الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صوتهما اخذهما أبو الحسن بن بويه مع أبى عبد الله بن البهلول «1» ، فكانوا يصلّون به بالنوبة التراويح، وهم أحداث السنّ.
وفيها توفّى الحسن بن محمد بن إسماعيل أبو علىّ الإسكافىّ الملقّب بالموفّق.
كان بهاء الدولة قد فوّض إليه أموره وقام بتدبير ملكه. وكان شجاعا مقداما، لا يتوجّه في أمر إلّا وينصر. وارتفع أمره حتّى قال رجل أبهاء الدولة: يا مولانا، زينّك الله في عين الموفّق. ولا زال الناس به حتّى قبض عليه بهاء الدولة وخنقه.
وفيها توفّى خلف بن القاسم بن سهل الحافظ أبو القاسم الأندلسىّ، كان يعرف بابن الدبّاغ، مولده سنة خمس وعشرين وثلثمائة، كان حافظا مكثرا جمع مسند الإمام مالك بن أنس رضى الله عنه، وحديث شعبة بن الحجّاج، وأسامى «2» المعروفين بالكنى من الصحابة والتابعين وسائر المحدّثين، وكان أعلم الناس برجال الحديث والتواريخ والتفسير.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وخمس عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 395]
السنة التاسعة من ولاية الحاكم منصور على مصر وهى سنة خمس وتسعين وثلثمائة.
فيها حجّ بالعراقيّين أبو جعفر [بن «3» ] شعيب، ولحقهم عطش كبير في طريقهم فهلك خلق كثير.
وفيها قتل الحاكم صاحب مصر جماعة بمصر من أعيانها صبرا.
وفيها كانت وقعة بين بهاء الدولة «1» بن بويه وبين عميد الجيوش، انكسر فيها عميد الجيوش وانهزم أقبح هزيمة.
وفيها خرج أبو ركوة «2» على الحاكم، وتعاظم أمره حتّى عزم الحاكم على الخروج إلى الشام، وبرز إلى بلبيس بالعساكر والأموال، فأشير عليه بالعود إلى مصر فعاد وجهّز إليه جيشا فواقعوه غير مرّة حتّى هزموه، حسب ما ذكرناه في أصل ترجمة الحاكم من هذا المحلّ، ونذكره أيضا في السنة الآتية.
وفيها توفّى أحمد بن محمد البشرىّ «3» الصوفىّ المحدّث، رحل في طلب الحديث وجاور بمكة مدّة وصار شيخ الحرم، ثمّ عاد إلى مصر فتوفّى بالطريق بين مصر ومكّة، وكان صالحا ثقة.
وفيها توفّى أحمد بن فارس بن زكريّاء بن محمد بن حبيب أبو الحسين الرازىّ، وقيل: القزوينى المعروف بالرازىّ المالكىّ اللغوىّ نزيل همذان، وصاحب" المجمل" فى اللغة. سمع الحديث وروى عنه جماعة، وولد بقزوين ونشأ بهمذان، وكان أكثر مقامه بالرّىّ، وكان كاملا في الأدب فقيها مالكيا مناظرا في الكلام
وينصر أهل السّنة، وطريقته في النحو طريقة الكوفيين. وله مصنّفات بديعة.
ومن شعره قوله:
[السريع]
مرّت بنا هيفاء مجدولة
…
تركيّة تنمى لتركىّ
ترنو بطرف فاتن فاتر
…
أضعف من حجّة نحوىّ
وفيها توفّى أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد أبو الحسين بن أبى نصر النّيسابورىّ الخفّاف. قال الحاكم «1» : كان مجاب الدعوة، وسماعاته صحيحة بخطّ أبيه من أبى العباس «2» السرّاج وأقرانه، وبقى واحد عصره في علوّ الإسناد؛ ومات في شهر ربيع الأوّل. قال الحاكم: وصلّيت عليه وله ثلاث وتسعون سنة.
وفيها توفّى محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة- واسم مندة إبراهيم بن الوليد ابن سيدة- الحافظ الكبير أبو عبد الله العبدىّ الأصبهانىّ المعروف بابن مندة؛ رحل وطوّف الدنيا، وجمع وصنّف وكتب ما لا ينحصر. وحدّث عن أبيه وعمّ أبيه عبد الرّحمن بن يحيى وخلق كثير، وروى عنه جماعة. قال أبو نعيم «3» - وهو معاصره-:
ابن مندة حافظ من أولاد المحدّثين، توفّى في سلخ ذى القعدة، واختلط في آخر عمره.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وخمس عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وثلاث أصابع.