الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى أبو منصور بن بهاء الدولة، وقيل: إنّ اسمه بويه. كان أبوه بهاء الدولة يخافه، ومنع الخدم «1» من الكلام معه وضيّق عليه. ولمّا مات وجد عليه وجدا عظيما، وليس السواد، وواصل البكاء والحزن إلى أن اجتمع إليه وجوه الديلم وسألوه أن يرجع إلى عادته.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع سواء. مبلغ الزيادة أربع عشرة ذراعا وتسع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 399]
السنة الثالثة عشرة من ولاية الحاكم منصور على مصر وهى سنة تسع وتسعين وثلثمائة.
فيها لحق الحاجّ عند عودهم من مكة الأصيفر الأعرابىّ، وقرّر عليهم أبو الحارث محمد بن محمد بن عمر العلوىّ أمير الحاجّ مالا فأوردوه، ودخلوا الكوفة بعد أن لاقوا مشقّة شديدة، وأقاموا بها حتّى أرسل إليهم أبو الحسن على بن مزيد «2» أخاه حمّادا فحملهم إلى المدائن، ثمّ دخلوا بغداد.
وفيها صرف أبو عمر «3» عبد الواحد عن قضاء البصرة، ووليها أبو الحسن بن أبى الشّوارب. فقال العصفرىّ «4» الشاعر في هذه المعنى:
[المجتث]
عندى حديث ظريف
…
بمثله يتغنّى
من قاضيين يعزّى
…
هذا وهذا يهنّى
فذا يقول اكرهونا
…
وذا يقول استرحنا
ويكذبان جميعا
…
ومن يصدّق منّا
وفيها ولّى الحاكم القائد أبا الجيش حامد بن ملهم أميرا على دمشق بعد علىّ بن جعفر بن فلاح، فوليها سنة وأربعة أشهر، ثم عزل بمحمد «1» بن بزال.
وفيها لم يحجّ أحد من العراق خوفا من العطش والعرب، وخرجوا ثمّ عادوا.
وفيها توفّيت يمنى أمّ القادر. كانت مولاة عبد الواحد بن الخليفة المقتدر، وكانت من أهل الدين والصلاح. وصلّى عليها القادر في داره وكبّر أربعا، وحملت إلى الرّصافة في طيّار فدفنت بها.
وفيها توفّى الأمير لؤلؤ غلام سيف الدولة بن حمدان صاحب حلب والذي كان واقع العزيز نزارا والد الحاكم؛ وقد تقدّم ذكر ذلك في ترجمة العزيز مفصّلا. كان لؤلؤ شجاعا مقداما. ولما مات لؤلؤ تولّى الملك بعده ابنه مرتضى الدولة، وهرب بعد ذلك إلى الروم.
وفيها توفّى هشام بن الحكم بن عبد الرّحمن الأموىّ صاحب الأندلس، ولقبه المؤيّد، وهو من ذرّية مروان بن الحكم الأموىّ وهو عمّ أبى ركوة الذي كان خرج على الحاكم المقدّم ذكره، وباسمه كان يخطب أبو ركوة المذكور. ولى هشام هذا الملك وله تسع سنين، وأقام واليا على الأندلس تسعا وثلاثين سنة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وستّ عشرة إصبعا. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وثلاث وعشرون إصبعا.