الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يبشرنى، نزعت ثوبى فكسوتهما إياه بشارة، والله ما أملك يومئذ غيرهما، واستعرت ثوبين فلبستهما، ثم انطلقت أتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقانى الناس يبشروننى بالتوبة، حتى دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس.
فقام إلى طلحة بن عبد الله، فحيانى وهنأنى، فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى، ووجهه يبرق من السرور: أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك، قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: بل من عند الله.
90- إسلام ثقيف
وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من تبوك فى رمضان، وقدم عليه فى ذلك الشهر وفدثفيف.
وكان من حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف عنهم، اتبع أثره عروة بن مسعود الثقفى، حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة، فأسلم وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم قاتلوك وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فيهم نخوة الامتناع الذى كان منهم، فقال عروة: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبكارهم.
وكان فيهم كذلك محببا مطاعا، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام، رجاء ألا يخالفوه، لمنزلته فيهم، فلما أشرف لهم على علية له، وقد دعاهم إلى الإسلام، وأظهر لهم دينه، رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله، فقيل لعروة:
ما ترى فى دمك؟ قال: كرامة أكرمنى الله بها، وشهادة ساقها الله إلىّ، فليس فى إلا ما فى الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم، فادفنونى معهم، فدفنوه معهم. فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: إن مثله فى قومه لكمثل صاحب ياسين فى قومه.
ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهرا، ثم إنهم ائتمروا بينهم، ورأوا أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب، وقد بايعوا وأسلموا.
فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابهم، أمر عليهم عثمان بن أبى العاص، وكان أحدثهم سنّا، وذلك لأنه كان أحرصهم على التفقه فى الإسلام، وتعلم القرآن. فقال أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنى رأيت هذا الغلام منهم من أحرصهم على التفقه فى الإسلام، وتعلم القرآن.
فلما فرغوا من أمرهم، وتوجهوا إلى بلادهم راجعين، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، معهم أبا سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة، فى هدم الطاغية، فهرجا مع القوم، حتى إذا قدموا الطائف أراد المغيرة بن شعبة أن يقدم أبا سفيان، فأبى ذلك أبو سفيان عليه، وقال: ادخل أنت على قومك، وأقام أبو سفيان بماله، فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمعول، وقام قومه دونه، بنو معتب، خشية أن يرمى أو يصاب كما أصيب عروة، وخرج نساء ثقيف حسرا يبكين عليها.