الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد خاف على نفسه من الحاكم، فهرب هو وولده وصهره القاضى عبد العزيز ابن [محمد بن «1» ] النعمان، وكان زوج أخته؛ فأرسل الحاكم من ردّهم وطيّب قلوبهم وآنسهم مدّة، ثم حضروا إلى القصر بالقاهرة للخدمة، فتقدّم الحاكم إلى راشد وكان سيف النّقمة، فاستصحب عشرة من الغلمان الأتراك، فقتلوا الحسين ابن جوهر وصهّره القاضى وأحضروا رأسيهما إلى بين يدى الحاكم. وقد ذكرنا الحسين هنا حتى يعرف بذكره أن جوهرا المذكور فحل غير خصىّ، بخلاف الخادم بهاء الدين قراقوش والأستاذ كافور الإخشيذى والخادم ريدان «2» وغيرهم.
ذكر بناء جوهر القائد القاهرة وحاراتها
قال القاضى محيى الدين بن عبد الظاهر في كتابه الروضة" [البهية «3» ] الزاهرة، فى الخطط المعزّية القاهرة"؛ قال: «اختطّ جوهر القصر وحفر أساسه في أوّل ليلة نزوله القاهرة، وأدخل فيه دير العظام، وهو المكان المعروف الآن بالركن «4» المخلّق قبالة حوض جامع الأقمر، قريب من بئر العظام، والمصريون يسمّونها بئر العظمة، ويزعمون أنّ طاسة وقعت من شخص في بئر زمزم وعليها اسمه، فطلعت من هذه البئر. ونقل جوهر القائد العظام «5» التى كانت في الدير المذكور والرمم إلى دير
فى الخندق «1» فدفنها؛ لأنه يقال: إنّها عظام جماعة من الحواريّين، وبنى مكانها مسجدا «2» من داخل السور، وأدخل أيضا قصر الشوك في القصر المذكور، وكان منزلا تنزله «3» بنو عذرة، وجعل للقصر أبوابا: أحدها باب العيد «4» وإليه تنسب رحبة باب العيد، وإلى جانبه باب يعرف بباب الزّمرّذ «5» . وباب آخر «6» قبالة دار الحديث يعنى المدرسة الكامليّة. وباب آخر قبالة القطبيّة وهى البيمارستان الآن، يعرف الباب المذكور
بباب الذهب «1» . وباب الزّهومة «2» . وباب آخر «3» من ناحية قصر الشوك. وباب آخر من عند مشهد الحسين، ويعرف بباب التّربة «4» . وباب آخر يعرف بباب الدّيلم «5» ، وهو باب مشهد الحسين الآن قبالة دار الفطرة «6» . قال: وأمّا أبواب القاهرة التى استقرّ عليها الحال الآن فيأتى ذكرها «7» .
قال: وإنّ حدّ القاهرة «1» من مصر من السبع سقايات «2» إلى تلك الناحية عرضا. قال: ولمّا نزل جوهر القائد اختطت كلّ قبيلة خطّة عرفت بها، فزويلة «3» بنت البابين المعروفين ببابى زويلة، وهما البابان اللذان عند مسجد ابن البنّاء «4» وعند الحجّارين «5» ، وهما بابا «6» القاهرة. ومسجد ابن البنّاء المذكور بناه الحاكم. وذكر ابن القفطىّ: أنّ المعزّ لمّا وصل مصر دخل إلى القاهرة من الباب الأيمن، فالناس إلى اليوم يزدحمون فيه، وقليل من يدخل من الباب الأيسر، لأنّه أشيع في الناس أنّ من دخله لم تقض له حاجة، وهو الذي عند دكاكين الحجّارين [و] الذي يتوصّل
منه إلى المحمودية «1» . قلت: وقد دثر رسوم هذا الباب الثانى المذكور، وهو مكان يمرّ منه الآن من باب سر الجامع المؤيّدىّ إلى الأنماطيين «2» .
قال: والباب الاخر من أبواب القاهرة القوس «3» الذي هو قريب من باب النصر، الذي يخرج منه إلى الرحبة «4» ، وهو عند باب سعيد السعداء، [و «5» ] دكاكين العطّارين الآن. وباب آخر يعرف بالقوس «6» أيضا وهو الذي يخرج منه إلى السوق الذي [هو «7» ] قريب [من] حارة «8» بهاء الدين قراقوش، على يسرة باب الجامع الحاكمىّ من ناحية الحوض، وتعرف قديما بالرّيحانيّة. وكلّ هذه الأبواب والسور كانت باللّبن.
وأمّا باب زويلة الآن وباب النصر وباب الفتوح فبناها الوزير الأفضل بن أمير الجيوش، وكتب على باب زويلة تاريخه واسمه، وذلك في سنة ثمانين وأربعمائة «1» .
وقالت المهندسون: إنّ في باب زويلة عيبا لكونه ليست له باشورة «2» قدّامه ولا خلفه على عادة الأبواب. وأمّا باب القنطرة «3» فبناه القائد جوهر المذكور.
وأمّا السّور الحجر الذي على القاهرة ومصر والأبواب التى به فبناها الطواشى بهاء الدين قراقوش الرومىّ في أيّام أستاذه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب فى سنة سبعين وخمسمائة؛ فبنى فيه [قلعة «4» ] المقس، وهو البرج الكبير الذي كان على
النيل. قلت: وقد نسف «1» هذا البرج من تلك الأماكن في سنة سبعين وستمائة.
يأتى ذكر ذلك في ترجمة الملك المنصور قلاوون إن شاء الله تعالى من هذا الكتاب.
قال: وبنى باب الجامع والقلعة التى بالجبل والبرج الذي بمصر قريبا من باب القنطرة المسمى بقلعة يازكوچ «2» ، وجعل السور طائفا بمصر والقاهرة، ولم يتمّ بناؤه إلى الآن؛ وأعانه على عمله وحفر البئر التى بقلعة الجبل أسارى الفرنج، وكانوا ألوفا.
وهذه البئر من عجائب الأبنية، تدور البقر من أعلاها وتنقل الماء من نقّالة في «3» في وسطها، وتدور أبقار في وسطها تنقل الماء من أسفلها؛ ولها طريق إلى الماء تنزل البقر إلى معينها في مجاز؛ وجميع ذلك حجر منحوت ليس فيه بناء؛ وقيل: إن أرض هذه البئر مسامتة لأرض بركة الفيل؛ وماؤها عذب. سمعت من يحكى عن «4» المشايخ أنّها لمّا حفرت جاء ماؤها حلوا، فأراد قراقوش الزيادة في مائها فوسعها، فخرجت منها عين مالحة غيّرت حلاوتها.
وطول هذا السور الذي بناه قراقوش على القاهرة ومصر والقلعة بما فيه من ساحل البحر تسعة وعشرون ألف ذراع وثلثمائة ذراع وذراعان [بذراع العمل، وهو «5» الذراع الهاشمىّ] ، من ذلك ما بين قلعة المقسم «6» على شاطئ النيل والبرج بالكوم «7» الأحمر
بساحل مصر عشرة آلاف وخمسمائة ذراع. ومن قلعة المقسم إلى حائط القلعة بالجبل بمسجد سعد «1» الدولة ثمانية آلاف وثلثمائة [واثنتان «2» ] وتسعون ذراعا. ومن جانب حائط القلعة من جانب مسجد سعد الدولة إلى البرج بالكوم الأحمر سبعة آلاف ومائتا ذراع. ودائر القلعة بالجبل بمسجد سعد الدولة ثلاثة آلاف ومائتان وعشر أذرع؛ وذلك طول قوسه في ابتدائه، وأبراجه من النيل إلى النيل على التحقيق والتعديل» . انتهى كلام ابن عبد الظاهر. على أنه لم يسلم من الاعتراض عليه فى كثير مما نقله، وأيضا مما سكت عنه.
وقال غيره: دخل جوهر القائد مصر بعسكر عظيم ومعه ألف حمل مال، ومن السلاح والعدد «3» والخيل ما لا يوصف. فلمّا انتظم حاله وملك مصر ضاقت بالجند والرعية، واختط سور القاهرة وبنى بها القصور، وسمّاها المنصوريّة؛ وذلك فى سنة ثمان وخمسين وثلثمائة. فلمّا قدم المعزّ العبيدى من القيروان غيّر اسمها وسمّاها القاهرة. والسبب في ذلك أنّ جوهرا لمّا قصد إقامة السور وبناء القاهرة جمع المنجّمين وأمرهم أن يختاروا طالعا لحفر الأساس وطالعا لرمى حجارته؛ فجعلوا [بدائر السور «4» ] قوائم من خشب، وبين القائمة والقائمة حبل فيه أجراس، وأفهموا البنّائين ساعة تحريك الأجراس [أن] يرموا ما في أيديهم من اللّبن والحجارة، ووقف المنجمون لتحرير هذه الساعة وأخذ الطالع؛ فاتّفق وقوف غراب على خشبة من
تلك الخشب، فتحرّكت الأجراس، وظنّ الموكّلون بالبناء أنّ المنجّمين حرّكوها فألقوا ما بأيديهم من الطين والحجارة في الأساس؛ فصاح المنجّمون: لا لا، القاهر فى الطالع! ومضى ذلك وفاتهم ما قصدوه. وكان غرض جوهر أن يختاروا للبناء طالعا لا يخرج البلد عن نسلهم أبدا، فوقع أنّ المريخ كان في الطالع، وهو يسمى عند المنجّمين القاهر، فحكموا لذلك «1» أنّ القاهرة لا تزال تحت حكم الأتراك، وأنّهم لا بدّ أن يملكوا هذه البلد. فلمّا قدم المعزّ إليها وأخبر بهذه القصة وكان له خبرة بالنّجامة، وافقهم على ذلك، وأنّ الترك تكون لهم الغلبة على هذا البلد؛ فغيّر اسمها وسمّاها القاهرة. وقيل فيها وجه آخر، وهو أنّ بقصور القاهرة قبّة تسمّى القاهرة، فسميت على اسمها. والقول الأوّل هو المتواتر بين الناس والأقوى.
وقيل غير ذلك.
ثم بنيت حارات «2» القاهرة من يومئذ، فعمّر فيها:
حارة الروم- وهما حارتان، حارة الروم الآن المشهورة «3» ، وحارة الروم الجوّانيّة «4» ، وهى التى بقرب باب النصر على يسار الداخل إلى القاهرة، ثم استثقل الناس قول حارة الروم الجوّانية فحذفوا صدر الكلمة وقالوا «الجوّانية» ؛ والورّاقون يكتبون حارة الروم السفلى، وحارة الروم العليا المعروفة بالجوّانية.
وقال القاضى زين الدين: إنّ الجوّانية منسوبة للأشراف الجوّانيين، منهم الشريف «1» النّسابة الجوّانى. وهاتان الحارتان اختطهما الروم، ونزلوا بهما فعرفتابهم.
وحارة الدّيلم «2» - هى منسوبة إلى الديلم الواصلين صحبة أفتكين المعزّى غلّام معز الدولة بن بويه حين قدم إلى القاهرة أولاد مولاه معزّ الدولة.
وفندق «3» مسرور- منسوب لمسرور خادم من خدّام القصر في الدولة العبيدية.
وخليج القاهرة «4» - حفره أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، ويعرف بخليج أمير المؤمنين، وكان حفره عام الرّمادة، وهى سنة ست عشرة «5» من
الهجرة فسافر إلى القلزم «1» ، فلم يأت عليه الحول حتى جرت فيه السفن وحمل فيها الزاد والأقوات إلى مكّة والمدينة، وانتفع بذلك أهل الحجاز. وقال الكندىّ: كان حفره فى سنة ثلاث وعشرين وفرغ منه في ستة أشهر، وجرت فيه السفن ووصلت إلى الحجاز في الشهر السابع؛ ثم بنى عليه عبد العزيز بن مروان قنطرة «2» وكتب عليها اسمه، وقام ببنائها سعيد أبو عثمان «3» ؛ ذكره القضاعىّ صاحب الخطط. قال: ثمّ دثرت ثمّ أعيدت ثمّ عمّرت في أيّام العزيز بالله، وليس لها «4» أثر في هذا الزمان. وإنّما بنى السلطان الملك الصالح نجم الدين أيّوب قنطرة السّدّ «5» الآن التى عليها بستان «6» الخشّاب. وكان
يخرج الماء من البحر بالمقس من البرانج، فوسّعه الملك الكامل محمد ابن الملك العادل أبى بكر بن أيّوب وجعله خليجا، وهو خليج الذكر «1» . وأوّل من رتّب حفر الخليج على الناس الوزير المأمون بن البطائحى صاحب الجامع الأقمر بالقاهرة؛ وكذلك جعل على أصحاب البساتين، وجعل عليه واليا بمفرده؛ وهو أوّل من رتّب السقّائين عند معونة المأمون هذا؛ وكذلك القرّابة والفعلة.
الحسينيّة «2» - هى منسوبة لجماعة الأشراف الحسينيّين «3» ، كانوا في أيّام الملك الكامل محمد بن العادل، قدموا من الحجاز فنزلوا بها واستوطنوها، وبنوا بها المدابغ وصنعوا فيها الأديم المشبّه بالطائفىّ «4» ؛ ثمّ سكنها الأجناد بعد ذلك؛ وكانت برسم الرّيحانيّة الغزّاويّة والمولّدة والعجمان وعبيد الشراء؛ وكانت ثمانى «5» حارات: حارة
حامد، والمنشيّة الكبرى، والمنشيّة الصغرى، والحارة الكبيرة، والحارة الوسطى، كانت هى لعبيد الشراء، والوزيريّة؛ كانت كلّها سكن الأرمن، فارسهم وراجلهم.
وخان السبيل «1» - بناه الخادم الأستاذ الخصىّ بهاء الدين قراقوش الذي بنى السور وأرصده لأبناء السبيل.
اللؤلؤة «2» - عند باب القنطرة بناها الظاهر لإعزاز دين الله الخليفة العبيدى، وكانت نزهة الخلفاء الفاطميّين، وبها كانت قصورهم. ويأتى ذكر شىء من ذلك في تراجمهم إن شاء الله تعالى.
حارة الباطليّة «3» - كان المعزّ لدين الله العبيدىّ لما قسم العطاء في الناس جاءت إليه طائفة فسألت العطاء، فقيل: فرغ المال؛ فقالوا: رحنا نحن في الباطل؛ فسمّوا الباطليّة، فعرفت الحارة بهم.
حارة كتامة «4» - هى قبيلة معروفة، عرفت بهم.
البرقيّة «1» - هذه الحارة نزل فيها جماعة من أهل برقة واستوطنوها، فعرفت بهم. وكانوا جماعة كبيرة، حضروا صحبة المعزّ لدين الله لمّا قدم من بلاد المغرب.
خزانة البنود «2» - كانت هذه الخزانة خزانة السلاح في الدولة الفاطميّة.
دار القطبيّة- هى دار ستّ الملك بنت العزيز لدين الله نزار، وأخت الحاكم بأمر الله منصور. يأتى ذكرها في ترجمة أخيها الحاكم. وسكن هذه الدار فى دولة الأيّوبيّة مؤنسة «3» ، ثم الأمير فخر الدين جهاركس صاحب القيسارية بالقاهرة، ثمّ سكنها الملك الأفضل قطب الدين؛ واستمرّت ذرّيته بها حتّى أخرجهم الملك المنصور قلاوون منها، وبناها بيمارستانه «4» المعروف في القاهرة بين القصرين. ولسكن قطب الدين الأفضل هذا سمّيت القطبيّة، والأفضل المذكور من بنى أيّوب.
حارة الخرنشف «5» - كانت قديما ميدانا للخلفاء، فلمّا تسلطن المعزّ أيبك التركمانىّ بنوا به إصطبلات، وكذلك القصر الغربىّ «6» ؛ وكانت النساء اللاتى أخرجن
منه سكنّ بالقصر النافعىّ «1» ؛ فامتدّت الأيدى إلى طوبه وأخشابه وحجارته، فتلاشى حاله وتهدّم وتشعّث، فسمّى بالخرنشف لهذا المقتضى، وإلّا فكان هذا الميدان من محاسن الدنيا.
حارة الكافورىّ «2» - هذه الحارة كانت بستانا للأستاذ الملك كافور الإخشيذىّ صاحب مصر؛ ثمّ من بعده صار للخلفاء المصريّين، ثم هدم البستان فى الدولة المعزيّة أيبك لما خرب الميدان والقصور، وبنى أيضا إصطبلات ودورا ومساكن.
حارة برجوان «3» - منسوبة إلى الخادم برجوان. كان برجوان من جملة خدّام القصر في أيام العزيز بالله نزار العبيدىّ الفاطمىّ، ثم كان برجوان هذا مدبّر مملكة الحاكم بأمر الله.
حارة بهاء الدين «1» - منسوبة إلى الأستاذ بهاء الدين قرافوش الصلاحىّ الخادم الخصىّ الذي بنى السور وقلعة الجبل. وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه.
قيسارية أمير الجيوش- المعروفة الآن بسوق مرجوش «2» . وأوّلها من باب حارة بهاء الدين قراقوش إلى قريب من الجامع الحاكمىّ، بناها أمير الجيوش الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالىّ «3» الذي كان إليه تدبير الملك والوزارة في دولة الخليفة المستنصر معدّ العبيدىّ. وذكر ابن أبى منصور في كتابه المسمّى أساس السياسة أنه كان في موضعها دار تعرف بدار القبّانىّ، ودور قوم يعرفون ببنى هريسة.
درب ابن أسد- وهو خادم عرف به. وهو خلف إصطبل الطارمة «4» .
الرميلة «5» - تحت قلعة الجبل، كانت ميدان أحمد بن طولون، وبها كانت قصوره وبساتينه.
درب ملوخية «6» - هو منسوب لأمير اسمه ملوخية، كان صاحب ركاب الخليفة الحاكم بأمر الله العبيدىّ، وكان يعرف أيضا بملوخية الفرّاش.
العطوف «1» - منسوبة إلى الخادم عطوف أحد خدّام القصر في دولة الفاطمية، وكان أصله من خدّام أم ستّ الملك بنت العزيز بالله أخت الحاكم المقدّم ذكرها.
رحبة باب العيد «2» -[كان «3» ] الخليفة لا يركب يوم العيد إلّا من باب القصر الذي من هذه الناحية خاصة. ويأتى ذكر ذلك كلّه في ترجمة المعزّ لدين الله العبيدىّ.
خانقاه «4» السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب- وهى دار سعيد السعداء خادم الخليفة المستنصر معدّ العبيدىّ أحد خلفاء مصر، ثمّ صارت في آخر الوقت سكن الوزير طلائع بن رزّيك «5» وولده رزّيك بن طلائع. وكان طلائع يلقب في أيام وزارته بالملك الصالح، وهو صاحب جامع الصالح خارج بابى زويلة. ولمّا سكنها طلائع المذكور فتح لها من دار الوزارة- أعنى التى هى الآن خانقاه بيبرس الجاشنكير «6» - سردابا تحت الأرض، وجمع بين دار سعيد
السعداء ودار الوزارة في السكن لكثرة حشمه، وصار يمشى في السرداب من الدار الواحدة إلى الأخرى.
الحجر «1» - وهى قريبة من باب النصر قديما على يمين الخارج من القاهرة، وكان يأوى فيها جماعة من الشباب يسمّون صبيان الحجر يكونون في جهات متعددة.
الوزيرية «2» - منسوبة إلى الوزير أبى الفرج يعقوب بن كلّس وزير العزيز بالله نزار العبيدىّ، وكان الوزير هذا يهودىّ الأصل ثمّ إنّه أسلم وتنقّل في الخدم إلى أن ولى الوزارة.
الجودرية «3» - منسوبة إلى جماعة يعرفون بالجودريّة اختطوها، وكانوا أربعمائة رجل. منسوبون إلى جودر خادم المهدىّ.
سوق السّراجين- استجدّ في أيّام المعزّ أيبك التركمانىّ سنة ثلاث وخمسين وستمائة.
سقيفة العدّاسين «1» - هى الآن معروفة بالأساكفة وبالبندقانيين، وكانت تلك الناحية كلّها تعرف بسقيفة العدّاسين.
حارة الأمراء- هى درب شمس الدولة «2» .
العدوية «3» - هى من أوّل باب الخشيبة إلى أوّل حارة زويلة.
درب الصقالبة «4» - هو درب من جملة حارة زويلة.
حارة زويلة «5» - اخطتها امرأة تعرف بزويلة، وهى صاحبة البئر وبابى زويلة، لا أعرف من حالها شيئا.
باب الزهومة «6» - كان بابا من أبواب القصر أعنى [قصر] القاهرة.
الصاغة بالقاهرة «1» - كانت مطبخا للقصر يخرج إليه من باب الزهومة.
درب السلسلة «2» - هو الملاصق للسيوفيين.
دار الضرب «3» - بنيت في أيام الوزير المأمون بن البطائحىّ المقدّم ذكره، وهى بالقشاشين «4» قبالة البيمارستان المنصورىّ «5» .
الصالحية «6» - هى منسوبة للوزير الملك الصالح طلائع بن رزّيك المقدّم ذكره لأنّ غلمانه- أعنى مماليكه- كانوا ينزلون بها.
المقس «7» - قال القضاعى: كانت ضيعة تعرف بأمّ دنين، وإنّما سميّت المقس لأنّ العشّار وهو المكّاس كان فيها يستخرج الأموال، فقيل له المكس، ثم قيل المقس.