المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الدولة والثقافة العربية - النبوغ المغربي في الأدب العربي - جـ ١

[عبد الله كنون]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌هذا الكتاب

- ‌عرض وتحليل

- ‌1قرأت الجزء الأول من هذا الكتاب الممتع الذي أخرجه للناس فذا في بابه السيد الشريف، والعلامة الغطريف الأستاذ/ عبد الله كنون

- ‌2عالج السيد عبد الله كنون في صدر كتابه هذا حادثين جليلين

- ‌أول تقريظ

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌فاتحة الكتاب

- ‌عصر الفتوح

- ‌الفاتحون الحقيقيون

- ‌كيف انتشر الإسلام في المغرب

- ‌استعراب المغاربة

- ‌الصراع بين العرب والمغاربة

- ‌الوسط الفكري في هذا العصر

- ‌راس بن إسماعيل

- ‌هو أبو ميمونة دراس بن إسماعيل الفاسي، كان اسمه، كثير الدرس

- ‌أبو جبيده

- ‌هو أبو جبيدة بن أحمد اليزنسني من أهل فاس

- ‌الأصيلي

- ‌هو أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأصيلي الإمام المحدث الفقيه راوية البخاري. والأصيلي نسبة إلى أصيلا المغرب

- ‌ابن العجوز

- ‌عبد الرحيم بن أحمد الكتامي المعروف بابن العجوز يكنى أبا عبد الرحمن من أهل سبتة

- ‌أبو عمران الفاسي

- ‌موسى بن عيسى بن أبي حاج الغفجومي نسبة إلى غفجوم، فخذ من قبيلة زناتة

- ‌عصر المرابطين

- ‌سياسة الدولة

- ‌يوسف والمعتمد

- ‌الحياة الفكرية في هذا العصر

- ‌رعاية المرابطين للأدب وأهله

- ‌تراجم بعض الشخصيات هذا العصر

- ‌عبدالله بن سعيد الوجدي

- ‌إبراهيم بن جعفر اللواتي

- ‌هو الفقيه المشاور أبو إسحق، المعروف بابن الفاسي، من أهل سبتة

- ‌أبو عبدالله التميمي

- ‌الفقيه القاضي أبو عبدالله محمد بن عيسى بن حسين التميمي

- ‌ القاضي عياض

- ‌هو أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي

- ‌عيسى الملجوم

- ‌أبو موسى عيسى بن يوسف بن عيسى بن علي الأزدي، عرف بابن الملجوم

- ‌أحمد بن الحطيئة

- ‌الشيخ أبو العباس أحمد بن عبدالله بن أحمد بن هشام بن الحطيئة اللخمي الفاسي

- ‌علي بن حرزهم

- ‌أو ابن حرازم كما هو الجاري على الألسنة فيه وفي كثيرين غيره من هم على اسمه

- ‌أبو القاسم المعافري

- ‌هو الفقيه الأصولي المتكلم أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد المعافري

- ‌الحسن بن طريف النحوي

- ‌الشيخ الصالح أبو علي الحسن بن علي بن طريف، من أهل سبتة ويعرف بالتاهرتي

- ‌مروان بن سمحون

- ‌أبو عبد الملك مروان بن عبد الملك بن إبراهيم بن سمجون اللواتي الطنجي، زعيم المغرب

- ‌أبو الحسن بن زنباع

- ‌هو القاضي الأديب أبو الحسن بن زنباع ويقال فيه أيضاً ابن بتيع الصنهاجي

- ‌يحيي بن الزيتوني

- ‌ابن القابلة السبتي

- ‌أبو محمد عبدالله بن هرون المعروف بابن القابلة السبتي

- ‌تسمية بعض الكتب المؤلفة في هذا العصر

- ‌في الفقه:

- ‌في الحديث والتفسير

- ‌في التوحيد

- ‌في التاريخ

- ‌في الأدب

- ‌عصر الموحدين

- ‌إنقلاب

- ‌توحيد المغرب العربي

- ‌الدولة والثقافة العربية

- ‌الحركة العلمية

- ‌الفقه والتصوف:

- ‌علم الكلام:

- ‌العلوم الأدبية:

- ‌العلوم الحكمية:

- ‌الهيئة العلمية وآثارها

- ‌أبو القاسم الجزيري

- ‌علي بن يحيى بن القاسم الصنهاجي، يكنى أبا القاسم وأبا الحسن

- ‌أبو محمد صالح

- ‌فقيه فاس وصالحها، أبو محمد صالح بن جنون الهسكوري

- ‌عبدالجليل القصري

- ‌أبو محمد عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل الأوسي الأنصاري من أهل القصر الكبير

- ‌المزدغي

- ‌هو أبو الحجاج يوسف بن عمران المزدغي الفاسي

- ‌محمد بن قاسم التميمي

- ‌من أهل فاس يكنى أبا عبد الله، سمع من ابن حنين وغيره

- ‌ابن القطان

- ‌هو المحدث الحافظ النظار أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن إبراهيم الكتامي الحميري الفاسي المعروف بابن القطان

- ‌عثمان السلالجي

- ‌هو الشيخ المتكلم النظار أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن عيسى، ويقال عسلوج القيسي الفاسي، عرف بالسلالجي نسبة إلى جبل سليلجو بقرب مدينة فاس

- ‌ابن الكتاني

- ‌هو العلامة المتكلم، الأصولي الأديب أبو عبدالله محمد بن عبد الكريم الفندلاوي الفاسي يعرف بابن الكتاني

- ‌أبو العباس السبتي

- ‌أحمد بن جعفر الخزرجي أحد كبار المتصوفة ومشاهيرهم

- ‌عبدالسلام بن مشيش

- ‌هو الشيخ العارف الكامل أبو محمد عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سلام بن المزوار بن حيدرة بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبدالله الكامل ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب

- ‌أبو موسى الجزولي

- ‌عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت بن عيسى بن يوماريلي اليزدكتي الجزولي المراكشي

- ‌ابن معط

- ‌هو الإمام زين الدين أبو زكريا يحيى بن معط بن عبد النور الزواوي القبيلة المغربي الأصل والنشأة الجزولي البلد

- ‌إبنا دحيه

- ‌هما الشيخان المحدثان الحافظان اللغويان الأديان أبو عمرو عثمان وأبو الخطاب عمر ابنا الحسن بن علي بن محمد الجميل بالتصغير، وبه كانا يعرفان أولاً؛ فيقال لكل منها ابن الجميل، ثم عرفا بعد بابني دحية

- ‌عبد الواحد المراكشي

- ‌هو عبد الواحد بن علي التميمي، مؤرخ دولة الموحدين

- ‌ابن فرتون

- ‌أبو العباس أحمد بن يوسف السلمي الفاسي المعروف بابن فرتون

- ‌الادريسي

- ‌هو العلامة الجغرافي الشهير، أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس، كان جده إدريس من ملوك الحموديين بالأندلس

- ‌أبو الحسن المسفر

- ‌هو الشيخ الحكيم أبو الحسن علي بن خليل المسفر السبتي، عرف بلقب المسفر

- ‌ابن الياسمين

- ‌أبو محمد عبد الله بن محمد بن حجاج، من أهل مدينة فاس

- ‌الحسن المراكشي

- ‌هو العالم الرياضي الشهير، أبو علي الحسن بن علي المراكشي

- ‌يوسف بن سمعون

- ‌أبو الحجاج بن يحيى بن إسحاق الطبيب الرياضي المعروف بابن سمعون

- ‌أهم آثارا الأدباء والعلماء في هذا العصر

- ‌كتب الفقه والتصوف:

- ‌كتب الكلام والأصول:

- ‌كتب التراجم والسير

- ‌كتب التاريخ والجغرافية

- ‌كتب الأدب والدواوين الشعرية

- ‌كتب النحو واللغة

- ‌كتب حكمية ورياضية:

- ‌الحياة الأدبية

- ‌أبو جعفر بن عطيه

- ‌هو الكاتب الوزير، أبو جعفر أحمد بن عطية القضاعي المراكشي

- ‌ابن حبوس

- ‌هو أبو عبدالله محمد بن حبوس، الفاسي الشاعر النابه المجيد

- ‌سليمان الموحدي

- ‌هو صاحب السيف والقلم، الأمير أبو الربيع سلمان بن عبدالله بن عبد المؤمن الكومي الموحدي

- ‌أبو حفص عمر

- ‌هو القاضي الأديب، أبو حفص بن عمر بن عبد الله بن محمد بن عبدالله بن عمر السلمي من أهل أغمات

- ‌أبو العباس الجراوي

- ‌هو أبو العباس أحمد بن عبد السلام الجراوي من أهل تادل

- ‌الخطابي

- ‌هو ميمون بن علي بن عبد الخالق الخطابي، نسبة إلى قبيلة من صنهاجة، من أهل مدينة فاس، ويعرف بابن خبازة نسبة إلى خاله الشاعر المشهور بابن خبازة

- ‌ابن عبدون المكناسي

- ‌أبو عبدالله محمد بن عبدون بن قاسم الخزرجي المكناسي

- ‌عصر المرينيين

- ‌الوجهة السياسية

- ‌في دائرة العروبة والإسلام الصحيح

- ‌الحركة العلمية

- ‌العلوم الكونية:

- ‌المرأة المغربية:

- ‌الهيئة العلمية وآثارها

- ‌أبو الحسن الصغير

- ‌علي بن عبد الحق الزرويلي الشهير بأبي الحسن الصغير بصيغة التصغير

- ‌القباب

- ‌هو الفقيه الإمام الحافظ، أبو العباس أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن الجذامي الفاسي شهر بالقباب

- ‌ابن عبدالملك المراكشي

- ‌أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الأنصاري، ثم الأوسي من أهل مراكش، العلامة الحافظ التاريخي النقاد

- ‌ابن رشيدأبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي، رحالة شهير

- ‌ابن الحاج الفاسي

- ‌أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي المعروف بابن الحاج

- ‌الشيخ زروق

- ‌أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي؛ شهر بزروق، الإمام الأشهر

- ‌ابن الشاط

- ‌أبو القاسم قاسم بن عبدالله بن محمد بن الشاط الأنصاري السبتي، والشاط اسم لجده

- ‌ابن غازي

- ‌هو أبو عبدالله محمد بن أحمد بن علي بن غازي المكناسي، ثم الفاسي، شيخ الجماعة

- ‌ابن بري

- ‌أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن التازي الشهير بابن بري

- ‌الخراز

- ‌أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الأموي المعروف بالخراز، كان إمام القراء بفاس

- ‌ابن آجروم

- ‌أبو عبدالله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي الفاسي، عرف بابن آجروم النحوي المقرئ الشهير

- ‌المكودي

- ‌أبو زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي الفاسي، إمام النحاة في عصره. ونسبته إلى بني مكود

- ‌ابن هانيء

- ‌أبو عبدالله محمد بن هانئ اللخمي السبت

- ‌أبو القاسم الشريف

- ‌أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبت

- ‌ابن أبي زرع

- ‌أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي زرع الفاسي المؤرخ الثقة

- ‌ابن بطوطه

- ‌أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، الرحالة الشهير

- ‌ابن البناء العددي

- ‌أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المراكشي، العلامة الفلكي والحاسب المشهور

- ‌ابن البقال

- ‌محمد بن محمد بن علي بن المقال أبو عبد الله العلامة الأصولي المعقولي الفيلسوف، من أهل تازة

- ‌اللجائي

- ‌أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الربيع اللجائي الفاسي، العالم الرياضي الكبي

- ‌عائشة بنت الجيار

- ‌هي الطبيبة البارعة عائشة بنت الشيخ الكاتب الوجيه أبي عبد الله بن الجيار المحتسب بسبتة

- ‌أسماء الكتب المؤلفة في هذا العصر

- ‌كتب الحديث والتفسير وتوابعها:

- ‌كتب الفقه والتصوف وتوابعها:

- ‌كتب الكلام والمنطق والأصول:

- ‌كتب التراجم والتاريخ والجغرافية

- ‌كتب الأدب والدواوين الشعرية:

- ‌كتب النحو واللغة:

- ‌كتب في مختلف العلوم الكونية

- ‌الحياة الأدبية

- ‌مالك بن المرحل

- ‌هو أبو الحكم مالك بن المرحل السبتي

- ‌الملزوزي

- ‌هو أبو فارس عبد العزيز الملزوزي، شاعر الدولة المرينية وبلبلها الصداح، يأتي بعد ابن المرحل في قوة العارضة

- ‌أبو العباس العزفي

- ‌هو أبو العباس أحمد بن الرئيس أبي طالب اللخمي من بيت العز

- ‌أبو العباس الجزنائي

- ‌هو أبو العباس أحمد بن شعيب الجزنائي الفاسي، شاعر كاتب متضلع في فنون الأدب

- ‌أبو عبدالله المكودي

- ‌هو أبو عبدالله محمد بن عبد الرحمن المكودي الفاسي

- ‌ابن عبد المنان

- ‌أبو العباس أحمد بن يحيى بن أحمد بن عبد المنان الأنصاري الخزرجي من أهل مكناس

- ‌ابن جابر المكناسي

- ‌هو أبو عبد الله محمد بن جابر الغساني المكناسي، شاعر مجيد عام بالقراءات

- ‌عصر السعديين

- ‌سياسة الدولة

- ‌الحركة العلمية

- ‌العلوم الشرعية:

- ‌العلوم الكونية:

- ‌الهيئة العلمية وآثارها

- ‌سُقَيْن

- ‌هو أبو محمد سقين السفياني العاصمي القصري أحد مشاهير رجال الحديث بالمغرب

- ‌القَصَّار

- ‌هو أبو عبدالله محمد بن قاسم القيسي الفاسي عرف بالقصار الفقيه المحدث النسّابة

- ‌أحمد الفاسي

- ‌هو أبو العباس أحمد بن يوسف الفهري الفاسي الحافظ الثقة

- ‌السرَّاج

- ‌هو أبو زكرياء يحيى بن محمد السراج الحميري الفاسي، حفيد يحيى السراج المحدث الكبير

- ‌ابن عاشر

- ‌هو أبو مالك عبد الواحد بن احمد بن علي بن عاشر الأنصاري الفاسي

- ‌ميَّارَه

- ‌هو أبو عبدالله بن أحمد ميّارة الفاسي من أعلام الفقه

- ‌الصُّمَاتي

- ‌هو أبو عبدالله محمد بن أبي جمعة الصماتي الهبطي، الأستاذ المقرئ صاحب تقييد وقف القرآن

- ‌اليسيثني

- ‌هو أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عبدالرحمن اليسيثني الفاسي، الفقيه

- ‌المَنجُور

- ‌هو أبو العباس أحمد بن علي بن عبدالله المنجور الفاسي

- ‌الهبطي

- ‌هو أبو محمد عبدالله بن محمد الهبطي الطنجي

- ‌ابن خجّو

- ‌هو أبو القاسم بن علي بن محمد بن خجّو الخلّوفي الحسّاني، الفقيه شيخ السنة

- ‌أحمد الصومعي

- ‌أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن سالم بن عبدالعزيز بن شعيب الشعبي الهروي الزّمراني دفين الصومعة من بلاد تادلة

- ‌ابنُ القاضي

- ‌هو أبو العباس أحمد بن القاضي المكناسي، نسبة إلى قبيلة مكناسة لا إلى مدينة مكناس

- ‌القدّومي

- ‌هو أبو العباس أحمد بن قاسم الغساني الشهير بالقدومي، إمام العربية وشيخ الإقراء في عصره

- ‌الزيّاتي

- ‌هو أبو علي الحسن بن يوسف الزياتي النحوي المقرئ

- ‌البُعْقيلي

- ‌هو أبو زيد عبدالرحمن العقيلي الجزولي، العالم الفلكي البارع

- ‌أبو القاسم الوزير

- ‌هو أبو القاسم بن محمد بن إبراهيم الغسّاني الفاسي المعروف بالوزير

- ‌الغول الفشتالي

- ‌هو أبو القاسم المعروف بالغول الفشتالي، الفقيه القاضي

- ‌أسماء الكتب المؤلفة في هذا العصر

- ‌كتب الحديث والتفسير وتوابعهما:

- ‌كتب الفقه والتصوف وتوابعهما:

- ‌كتب المنطق والكلا

- ‌كتب النحو والتصريف والبيان وما إليها

- ‌كتب التراجم والتاريخ والرحلات:

- ‌كتب الأدب والشعر:

- ‌كتب الطب والهيئة والحساب وما إلى ذلك:

- ‌الحياة الأدبية

- ‌عبدالعزيز الفشتالي

- ‌هو الوزير صاحب القلم الأعلى، أبو فارس عبد العزيز بن محمد الفشتالي الفاسي

- ‌النابغة الهوزالي

- ‌أبو عبدالله محمد بن علي الهوزالي شاعر الدولة الرسمي

- ‌ابن عيسى

- ‌هو أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عيسى الصنهاجي

- ‌ابن علي الفشتالي

- ‌أبو عبدالله محمد بن علي بن إبراهيم الفشتالي، أحد وزراء المنصور

- ‌أبو الحسن الشامي

- ‌هو أبو الحسن علي بن أحمد الخزرجي الشامي

- ‌ابن عمرو الشاوي

- ‌أبو عبدالله محمد بن عمرو بن أبي القاسم الشاوي

- ‌عصر العلويين

- ‌الدولة الشريفة

- ‌الحركة العلمية

- ‌الهيئة العلمية وآثارها

- ‌ابن ناصر

- ‌أبو عبدالله محمد بن ناصر الجعفري الزيني دفين درعة

- ‌عبدالقادر الفاسي

- ‌أبو محمد عبد القادر بن علي بن يوسف الفهري ثم الفاسي، به شُهر هو وأهل بيته

- ‌الرّودَاني

- ‌أبو عبد الله محمد بن سلمان الروداني السوسي، العلامة الجامع الفيلسوف الفلكي البارع

- ‌عبدالرحمن الفاسي

- ‌هو أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفهري الفاسي العالم المشارك المتفنن

- ‌أبو على اليوسي

- ‌أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي، نسبة إلى أيت يوسي، قبيلة في عداد

- ‌المسناوي

- ‌أبو عبدالله محمد بن أحمد المسناوي الدلائي الفاسي العلامة الكبير أحد أركان الكلية القروية

- ‌أبو علي بن رَحّال

- ‌أبو علي الحسن بن رحال المعداني المكناني، حافظ المذهب المرجوع إليه في الفتوى والقضاء

- ‌الإفراني

- ‌أبو عبد الله محمد الصغير الإفراني المراكشي، العلامة المؤرخ الأديب

- ‌ابن زكري

- ‌أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن زكري الفاسي

- ‌عبدالقادر بن شقرون

- ‌هو أبو النصر عبد القادر بن العربي بن محمد بن علي بن شقرون المكناسي، الطبيب الماهر المتفنن

- ‌عبدالوهاب أدرّاق

- ‌هو الطبيب النطاسي الأديب أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد أدرّاق بفتح الهمزة والدال وتشديد الراء بعدها ألف ثم قاف، وهو لقب أسرته الذي عرفت به

- ‌ابن عبد السلام بنّاني

- ‌أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بناني النفزي الفاسي الفقيه العلامة المحدث

- ‌ابن الطيب الشرقي

- ‌أبو عبد الله محمد بن الطيب الصميلي الشرقي الفاسي الإمام اللغوي الشهير

- ‌الهلالي

- ‌أبو العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي السّجلماسي

- ‌أبو العلاء العراقي

- ‌أبو العلاء إدريس بن محمد بن إدريس بن حمدون الحسيني العراقي الفاسي

- ‌ابن الطّيّب القادري

- ‌أبو عبد الله محمد بن الطيب بن عبد السلام القادري الحسني الفاسي العلامة المؤرخ

- ‌التاودي تن سوده

- ‌هو أبو عبد الله التاودي بن الطالب بن سودة المُرِّي الفاسي

- ‌الطيب بن كيران

- ‌أبو عبدالله الطيب بن عبد المجيد بن كيران الفاسي العلامة المعقولي النظّار

- ‌ابنُ بُونَه

- ‌هو العلامة النحوي الكبير، مفخرة شنجيط أبو عبد الله محمد المختار بن بونة الجكني الشنجيطي

- ‌الرُّهوني

- ‌أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف الرهوني الوزاني، الإمام العلامة الحافظ المتقن

- ‌حمدون بن الحاج

- ‌أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمن ابن الحاج السلمي المرداسي، العلامة الأديب

- ‌الزياني

- ‌هو أبو القاسم بن أحمد بن علي بن إبراهيم الزياني الفاسي

- ‌محمد كنون

- ‌هو العالم السلفي الفقيه الحافظ المتقن أبو عبدالله محمد بن المدني بن علي بن عبدالله كنون بفتح الكاف المعقودة وتشديد النون المضمومة، اسم بربري معناه القمر

- ‌[أسماء الكتب المؤلفة في هذا العصر]

- ‌كتب التفسير والحديث وتوابعها:

- ‌كتب الفقه والتصوف وتوابعهما:

- ‌كتب المنطق والكلام والأصول

- ‌كتب النحو واللغة والبيان:

- ‌كتب السير والتراجم والأناب

- ‌كتب التاريخ والرحلات

- ‌كتب الأدب ودواوين الشعر

- ‌كتب في مختلف العلوم

- ‌الحياة الأدبية

- ‌ابن زاكور

- ‌هو أبو عبد الله محمد بن قاسم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن زاكور الفاسي الأديب المتفنن الرحالة شيخ الأدباء

- ‌عبدالله العلوي

- ‌أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبدالله بن الطالب العلوي نسبة إلى قبيلة إدوعلي

- ‌ابن الطيب العلمي

- ‌أبو عبدالله محمد بن الطيب الشريف العلمي اليونسي

- ‌علي مصباح

- ‌أبو الحسن علي بن أحمد بن قاسم بن موسى مصباح، به عرف هو وقومه، وهم من بني بصلوت من قبيلة الأخماس. أديب ماهر كاتب شاعر

- ‌ابن الونان

- ‌هو أبو العباس أحمد بن محمد بن الونان الملوكي الفاسي، شاعر فحل

- ‌ابن إدريس العمراوي

- ‌هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عبد الله العمراوي

- ‌أكنسوس

- ‌هو أبو عبد الله محمد بن أحمد أكنسوس المراكشي. العلامة المؤرخ، الأديب المتفنن

الفصل: ‌الدولة والثقافة العربية

دولة بحرية قوية ذات أسطول عظيم يضمن لها السيادة المطلقة على غرب البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق، بحيث لم تكتف بحماية الشاطئ الإفريقي بل منعت تدفق القوات الصليبية القادمة من الغرب على سواحل الشام، هذا إلى ما جنته البلاد من ثمار الدعوة الموحدية، إذ كانت دعوة إصلاحية تقدمية، في الميدان الثقافي والديني مما نتناوله بالبحث في الفصول الآتية.

‌الدولة والثقافة العربية

ما هز عطفيه بين البيض والأسل مثل الخليفة عبد المؤمن بن علي بهذا المطلع المطرب وحده، وهذا البيت البليغ المفرد، مدح محمد بن أبي العباس المعاني عبد المؤمن بن علي الذي استعاده منه واستعاده، وأمره بأن يقتصر عليه، وأجازه فيا يقول العياد الإصبهاني في كتاب الخريدة بألف دينار قائلاً له: لقد قلت في هذا كل شيء.

نعم، لقد قال فيه كل شيء. أليس قد مدحه بالشجاعة والتفوق فيها، حتى نفي عن غيره أن يكون هازاً عطفيه مثله، في الوغى المرتفعة بين السيوف اللامعة؟ وانظر أنت إلى رشاقة هذا التعبير وما فيه من الحسن والجمال، أليس يدعو إلى الإعجاب بحسن خلق عبد المؤمن قبل الإعجاب بحسن خلقه وبرشاقة قده واعتدال مشيته قبل شجاعة قلبه وثبات جأشه؟ وفوق هذا وذاك أليس قد دعاه بالخليفة؟ وهذه هي الأمنية الحلوة التي طالما تمناها ملوك الإسلام وحلموا بها في منامهم، حتى المضروب على أيديهم منهم، فيعدون الشرف الصميم والفخر العظيم والغاية التي لا قبلها ولا بعدها أن ينعتوا بالخليفة، فيكونوا ظل الله في أرضه ووارثي سر النبوة وواضعي أيديهم على رقاب ملايين البشر. لذلك فعبد المؤمن الناقد البصير يحق له أن يشير على السمعاني بالاقتصار من القصيدة على مطلعها هذا لأنه كما قال قد جمع كل شيء يمكن أن يقوله شاعر في ملك ذي صولة وبأس مثل عبد المؤمن. وهو من جهة

ص: 110

أخرى خشي أن يدرس البيت ويضيع في تضاعيف القصيدة فإبقاؤه على حاله من الفردية أدعى إلى حفظه وسيره وتخليده في الناس.

وبعد، فهذا مثال واحد من أمثلة تنشيط عبد المؤمن للأدب والأخذ بضبعه وإكرام أهله وإحلالهم منه المحل اللائق بهم، وإدرار الصلات الطائلة عليهم؛ ففي كل رحلة، وفي كل احتفال عيد وغيره، وفي جميع المظاهر العادية وخلافها والمقابلات الرسمية والمواقف العامة، كان يجلس إلى الشعراء، وما أكثرهم في دولته؛ فمن أندلسيين إلى مغاربة إلى أفارقة ومنهم إلى مصري وشامي وعراقي وغيرهم، يحاورهم ويساجلهم فينثرون عليه من عقود مدائحهم كل نفيس غال، فيحسن الاستماع إليهم ويسر من ثنائهم عليه وينتقد هذا ويقرظ ذاك، وفي الأخير تحيز الكل ويفيض عليهم من سيب عطائه ومجر نواله.

وهنا يحسن أن أورد للقارئ ما ذكره صاحب المعجب في وصف احتفاله ببيعة أهل الأندلس له على ظهر «جبل الفتح» كما كان يسمي هو جبل طارق ملخصاً قال: «ونزل الجبل المعروف بجبل طارق وسماه هو جبل الفتح فأقام به أشهراً وابتنى قصوراً عظيمة، والمدينة الباقية إلى اليوم ووفد عليه وجوه أهل الأندلس للبيعة كامل مالقة وغرناطة ورندة وقرطبة وإشبيلية وماو إلى هذه البلاد، وكان يوم عظيم اجتمع فيه من وجوه البلاد ورؤسائها وأعيانها وملوكها من العدوة والأندلس ما لم يجتمع لملك قبله، واستدعى الشعراء وكان على بابه طائفة أكثرهم مجيدون، فكان أول من أنشده أبو عبدالله محمد بن حبوس من أهل فاس قصيدة أجاد فيها ما أراد:

بلغ الزمان بهديكم ما أملا

وتعلمت أيامه أن تعد لا

وبحسبه أن كان شيئاً قابلاً

وجد الهداية صورة فتشكلا

وانشده ابن الشريف المعروف بالطليق المرواني:

ما للعدا جنة أوقي من الهرب؟

ص: 111

فقال عبد المؤمن إلى أين؟ إلى أين؟ رافعاً بها صوته فقال الشاعر:

أين المفر وخيل الله في الطلب؟ !

وأين يذهب من في رأس شاهقة

وقد رمته سماء الله بالشهب

تحدث عن الروم في أقطار أندلس

والبحر قد ملأ العبرين بالعرب

فلما أتم القصيدة قال عبد المؤمن مثل هذا تمدح الخلفاء! وأنشد ابن سيد الإشبيلي الملقب باللص:

غمض عن الشمس واستقصر مدى زحل

وانظر إلى الجبل الراسي على جبل

أني استقر به؟ أني استقل به؟

أني رأي شخصه العالي فلم يزل

فقال له عبد المؤمن لقد أثقلتنا يا رجل! فأمر به فأجلس. وأنشد محمد بن غالب البلنسي المعروف بالرصافي:

لو جئت نار الهدى من جانب الطور

قبست ما شئت من علم ومن نور

الخ «هذا وغيره يفيدك بالخبر اليقين عن عناية الموحدين بالأدب ويدلك على نشاط الحركة الأدبية ونفاق سوقها في هذا العصر الزاهر، حتي عمت البدو والحضر والعرب والبربر؛ فأخصبت الأفكار وتفتحت العقول وآتت الآداب والفنون أكلها الشهي وثمرها الجني. أما الفضل في ذلك كله فإنه يرجع إلى عبد المؤمن وحده الذي عرف من أين تؤكل الكتف، فاستغل جميع عناصر الحياة التي كانت متوفرة في عهد الملوك المرابطين قبله ولم يترك من وسائل التشجيع وأسباب التنشيط شيئاً إلا فعله، واستحدث في ذلك أساليب خاصة به، وكيفيات لم يتبع فيها أحداً. ولعل

ص: 112

ذلك راجع لما تلقفه عن أستاذه ومربيه المهدي بن تومرت من أنواع المعارف وفنون الآداب، ولما تطور فيه من الأطوار، ولعبه من الأدوار، وما جربه بنفسه من تصاريف الدهر وتقلبات الزمان، فليس ينكر أنه استفاد من ذلك كله وأنه في مدرسة الحياة هذه، درس علوم الاجتماع والنفس بأجمعها. غير أنا إن اعتبرناه هو منشئ الحركة وموجدها وصاحب الفضل الكبير فيها؛ فلا ننسى ما بذله خلفاؤه الصالحون، كيوسف ابنه ويعقوب المنصور ومحمد الناصر وغيرهم من أعقابه وأحفاده، والأمراء الموحدين الآخرين الذين كانوا مقيمين بالأندلس وإفريقية؛ فإن هؤلاء أيضاً فضلاً كبيراً في قيام الحركة الأدبية واستمرار تقدمها إلى الأمام. إنما نحن في سائر تلك البلاد لا يهمنا إلا المغرب، إذ هو موضوع كتابنا هذا وقد وقفناك على مبدأ الأمر فيه فلنوقفك على منتهاه.

كان عبد المؤمن رجلاً ثقفاً حاذقاً متحققاً بكثير من فنون العلم والأدب، قد تلقف عن المهدي بن تومرت ما أتي به من المشرق، وزادته الأيام حنكة وتدريباً على الأمور، فجعلت منه ذلك العبقرية الفذ، الذي يندثر أن يجود الزمان بمثله إلا في الفينة النادرة. ولقد استخدم مواهبه كلها في تثبيت مركز الدولة وتقرير مستقبلها الحفيل بالعظائم، حتى شاد لها ذلك العز المكين والفخر المبين، الذي بقي ذكره مخلدة في بطون التواريخ. وكان هماماً بكل معاني الكلمة لا يستعظم مطلباً ولا يستبعد غاية، ملوكياً، كما يقول المراكشي؛ كأنه ورث الملك عن آبائه وأجداده، فلم يقصر نظره على أمر خاص من أمور سياسة الدولة، ولم يوجه عنايته إلى ناحية واحدة من النواحي العديدة التي يتطلبها إصلاح المجتمع، بل كان يقبل بكلتيه على كل أمر جليل أو حقير، صغير أو كبير فيرتق الفتوق، ويرأب الصدوع، ويتقن عملية المزج والتلقيح بين العناصر المختلفة، والأجناس المتباينة، ولقد خص الأندلس قبل المغرب برعايته وحمايته، وعرف ما لأهلها من فضل ويد في تقدم المعارف العامة، واستخلص منهم صفوة الصفوة، واختص بعلمائهم، وقربهم من مجلسه، وجعلهم بطانته وأهل مشورته، فأفاد ذلك المغرب والمغاربة كثيراً.

ولا نريد أن نطيل بالكلام على ما عمله أعقاب عبد المؤمن في هذا الصدد، فما جئنا بنموذج مما عمله هو، إلا ليكون نموذجاً عاماً عن جميع أعمال أعقابه، خصوصاً وقد تتبعوا خطاه، وترسموا آثاره في ذلك، ومن لم يزد منهم على ما عمله هو في البر

ص: 113

بالعلماء والعلم، لم يقصر عنه أصلاً، غير أن تأثير هذه السياسة التعليمية لم يبلغ من القوة في زمنه، بحيث تظهر نتائجه لكل إنسان، ما بلغ في زمن يوسف ابنه، ويعقوب حفيده، ومن بعدهما، إذ قد ازهر غرس عبد المؤمن وأثمر، بتعهد أبنائه له بالسقي والري، فتفتحت الأفكار، وتنورت العقول، واتسعت المدارك، وبلغ الشعب المغربي إلى درجة عالية من الثقافة العالمية، حتى لقد استجلى المنصور ذلك، وأصبح مضطرة إلى عدم الاستمرار في مغالطة الشعب الناهض ببعض التعاليم والشعائر، التي أتت بها دولتهم، وكانت الغاية منها سياسة محضة المهدوية وعصمة الإمام؛ فتقدم بإلغائها إلى الشعب الذي قابلها بمزيد الحماس، لما كان باقياً على سذاجته، ونبذها نبذ النواة، لما حصحص الحق وتبين الصبح لذي عينين. على أن الغريب في أمر هذه الدولة التي رأينا ما بذلته من جهود في خدمة الثقافة الإسلامية العربية، ونقل الشعب المغربي من حضيض الجهل والجمود إلى أوج المدنية والعرفان، هو اعتناؤها الزائد باللغة البربرية، وعدم نسيانها لها، حتى بعد استقامة أمرها ونجاح مطلبها، فلقد بلغ من محافظتها عليها، وتكريمها لأهلها أن حظرت الوظائف الدينية على من لا يحسن التعبير بها، بل عزلت الخطباء، وخطيب القرويين نفسه من الذين ليسوا ببربر أو ليسوا من يتكلمون البربرية، ثم ولست مكانهم من يضطلع بالمهمة المزدوجة، وينطق اللغتين) (1) معاً.

والحق أن هذا تصرف غريب، وفي منتهى الغرابة، يجعلنا نقف أمامه حائرين مشدوهين، لا نعرف سبيلاً إلى التوفيق بينه وبين ما قدمناه من سعر الدولة على تعميم نشر العلم والثقافة العربية.

أما المؤرخون، فلم يذكروا لنا السبب الحامل على هذه السياسة الرجعية التي

(1) أشار صاحب القر طاس إلى هذا الإجراء في موضعين من كتابه، أثناء كلامه على بناء القرويين حيث قال:«فلا دخل الموحدون المدينة يعني فاساً، بدلت أحوال بأحوال، ورجال برجال، وبدل الخطباء والأئمة بجميع البلاد، فكان لا يؤم إلا من يحفظ التوحيد بلدان البربر» . وأثناء الكلام على خطباء القرويين حيث ذكر أنه لما دخلوا فاساً عزلوا خطيب القرويين أبا محمد مهدي ابن عيسى، وقدموا مكانه الفقيه أبا الحسن بن عطية «لأجل حفظه اللسان البربري لأنهم كانوا لا يقدمون للخطابة والإمامة الأمن يحفظ التوحيد باللسان البربري» ولم يشر إلى هذا الأمر في أثناء كلامه على الدولة الموحدية.

ص: 114

سلكتها الدولة بإزاء رجال الدين العرب ولا كيف كان تأثيرها في نفوس هؤلاء، وفي نفوس الجماهير الشعبية، وخاصة في كبريات المدن كفاس ومراكش وسبتة وطنجة، والى أي مدى بلغ انتشارها وكان نجاحها؟

وأما نحن فنستطيع أن نقول في قليل من التردد والحذر، إنه ربما كانت هذه السياسة من تقليد الموحدين الأعمى لابن تومرت، واقتداهم به في إلقائه دروسه بالعربية والبربرية، وكتابته تأليفه باللغتين؛ فإن يكن ذلك كما قلنا، فإنه من الأغلاط الفادحة، والأخطاء الفاحشة. وعجيب صدوره من عبد المؤمن العارف بمقتضيات الأحوال، ومناسبات الأمور إذ أن الظروف الزمانية والمكانية التي اضطرت المهدي إلى ذلك، هي غير الظروف التي قامت فيها دولة عبد المؤمن وتمركزت.

فإن تومرت كان مفتقراً إلى حماية البربر له، ومضطراً إلى مصانعتهم لمساعدته في القيام بنشر دعوته، وهو مع ذلك قد بث العربية في تلك الأوساط البربرية البحت، وارتكب أعجب الأساليب في تلقينها لمن يجهلونها (1).

ولم يستعمل البربرية إلا بقدر الحاجة إليها. أما عبد المؤمن فقد كان على الضد من ذلك كله، إذ كان طور التأسيس وتأليف البربر قد انتهى بالنسبة إليه، وأصبح هو وحده صاحب النفوذ المطلق في البلاد، بعد أن قضى على المرابطين، وأنشأ الدولة الموحدية باسم الدين. فلم لم يرسم لغة القرآن، ويستغني بها عن غيرها؟ ولم هذا التعصب للبربرية الذي أدى إلى تنحية رجال الدين عن وظائفهم، وإحلال أخرين ربما كانوا أقل منهم علماً وإخلاصاً في محلهم؟ لا نرى ما يسوغ لعبد المؤمن هذا التصرف الغريب، اللهم ألا أن يكون باعثه عليه أحد أمرين كلاهما يرجح الآخر:

1 -

فإما أن يكون مراده تحدي العرب بذلك، ليتوسل إلى أبعادهم عن

(1) من ذلك فيما حكى المؤرخون، أن طائفة من المصامدة عسر عليهم حفظ الفاتحة لشدة عجمتهم فعدد كلمات أم القرآن، ولقب بكل كلمة منها رجلاً منهم، وصفهم صفاً، وقال لأولهم: اسمك الحمد لله، والثاني رب العالمين وهكذا حتى تمت كلمات الفاتحة، ثم قال لهم: لا يقبل الله منكم صلاة حتى تجمعوا هذه الأسماء على نسقها في كل ركعة، فسهل عليهم الأمر، وحفظوا أم القرآن.

ص: 115

مواقف الزعامة الدينية، ومواطن قيادة الفكر العام خوفاً من انتقادهم عليه في يوم ما، ونبذهم طاعته بالعراء كما حدث بالفعل في أيامه الأولى، فقد ثاروا ضده مرتين، مرة في سلا بقيادة ابن هود، ومرة في سبتة بقيادة القاضي عياض. ولا نرتاب في أن ثورة ابن هود كانت سياسية محضة، لاتباعه خطة المهدي حذو القذة بالقذة، أملاً في النجاح الذي حصل للمهدي، وقد ساعده الحظ في أول الأمر، وكتب له النصر في جميع المواقع حتى كاد يتغلب على جميع مملكة عبد المؤمن الشاسعة.

ويقول ابن أبي زرع: أنه لم يبق بيد عبد المؤمن إلا مراكش فقط، إلا إن صاحب الحلل الموشية قال: إن فاساً بقيت معه كذلك. ثم دارت عليه الدائرة، وتمكن عبد المؤمن من إخماد ثورته ورجع الأمر إلى نصابه.

وأما ثورة القاضي عياض، فقد كانت مزيجة بين دينية وسياسية، ولكنها دينية أكثر منها سياسية، إذ أن أهل سبتة، قاوموا الموحدين أو نزوعاً منهم عن الخضوع السلطة بدعية تعتقد في الإمام، والعصمة، ما ينكره أهل السنة الذين كان عياض من زعمائهم، فهذه وجهة نظر عياض ومن كان معه من العلماء السنيين أيضاً ولكن لما سقطت كل البلاد المغربية في حوزة الموحدين، لم يبق لهم إلا التسليم طوعاً أو كرهاً، وهو الذي كان، ثم لما حدثت ثورة ابن هود، اغتنم القوم الفرصة، فأعادوا الكرة استينافاً لتأييد رأيهم الأول، وتحدياً لسلطة الموحدين التي رأوا منها انحرافاً ظاهراً عنهم، ولربما اشتموا منها رائحة الغدر بهم، وقد اضطروا أخيراً إلى التسليم أيضا، وتشتت شمل القائمين بالثورة، وتربص ببعضهم حتى توفي حتف أنفه.

2 -

وإما أن يكون أراد استرضاء البربر بذلك، واستبقاءهم على حالهم الأول، إذ كان قد تقرر عندهم أنهم أهل التوحيد الحق، والإسلام الصحيح، وغيرهم مبتدعة ومقلدون، لا يصح الاقتداء بهم كما لا يصح أن يقفوا مواقف الوعظ والإرشاد لئلا يضلوا العامة، وينحرفوا بهم عن مذهب الدولة، فهو قد اتخذهم تكأة يستند إليها في إقامة سلطانه ببث المذهب المهدوي الإمامي في الناس.

ومعلوم إن ليس من يقرره للعامة، ويبينه لهم إلا البربر الذين تلقوه عن صاحبه مباشرة إذ كانت أكثرية الرعية وجل أهل العلم، إن لم نقل كلهم في البلاد سنيين، لا يرضون بالدخول في ذلك المذهب، فأحرى أن يقوموا بالدعاية له.

ص: 116

هذا أو ذاك هو ما يكون الحامل لعبد المؤمن على سلوك هذه السياسة الرجعية كما حبب إلينا أن نسميها، ولئن كنا لا نعرف متى توقف العمل بها، فإننا نعرف أن حظها في النجاح كان قليلاً جداً، إذ لم يكن لها تأثير ما في ناحية من نواحي النهضة الأدبية المستجدة في ذلك العهد، إما لحصرها في دائرة مخصوصة، وهي الدعاية الدينية كما علمت؛ وإما لأن الموحدين أنفسهم كانوا لا يساعدون تقدمها في السر، وإن ساعدوها في العلانية، فلذلك لا خوف على العربية ما دامت دائرة انتشار البربرية محصورة، لم تشمل من المرافق العامة، والمصالح المشتركة سوى ما ذكر؛ زد على ذلك أن الأغلبية التي لا تغالب عربية، فهي لا تتأثر بهذه الشرذمة القليلة من الدعاة البربريين، كما أن أهل الكفاءة والاستعداد الذين احتلوا المناصب الرفيعة والمراتب العالية في الدولة بالرغم عنها، وبحكم مساس الحاجة إلى مؤهلاتهم العلمية ومواهبهم العقلية، كلهم عرب مغاربة وأندلسيون، فلا خوف على ما كان أولئك القادة حاميته وذادته. وهكذا لم يلبثوا أن صبغوا الدولة بالصبغة العربية، وطبعوها بطابعهم الصميم.

ص: 117