الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى أحمد بن الراضى بالله بعد أن طالت علّته بمرض البواسير.
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن جعفر الشيخ أبو بكر البيهقىّ، كان من كبار مشايخ نيسابور في زمانه. سئل عن الفتوّة، فقال: هى حسن الخلق وبذل المعروف.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التّغلبىّ صاحب الموصل وكان أسنّ من سيف الدولة.
والحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان الحربىّ. وأبو القاسم زيد بن علىّ بن أبى بلال الكوفىّ. ومحمد بن معاوية الأموىّ القرطبىّ في شهر رجب.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وثلاث عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وتسع أصابع.
ذكر ولاية جوهر القائد الرومىّ المعزّىّ على مصر
هو أبو الحسن جوهر بن عبد الله القائد المعزّى المعروف بالكاتب، مولى المعزّ لدين الله أبى تميم معدّ العبيدىّ الفاطمىّ. كان خصيصا عند أستاذه المعزّ، وكان من كبار قوّاده؛ ثم جهّزه أستاذه المعزّ إلى أخذ مصر بعد موت الأستاذ كافور الإخشيذى؛ وأرسل معه العساكر وهو المقدّم على الجميع؛ وكان رحيله من إفريقيّة في يوم السبت رابع عشر شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين وثلثمائة؛ وتسلّم مصر في يوم الثلاثاء ثامن عشر شعبان من السنة. على ما سنحكيه.
ولمّا دخل مصر صعد المنبر يوم الجمعة خطيبا وخطب ودعا لمولاه المعزّ بإفريقيّة؛ وذلك في نصف شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وثلثمائة المذكورة. وكان المعزّ لما ندب جوهرا هذا إلى التوجّه إلى الديار المصريّة أصحبه من الأموال والخزائن
ما لا يحصى، وأطلق يده في جميع ذلك، وأفرغ الذهب في صور «1» الأرحاء، وحملها على الجمال لعظم ذلك في قلوب الناس. وقال في رحيله من القيروان شاعر الأندلس محمد بن هانئ قصيدته المشهورة في جوهر، وهى:
رأيت بعينى فوق ما كنت أسمع
…
وقد راعنى يوم من الحشر أروع
غداة كأنّ الأفق سدّ بمثله «2»
…
فعاد غروب الشمس من حيث تطلع
فلم أدر إذ «3» ودّعت كيف أودّع
…
ولم أدر إذ شيّعت كيف أشيّع
ألا إنّ هذا حشد من لم يذق له
…
غرار الكرى جفن ولا بات يهجع
إذا حلّ في أرض بناها مدائنا
…
وإن سار عن أرض غدت «4» وهى بلقع
تحلّ بيوت المال حيث محلّه
…
وجمّ العطايا والرّواق المرفّع
وكبّرت الفرسان لله إذ بدا
…
وظلّ السلاح المنتضى يتقعقع
وعبّ عباب الموكب الفخم حوله
…
وزفّ «5» كما زفّ الصباح الملمّع
رحلت «6» إلى الفسطاط أوّل رحلة
…
بأيمن فال في الذي أنت تجمع
فإن يك في مصر ظماء لمورد
…
فقد جاءهم نيل سوى النّيل يهرع «7»
ويمّمهم من لا يغار بنعمة
…
فيسلبهم لكن يزيد فيوسع