الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإخشيذ وبنيه بمصر أربعا وثلاثين سنة وأربعة وعشرين يوما «1» ؛ منها دولة أحمد بن علىّ هذا- أعنى أيام سلطنته بمصر- سنة واحدة وثلاثة أشهر إلّا ثلاثة أيام. وكانت مدّة الدعاء لبنى العباس بمصر منذ ابتدأت دولة بنى العبّاس إلى أن قدم القائد جوهر المعزّىّ وخطب باسم مولاه المعزّ معدّ العبيدىّ الفاطمىّ مائتى سنة وخمسا وعشرين سنة. ومنذ «2» افتتحت مصر إلى أن انتقل كرسى الإمارة منها إلى القائد جوهر ثلثمائة سنة وتسعا وثلاثين سنة. انتهت ترجمة أحمد بن علىّ ابن الإخشيذ.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 358]
السنة التى حكم في بعضها أحمد بن علىّ بن الإخشيذ على مصر، وكانت ولايته فى جمادى الأولى من السنة الماضية، غير أننا ذكرنا تلك السنة في ترجمة كافور، ونذكر هذه السنة في ولاية أحمد هذا، على أنّ القائد جوهرا حكم في آخرها؛ وليس ما نحن فيه من ذكر السنين على التحرير، وإنّما المقصود ذكر الحوادث على أىّ وجه كان. وهذه السنة هى سنة ثمان وخمسين وثلثمائة.
فيها عملت الرافضة المأتم في يوم عاشورا ببغداد وزادوا في النّوح وتعليق المسوح، ثم عيّدوا يوم الغدير «3» .
وفيها كان القحط ببغداد وأبيع الكرّ بتسعين دينارا.
وفيها ملك جوهر القائد العبيدىّ مصر وخطب لبنى عبيد المغاربة، وانقطع الدعاء لبنى العبّاس من مصر، حسب ما ذكرناه في ترجمة أحمد بن علىّ ابن الإخشيذ هذا.
وفيها حجّ بالناس من العراق الشريف أبو أحمد «1» الموسوىّ والد الرضىّ والمرتضى.
وفيها ولى إمرة دمشق الحسن بن عبيد الله بن طغج [ابن «2» ] أخى الإخشيذ فأقام بها شهورا ثم رحل في شعبان، واستناب بها سمول الكافورىّ؛ ثم سار الحسن إلى الرملة فالتقى مع ابن فلاح مقدّمة جوهر القائد في ذى الحجة بالرملة؛ فانهزم جيشه.
وأخذ أسيرا وحمل إلى المغرب، حسب ما ذكرناه في ترجمة أحمد بن علىّ الإخشيذ صاحب الترجمة.
وفيها عصى جند حلب على ابن سيف الدولة، فجاء من ميافارقين ونازل حلب، وبقى القتال عليها مدّة.
وفيها استولى الرّعيلىّ على أنطاكية، وهو رجل غير أمير وإنّما هو من الشّطّار «3» ، وانضم عليه جماعة فقوى أمره بهم؛ فجاءت الروم ونزلوا على أنطاكية وأخذوها في ليلة
واحدة؛ وهرب الرعيلىّ من باب «1» البحر هو وخمسة آلاف إنسان ونجوا إلى الشام؛ وكان أخذها في ذى الحجة من هذه السنة، وأسر الروم أهلها وقتلوا جماعة كثيرة.
وفيها جاء القائد جعفر بن فلاح مقدّمة القائد جوهر العبيدى المعزّى إلى الشام؛ فحاربه أميرها الشريف ابن أبى يعلى، فانهزم الشريف وأسره جعفر بن فلاح وتملّك دمشق.
وفيها توفّى ناصر الدولة الحسن بن أبى الهيجاء عبد الله بن حمدان- تقدّم بقيّة نسبه في ترجمة أخيه سيف الدولة- كان ناصر الدولة صاحب الموصل ونواحيها، وكان أخوه سيف الدولة يتأدّب معه، وكان هو أيضا شديد المحبة لسيف الدولة. فلما مات سيف الدولة تغيّرت أحواله لحزنه عليه، وساءت أخلاقه وضعف عقله؛ فقبض عليه ابنه أبو تغلب الغضنفر بمشورة الأمراء وحبسه مكرّما- حسب ما ذكرناه- فلم يزل محبوسا إلى أن مات في شهر ربيع الأوّل.
وقيل: إنّ ناصر الدولة هذا كان وقع بينه وبين أخيه سيف الدولة وحشة؛ فكتب إليه سيف الدولة، وكان هو الأصغر وناصر الدولة الأكبر، يقول:
رضيت لك العليا وقد كنت أهلها
…
وقلت لهم بينى وبين أخى فرق
ولم يك بى عنها نكول وإنّما
…
تجافيت عن حقّى فتمّ لك الحقّ
ولا بدّ لى من أن أكون مصلّيا
…
إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق
وفيها توفّى سابور بن أبى طاهر القرمطىّ في ذى الحجة، كان طالب قبل موته عمومته بتسليم الأمر إليه فحبسوه، فأقام في الحبس أيّاما ثم خرج من الحبس؛ وعمل فى ذى الحجة ببغداد «غدير خمّ» على ما جرت به العادة، ثم مات بعد مدّة يسيرة.