبيع رهبان الدير ملحها فيعم تلك الجهات.
دير السيدة مريم: خارج طنبدى، ليس فيه سوى راهب واحد وهو على غير الطريق المسلوك، وكان بأعمال البهنسا عدّة ديارات خربت.
دير برقانا: بحريّ بني خالد، وهو مبنيّ بالحجر وعمارته حسنة، وهو من أعمال المنية، وكان به في القديم ألف راهب، وليس به الآن سوى راهبين، وهو في الحاجر تحت الجبل.
دير بالوجه: على جنب المنهي، وهو لأهل دلجة، وهو من الأديرة الكبار، وقد خرب حتى لم يبق به سوى راهب أو راهبين، وهو بإزاء دلجة بينه وبينها نحو ساعتين.