الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنما سميت غزوة السويق، لأن أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق، فهجم المسلمون على سويق كثير، فسميت غزوة السويق.
63- غزوة ذى أمر
فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق، أقام بالمدينة بقية ذى الحجة أو قريبا منها، ثم غزا نجدا، يريد غطفان، وهى غزوة ذى أمر. واستعمل على المدينة عثمان بن عفان، فأقام بنجد صفرا كله، أو قريبا من ذلك، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا. فلبث بها شهر ربيع الأول كله، أو إلا قليلا منه.
64- غزوة الفرع
ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريد قريشا، استعمل على المدينة ابن أم مكتوم، حتى بلغ بحران، معدنا بالحجاز من ناحية الفرع، فأقام بها شهر بيع الآخر وجمادى الأولى، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا.
65- حديث بنى قينقاع
وقد كان فيما بين ذلك، من غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر بنى قينقاع،
وكان من حديث بنى قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم يسوق بنى قينقاع، ثم قال: يا معشر يهود، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة، وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أنى نبى مرسل، تجدون ذلك فى كتابكم وعهد الله إليكم قالوا: يا محمد، إنك ترى أنا قومك، لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنّا نحن الناس.
وكان بنو قينقاع أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاربوا فيما بين بدر وأحد.
وكان من أمر بنى قينقاع أن امرأة من العرب قدمت يجلب لها، فباعته بسوق بنى قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديّا، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين بنى قينقاع.
فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه، فقام إليه عبد الله ابن أبىّ بن سلول، حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد، أحسن فى موالى-- وكانوا حلفاء الخزرج- فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا محمد، أحسن فى موالى، فأعرض عنه، فأدخل يده فى جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلنى، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظللا، ثم قال: ويحك، أرسلنى. قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن فى موالى، أربعمائة حاسر وثلثمائة دارع وقد منعونى من الأحمر والأسود وتحصدهم فى غداة واحدة، إنى والله امرؤ أخشى الدوائر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم لك.