الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ)
. وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاثين ألف مسلم كلّهم يقول لأبى بكر: يا خليفة رسول الله» .
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع سواء. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وإصبعان.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 374]
السنة التاسعة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة أربع وسبعين وثلثمائة.
فيها دخلت القرامطة البصرة لمّا علموا بموت عضد الدولة، ولم يكن لهم قوّة على حصارها، فجمع لهم مال فأخذوه وانصرفوا.
وفيها وقع الصلح بين صمصام الدولة وبين عمّه فخر الدولة بمكاتبة أبى عبد الله ابن سعدان إلى الصاحب بن عبّاد. فكان ابن سعدان يخاطب الصاحب بن عبّاد بالصاحب الجليل، والصاحب بن عباد يخاطب ابن سعدان بالأستاذ مولاى ورئيسى.
وفيها ملكت الأكراد ديار بكر بن ربيعة. وسببه. أنّه كان بجبال حيزان «1» رجل كردىّ يقطع الطريق، يقال له أبو عبد الله «2» الحسين بن دوستك، ولقبه پاد، واجتمع عليه خلق كثير، وجرت له مع بنى حمدان حروب إلى أن قتل. فلمّا قتل پاد، المذكور كان له صهر يقال له مروان بن كسرى وكان له أولاد ثلاثة، وكانوا
من قرية يقال لها كرماس «1» بين إسعرذ «2» والمعدن، وكانوا رؤساءها. فلمّا خرج پاد خرج معه أولاد مروان المذكور وهم: الحسن «3» وسعيد وأحمد وأخ آخر. فلمّا قتل پاد انضمّ عسكره على ابن أخته الحسين، واستفحل أمره وتقاتل مع من بقى من بنى حمدان فهزمهم. ثمّ مات عضد الدولة بن بويه، فصفا له الوقت وملك ديار بكر وميّافارقين، وأحسن السيرة في الناس فأحبّته الرعيّة؛ ثم افتتح بعد ذلك عدّة حصون، يأتى ذكرها إن شاء الله تعالى في محلّها.
وفيها توفّى عبد الرّحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة الخطيب الفارقىّ «4» صاحب الخطب، والذي من ذرّيته الشيخ جمال الدين محمد بن نباتة الشاعر المتأخر، الآتى ذكره إن شاء الله تعالى. وكان مولده بميّافارقين في سنة خمس وثلاثين وثلثمائة.
وكان بارعا في الأدب، وكان يحفظ" نهج البلاغة" وعامّة خطبه بألفاظها ومعانيها، ومات بميافارقين عن تسع وثلاثين سنة. ولولده أبى طاهر محمد خطب أيضا.
وفيها توفّى محمد بن محمد بن مكّىّ أبو أحمد «5» القاضى الجرجانى، رحل في طلب الحديث ولقى الشيوخ، وكان حافظا فاضلا أديبا. ومن شعره رحمة الله:
[الوافر]
مضى زمن وكان الناس فيه «6»
…
كراما لا يخالطهم خسيس