الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمران بن الجندىّ، وهو ضعيف. وأبو سعد إسماعيل بن أبى بكر الإسماعيلىّ شيخ الشافعية. وأبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابىّ في [شهر] ربيع الأول، وله تسعون سنة. والقاضى أبو الحسن على بن محمد بن إسحاق الحلبىّ بمصر. وأبو بكر محمد ابن [الحسن «1» بن] الفضل بن المأمون. وأبو بكر محمد بن على بن النضر «2» الدّيباجىّ.
وأبو بكر محمد بن عمر بن زنبور الورّاق.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وعشر أصابع. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وست عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 397]
السنة الحادية عشرة من ولاية الحاكم منصور على مصر وهى سنة سبع وتسعين وثلثمائة.
فيها دخل بهاء الدولة البصرة وملكها واستولى على ذخائر ابن واصل «3» .
وفيها استفحل أمر أبى ركوة الذي خرج على الحاكم، وذكرنا أمره في الماضية، ودعا لعمّه هشام الأموىّ. وأبو ركوة المذكور اسمه الوليد، وهو من ذريّة هشام ابن عبد الملك بن مروان؛ وعظم أمره وانضم عليه الخلائق واستولى على برقة وغيرها، وكسر عسكر الحاكم، وضرب السّكّة، وصعد المنبر وخطب خطبة بليغة، ولعن الحاكم وآباءه، وصلّى بالناس وعاد إلى دار الإمارة، وقد استولى على جميع ما كان فيها.
وعرف الحاكم بما جرى فانزعج وكفّ عن القتل وانقطع عن الركوب الذي كان
يواصله؛ ثم جهّز الحاكم إلى حرب أبى ركوة قائدا من الأتراك يقال له ينّال الطويل، وأرسل معه خمسة آلاف فارس- وكان معظم جيش ينّال [من] كتامه، وكانت مستوحشة من ينال فإنه قتل كبار كتامة بأمر الحاكم- فتوجّه ينّال وواقع أبا ركوة فهزمه أبو ركوة وأخذه أسيرا، وقال له: العن الحاكم، فبصق في وجه أبى ركوة؛ فأمر أبو ركوة به فقطّع إربا إربا. وأخذ أبو ركوة مائة ألف دينار كانت مع ينال وجميع ما كان معه، فقوى أمره أكثر ما كان. واشتدّ الأمر على الحاكم أكثر وأكثر بكسر ينال؛ وبعث إلى الشام واستدعى الغلمان الحمدانيّة والقبائل وأنفق عليهم الأموال وجهّزهم، وجعل عليهم الفضل بن عبد الله؛ فطرقهم أبو ركوة وكسرهم وساق خلفهم حتّى نزل عند الهرمين بالجيزة؛ وغلّق الحاكم أبواب القاهرة؛ ثمّ عاد أبو ركوة إلى عسكره. فندب الحاكم العساكر ثانيا، فسار بهم الفضل في جيوش كثيرة، والتقى مع أبى ركوة فهزمه وقتل من عسكره نحو ثلاثين ألفا. ثم ظفر الفضل بأبى ركوة وسار به مكرما إلى الحاكم. وسبب إكرامه له خوفه عليه من أن يقتل نفسه، وقصد الفضل أن يأتى به الحاكم حيّا. فأمر الحاكم أن يشهّر أبو ركوة على جمل ويطاف به. وكانت القاهرة قد زيّنت أحسن زينة، وكان بها شيخ يقال له الأبزارىّ، إذا خرج خارجىّ صنع له طرطورا وعمل فيه ألوان الخرق المصبوغة وأخذ قردا ويجعل في يده درّة ويعلّمه [أن] يضرب بها الخارجىّ من ورائه، ويعطى مائة دينار وعشر قطع قماش. فلمّا قطع أبو ركوة الجيزة أمر به الحاكم، فأركب جملا بسنامين وألبس الطّرّطور وأركب الأبزارىّ خلفه والقرد بيده الدّرّة وهو يضربه والعساكر حوله، وبين يديه خمسة عشر فيلا مزيّنة؛ ودخل القاهرة على هذا الوصف ورءوس أصحابه بين يديه على الخشب والقصب؛ وجلس الحاكم فى منظرة على باب الذهب، والترك والديلم عليهم السلاح وبأيديهم اللّتوت وتحتهم
الخيول بالتّجافيف «1» حول أبى ركوة؛ وكان يوما عظيما، وأمر به الحاكم أن يخرج إلى ظاهر القاهرة ويضرب عنقه على تلّ بإزاء مسجد «2» ريدان خارج القاهرة. فلمّا حمل إلى هناك أنزل فإذا به ميّت فقطع رأسه وحمل به إلى الحاكم؛ فأمر بصلب جسده. وارتفعت منزلة الفضل عند الحاكم بحيث إنّه مرض فعاده مرّتين أو ثلاثا، وأقطعه إقطاعات كثيرة ثم عوفى من مرضه، وبعد أيام قبض عليه الحاكم وقتله شرّ قتلة.
وفيها كسا الحاكم الكعبة القباطىّ البيض، وبعث مالا لأهل الحرمين.
وفيها توفّى عبد الصمد بن عمر بن محمد بن إسحاق أبو القاسم الدّينورىّ الواعظ الزاهد، كان فقيها زاهدا عابدا محدّثا منقطعا عن الناس، وهو من كبار الشيوخ رحمه الله.
وفيها توفّى الشيخ الإمام العالم الحافظ أبو الحسن على بن عمر القصّار «3» المالكىّ ببغداد.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وأربع أصابع. مبلغ الزيادة أربع عشرة ذراعا وستّ عشرة إصبعا.