الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسبأ، وأفضلهم نسبأ، من قبل أبيه وأمه، صلى الله عليه وسلم.
4- ولاية البيت
ولما توفى إسماعيل بن إبراهيم، ولى البيت بعده ابنه نابت بن إسماعيل، ثم ولى البيت بعده مضاض بن عمرو الجرهمى.
ونشر الله ولد إسماعيل بمكة، وأخوالهم من جرهم ولاة البيت والحكام، لا ينازعهم ولد إسماعيل فى ذلك لخؤولتهم وقرابتهم.
ثم إن جرهما بغوا بمكة، فظلموا من دخلها من غير أهلها، وأكلوا مال الكعبة الذى يهدى لها. فلما رأت بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، وغبشان من خزاعة، ذلك، أجمعوا لحربهم وإخراجهم من مكة، فآذنوهم بحرب فاقتتلوا فغلبهم بنو بكر وغبشان، فنفوهم من مكة.
ثم إن غبشان، من خزاعة، وليت البيت دون بنى بكر بن عبد مناة، وكان الذى يليه عمرو بن الحارث الغبشانى، وقريش إذ ذاك متفرقون فى قومهم من كنانة، فوليت خزاعة البيت يتوارثون ذلك كابرا عن كابر، حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعى.
ثم إن قصى بن كلاب خطب إلى حليل بن حبشية ابنته «حبى» ، فرغب فيه حليل فزوجه فولدت له عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزى، وعبدا.
فلما انتشر ولد قصى، وكثر ماله، وعظم شرفه، هلك حليل، فرأى قصى أنه أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة وبنى بكر، وأن قريشا نخبة إسماعيل بن إبراهيم وصريح ولده، فكلم رجالا من قريش وبنى كنانة ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبنى بكر من مكة، فأجابوه. فكتب إلى أخيه
من أمه: رزاح بن ربيعة، يدعوه إلى نصرته، والقيام معه، فخرج رزاح ومعه إخوته، فيمن تبعهم من قضاعة، وهم مجمعون لنصرة قصى.
وكان الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر يلى الإفاضة للناس بالحج من عرفة، وولده من بعده، وكان يقال له ولولده: صوفة، وإنما ولّى ذلك الغوث بن مر لأن أمه كانت امرأة من جرهم، وكانت لا تلد، فنذرت إن هى ولدت رجلا أن تصدق به على الكعبة عبدا لها يخدمها ويقوم عليها، فولدت: الغوث، فكان يقوم على الكعبة مع أخواله من جرهم، وولده من بعده حتى انقرضوا.
وكانت صوفة تدفع بالناس من عرفة أو تجيز بهم إذا نفروا من منى.
فإذا كان يوم النفر أتو الرمى الجمار، ورجل من صوفة يرمى للناس، لا يرمون حتى يرمى.
فكان ذوو الحاجات المتعجلون يأتونه فيقولون له: قم فارم حتى نرمى معك. فيقول: لا والله، حتى تميل الشمس. فيظل ذوو الحاجات الذين يحبون التعجل يرمونه بالحجارة، ويستعجلون بذلك، ويقولون له: ويلك! قم، فارم، فيأبى عليهم، حتى إذا مالت الشمس قام فرمى، ورمى الناس بعده.
فإذا فرغوا من رمى الجمار وأرادوا النقر من «منى» أخذت صوفة بجانبى العقبة فحبسوا الناس وقالوا: أجيزى صوفة، فلم يجز أحد من الناس حتى يمروا، فإذا نفرت صوفة ومضت خلى سبيل الناس، فانطلقوا بعدهم.